“ما بطيق لي غيرو أسمع” الفرقة تعزف والجمهور يغني.. عبقرية الفكرة ودلالاتها

الخرطوم ? عثمان الاسباط
اليوم يضع (الحواتة) سطراً جديداً في تاريخ الأغنية السودانية، بل هو كتاب لا سطر، الجميع سيكون أمام الحدث، يقفون مرفوعي الرؤوس والنفوس، ومن خلفهم تقف ليس فقط (فرقة محمود عبد العزيز الموسيقية)، بل سيل من الذكريات والمواقف التي نحتها الراحل المقيم من خلال حفلاته الموسيقية صحبة عشاقه ومعجبيه، اليوم يجتمع (الحواتة) ليستعيدوا تلك الذكريات فهم لا (يطيقون لغيره أن يسمعوا).
من المؤكد أن روح الفنان محمود عبد العزيز ستحلق حول الجميع، تستمتع مثلهم بهذه اللحظة الفارقة من التاريخ، فإذا كان حفل اليوم مدهشاً، فلينتظر الجميع المزيد من هؤلاء الشبان، فقد دلق (حوتا) روحه فينا ثم مضى.
مع الحدث
اليوم (الخميس) التوقيت الثامنة مساءً، المكان نادي ضباط القوات المسلحة، الحدث حفل جماهيري كبير تطلقه مجموعة محمود في القلب.. الفكرة في حد ذاتها غاية في التفرد والدهشة، حيث تمحورت في العنوان التالي (الفرقة تعزف والجمهور يغني) دعماً للمشاريع الخيرية للمجموعة، وهي فكرة ذات دلالات عميقة في مضامينها، حتماً ستحرك الساكن في الساحة الفنية التي توقف ضجيج مسارحها وغابت الألحان الشجية عن مسامع جماهيرها في أعقاب رحيل فنان الشباب الأول.. حسناً للفكرة أوجه أخرى، فهي ستعيد الجماهيرية الكبيرة للمسارح وساحات الغناء وتحرك الساكن وتجعل أصحاب الإمكانيات الصوتية المتواضعة يتوارون بعيداً، وتعيد ذكريات جميلة في نادي الضباط تحديداً، حيث تحلق الجميع في السنوات الماضية حول محبوب الجماهير إلى الأبد، الراحل الحوت، وشكلوا لوحات فردية.
ارتباط وجداني
ثمة ارتباط وجداني كبير بين الراحل محمود عبد العزيز وجمهوره الذي أوفى له ولفنه، حتى بعد رحليه عن الفانية، وبالمقابل بادلهم الحوت حباً وعشقاً، وقدم نفسه نموذجاً يحمل الصفات التي يتطلع إليها جميع شباب السودان دعك من (الحواتة) بالتحديد فأشبعهم فناً يعبر عن همومهم وقضاياهم، وقضى حاجتهم بقدر ما يستطيع، ولكن دون امتنان عليهم، وإنما كان ذلك بحب واحترام وتقدير.
أمسية ذات واقع خاص
فعلياً لن تنتهي ذكرى أسطورة الغناء الراحل محمود عبد العزيز أو تندثر، فالملايين من معجبيه رتبوا أنفسهم للاحتفال بملهمهم الفني (الحوت) مساء اليوم بنادي الضباط، لكن (الحواتة) لا يحصرون أنفسهم في الليلة التي انقطع فيها صوته، وبردت إلى الأبد نبضات قلبه، فالعوالم التي كان يعيشها محمود والأمكنة والطرقات والإنسانية هي ذات ما يحتشد إليها (الحواتة)، ولن يكون حفل اليوم محض حدث عابر بل معايشة كثيفة، وقد بدأ الملايين الذين يعادلون حجم حزب سياسي ضخم من راوبط معجبيه في تقليد كل ما كان يفعله الأسطورة محمود، ومثلما كان الحوت إنسانا، فقد ظلت أعداد كبيرة من معجبيه بقيادة مجموعة (محمود في القلب) رفقة بقية المجموعات في مواصلة التقليد، وفعلوا الكثير، وصمموا على المضي قدماً في المشروعات التي كان يقوم بها الراحل.
الجلوس على القمة
وحول جماهيرية محمود يتبرع الأستاذ يوسف محمد يوسف من حواتة مدينة عروس الرمال لـ (اليوم التالي) بالإجابة قائلاً: بإلقاء نظرة على حياة الراحل المقيم (محمود عبد العزيز) يتضح وبجلاء أنه يستحق أن يوضع بين الكبار على قمة خارطة الغناء السوداني، فقد ظل محتفظاً بجماهيرية طاغية من كل الأعمار والفئات على مدى العشرين عاماً الماضية، ولم يظهر في محفل إلا ضاق بعشاقه ومحبيه، الذين حفظوا جل أغنياته عن ظهر قلب، وكأنه شمعة تفني دنياها لتضيئ دنيا الآخرين. ويضيف يوسف: هكذا ظل رحمه الله عليه، يجزل العطاء لعشاقه الذين منحوه كل حبهم حتى بعد رحيله الفاجع. وأردف: وصلنا الخرطوم منذ ليلة الأمس لحضور حفل اليوم بنادي الضباط، لكي نستعيد الألق الفني المفقود في الساحة الفنية
اليوم التالي
الله يرحم القامه التي لن يجود الزمن بمثله
المطرب الأستاذ فنان الطرب والإحساس النبيل
محمود عبد العزيز والتحيه والتقدير إلي معجبيهوا الأوفياء.
محمود لا سرق ولا نهب
محمود لا كذب لا بالدين لعب
محمود لا قتل لا أرهب
محمود لا خان البلد ولا لسودان قسّم
محمود كان للأيتام سند
محمود كان للمساكين ضهر
محمود كان للأرامل ذخر
محمود كان للشباب أمل
كنت حضور ودهشت حقيقتا للحضور الكثيف لجمهور الراحل الخالد باعماله محمود عبد العزيز كانت ليله ولا الف ليله فى الوفاء لرجل رحل ولا زال ينافس بجمهوره الفنانيين
الذيين يملؤن الساحه صخبا وضجيجا .
اللهم ارحم عبدك محمود عبد العزيز