مقالات سياسية

أربعَ وحدات إيرادية للدولة لو دخلت نقاباتُها الفئوية مع خط العصيان لمات النظام

حسين أحمد حسين

تقديم

فى هذه السانحة أود أن أُؤكِّد بأنَّ النظام منذ عام 2014 هو فى حالة موت إكلينيى، وذلك بما يُعانيه من عدة إنكشافات، أخطرها الإنكشاف الإقتصادى الذى حدثناكم عنه فى هذا الرابط ([url]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-226909.htm[/url]).

وبعد تسولٍ هنا وهناك ورجوع النظام بخُفى حنين (وذلك لعلم المُتَسَوَّلِ منهم بأنَّ النظام يملك أموال طائلة خارج النظام المصرفى، وهذه الأموال تمر عبر مطاراتهم ذهباً وعملات صعبة الآن)، اضطر النظام البليد الذى يُدار بالحلقات الأمنية والشعوذة لتخفيض قيمة الجنيه السودانى تحت ضغوط المؤسسات الدولية فى بداية أبريل 2016، ورفع يده كليةً من أىِّ دعم يُقدم للمواطن، وتركَ أمرَه كلَّه لذئاب القطاع الخاص ([url]http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-232783.htm[/url]). ثم أتبع تلك الخطوة بتعويم الجنيه السودانى نهائياً فى نوفمبر 2016، داقَّاً بذلك الإسفين الأخير فى نعشه؛ إذْ أنَّه زَجَّ بالشعب السودانى فى دائرة الفعل الثورى.

غير أنَّ الشعب السودانى رفيع الوعى ثاقب البصيرة، رفض المسغبة واختار من دائرة الفعل الثورى العصيان المدنى؛ وما أنصع خياراتك يا شعبى الكريم وما أكثرها تحضُّراً وديموقراطيةً. وبالتالى علينا أن نلتزم إلتزاماً قاطعاً بخيار هذا الشعب المحترم بعدم الخروج فى يوم 19/12/2016 لأىِّ سبب من الأسباب. وإذا احتاج النَّاس لآِّىِّ نوع من الطِّبابة العاجلة فلتكن هناك فِرَق من الأطباء الجوالة بالأحياء معروفةٌ أرقامهم للقيام بالمهمة؛ فإنَّه يومٌ واحد على أيةِ حال.

المشهد الآن

نحن أمام نظام عرِفَ قدر نفسه بالتمام والكمال خاصةً من خلال زيارات السيد الرئيس خج/ عمر حسن أحمد البشير لكسلا الجسورة، والجزيرة ترباية الشيوعيين (ما أشرفكم يا شيوعيون)؛ إذ انفضَّ سامره وهجره الداعون إليه، ولكنَّه فى حالة إنكار. وهذا الإنكار يتأتَّى من حقيقة واحدة وهى أنَّ الرئيس فى حالة من اليأس والقنوط العظيمين أن يجد من يقبله من دول الجوار، رغم المحاولات المستميتة والرحلات الماكوكية للفريق طه الحسين والرشاوى التى يسيل لها اللعاب لمن يقبله.

ويُزيِّنُ للرئيسِ هذا الإنكارَ المنتفعون من الجيش والدوائر الأمنية والمليشيوية فقط؛ الذين يُصرف عليهم أكثر من 73.5% من ميزانية الدولة. ولكن هيهات؛ فمن يقبلُ مطلوب العدالة الدولية فيما اقترف من قتلٍ وتقتيل لهذا الشعب السودانى الصبور؛ إنَّ اللهَ يُمهِل ولا يَهْمِل؛ سبحانه من ربٍّ عظيم.

إذاً، فالمشهد هو أنَّ الشعب السودانى قاطبة فى مواجهة رئيس يائس وحلقة أمنية/عسكرية/مليشيوية طفيلية نبتت من امتصاص ثلاثة أرباعٍ من ميزانية الدولة.

استثناء

أقول ما أقول، وليس كل رجالات الدوائر الأمنية والجيش ينتمون إلى هذه الحلقة الطفيلية النَّتنة. فهناك العديد من الشرفاء الذين ينتظرون لحظة وهج الثورة وتضافر زخمها، وهم يعتصرون الألم على تَنمُّر الأخوانويون على الشعب السودانى وعلى القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى التى عُرفَت بحياديتها وقوميتها. وعلينا ألاَّ نُطالبهم بأىِّ شئ قبل توهج الثورة، إذْ فى ذلك حتفهم.

ولعلَّ البعضَ مِنَّا يذكر أؤائك الضباط العظماء الذين كانوا يمنعون النَّاس من الدخول للقصر فى شارع القصر عام 1985، ولكن حين توهَّجت الثورة نزعوا دبابيرهم وانخرطوا فى المظاهرات معنا يهتفون بسقوط النظام؛ يا له من يومٍ ذلك اليوم، وهم من عودة.

نزع جهاز العناية المكثَّفة من الميِّت إكلينيكياً

حينما كان السودان دولة مسئولة ومنتجة، فإنَّ تأخر الإيرادات الشهرية لهيئة الموانئ البحرية والهيئة العامة للطيران المدنى، يُحدث ربكة عظيمة فيما يُعرف فى أدبيات وزارة المالية والإقتصاد الوطنى بالتمويل الحرج؛ ذلك التمويل المرتبط بالقطاعات الحيوية كالتعليم والصحة وسائر الخدمات الإجتماعية المُلِّحة.

أمَّا وقد تحولنا إلى دولة ريعية خراجية فى زمن حكم الأشاعبة الأخوانويين (يقول الزبير محمد الحسن: أينما ذهبت سحابة سيأتى إلى الحركة الإسلامية خراجها، وبعد ذلك يدعو إلى الهجرة إلى الله)، فقد آل الأمرُ إلى ديوان الضرائب والجمارك السودانية، وتوقف الصرف على الخدمات الإجتماعية التى ينتفع منها سائر الشعب السودانى، وتحول للإنفاق على زبانية النظام الذين فسدوا وشاع فسادهم بالقدر الذى يدعو عليهم إمام الحرم النبوى الشريف فى إحدى الجمع الفائتة.

وبالتالى إذا استطعنا أن نُنَشِّط النقابات الفئوية (لا نقابات المنشأة) فى هذه الوحدات الإيرادية وتجييرها اعتصاماً وإضراباً فى أىِّ مرحلة من المراحل لصالح ثورة التغيير الشاخصة الآن (لا سيما فى مرحلة عصيان 19/12/2016)، فإنَّ ذلك سيكون بمثابة نزع جهاز العناية المكثَّفة من هذا النظام الميِّت إكلينيكياً منذ زمنٍ ليس بالقصير، وسيكون له أثر بالغ الأهمية فى شل النظام بالكامل.

والنقابات المعنية بهذا الإجراء هى نقابة موظفى الضرائب، نقاية الجمارك، نقابة الموانئ البحرية، نقابة الطيران المدنى. وإذا لحِقتها نقابات المركبات العامة والخاصة، يكون الأمر قد بلغ تمامه.

حادثة

هذا التمويل الحرج، كان سبباً فى اكتشاف أول سرقة تقوم بها جمعية للقرآن الكريم منذ بدء الرسالة المحمدية الطاهرة إلى أنْ حلَّ علينا التنظيم “الرسالى”؛ تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين الذى يُوهمنا بالهجرة إلى الله، وهو بعد يُهاجر للدولار والذهب. وتلك الجمعية هى جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى التى قامت بسرقة شيكين أحدهما يتبع للطيران المدنى، والآخر لهيئة الموانئ البحرية فى العام المالى 1995/1996، وقد كانت قيمة كلٍّ من الشيكين خمسمائة مليون جنيه سودانى (مليار بالمُحصلة).

وحين تأخَّر شيكا الموانئ البحرية والطيران المدنى، قمنا بالإتصال بالجهات المعنية وسألناهم عن الشيكين؛ فقالوا أرسلناهما والمستلم فلان وعلان. ومن عجبٍ فلان وعلان هذان هما رئيس وسكرتير جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى.

قامت بعض الجهات المشتركة فى هذا الجريمة بتصفية رئيس جمعية القرأن الكريم، إختلج شخصان (أى ذهبا للخليج) من هيئة الموانئ البحرية بمائتى مليون جنيه سودانى، ولم يتصرف القتيل إلاَّ فى ثلاثة مليون جنيه خاصته وتلك المائتى مليون جنيه التى ذهبت لشريكيه بالموانئ البحرية بعد أن أودع الشيك “المُكرَّس” بحيلة ما فى حسابه ببنك التضامن الإسلامى، الذى دلنا على المتبقى منه والد القتيل الشيخ الورع الزاهد العفيف، ووجدنا شيك الطيران المدنى بشنطته تمكَّنَّا دون أن يتصرف فيه.

استردَّت وزارة المالية جلَّ المبلغ عدا الثلاثة مليون خاصة القتيل، وتلك التى سرقها شخصا الموانى البحرية.

الخلاصة

تأخر هذا التمويل الحرج سيساعد كثيراً فى خلخلة النظام وتململ زبانيته، خاصة أنَّ أثره الآن لا يقع على سواد الشعب السودانى بعد أن رفعت الدولة يدها كليةً عن الإنفاق عليه بتعويم الجنيه السودانى الأخير فى نوفمبر 2016. والأهم من ذلك كلُّهُ الآن هو عليكم بالإعتصام بالمنازل فى يوم 19/12/2016 حتى إشعار آخر من شباب الثورة.

مع الشكر.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لابد ان تتحرك الفءات الذكوره مع العصيان يا ايها الموظفون المحترمون توقفو فورا

  2. لا بد من علاج الكي وهو العصيان المدني ،،،،، والله بصراحة تأخذني العبرة في أحايين كثيرة لتخطيط وفهم وذوق الشعب السوداني العظيم لإختياره الدقيق لطريقة الخلاص بالعصيان المدني ،،،، هيا أقدل ياشعبي العظيم أنت فعلا معلم الشعوب وتراث لا يستهان به الله الله الله الله ……. الله . اللهم أحفظ الشعب السوداني في الغد من أيمانه ومن مياسره ومن أمامه ومن خلفه ومن فوقه ونعوذ بعظمتك وقدرتك أن يقتال من تحته ،، اللهم آمييييييييييييييييييييييييييييييييين ،،،،

  3. دقت الساعة منصف الليل من يوم الاحد 18 ديسمبر 2016 فى الخرطوم وبعد ثانية واحد يبزغ يوم 19 ديسمبر 2016 !

  4. لا حول ولا قوة الا بالله

    هذا التمويل الحرج، كان سبباً فى اكتشاف أول سرقة تقوم بها جمعية للقرآن الكريم منذ بدء الرسالة المحمدية الطاهرة إلى أنْ حلَّ علينا التنظيم “الرسالى”؛ تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين الذى يُوهمنا بالهجرة إلى الله، وهو بعد يُهاجر للدولار والذهب. وتلك الجمعية هى جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى التى قامت بسرقة شيكين أحدهما يتبع للطيران المدنى، والآخر لهيئة الموانئ البحرية فى العام المالى 1995/1996، وقد كانت قيمة كلٍّ من الشيكين خمسمائة مليون جنيه سودانى (مليار بالمُحصلة).

    وحين تأخَّر شيكا الموانئ البحرية والطيران المدنى، قمنا بالإتصال بالجهات المعنية وسألناهم عن الشيكين؛ فقالوا أرسلناهما والمستلم فلان وعلان. ومن عجبٍ فلان وعلان هذان هما رئيس وسكرتير جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى.

    قامت بعض الجهات المشتركة فى هذا الجريمة بتصفية رئيس جمعية القرأن الكريم، إختلج شخصان (أى ذهبا للخليج) من هيئة الموانئ البحرية بمائتى مليون جنيه سودانى، ولم يتصرف القتيل إلاَّ فى ثلاثة مليون جنيه خاصته وتلك المائتى مليون جنيه التى ذهبت لشريكيه بالموانئ البحرية بعد أن أودع الشيك “المُكرَّس” بحيلة ما فى حسابه ببنك التضامن الإسلامى، الذى دلنا على المتبقى منه والد القتيل الشيخ الورع الزاهد العفيف، ووجدنا شيك الطيران المدنى بشنطته تمكَّنَّا دون أن يتصرف فيه.

  5. لابد ان تتحرك الفءات الذكوره مع العصيان يا ايها الموظفون المحترمون توقفو فورا

  6. لا بد من علاج الكي وهو العصيان المدني ،،،،، والله بصراحة تأخذني العبرة في أحايين كثيرة لتخطيط وفهم وذوق الشعب السوداني العظيم لإختياره الدقيق لطريقة الخلاص بالعصيان المدني ،،،، هيا أقدل ياشعبي العظيم أنت فعلا معلم الشعوب وتراث لا يستهان به الله الله الله الله ……. الله . اللهم أحفظ الشعب السوداني في الغد من أيمانه ومن مياسره ومن أمامه ومن خلفه ومن فوقه ونعوذ بعظمتك وقدرتك أن يقتال من تحته ،، اللهم آمييييييييييييييييييييييييييييييييين ،،،،

  7. دقت الساعة منصف الليل من يوم الاحد 18 ديسمبر 2016 فى الخرطوم وبعد ثانية واحد يبزغ يوم 19 ديسمبر 2016 !

  8. لا حول ولا قوة الا بالله

    هذا التمويل الحرج، كان سبباً فى اكتشاف أول سرقة تقوم بها جمعية للقرآن الكريم منذ بدء الرسالة المحمدية الطاهرة إلى أنْ حلَّ علينا التنظيم “الرسالى”؛ تنظيم ما يُسمى بالأخوان المسلمين الذى يُوهمنا بالهجرة إلى الله، وهو بعد يُهاجر للدولار والذهب. وتلك الجمعية هى جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى التى قامت بسرقة شيكين أحدهما يتبع للطيران المدنى، والآخر لهيئة الموانئ البحرية فى العام المالى 1995/1996، وقد كانت قيمة كلٍّ من الشيكين خمسمائة مليون جنيه سودانى (مليار بالمُحصلة).

    وحين تأخَّر شيكا الموانئ البحرية والطيران المدنى، قمنا بالإتصال بالجهات المعنية وسألناهم عن الشيكين؛ فقالوا أرسلناهما والمستلم فلان وعلان. ومن عجبٍ فلان وعلان هذان هما رئيس وسكرتير جمعية القرآن الكريم بوزارة المالية والإقتصاد الوطنى.

    قامت بعض الجهات المشتركة فى هذا الجريمة بتصفية رئيس جمعية القرأن الكريم، إختلج شخصان (أى ذهبا للخليج) من هيئة الموانئ البحرية بمائتى مليون جنيه سودانى، ولم يتصرف القتيل إلاَّ فى ثلاثة مليون جنيه خاصته وتلك المائتى مليون جنيه التى ذهبت لشريكيه بالموانئ البحرية بعد أن أودع الشيك “المُكرَّس” بحيلة ما فى حسابه ببنك التضامن الإسلامى، الذى دلنا على المتبقى منه والد القتيل الشيخ الورع الزاهد العفيف، ووجدنا شيك الطيران المدنى بشنطته تمكَّنَّا دون أن يتصرف فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..