لماذا برأت أمريكا “حميدتي” … وأدانت شقيقه وجمعة؟!!

بكري الصائغ
لم استغرب اطلاقا عندما طالعت الخبر الذي نشر تقريبا في اغلب صحف العالم، وبثته القنوات الفضائية العالمية ومفاده، أن الولايات المتحدة، فرضت في يوم الأربعاء ٦/ سبتمبر الحالي، عقوبات على مسؤولين في قوات الدعم السريع في السودان، بمن فيهم شقيق قائد قوات الدعم. وأوضحت وزارة الخزانة في بيان: “تستهدف العقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي تتهم قواته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان”. لقد خلا القرار الأمريكي من ذكر أسم الفريق أول/ “حميدتي” الذي هو المفروض ان يكون خبر اعتقاله في صدر بيان الحكومة الأمريكية قبل أسم شقيقة عبدالرحيم وعبدالرحمن جمعة!!
يعود السبب في عدم الدهشة والاستغراب من البيان الامريكي الى، أن من تعمق في الاطلاع على تاريخ السياسات الامريكية القديمة، يجد ان الحكومات الامريكية السابقة والحالية كثيرا ما قامت بحماية رؤساء دول اجنبية ارتكبوا مجازر وتصفيات جسدية واغتيالات!!، وقاما امريكا ايضا بغض النظر عن عمد وبدون دس او مواربة حماية شخصيات كبيرة دولية شاركت بفعالية في جرائم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
١- حكومة بايدن الحالية، غضت النظر عن جرائم بنيامين نتنياهو!!
٢- محكمة الجنايات الدولية سبق أن أدرجت أسم جورج بوش (الابن) في قائمة المطلوبين القبض عليه بسبب جرائم ارتكبت في العراق بعد زوال حكم صدام حسب ، ولكن لم تستطيع المحكمة الدولية جرته الي لاهاي!!، وجاء في موقع – عنب بلدي -، أن تعتزم الإدارة الأمريكية فرض عقوبات واسعة على “محكمة الجنايات الدولية” في لاهاي، لمنع صدور أحكام ضد أمريكيين ارتكبوا جرائم حرب في العراق وأفغانستان. وسبق أن اكدت الحكومات الامريكية من قبل انها لن نتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ، ولن تقدم أي مساعدة إلى المحكمة الجنائية الدولية. ولن تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية. وانها ستترك المحكمة الجنائية الدولية تموت من تلقاء نفسها.
٣-عندما قام الجنرال الشيلي/ أوغستو بينوشيه بانقلابه ضد الرئيس/ سلفادور الليندي في يوم ١١/ مارس ١٩٧٣ بمساعدة المخابرات الامريكية، وتم اغتيال سلفادور، بعدها ارتكب الجنرال/ بينوشيه مجازر لم تعرف شيلي لها مثيل من قبل، قدر عدد الذين تم تصفيتهم خلال العشرة أيام بعد الانقلاب بنحو (٣٠٠) ألف شخص، تم ادراج اسم بينوشيه في قائمة المطلوبين مثولهم أمام محكمة الجنايات بتهمة ارتكاب مجازر واغتيالات وتعذيب، إلا ان امريكا وقفت بشدة ضد قرار الجنائية الدولية، توفي في ١٠/ ديسمبر ٢٠٠٦ وحتى اخر يوم من عمره كان محل حماية امريكا!!
٤- وقفت كل الحكومات الامريكية السابقة عملت بشدة علي حماية رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق/ أريل شارون، الذي حكم اسرائيل خلال الفترة من يوم ٧/ مارس ٢٠٠١ حتي ١٤/ أبريل ٢٠٠٦، ارتكب شارون جرائم كثيرة في حق الفلسطنيين، واشهر هذه المجازر: مذبحة جنين، صبرا وشاتيلا، اجتياح بيروت، الكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، في في بداية ٢٠٠١، أقام أقارب ضحايا مخيم صبرا وشاتيلا دعوى قضائية في بلجيكا ضد شارون لتورطه في أحداث المجزرة إلا أن محكمة الاستئناف البلجيكية (بتدخل امريكي) أسقطت القضية لعدم اختصاص القضاء البلجيكي بالنظر فيها، وذلك في يونيو ٢٠٠٢!!، تناول الكاتب جوناثان كوك، على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عمليات قتل الولايات المتحدة وإسرائيل للمدنيين، التي تبررها بأنها “مجرد أخطاء بريئة”، وفق وصفهما.
٥- لم يأتي قيام حكومة بايدن الامريكية بعدم توجه أي اتهام لـ”حميدتي” من فراغ، هي محاولة ذكية منها هدفها كسب وده الجنرال الافريقي الصغير الي يملك اقوي مليشيا علي ظهر الأرض!!، هذا التصرف من الحكومة الامريكية يهدف اولا وقبل كل شيء الي سحب البساط من تحت قدمي روسيا وجماعة “فاغنر” واحتضان “حميدتي” ليكون هو رجلها في السودان، ولا استبعد أن عباقرة جهاز الـ(CIA) يخططون منذ الآن ليكون “حميدتي” هو رئيس السودان القادم!!
عودة الى عنوان المقال: لماذا برأت أمريكا “حميدتي” .. وأدانت شقيقه وجمعة؟!!، الاجابة في غاية البساطة ولا يحتاج الي درس عصر، أن الحكومة الامريكية قدمت “عبدالرحيم حسين” و”عبدالرحمن جمعة” كبش فداء، وأنهما وراء الجرائم الدموية وانتهاكات حقوق الإنسان والاغتيالات التي وقعت في البلاد بعد يوم ١٥/ أبريل،… وأن “حميدتي”- بحسب وجهه نظر الحكومة الامريكية – لم تجد في سيرته الذاتية او تاريخه العسكري ما يشين!!
المسؤولين الامريكيين الكبار، علي ثقة تامة، أن “حميدتي” الذي انقلب علي ولي نعمته عمرالبشير، وقبلها انقلب علي ابن عمه موسي هلال، سينقلب اجلا او عاجلا على روسيا و”فاغنر”، ويرتمي في احضانها ويسلم امريكا جبل عامر!!
لكن اسرائيل عندها وجهة نظر أخرى: المدعية العامة في إسرائيل ترد بالموافقة على اعتقال حميدتي حال وصوله تل أبيب
المصدر – “24 – ” 25 يوليو 2022-
تناولت صحيفة “الجريدة” السودانية الإثنين خبرًا عن “رد إسرائيلي لحركة تحرير السودان حول زيارة حميدتي لتل أبيب، جاء فيه أن مدير مكتب حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور بإسرائيل سابقًا، علد المنعم مانديلا، على وصول رد مكتوب للطلب الذي تم تم تقديمه من قبل السودانيين باسرائيل للحكومة الإسرائيلية باعتقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان حميدتي في حال وصوله لإسرائيل”.
وبحسب الخبر فقد وافقت المدعية العامة في إسرائيل على “اتخاذ كافة الإجراءات المذكورة في الطلب ضد حميدتي في حال وصوله إلى إسرائيل وذلك وفقًا للقانون الإسرائيلي والقوانين الدولية الموقعة عليها من دولة إسرائيل”. ويضيف الخبر أن “رد المدعية العامة يمثل ضربة قوية لأطماع حميدتي في تأسيس علاقة ما بين مليشيات الدعم السريع ودولة إسرائيل والتضييق عليه على المستوى الدولي، واعتبرها خطوة أولى في تحقيق العدالة لضحايا الدعم السريع بقيادة حميدتي”. – انتهى –
اخيرا، علق الصحفي/ حسين ملاسي:
“فرض عقوبات على عبد الرحيم دون حميدتي يعزز فرضية عثمان ميرغني، التي طالما سخرنا منها، أن الأول هو الشرير والثاني طيب!”.
بطل الفلسفة واللف والدوران والتغبيش البتحاول تسوقوا للكورس بتاعكم ده .. الجماعة ديل عارفين إن زولكم اتكل وفارق نعلاتو من زمان ولا فاكرهم طير زيكم
الحبوب، ود البلد الزين.
تحية طيبة، وجمعة مباركة سعيدة باذن الله تعالي عليك وعلي الجميع.
١- بالعودة الي تعليقك حول مصرع “حميدتي”، افيدك علما، أن أول شخص صرح بمصرعه هو مبارك الفاضل المهدي، وبعدها توالت الادعاءات بمقتله دون تقديم دليل واضح وبينه اكيدة علي مقتله!!، هناك تصريح ادلي به طبيب سوداني واكد أن “حميدتي” توفي ، وهاك اصل الخبر:
شاهد بالفيديو..
دكتور سوداني ضمن 13 أخصائي قاموا بإجراء عملية صعبة لحميدتي يسجل اعترافات خطيرة: (قائد الدعم السريع توفي في هذا اليوم بالتحديد بعد فشل نقله إلى ألمانيا وتم دفن جثمانه في هذا المكان): https://www.alnilin.com/13326422.htm#google_vignette
٢- وايضا:
https://www.alnilin.com/13326422.htm
٣- هاك ما قاله سفير السودان في ليبيا:
“حميدتي مات بعد إصابات بالغة في السلسلة الفقرية والرقبة”.
السفير السوداني في ليبيا “حميدتي قُتل ومات.. شيلوا ليهو الفاتحة””.
شريط فيديو توثيقي نادر له علاقة بالمقال:
١-
بانوراما.. ضربتان لحميدتي وشقيقه..
هل تعجلان بنهاية الدعم السريع؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=ng8cw-6uSWE
٢-
وشريط اخر:
مقابلة حصرية مع نائب قائد قوات الدعم
السريع عبدالرحيم دقلو | لقاء_خاص:
https://www.youtube.com/watch?v=HW4i-9MV_Og
هل ينجو البرهان من عقوبات امريكية قادمة؟!!
كينيث كيتزمان، الخبير في
شؤون الشرق الأوسط، قال:
” فرض عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان، هي نتيجة تورط المسؤول السوداني في انتهاكات حقوق الإنسان، والعقوبات المفروضة عليه هي مجهود أميركي لدفع حميدتي للتراجع عما يجري الآن في البلاد”.. وأن الجنرال عبد الفتاح البرهان له مشاكل أيضا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وارتكب أيضا “انتهاكات”، والعقوبات الأميركية على شقيق حميدتي ليست دعما للجنرال البرهان، بل عقوبات تجاه شخص ارتكب انتهاكات لحقوق الإنسا، وعبد الفتاح البرهان ارتكب انتهاكات ضد المحتجين وضد الديمقراطية في البلاد، لكن مع ذلك فإن العقوبات الأميركية على شقيق حميدتي لا تعني” تفضيلا أو دعما أميركيا للجنرال البرهان”.
المصدر- المشهد السوداني- الجمعة ٨/ سبتمبر ٢٠٢٣-
حج يا حاج…
الحبوب، Ammar Mustafa.
١- ارحب بحضورك الكريم..لكن صراحة لم افهم تعليقك..
وايا كان سلبا او ايجابا اشكرك علي المشاركة.
٢- لماذا غيرت امريكا رأيها في فرض عقوبات علي البرهان
و”حميدتي”.. وأدانت عبدالرحيم عبدالرحمن جمعة؟!!
فورين بوليسي: أمريكا تخطط لفرض عقوبات
علي البرهان وحميدتي وسط أسئلة حول جدواها
-منقول من صحيفة “القدس العربي”-: https://www.alquds.co.uk/%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D8%B7-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9/
– موضوع سابق من مكتبتي بصحيفة
“الراكوبة” له علاقة بالمقال الحالي –
بعد البشير وعبدالرحيم حسين :
هل يمكن اعتبار البرهان و”حميدتي” مجرمين حرب؟!! https://www.alrakoba.net/31831992/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A7%D8%B9%D8%AA/
لأنك مهتم بالتعقيب على التعليقات ارجو ان تجيب لماذا لم تذكر فرضية واضحة كالشمس وهي موت او عجز حميدتي لسبب بسيط ان الضرب في الميت حرام . ثم هناك ما يسقط كل فرضياتك وهو ان العقوبة ليست شخصية بل عبدالرحيم يمثل كيانا هو رمزه بموت او عجز الرجل الاول فالعقوبة تعني الكيان نفسه ممثلا في قيادته .
دع عنك كلام عثمان مرغني و كلامه عن مستر هايد ود.جيكل لانه كلام حبوبات لا اكثر يروجه المساكين والا فقد كان رائجا ان البشير طيب والاشرار حوله .
مع اني اتابعك باعجاب لكنك لم توفق هذه المرة . اعتذر ان جرحك كلامي
وصلتني اربعة رسائل من قراء أعزاء علقوا فيها علي المقال،وكتبوا:
١-
الرسالة الأولي:
(…- العقوبات الامريكية ماعادت تجدي واصبحت عقوبات حبر علي ورق مهتري . واشنطن فرضت عقوبات علي إيران وكوبا وسوريا وكوريا الشمالية، ولم تؤثر هذه العقوبات عليها، بل حتي كوريا الشمالية في ظل العقوبات تطورت الي حد بعيد وأصبحت تهدد أمريكا ودول الغرب الدائرة في فلكها. لا اعتقد ان السودانيين الذين شملتهم امريكا بالعقوبات سيتأثرون بها.).
٢-
الرسالة الثانية:
(…- كان الواجب علي الرئيس الأمريكي جوبايدن أن وضح السبب في عدم فرض عقوبات علي حميدتي دقلو. ولماذا استثناه من العقاب اسوة بشقيقه عبدالرحيم والقائد العسكري عبدالرحمن جمعة!!. قرأت في احدى المواقع السودانية مقال جاء فيه أن جوبايدن يعرف تماما أن حميدتي مات، لذلك لم يتطرق لأسمه.).
٣-
الرسالة الثالثة:
(…- ما هو نوع العقوبات الامريكية؟!!، وكيف ستطبق؟!!،هل عندها فعلا تأثير قوي يضر بمصالح عبدالرحيم د وآل دقلو وزميله عبدالرحمن ؟!!. كل يوم نسمع باخبار عقوبات أمريكية علي دول واشخاص ولا نري أي ضرر وقع عليهم، امريكا فرضت عقوبات علي قياديين من روسيا، وكان رد الفعل الروسي قويا وطردت عشرات الدبلوماسيين الامريكان، واغلقت شركات وبنوك امريكية كبيرة…وندمت أمريكا علي العقوبات!!).
٤-
الرسالة الرابعة:
(…- الحكومة الأمريكية أثبتت عدم مصداقيتها في علاقتها مع السودان. فهي تطالب بالديمقراطية وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، وفي نفس الوقت تركت البرهان ولم تشمله بعقوبة، وهو البرهان الذي يعرقل تسليم السلطة والتنحي للمدنيين، ويرفض الديمقراطية وبقاء العسكر في السلطة!!)
يا حبيبيالامر واضح لان امريكاتدرك ان حميدتي قد هلك ،بلا تبريرات واهية تطعن في وعي الشعب احترم عقل المواطن يا استاذنا.
الاخ بكري الصائغ تابعت تحليك والذي يحمل فيها ما بين الصواب والخطا والاحتمالية للفكر الامريكي في تغبيش الواقع والسياسات العامة حسب هواهم . ولكن دعني اقول لك ان الواقع العام في السياسة الدولية والسودانية يسودها نوع من الغموض والفوضي لاسباب كتيرة منها جهل الساسة بمفاهيم اللعبه السياسية وفشلهم واطماع العسكر في السلطة علي حساب الشعب وهاذين السلاحين قتلا الشعب السوداني وطموحه . لعل الكلام كثير ولكن اختمها لك بجنرال الحرب حميدتي ودفاع الامريكان عنه بسبب مصالح تخص دويله الشر وامريكا والضحية هو السودان .