مقالات سياسية

ديوان الزكاة مفسدة أريد بها محمدة !!!!

عبد المنعم على التوم

معنى كلمة محمدة فى قاموس معجم المعانى الجامع (عربى عربى) هى أسم و الجمع محامد و المحمدة هى مايشكر المرء به أو يثنى عليه خلاف المذمة (حمد يحمد ، حمدا، فهو حامد ، و المفعول محمود وحميد ) حمد الشئ يعنى رضى عنه و أرتاح إليه – حمده على كرمه : شكره و أثنى عليه – احمد إليك الله : أحمد نعمة الله معك – حمدالله : اثنى عليه وشكر نعمته – الراضون بقضاء الله : الشاكرون لنعمته فالحمد ، هو الثناء المستمر .أما كلمة محمدة فى اللغة الانجليزية فهى متعددة و لها عدة أوجه منها مايلى:
(Commendable act or deed laudable or praiseworthy action)
أما معنى المفسدة (هى مصدر فساد أو سببه أو ما يؤدى الى فساد ((إن ذلك لمفسدة للأخلاق ) أو ما ينجم عن شئ من ضرر ((مفاسد الأهواء).!!! وكلمة مفسدة فى اللغة الانجليزية تسمى (Spoiler ).
لقد تأكد للشعب السودانى معلم الشعوب مفسدة النظام البائد الفاسق الكاذب الزنديق الذى تلاعب بالدين الاسلامى وخدع الشعب السودان و دمر البنيات التحتية وباع الارض وجميع ممتلكات الدولة التى كانت ترفد خزينة الدولة بالاموال وسخرها لصالح منسوبيه بأسم الحركة الاسلامية و حزب المؤتمر اللاوطنى و الذى سخر كل اموال الدولة وحكم الدولة بيد من حديد حيث قمع الشعب السودانى الطيب المسالم مرة بأسم الدين الاسلامى و مرات آخرى بالآلة الامنية العسكرية الجبارة وحتى أوصلوا السودان الى نقطة الصفر و توقفت الحياة تماما ، ومن ثم هب الشعب كله وتمرد وثار وسار نحو ثورته العظيمة وأقتلع هذا الطاغوت الفاسد المفسد كما تعلمون !! إلا أننا نجد أنظمة النظام الفاسد مازالت تعمل و تجبى الناس وتأكل أموالهم بالباطل فرجل المرور يقطع الطريق و يأخذ أموال الناس بطريقة لم نشهد لها مثيل فى العالم و رجل الجمارك يقطع الطريق و رجل الضرائب يقطع الطريق ورجل الزكاة يقطع الطريق وهذه الاخيرة فى تقديرى هى الاعظم و الاخطر لا نها بإسم الدين و الدين عنها برئ هكذا ما زالت دولة الجبايات تعمل ومازالت الاموال تجنب !!!والمواطن يصيح و يبكى من غلاء الاسعار و التى هى فى حقيقتها التى أرهقت كاهل المواطن !!!
ودت بهذا المقال أن أتناول صرح هو فى تقديرى الاكبر و الاكثر خطورة من حيث الفساد والخداع بأسم الدين ولفت نظر قيادة التغيير فى الحكومة المدنية لا رجاع الامر الى ما كان عليه الامر قبل العام 1984 وحل ما يسمى بديوان الزكاة !!!!
نعم الامر يتعلق بالزكاة – و التى نعلمها تماما بأنها فريضة و ركن من أركان الاسلام الخمسة وهى الركن الثالث بعد الصلاة مباشرة ثم يليها الصوم و الحج و هى نمثل العبادات وهى و اجبات المسلم الشخصية تجاه رب العالمين كماهو معلوم لكل المسلمين ، وكل هذه العبادات الخمسة حسابها عند رب العالمين وليس لسلطان أو حاكم أوملك أو رئيس لديه الحق فى محاسبة الناس فى عباداتهم وقد ذكر رب العزة ذلك فى سورة الرعد من الاية (40 ) للرسول صلى الله عليه و سلم عند ما قال :(عليك البلاغ و علينا الحساب)!!!!
بداية التدخل من الدولة فى أمر الزكاة كان فى العام 1984 عندما أنشأت حكومة جعفر نميرى قسم بديوان الضرائب سمى قسم الزكاة الطوعية حتى جاءتنا هذه الطامة الكبرى التى تسمى ثورة الانقاذ واصدرت فى 6 يناير 1990 قانون الزكاة حولتها الى جباية تجبى بالقانون وتأخذها من الناس عنوة و إقتدارا بحجة صرفها على الفقراء ولكن فى حقيقة الامر صرفها على اللصوص أو على منسوبيهم أو فيما يسمى بالعاملين عليها (المصدر كتاب المؤتمر الاول للزكاة 1994)
هناك فرق شاسع جدا فى المعنى بين الصدقة و الزكاة فالصدقة معروف وليس لها شروط مثلها ومثل التبرعات تماما أما الزكاة فمن أوجب شروطها ان تكون مسلما ولديك أموال قد بلغت النصاب وحال عليها الحول وهذه الشروط لا يمكن للحاكم أن يعلم بها مهما برع من فراسه أأيعلم بأن لدي مال و قد بلغ النصاب حتى يأتى و يأخذه منى عنوة !!!!فالمال يعلمه صاحبه ورب العزة و الجلال لا أحد سواهم !!! فالزكاة ليس بها بند للعاملين عليها لان عاملها هو صاحبها و أولى القربى أولى بالمعروف لذلك نجد مصارف الزكاة و هى خالية من بند العاملين عليها فى سورة البقرة الاية (177)(ليس البر أن تولوا و جوهكم قبل المشرق و المغرب ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر والملائكة و الكتاب و النبين وآتى المال على حبه ذوى القربى و اليتامى والمساكين وابن السبيل و السائلين وفي الرقاب و اقام الصلاة و آتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون )(صدق الله العظيم)- و عليك أيها القارئ الحصيف أن تلاحظ ليس فى هذه الاية بند العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم و الغارمين لانها زكاة و وجوب اختصاصها لذوى القربى و ليس صدقة كما هو مبين فى الاية (60) من سورة التوبة حيث ذكر رب العزة و الجلال الصدقة صراحة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين و فى سبيل الله فريضة من الله و الله عليم حكيم )(صدق الله العظيم ).
وإذا تتبعت كل آيات القرآن التى ذكرت فيها الزكاة تجدها تؤتى و لا تؤخد . ولكن وعاظ السلاطين و أرزقيتهم مع الحكام ومرتباتهم من يد الرئيس وهاك يا ظروف !!!!لا يخافون و لا يختشون وهم يحرفون كلام الله وتسمعهم فى جميع مواعظهم بأن الصدقة المذكورة فى سورة التوبة (يقصد بها الزكاة ) يقول الله تعالى أنما الصدقات و ليس الزكوات من أين لهم هذا القصد ، ومن الذى حدثهم بهذا القصد ومن الذى جعلهم يحرفون كلام رب العالمين ليحرموا فقراء اصحاب الزكوات و يأخذون زكواتهم لينفقوها على سفهاءهم وأعضاءهم و منسوبيهم ويشترون بأموال الزكاة الفارهات من العربات و العمارات ونجدهم يحملون تذاكر الوقود فى محطات خدمة امداد المواد البتروليه و يصرفون الحوافز و المخصصات المختلفة ويمنعون هذا و ويعطون ذاك أما كان الاجدى أن تخرج الدولة من هذه الزكاة و تترك اكل اموال الناس بالبالطل و تلتفت الى أداء مهامها و تكريس مجهوداتها فى أمر الانتاج و المنتجين (حسبى الله و نعم الوكيل )
لا بد للحكومة المدنية أن تدرس هذا الامر من كل الجوانب لترى حجم الفساد فى هذا الديوان وتقوم بحله فورا ووقف هذا العبث بأسم الدين !!! لا يوجد فى جميع أنحاء العالم ما يسمى بديوان الزكاة و فى عهد سيدنا عثمان منع العاملين عليها من جبايتها وترك أمر إخراجها لصاحبها هو المسئول الاول عنها و عن الفقراء فى أهل بيته و ليس هناك سببا واحدا تجعل الحاكم يجرى و ينهب أموال الزكاة !و يحرم فقراء صاحب الزكاة !!!
أتركوا الناس يؤدوا زكواتهم بأنفسهم مثل ما يؤدون الصلاة و الصوم والحج!!! وسوف يحاسبهم الله يوم القيامة أفرادا لا حكومات وقد ذكر ذلك رب العزة و الجلال فى سورة مريم الاية (80)(ونرثه ما يقول ويأتينا فردا )وفى الاية(95) من نفس السورة (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )
ويمكنك أيها القارئ الكريم أن تطلع على مقالى فى صحيفة الراكوبة (ما بين الصدقة و الزكاة و علماء السلطان )
و الله من وراء القصد,
عبد المنعم على التوم
[email protected]

تعليق واحد

  1. كلام صحيح 100% و الله انا مرة أخذوا مني الزكاة مقدما عندما كنت في الاغتراب و قلت للموظف اللي اعرفه انا أن الزكاة تجب علي المال إذا بلغ النصاب و حال عليه الحول ..و قال لي يا ابن العم والله القروش خلاص اتوردت في الخزينة و ما بقدر ارجعها لكن نحسبها ليك زكاة العام المقبل ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..