أحلام اليقظة المزعجة .. !!

منصات حرة
احﻻم اليقظة المزعجة .. !!
* منذ بدأنا نتلمس أولى خطوات الوعي ، عرفنا ان الحرية ﻻ تباع وﻻ تشترى ، عرفنا ايضا انها ﻻتاتي بحوار او مفاوضات ، وتعلمنا ان الحرية نور ونار من أراد نورها فليكتوي بنارها ، وعرفنا ان الحقوق ﻻ تستجدى وانما تنتزع انتزاعا ، وﻻيضيع حق من وراءه مطالب ، وتعلمنا ان الوعي هو اساس الفعل ، وان المصالح الطبقية هي المحرك الاساسي للانتماء الفكري والسياسي ، وعرفنا ان الديمقراطية هي الطريق الصحيح للتطور والتقدم والاستقﻻل الاقتصادي والسياسي والتوزيع العادل للفرص والسلطة والثروة ، وتربينا على حب السودان من حلفا لنمولي ومن طوكر للجنينة ورددنا نشيد العلم ، نحن جند الله جند الوطن إن دعا داعي الفداء لن نخن ، نتحدى الموت عند المحن ، نشتري المجد باغلى ثمن ، هذه الارض لنا فليعش سوداننا علما بين الامم ، يا بني السودان هذا رمزكم ، يحمل العبء ويحمي ارضكم ..!!
* كانت قضية السودان المركزية هي مشكلة الجنوب ، وعرف الجميع انها مشكلة زرعها المحتل الإنجليزي ، رغم هذا تواصلت الحروب حول الاشيء ، مات شباب السودان جنوبا وشمالا دون هدف ، تمكنت العنصرية من النخب فادمنت الفشل تلو الفشل ، رفعت شعارات الجهاد في غير موضعها ، والنتيجة كان الانفصال ، رغم ان مشكلة الجنوب كان حلها بايدي السودانيين ولكن المصالح الحزبية كانت الأهم ، وما زال حل مشكلة جنوب السودان مكتوب في الكتب والدراسات ، وعرفنا طريق الحل من سنة أولى سياسة ، ولكن الازمة ليست في وجود الحل وإنما في التطبيق تماماً كالدساتير والقوانين التي كتبت في كل الحقب السياسية ، توضع على الرف ، وتحكم البﻻد بالمزاج الشخصي والسلطة الحزبية والوﻻء السياسي ، وبدﻻ من ان يتقدم السودان ويصبح علما بين الأمم اصبح نكرة بين الأمم ، وبدﻻ من التقدم الى الامام تقهقرنا لعصور الظﻻم والخرافة والدجل ..!!
* الجميع اليوم يعرف ان الطريق السليم لحل جميع ازمات البﻻد هو طريق الديمقراطية ، والديمقراطية ليست نكرة وﻻ تحتاج لكثير عناء ، الكل يعرف طريقها ، ولكن هناك قوى ﻻ تريد الحل ، دعونا نفيق من هذا الكابوس الذي سيطر على العقول وكتم الأنفاس ، دعونا نفيق من احﻻم اليقظة المزعجة التي أخذت كل وقتنا ، دعونا نتحدث بصراحة وكفانا نفاق وكذب وفلسفة فارغة ، فكل ما تعلمناه في ساحات النضال كان نظرياً ، وعندما ياتي وقت الفعل الحقيقي ، كانت قوى غريبة هي التي تتحرك وبخفة وسرعة ودقة ، وتضع العراقيل والحواجز حتى تتمكن ، وفعﻻ تمكنت ولكن بفعل التنويم المغناطيسي الذي سيزول تأثيره في اي وقت ، الوعي موجود ، الديمقراطية كائن حي يرزق وليس خيال ، فقط علينا الاستيقاظ سريعا من هذه الكوابيس المزعجة لنرى الأشياء كما هي وليس كما يراد لنا ان نراها ، حينها فقط سنرى طريق الحل بكل وضوح وشفافية وسنبني السودان الذي نريد بكل حب ..!!
مع كل الود
نورالدين عثمان
[email][email protected][/email]
صحيفة الجريدة