مقالات سياسية

تعاقد مع وزير!!

أقترح على الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء أن يوقع عقدا مع كل وزير جديد، يتعهَّد فيه الوزير بإنجاز خطة محددة هي الفيصل في بقائه على الكرسي.. مثلا..؛

وزارة السياحة، حسب المفهوم الذي توارثته العهود السياسية والحكومات السابقة هي وازرة المظاليم، تُمنَح للحزب الأضعف في التشكيل الوزاري.. في الحقبة الحزبية الثالثة تُرِكت للحزب القومي السوداني.. وفي عهد المخلوع البشير خُصِّصت لجماعة أنصار السنة.. ومُنِحت لوزير يرى أن دخول المتحف القومي حرام لوجود التماثيل فيه.. وحاليا لا أعلم من في الخاطر لكن أغلب الظن أنها لا تُقلِق أصحاب القرار.. فهي وزارة (مظاليم الهوى).

على الدكتور حمدوك أن يتعاقد مع وزير السياحة كي يحقق إيرادات من العملة الصعبة لا تقل عن خمسة مليار دولار في العام الأول ويتضاعف الرقم سنويا.. سيكون الوزير مشغولا من أول يوم يستقطب أصحاب الخبرات لوضع الخطة قصيرة المدى (بافتراض أن الخطة الاستراتيجية غائبة حاليا في ظل تغييب المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي).

طبعا قد يظن البعض أنها خطة تعجيزية وهدف مستحيل.. لكن تلك هي مصيبة هذا البلد المكتنز بالنعم والخيرات، أن بعض أهله غير واثقين من قدرة وطنهم وإمكانياتهم..

تذكرون أننا نشرنا هنا قبل أكثر من عامين قصة الأمريكي الذي وثقها في موقع “سي إن إن”.. كان في زيارة إلى “دبي” بالإمارات العربية وعلم أن سعر التذكرة إلى الخرطوم 250 دولارا فقط.. فقرر أن يمد رحلته إلى السودان ليرى الأهرامات.. وفعلا وصل إلى الخرظوم واكتشف أن “السفر من واشنطون إلى الخرطوم كوم، وكوم آخر أن يحد وسيلة تنقله إلى المصورات والبحراوية والبركل وكرمة”.. المهم في نهاية القصة كتب.. “يبدو أن هذا البلد لم يسمع بشيء اسمه (سياحة)”.

خلاصة قصة الأمريكي تعني أنه يمكننا الاستفادة من قربنا الجعرافي من أكثر الدول جذب للسياحة.. الإمارات.. اثيوبيا..كينيا وطبعا جارتنا الشمالية مصر.. تحفيز شركات السياحة في هذه الدول على تنديد رحلات الأفواج السياحية إلى السودان.. تصور أن يعلم سائح أوروبي أنه لو دفع مائة دولار إضافية فإن رحلته إلى الأقصر في مصر يمكن أن تمتد إلى كرمة والبركل والمصورات والبجراوية..

نحن محاطون من كل جانب ببلاد تجتذب سياحة عالمية هائلة، ما علينا إلا أن نسهل لشركات السياحة أن تعمل في السودان.. على الأقل ستنقل خبراتها إلينا..

السيد رئيسَ الوزراء، وقِّعْ العقدَ مع من يرغب في شغل وظيفة وزير السياحة.. “خمسة مليار دولار لا تنقص سنتا واحداً”.

التيار

‫10 تعليقات

  1. مصر سوف تمتص آخر دولار من كل سائح قبل ان ترسل السائح للسودان بكل اسف انك لم تتعلم شيئاً عن ومن المصريين خلال فترة وجودك معهم

  2. يا زول السودان ده عايز رئيس شايل ساطور بيد ومسدس بيد ويقص رقبة اي لص، غير كده اي واحد حيجي حياكل مع أهله ويمشي

  3. اؤيدك بشدة يا باش وهذه هي احدى النقاط التي ذكرتها له في مقالي رقم (1) في سلسلة المقالات المعنونة اليه والى وزرائه واسرهم في الاسبوه المنصرم

  4. امارة دبي بكل خبراتها وجبروتها فى السياحة لا تملك وزارة بل انما.دائرة السياحة والتسويق التجاري DTCM

  5. يا عثمان داير مصر ترسل لك سايح للسودان و بي ١٠٠ دولار
    عشان يشوف اهرامات السودان والحضارة الفرعونية النوبيه
    انت درست فين يا عثمان
    انت دقست فين يا عثمان

  6. والله يا سـيـد / عـثمان ميرغـنى انـت نـرجـسـى خـيـالى لا اعـلم بالضبط . هـل ترجـى خـيـرا من المصريـيـن . يا اخـى تتـذكـر زيارة الشيخـة موزة الى الأهـرامات عـنـدنا وماذا قالوا عـنهـا : لـقـد قالـوا لو تتـذكـر جـيدا انها عـلـب صلصة .

  7. إقتراح عملي …

    واظن ليس المقصود هنا فقط وزارة السياحة …

    يكون هنالك جرد شهري او كل شهرين للوزراء ( بعد ان تستقر احوالهم في فترة ال 3 اشهر الأولى ) ….

    والبرلمان نفسو يكون مسؤل من هذه الجردة ….

    علشان تاني اي واحد متطلع لأنو يكون وزير يعرف انو المحاسبة حتكون عسيرة .. ويخت الف حساب قبلما يقبل بالوزارة ….

  8. تطرق الأستاذ عثمان لوزارة مهملة ولكنها في غاية الأهمية … سبب الاهمال يتطلب منا أن نعترف أولا بأننا لا نملك ثقافة السياحة، وأننا نجهل الكثير من المعالم السياحية في بلدنا، كما أننا لم نشاهد صورا لسياح سودانيين في أماكن سياحية، بل ولا حتى من تيسرت احواله يخصص جزءا من وقت أسرته لزيارة الآثار أو الأماكن السياحية الأخرى … بهذا المفهوم حتى إذا سافرنا للبلاد المهتمة بالسياحة لا نذهب للأماكن السياحية إلا صدفة … باختصار، السياحة عندنا نوع من الترف غير المفيد عند المتيسرين، وكلام فارغ عند من هم دونهم … وبهذه المفاهيم عندما ننشيء وزراة للسياحة، فالدافع هو محاولة اظهار نفسنا كدولة مواكبة ومتحضرة، ونكتفي بهذا المظهر وحده … ولأجل ذلك كما تفضل الأستاذ عثمان، يتم تعيين وزراء يحملون أفكارا تتعارض مع مدخلات السياحة التي يفترض منهم تطويرها

    صحيح جدا إذا توفرت الإرادة وأصحاب الخبرات وتهيأت البنية التحتية للسياحة فلا شك أنها سترفد الدخل القومي بالكثير، ولكن نحتاج أولا للآتي:

    – التفكير في كيفية رفع درجة الوعي العام بالسياحة في السودان وتشجيع الرحلات السياحية لشرائح المجتمع المختلفة، فهذه الرحلات ستكشف الكثير من أوجه القصور التي يمكن علاجها قبل أن نبث إعلاناتنا للآخرين. نجرب السياحة ونطور التجربة ونتفاعل مع الآخرين من واقع تجربتنا … ألخ

    – تغيير اسم الوزارة لأي اسم آخر في الوقت الراهن. لأن الاسم (وزارة سياحة) ما زلنا لا نتعامل معه بمسحقاته المطلوبة، اضافة إلى أنه يضعنا في مقارنة جاراتنا التي اهتمت بها وعملت له، فلا نريد من مسمى (وزارة سياحة) في الوقت الراهن أن يفضحنا مع الآخرين أو تحبطنا ملاحظاتهم، خاصة إذا امتدت رحلاتهم لنا من الدول التي توطن فيها مفهوم السياحة.

    الاهتمام بالسياحة شيء مهم والسودان أغنى من غيره بالمعالم السياحية، ونتوقع أن تكون هناك روح ثورية جديدة للتعامل معها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..