مقالات سياسية

أعداء فوق العادة ..!!

هيثم الفضل

سفينة بَوْح

كيف لا يُقر الذين لا (يُعلنون) عداءاً مُباشراً للثورة المجيدة أو يدَّعون أنهم يقفون على خط الحِياد بمنطقيات كثيرة لا تحتاج إلى كثير جُهد في إستنباط معانيها وحقائقها ؟ ، مثل أن قوى الحرية والتغيير وقيادييها الذين يقودون دفة إيصال الثورة إلى مرحلة تدشين الحكومة الإنتقالية ليس مُناطاً بها ولا من واجباتها تحقيق كل تطلعات و آمال الأُمة قبل إعمال البرامج الإسعافية التي تتبناها الفترة الإنتقالية و الأنكى من ذلك أن نطالبهم بذلك قبل أن تبدأ حكومتهم في العمل أو حتى تتكوَّن ، بعضهم يُعارض الثورة من منظور وضع العُقدة في المُنشار والتمحيص المُتمعِّن والمتواطيء للنظر فقط إلى الجزء الفارغ من الكوب ، وتصيُّد الأخطاء وأحياناً إختلاقها ، قياديي قوى الحرية والتغيير ومؤسساتها الهيكلية لا تنتمي إلى جنسٍ ملائكي ولا ولن تخلو أعمالها وتوجهاتها وخطواتها من الأخطاء البسيطة والجسيمة ، ليس فقط لأنهم (مُجرد) بشر ، بل يزيد من حدوث هذه الإحتمالات ذلك التعقيد الكبير والتبايُّن الإستراتيجي في مكوِّنات عضويتها ، وتلك التِركة السياسية والإدارية والمعنوية الممتلئة بأسوأ ما يمكن أن يكون من مواصفات في بيئة العمل السياسي النخبوي وكذلك المجتمعي ، ما يقدمونه الآن من أداء من وجهة نظري هو الأنسب والأعدل والأكثر نزاهةً وإنحيازاً لمصلحة الوطن والمواطن ، كما أن وتيرتهُ من ناحية التوقيت جيِّدة وليس فيها أيي تباطوء بالنسبة إلى ما يتطلَّبه الأمر من دِقة وحذر وجُرأة إيجابيه في ذات الوقت .

شعورٌ بالشفقة ينتابُني كل ما طالعتُ تلك المحاولات اليائسة والمثيرة لإستخفاف المتلقي التي يبذلها أذيال النظام البائد عبر النشر في وسائط التواصل الإجتماعي وبعض الصحف المشبوهة ، في محولة لإستغلال المواقف (العادية) والطبيعية التي يفرضها الواقع الديموقراطي الجديد ، ليقدحوا في قوى الحرية والتغيير وقياداتها ، مثال ذلك ما حدث في الندوة التي نظَّمتها قوى الحرية والتغيير في الفاشر ، والذي فسَّرهُ (المتعقِلون والمتعمِّقون) بأنه إشارة إيجابية كبرى وهامة تفيد سريان روح حرية التعيبر وإشاعة المساوة والقدرة على مواجهة (الكبار) ، وفي ذلك إنتصارٌ لا يقبل الشك للشعارات التي رفعتها الثورة وأمّنتها قوى الحرية والتغيير ، ورغم أن حرية التعبير عن الرأي وأدبيات الإختلاف مع الآخر لا تعتمد ضمن أدواتها معاداة آلة الحِوار والتفاوض المتبادل ولا تُقِرُ العُنف اللفظي والبدني ، إلا أن مجتمعنا السوداني وبعد ثلاثون عاماً من الكبت وتكميم الأفواه ما زال يُجرِّب ويتدرَّب إلى أن يصل مرحلة الإحترافية في ممارسة السلوك الديموقراطي على المستوى الرسمي والشعبي والتنظيمي.

لا مجال لبعض الشامتين من السِجال الذي يحدث الآن بين حمدوك وقوى الحرية والتغيير في أمر الإتفاق على تسمية وتعيين الوزراء ، أن يفلتوا من تصنيفهم (أعداء فوق العادة) للثورة ومبدأ التغيير الذي يهدف إلى بناء سودان جديد ، ذلك أن الحادبين على الوطن لا يملكون إلا أن ينظروا إلى ذلك السِجال المُشرِّف كوثيقة ضمان للوطن تفيد أنه ما زال هناك ثُلةٌ من أبنائه البررة (يتجادلون) حول المصلحة العُليا للوطن والمواطن.

هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. كلامك منطقى ياهيثم يا راقى وفاهم نرجو ان يكون كل الكتاب مثلك انبنى سودان ديمقراطى معافى من المكايد والفتن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..