مقالات سياسية

كل العيون تبني عليك كون يا حمدوك!

عثمان محمد حسن

* إنقطع التيار الكهربائي، و بعد طول انتظار لعودة التيار تساءلت طفلةٌ في براءةٍ عابرةٍ ندية: ” حمدوك بجيب لينا الكهربا متين؟!”

* ذاك شعور جميع السودانيين المتفائلين بقيادة حمدوك للحكومة الانتقالية.. و قد سمعوا عن خبرته و كفاءته الكثير..

* كل العيون تحدِّق في حمدوك معانقةً الأملَ الذي أطل من وراء اليأس الخانق للتطلعات الموؤودة طوال سنوات حكم الكيزان المرتبط بشريعةٍ يعرف قائدهم المدغمِس أنها شريعة مدغمَسة تنادت بها، و لا تزال تنادي، جماعة مدغمِسة.. و محتوى شريعتهم قيودٌ و جورٌ و استباحةٌ كاملةٌ لحقوق الانسان..

* قصارى القول أن الشريعة التي عشنا تحت قيودها لثلاثة عقود عجافٍ كانت مصدر خراب لبيوت معظم السودانيين.. و مرتعاً خصباً لكل كوزة أفَّاكة و كل كوز أفَّاك للتمرغ في نعيم الدنيا و بهرجها دون كبير عناء..

* لا غرابة في بُغض الشعب السوداني (المؤمن) لشريعةٍ تبالغ في هدر مقدراته المادية و المعنوية صباحَ مساءَ.. و لا عجب في أن يستشيط غضباً عند مجرد ذكرها.. و لا استغراب إذا ما ثار ضد كل منافق يدعو لعودتها شرعنةً للجور و الطغيان..

* و للشعب الحق في التعلق ببزوغ فجر الأمل في صورة حكومة تنقله من بؤرة جورِ تديُّن الحرامية إلى فضاءات فجر الأمل الصادق..

* صار حتى الأطفال يتعلقون بالأمل في شخص حمدوك:- ” حمدوك بجيب لينا الكهربا متين؟!”
* تلك هي الكلمة التي تحمل ثقة الناس في قائد مسيرة محفوفة بالمخاطر نحو السودان الجديد..

* بمقدور هذا الأمل أن يصنع المستحيل و يعبر بالطفلة و قريناتها و أقرانها إلى المستقبل المأمول إذا ما طبق الدكتور حمدوك، على أرض الواقع في وطنه السودان، مضامين إرشاداته و محاضراته التي أعانت بعض الدول الأفريقية في الحوكمة الراشدة أو ما قرُب منها..

* نعلم، يقيناً، أن الثورة المضادة تحيط بثورتنا الوليدة من كل جانب للحؤولة دون تطبيق حمدوك لنظرية الحوكمة الراشدة في السودان الجديد..

* و لأن عيون الشرفاء تحدِّق في أفق الحرية و السلام و العدالة، فإن الثورة المضادة لن يُكتب لها النجاح مهما استبسلت قياداتها في حياكة الدسائس و المؤامرات.. و مهما أعلنت عن نيتها في تمزيق دستور الثورة في تحدٍّ مستفِز لمشاعر الثوار..

* لقد صبر الشعب السوداني طويلاً على أذى هؤلاء المنافقين الموتورين.. و سوف يتحلى بالصبر الجميل مع ترتيبات لا بد من أن ترتبها الحكومة الانتقالية لتحقيق الآمال المرتجاة..

* و من الوعي النابع من ثورة ديسمبر المجيدة أن لا حدود لشكوك الشعب في أفعال الكيزان اليائسين.. و كلما تفاجأ الناس بمنغِّص من منغصات حياتهم اليومية المألوفة،مثل تواتُر انقطاع تيار الكهرباء و شخير مواسير المياه و شح الوقود و نحو ذلك، تسمع الجميع يقولون: ” دي مؤامرة من مؤامرات الكيزان!”

* و كل الأزمات التي سوف تحدث سوف يرجعها الشعب إلى الكيزان.. حتى إن لم يتسبب الكيزان فيها.. و ما ذلك إلا لأن الكيزان قرناءٌ للأزمات.. و “كل قرينٍ إلى المقارنِ يُنسبُ”!..

* هذا هو واقع حال الكيزان في الشارع العام.. و مع ذلك يتعامَون عن واقعهم فيهددون بتحريك الشارع الذي لم تعد لديهم القدرة على تحريكه كما كانوا يفعلون..

* من المؤكد أنهم لن يتراجعوا عن وعيدهم و سوف يخلقون الأزمات في السلع و الخدمات ولأن معظم قطاعاتها ملك لهم.. و سوف ينحون ناحية التخريب و إثارة الأحقاد و الفتن بين المجتمعات السودانية..

* لذلك ينبغي علينا أن نحذر غدرهم..و هم يتأبطون كل شرور شريعتهم لوأد تطلعات الحكومة الانتقالية!

* نعم، علينا نحن واجب احباط مؤامراتهم و دسائسهم باليقظة و قراءة اتجاه ما يحبكون ووأده في مهده..

* و كلنا نعلم أن لا معجزات في حقيبة حمدوك و أنه لن يقدر على فعل كل ما نحلم به دون أن نعينه على ما ينبغي فعله.. علينا، فقط، المشاركة في الفعل بصورة ما.. و أقلها إفشال دسائسهم و ما يمكرون..

* حمدوك يحتاجنا بشدة كي يتمكن من العمل في بيئة تليق بتنفيذ مرادنا.. فنحن نحتاجه ليخدمنا خدمة منزهة من كل التشوهات التي أحدثها البشير، و لا تزال فلول نظامه تسعى لتواصل ما بدأه من تشوهات، في حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، بل و حتى في حياتنا الدينية..

* إن حاجتنا إلى حمدوك صنوٌّ لحاجته إلينا و الحاجتان مكملتان لبعضهما و ضروريتان لأقصى مدى لتحقيق السودان الجديد وفق ما هو مأمول..

* و على هذا الأساس، أعلمي يا صغيرتي أن حمدوك حيجيب ليك الكهربا.. و “حيطلع الشجرة و يجيب ليك معاهو بقرة يحلب و يسقيك….” و يسقي قريناتك و أقرانك!

* و الله المستعان..

 

عثمان محمد حسن
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..