مقالات وآراء

 لابد من انهاء النمط التقليدي للحكومة المركزية اذا اردنا للسودان البقاء والاستمرار والتقدم والازدهار.‎

اي نعم لقد سفط النظام الاسوا علي مر التاريخ والذي لا نظن انه سياتي اسوأ منه , فقد فعلوا كل ما من شانه تفتيت البلاد وتعذيب العباد واستخدموا كل وسيلة خسيسة ليضمنوا الاستمرار في السلطة التي لم تدم لمن هم اشد منهم قوة واكثر جمعا فسقطوا اخلاقيا قبل ان يسقطوا فيزيائيا ولحقوا بمن سبقهم من الطقاة والبغاة الي مزبلة التاريخ.
ولكن هذا السقوط وحده لايكفي لانتشال البلاد من دوامة الفشل الذي لازم كل الحكومات السابقة عسكرية كانت او مدنية ذلك لان التفكير المسيطر علي طبقة معينة من السودانيين ومن جهة معينة هي بان الحكومة المركزية لابد لها ان تتاطر في اطار مرسوم ومحتوم يتكرر كل ما جاءت حكومة بانقلاب او بثورة , وهذا الاطار او النمط المفروض والمتكرر دوما هو في الواقع ما يحمل في طياته بذور الفشل ونطفة فناء كل حكومة .والاطار او النمط التقليدي الذي نعنيه ونقصده هو بان يكون راس الدولة دائما من الاقليم الشمالي ومن قبيلة الجعليين او الشايقية او الدناقلة , ويكون نائبه الاول ايضا من نفس الشاكلة وهناك النائب الثاني وهي وظيفة ميتة لا فائدة منها ودائما من نصيب باقي الولايات ومن خارج المنظومة المعروفة . ثم تاتي الوظائف المفصلية الهامة والمؤثرة كوزارات المالية والداخلية والخارجية والدفاع ومدراء المؤسسات الهامة كالبنوك وما شابه ذلك .اما باقي الاقاليم والقبائل فنصيبها الوزارات الهامشية والادارات التي بلا فائدة وغير ذات اثر فعال .هذا هو النمط السائد منذ الاستقلال وللاسف لا زال مستمرا وهو ما يولد في النفوس الشعور بالظلم والاقصاء لدي باقي الاقاليم والمكونات المجتمع السوداني . وسوف لن تقوم للبلاد قائمة اذا لم يتغير هذا الاسلوب في التفكير المعشعش في عقول هذه الفئة التي ورثوها من المستعمر الانجليزي الذي اسسه وتركه كمكافاة لهؤلاء علي معاونتهم لهم للقضاء علي الثورة المهدية ومقتل الخليفة في ام دبيكرات.
بيد اننا نستبشر خيرا بتغيير هذا النمط البالي بعد ثورة ديسمبر خاصة بعد ان راينا نوعية تفكير الشباب الذين التحموا في بوتفة واحدة ضد الظلم والعنصرية واظهروا وعيا وادراكا بانه لابد من التخلص من ارث الماضي ونبذ التفكير النمطي الهدام لابائهم واجدادهم ان ارادوا العيش هم وابنائهم واحفادهم في سودان مزدهر ومتقدم تسوده الحرية والديمقراطية والتنافس الحر الشريف ونبذ الجهوية والعنصرية ومحاولة مجموعة معينة السيطرة علي البلاد والعباد بلا اي مبرر .
فعلي من يحملون في عقولهم النمط التقليدي المؤدي الي استمرار سيطرة جهة ومجموعة معينة علي مفاصل الدولة ان يتخلصوا من هذه الافكار الهدامة ويقتنعوا بان الزمن قد تغير وتغيرت الشعوب والدول من حولنا وتقدموا وازدهروا كرواندا واثيوبيا ,لانهم تعافوا من مثل هذا التفكير الاقصائي الاحتكاري .
فعلي قوي التغيير والمجلس السيادي ومجلس الوزراء الانتقالي وجميع الاحزاب والمعارضة المسلحة وغير المسلخة العمل علي تغيير النمط التقليدي للحكومات القادمة اذا اردنا للسودان الاستمرار والازدهار والا سنندثر ونزداد تخلفا وفقرا وضنكا في العيش وتفتيتا الي ان نزول والعياذ بالله.

د. محمد سيد علي الكوستاوي
امدرمان

[email protected]

D

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم د/كوستاوى
    حديثك هذا غير صحيح وانطباعى يعنى كلام غير مؤسس
    من هو الرئيس من قبيلة الجعليين ؟؟ جعفر النميرى جاء للحكم عن طريق انقلاب عسكرى (دنقلا) يعتبر من ام درمان ابراهيم عبودجاء عن طريق انقلاب عسكرى (شايقى) يعتبر من الخرطوم عمر البشير جاء عن طريق انقلاب عسكرى (بديرى) يعتبر من كوبر اذا جمعت سنواتهم فى الحكم ٥٢ سنة كم بقى من عمر السودان بعد الاستقلال الباقى الصادق المهدى ٧ سنوات (دنقلا) وهو أقرب لغرب السودان والنيل الأبيض الباقى من الاستقلال فترات انتقالية اظنك تعنى ما قصدته (جاء عن طريق انقلاب عسكرى) يعنى فرض نفسه على حكم البلد

  2. ((يكون راس الدولة دائما من الاقليم الشمالي ومن قبيلة الجعليين او الشايقية او الدناقلة))

    هذا النمط من التفكير والتحليل هو الذي أقعدنا، يا خي المشكلة ليست في الأشخاص وقبائلهم ومناطقها في الشمال أو الشرق أو الغرب والوسط، وإنما في نظام الحكم الذي يأتي بهم وفي الأحزاب التي تربوا عليها فهي إما أحزاب أبوية خالية من مفهوم المساواة بين منسوبيها وزعمائهم ومن ثم خالية من الشفافية والبرامج التي عليها تلتف الأغلبية في الحزب وبالتالي هي أحزاب ولاء طائفي يقدس الزعيم الذي لا ينتقد أو يستبدل ولا يذهب إلا أن يموت ثم لا يفلح الموت في تغيير الحال لأن الزعامة تورث في مثل هذه الأحزاب! وإما أحزاب غريبة على المجتمع تقوم على الولاء لهوية مستوردة مصدرها زعيم أجنبي حيا أو ميتا ومن ثم ولاؤها للأشخاص الذين ينادون بتطبيق أفكار ذلك الزعيم المؤسس وبالتالي لا مجال في مثل هذه الأحزاب للاجتهاد والابتكار ومن ثم تغيير الزعامات بحسب ما يطرحون من برامج خارج صندوق عقدة الولاء لفكرة الزعيم الخالد.
    فإذا كانت هذه هي البيئة السياسية التي ينشأ فيها السياسيون فكيف الفكاك من هذه النمطية الأبوية في الولاء والزعامة وما تحتمه من التعويل على الأشخاص وليس النظم والبرامج المستهدف تطبيقها للوصول إلى نتائجها الموجهة للصالح العام للمواطن بلا تمييز بسبب أي ولاء أو قبيلة أو أي جزء من البلاد يقطن فيه؟!
    لابد من تغيير كل هذه التركة بما في ذلك نظام الحكم الحزبي نفسه فهو سبب البلاء وهو الذي يجر تغذية فكرة الزعامة والهيمنة والانفراد بالتحكم ونسبة الانجاز إن وجد للأشخاص وليس النظم الإدارية للحكم والنظام الحزبي في السودان هو تأطير لهذه التركة وهذه الدوائر الجهنمية التي تدور بين الأحزاب العقيمة والعسكر المغامرين..
    وكنا قد طرحنا فكرة استبعاد الحزبية في الفترة الانتقالية وركنهم جميعاً في ركن المتفرجين على تطبيق نظام العدالة والحرية والمساواة الذي بشرت به ثورة الشباب وأن تطول هذه الفترة الانتقالية حتى تتعلم هذه الأحزاب نمطا جديداً يقنعها بعدم الفائدة من استمرار نهج الحزبية وينسى الناس هذه التركة الرجعية البالية. إلا أن الرياح لا تأتي بما يشتهي السفن، فتدخل العسكر ومشاركتهم في الانتقالية بدلاً من أن يدفع في اتجاه تجاوز النظام الحزبي كرس له وجاءت الانتقالية مشوهة وتعج بالمحاصصة وكأن الذين يتكالبون عليها يقفون على كتل انتخابية تمنحهم حق المحاصصة، أو كما يقول الفلول، وحق لهم ذلك القول، مع الأسف!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..