المعارضة السودانية والخارج..أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أصلاً.

عبدالله عبيد حسن

قال الفريق «مالك عقّار»، رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان- جناح الشمال» ورئيس «الجبهة الثورية»، الذي يقود الآن وفداً من الجبهة في جولة أوروبية، أمام حشد من الإعلاميين في باريس، «إن العالم لا يبدي الاهتمام الواجب بما يجري الآن في السودان»، وعاتب الإعلاميين الأوروبيين وحكوماتهم على ذلك، وقال: «ربما كان العالم مشغولاً بما يجري في سوريا وما يأمله من تحسن للعلاقات بين الغرب وإيران». كما وصف ما يجري في جنوب النيل الأزرق وشمال كردفان ودارفور بأنه حرب حقيقية تستعمل فيها السلطة الإخوانية الطائرات والمدافع الثقيلة ضد الأطفال والأمهات وكبار السن الذين يتعرضون للموت بالسلاح وللموت جوعاً حيث تقوم السلطة بحصار المنطقة المذكورة وتمنع وصول المعونات إلى السكان. ونبه «عقّار» إلى أن مشكلة المنطقتين (جنوب النيل الأزرق وشمال كردفان) أنهما جزء من اتفاقية نيفاشا التي حددت لهما وضعاً قانونياً. وهاجم «عقّار» المجتمع الدولي الذي كان شاهداً على اتفاق السلام الشامل (نيفاشا)، وخص بالهجوم الاتحاد الأفريقي الذي أصبح دوره توجيه «النصائح» للمعارضة للتفاوض مع الخرطوم، وهو يعلم مصير الاتفاق الموقع بينه وبين نائب الرئيس «البشير»، الدكتور نافع، في أديس أبابا والذي وضع أساساً سليماً لحل المشكلة، لو جدَّت السلطة في قبوله وتنفيذه.

هدف الجولة الأوروبية لوفد «الجبهة الثورية» برئاسة عقّار «تعريف العالم» بما يجري في ذلك البلد المنكوب، وحشد تأييد الدول الأوروبية ودعوتها لتفعيل دور مجلس الأمن الدولي.

وأمام أمين عام الأمم المتحدة مذكرات وشكاوى عديدة من معارضي السلطة الإخوانية، آخرها مذكرة «التجمع الديموقراطي» المعارض، والذي طالب باستصدار قرار من المجلس لتشكيل لجنة تحقيق في مذابح أكتوبر ونوفمبر والتي راح ضحيتها أكثر من 250 شخصاً، حيث تقول قوى المعارضة إن ميليشيات «الإخوان» قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين.

ربما يقول قائل إن جولة «الجبهة الثورية» والتحركات الخارجية للمعارضة وتجمعات السودانيين بالخارج، قد جاءت متأخرة بعض الوقت… لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أصلاً.

ومشكلة الشعب السوداني المعارض اليوم مع الإعلام العربي والعالمي. صحيح أن السلطة قفلت كل النوافذ الإعلامية عن السودان. وهي كأي سلطة شبيهة بها مصابة بداء محاربة الإعلام… وكل انقلاب عسكري يكون أول قرار يصدره بعد «البيان الأول» هي قرار إغلاق ومصادرة الصحف، وتتبعها الأحزاب والنقابات. لكن مشكلة هذه السلطة بالتحديد أن هناك ثلاثة ملايين سوداني في أركان المعمورة الأربعة.

لقد نجحت جولة وفد «الجبهة الثورية» في أوروبا، ليس لأن «عقّار» أقنع الإعلاميين وحكوماتهم، ولكن لأن حديثه كان عن «الحرب الحقيقية» في تلك الأطراف النائية في السودان. وكما أفادت الأخبار فإن قوة من مقاتلي «الجبهة الثورية» فاجأت القوات الحكومية والسلطة المدنية في مدينة «أبو زيد»، فدخلتها فجر الأحد الماضي وهاجمت الحامية العسكرية وقتلت من قتلت واستولت على المدينة لأكثر من عشر ساعات لم تتعرض فيها لأي مدني ولم تخرب ولم تدمر أي مبنى أو مؤسسة حكومية. وفي اليوم التالي قال المتحدث الرسمي إن القوات المسلحة السودانية «حررت» المدينة وطردت منها قوات التمرد ثم قامت بمطاردة فلولهم المهزومة! وهكذا نرى أن الحكومة هي أول وأكبر حليف لعدوه وأنها تنقل لسودانيي الداخل أخبار «هزائم المتمردين الخونة»!

قبل تحرير هذا المقال كنت أنوي التعليق على «الأزمة» بين حزب الأمة القومي برئاسة الصادق المهدي وبقية قوى تحالف المعارضة الذي يمثل حزب الأمة ركناً هاماً فيه، لكن الوقت أسعفني فقط كي أكتب عن هذا «الحدث» المؤسف.

الاتحاد

تعليق واحد

  1. والله احسن الجبهة الثورية تمد رجلها علي السعودية لانه رضاها فيه رضا الجميع الخليج كله واوروبا والمقابل بسيط . . الإلتزام بقطع العلاقة مع ايران.

  2. والله احسن الجبهة الثورية تمد رجلها علي السعودية لانه رضاها فيه رضا الجميع الخليج كله واوروبا والمقابل بسيط . . الإلتزام بقطع العلاقة مع ايران.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..