مقارنة بلا مقاربة

كان الأغنياء والأثرياء فى السودان يلجون ويدخلون المجال السياسى والسياسة لخدمة أهلهم وتطويع السياسة لهم ولتوصيل صوتهم للحكومة، والآن المعدمين “ميتى” الصمير “فاقد” المجتمع يدخلونها للثراء الفاحش منها وعبرها وﻷنفسهم كل شئ،وأى شئ لأنفسهم ،فرق كبير وشاسع بين هؤلاء و أولئك،و”سياسيى” اليوم قمة ذكائهم كسبهم المادى الذي يجنونه،ومبلغ تفكيرهم أموالهم التى يحصدونها بالسياسة…،كان السياسيون معروفين فى أى منطقة بارزين فى مناطقهم، وأعيان ورموز مجتمعاتهم، ويمتازون بهيبة كبيرة ومكانة إجتماعية مرموقة وعالية،وصوتهم مسموع، وكلمتهم لها آذان صاغية،ومخلصين فى خدمة مجتمعاتهم ومتفانين ﻹرضاء قواعدهم وأهل مناطقهم،السياسة كانت عندهم وسيلة خدمة لا أكثر ولا أقل ،”سياسيى” اليوم بالعكس تماما كثر لا احد يستطيع عدهم،الآلة الحاسبة قد تعتذر عن عدهم وإن حاولت عدهم قد تخطئ من كثرتهم وتشعر بالخيبة، لا يعرفون بعضهم البعض، ينافسون بعضهم البعض “بالحفير” و “الكجور”السياسة عندهم مهنة “إرتزاق” ومصدر “دخل” لا ينضب،لا يهمهم بعد ذلك إن سكتوا أو تكلموا فى قضايا مناطقهم وهم أقرب الى السكوت منه الى الكلام،أغلبهم اليوم “نكرات النكرات” وغير معروفين للناس لا احد يقدرهم ولا أحد يعرفهم إن كانوا موجودين أو غير موجودين ليقدرهم،
السياسيين كانوا واعين وفاهمين ومتفهمين لطبيعة عملهم وللوظيفة التى أوكلت لهم،و”سياسيى”اليوم مختزلين السياسة “كتجارة” في كم ربحوا ﻷنفسهم من مهنة السياسة وليس فى حساباتهم الخسارة أصلا ولو “بالبونت” من منكم سمع سياسى مشارك مع حكومة الإنقاذ مثلا خسر “مليم” واحد جراء مشاركته معها!؟،ولو حسوا أن أرباحهم أكثر فى الحزب الفلانى لا يتوانون أو يترددون لحظة واحدة لتغير وتبديل أحزابهم السياسية حتى لو كان الحزب الذى ينضمون إليه خارج السلطة لو يضمنوا مائة بالمائة أنهم يعودون الى السلطة “باللفة” وبأرباح اكثر-هذا دون أن يخافوا لومة لائم أو عتاب من أحد،ومن هذا الأحد الذى يلومهم وهم يمثلون أنفسهم فقط إذن “فاليمرمطوها”وكمان بتنويع طرق “المرمطة” ووسائلها اذا شاءوا “مالنا بيهم” ،كان السياسيون كرماء وكريمين من مالهم،الآن السياسيون بخلاء البخلاء من مال الحكومة لأفراد الشعب….همهم الأول والأخير دائما أن يبنوا أنفسهم، وفى مشروع بناء أنفسهم يريدون أن يصلوا إلى مرحلة القمة “one go” دون أن يمروا بمرحلة “الساس” وما بين المرحلتين….كان السياسيون شعبيون محبوبين من الشعب،اليوم السياسيون “سلطويبن”بإمتياز ومكروهين من الشعب بشدة،كان السياسيون متواضعين وبسطاء ومنخرطين مع الشعب منه واليه واليوم السياسيون متكبرين “بخيبتهم” معزولين “بطرشنتهم”،مستغلين الشعب متاجرين بإسمه فى “مهنتهم” السياسة وبل متاجرين حتى بالدين، الذي “يصعدون” به وعبره فى سلم السلطة و “سنسير” الحكومة فى الترقى السياسى فى المناصب التى يسمونها بالدستورية والتى يريدون مكانتها حتى لو كانوا ضيوف فى سماية احد جاؤا لها بمحض إرادتهم.
[email][email protected][/email]



