يستغلون شعارات الهامش ولا يعرفون الهامش وأهل الهامش 10

شوقي بدري
المنطقة المحصورة بين المحطة الوسطى وسوق العناقريب عند ،،القصيرية،، الصغيرة ـــ شارع معروش ـــ عرفت بسوق الشوام . قديما كان الشوام في كل ركن في السودان . يقولون كان مشيت بلد لقيت الانجليزي مفتش الباشكاتب مصري او المامور مصري والتاجر شامي …. انت في السودان . في الخمسينات والستينات سيطر السودانيون على السوق لان الشوام انتقلوا الى رزق اكبر وصارت المنطقة تغص بالخياطين أو الترزية، وهذه كلمة تركية . زقاق الصابرين تخصص في الملابس الجاهزة للارتداء .
من يعملون في ذلك الزقاق اشتهروا بالعمل الجاد لا تتوقف ماكيناتهم الى بداية المساء . يشاركهم بعض الصناعية ، السمكرية كانوا الاغلبية . تميزهم سيقانهم النحيلة بسبب الجلوس لساعات طويلة وهم يؤدون عملهم جلوسا من ما يضعف عضلات الساقين , وقد يوثر هذا على مقدرتهم في المشي مع تقدم العمر .هذا الثمن دفعه ،،حدادي الواطة،، نجاري العناقريب حلاقي الحمير … الخ والبعض يتحدث اليوم عن الجلابة اهل العاصمة على الثروة والحكم !!!
الزقاق قدم اطنانا من الملابس الجاهزة باسعار معقولة في متناول الجميع لكل انحاء السودان . في وقت كان حتى النساء في كثير من اجزاء السودان يسرن عراة أو شبه عراة .
زقاق الصابرين
شوقي بدري
زمان في السينما في اللوج كان في بوفيه يقدم شاي وكنافه وباسطه وليموناده، وجرسونات .
في واحد كورك في الجرسون (زح ياخ انته واقف هنا ليه ؟) ، وتأثرا بثقافة السينما قال الجرسون (انا هنا علي طلب الجمهور) .
وعلي طلب العزيز رضا نكتب عن زقاق الصابرين .
مدخلي علي الزقاق كان اخي الطيب سعد الفكي . الذي حضر من الشريق فريق الفقرا في الرباطاب وعمل جرسونا في الداخله ( اتبره ) في البداية ، ثم حضر لاخته فاطنه والدة الاخوة فضل وصلاح التي كانت تسكن في السردارية خلف منزل ال مدثر والاخ الاديب مصطفي مدثر يعرفه جيدا كصديق واحد ابناء الحي..
الطيب بدأ كخياط مبتدئ في الزقاق ثم صار احد معالم الزقاق . وفي رئاسة نادي الربيع نديد فريق ابو عنجا الذي تأسس في سنه 1927م اي قبل فريق المريخ والهلال وبعد فريق المورده .
اذكر ان الاخ عبدالعظيم مهدي عبدالرحمن ابن الحي الذي صار مدير للكليه الحربيه كان يمازح الطيب عندما يقول انه خياط (خياط شنو ياخ ، انته بتخيط العراريق ابو اباطا اسود) .قديما كانت هنالك عراريق بدون اكمام من الدموريه وزن عشره . وتعني عشره فتلات في عشره فتلات في كل سنتيمتر مربع وهنالك رقعه سوداء في منطقه الابط لأن تلك المنطقة يتغير لونها بسبب العرق والاوساخ . وكان هذا ما يرتديه اغلب السودانيين . وتظهر هذه العراريق في الرسومات والصور القديمة.
الزقاق كان مدرسه كامله ، اغلب الدكاكين عباره عن دكاكين الجاهز والدكان عادة لا يزيد عن حوالي 3*3 متر او يزيد قليلا . ومكون من رفوف ، بنك للقص وثلاثه او اربعه مكنات وخزنه علي الجنب. وهنالك بعض الترزيه مثل الخير الذي كان مثقفا يقرأ كل الجرائد اليوميه وينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين ، وكان يقصده كثير من اعيان امدرمان لعمل الجلاليب وخاصه المكسوره دبل عمود . وخياطة الجلابيه تكلف 25 قرش والعمود 10 قروش وهناك متخصصين في عمل العمود فقط . واغلبهم نساء في منازلهن .
وهنالك العم مقبل الذي كان ضخم الجسم وعندما يجلس للاستراحه علي التبروقه له سير عريض في شكل حلقه كبيره يمتد من ظهره الي ركبتيه وهو كذلك خياط جلاليب وعراريق .
الطيب بدا عمله مع عمنا شروني وكان يقوم بتطبيق القماش كطاقه كامله ويقوم بقصها بالمقص ويشكلها حسب المقاسات . وتبدأ باللباسات الصغيره للاطفال والدسته بي 18 قرش سعر الجمله ولباسات كبيره للسيدات الي الفساتين للنساء والدسته بي 3 جنيه و 60 قرش . وسالته مره (انتو يا الطيب هدومكم دي بتهد ؟) ، فكان رده مازحا (من المروحه دي بتهد).
التعلمجي يبدأ بعقد اللساتك ويتطور لكي يشطب ثم يبدا في خياطة اللباسات ويتطور . وتعلق العينات علي الحبال كما يبدو في الصور القديمة ، ويحضر المشترون من الاقاليم ويشترون البضاعه ويحملونها علي اللواري وتلبس كل الجزيره وغرب السودان وشرقه من سوق الشوام زقاق الصابرين وما حوله . وكانها ملابس كرستيان ديور . .
تبدأ الحياه في الصباح بالتحيات والاخبار ونقاشات الكوره والسياسه. ويحضر صاحب البخور وهو يلقي بحفنات متواصله من البخور من مخلايته في المبخر ويتناول المعلوم من كل دكان بدون اي احتجاج . واصحاب البخور يقسمون السوق فيما بينهم ولا يتعدي احدهم علي حدود الاخرين .
حتي الشحاذين كانوا يعرفون مناطقهم . الدخري كان اشهر مجنون في امدرمان وكان يسكن خارج الجامع الكبير وله جسم قوي بعضلات بارزه . وعندما يكون بحره عالي ينطلق محطما كل الحجاره وفي بعض الاحيان يضعها علي قضيب الترماج ويقوم بتحطيمها بحجاره اكبر . وكثيرا ما يتوقف الترماج الي ان ينتهي الدخري من عمله وهو يقف عاريا كما ولدته امه .
مشكلة الدخري انه قذف ابنه بحجر في حالة غضب فاصابه في مقتل فاختل عقله . وكان يحضر لزقاق الصابرين ليشحذ فلوس طعامه وقد يتصدقون عليه بسروال او عراقي . وفي احدي المرات اعطاني الطيب فريني (يعني قرشين) وهي قطعه صغيرة الحجم ولهذا يسمي الشخص قليل الحجم بالفريني . وعندما وضعت الفريني في يد الدخري لاحظت قطعا كبيرا فقلت له (ده من شنو ؟) فنظر الي بحيره وتعجب وكانني بليد وقال (من شنو ! ، ما من الجن).
الزقاق كان دنيا كامله يتكسب منه كميه ضخمه من البشر . فهنالك السبابه امثال الاخ حموده النعيمابي الذي استلمت منه خطاب قبل شهور . وفي مره كان يحمل مركوب نمر بالربل (نوع من المطاط الفاخر) . والمركوب يساوي 7 جنيهات وبينما هو يعرضه متنقلا بين الدكاكين ، مد احد اهل الباديه وهو يرتدي شقيانه وهي حذاء من الجلد الغير مدبوغ بسيور غير مدبوغه في قوة الصلب ، فقال له النعيمابي (ها يا عربي ها ، دا مالك بيه ، ده بسوي ليك الحساسيه) . فضحك الجميع حتي البدوي .
من العاده ان يأكل الجميع معا الا ان البعض كان يأتيهم فطور خاص من المنزل وعمنا ( … ) كان مختلفا وقد اصاب بعض التعليم وعندما وضع الفطور امامه اتي احد البدو مارا فكشكر له عمنا قائلا اتفضل . فجلس البدوي بدون تردد، وبلقمه واحده اخذ نصف البيض من الصحن فصرخ العم فزعا (لا .. لا .. ده بيض .. ده بيض) . فصارت هذه الجمله تردد في زقاق الصابرين عندما يلتبس الامر علي اي انسان ويقولون (لا .. لا … ده بيض).
الجلاليب كانت تخيط علي ثلاثه انواع في العاده وهي كرشليق وتعني بزراير ، او دركسون بالفتحه المستديره ، او في احيان نادره بي لياقه وكرشليق و هذه يستعملها بعض سائقي التاكسي ومعلمي القهاوي . والقماش عادة هو البوبلين والمتر يساوي 20 قرش وقديما كان هناك قماش يسمونه (بنك مصر) له خطوط عريضه او قماش هزاز فيه خطوط لامعه يسمونه الالاجه يلبسه المعلمون وكبار التجار . العراريق والسراويل عادة من الدبلان او قماش خفيف للعراريق يسمونه الساكوبيس وهذه الكلمه يوصف بها الشخص الضعيف ويقولون (ده ساكوبيس ساكت) . وهناك ايضا لبس تكسب وتعني جيب من الامام ومن الخلف ، او جناح ام جكو وعادة لانها واسعه تحتاج لسته امتار او خمسه امتار ونصف بدلا عن خمسه امتار . وكما كان يقول العم مقبل (الترزي شغله تحت …. ما يسلمو للزبون الا يدفع ، كان الزبون شال حاجته ما بجي راجع يدفع) .
في سنه 1985م اردت ان اعمل توكيل شرعي فاخذت الاخ بله توأم الروح والطيب سعد للمحكمه ولاحظت ان الطيب يتراجع . وبسؤاله عرفت ان كاتب المحكمه الشرعيه قد اخذ من الطيب جلاليب وعراريق وسراويل ووعد بالحضور للدفع ولم يرجع . والكاتب الشرعي كان يرتدي احدي الجلاليب . والطيب كان يخاف احراجه . فاضطررنا للذهاب الي المحكمه في الخرطوم .تلك كانت اخلاق اهل زقاق الصابرين..
سمعت الطيب يقول لميرغني وهو كذلك اسطي في احد الدكاكين وهو شاب نحيل يرتدي البنطلون (غا و سا) . وعندما سالت عرفت ان المقصود بها الزبون الذي يضيع الوقت ولا يشتري .
ميرغني استعار دراجتي الرالي الدبل وعندما تأخر ارجعها وعليها جرسين بلونين مختلفين زادا من جمال الدراجه التي كنت اعتني بها . في نهاية الشارع بعد القهوة الصغيره والمطعم كان السمكريه منهم صديقي عبدالسخي ، والخير العجلاتي الذي بدأ حياته كصبي عجلاتي مع العم عبدالكريم العجلاتي في بداية شارع كرري وهو خال كمال الجزولي ومجدي وحسن والاخرين.
السمكريه كذلك كانت لهم مجموعتهم الخاصه وطريقة حياتهم . وعندما تضايق طسم من امرأةاتت بصفيحة خبيز وارادت لحمها مباشرة وطسم مشغول والمرأه تنق ، فطوح بالصفيحه قائلا (جننتينا ، هي صفيحه ولا اسطول) .
في الشتاء كنا نأكل كثيرا الطماطم بالدكوه و الكسره وزيت السمسم من هجوه في الانجيرا او سوق الكسره غرب سوق الطواقي . وهذه الاكله لا تزال منذ ايام زقاق الصابرين هي اكلتي المفضله .
الخال النور الحاج حمد من حوش حاج حمد المشهور في بيت المال كان يعمل في سوق الشمس بالقرب من سوق التمارا ويبيعون القماش باسعار متدنية وعندما تشتد الشمس يحضر الي دكان الطيب سعد ويزيح العمل من البنك ويجلس تحت المروحه . وعندما يحتج الطيب يقول له النور (انته ياخ في بيت اختي ما بتترقد تحت المروحه ، هو كان ما المروحه دي انا بجيك !) . الطيب بمثابة الشقيق لنا ، وعندما اتيت به الي المنزل كنت انا في الرابع عشر وهو في حوالي السابعةعشر من عمره وصار من اهل المنزل . في البداية حذره الكثيرمن الترام الذي قد يقتل او يصيب بعاهة كما حذروه مني بسبب شراستي وحبي للعراك الدموي . وبالرغم من هذا صار ابن البيت بعد سفرنا لاوربا صار الطيب اخ اخوتي الصغار وراجل البيت ، ولا يعمل اي شئ في امور السوق بدون استشارته . ابنائه يحملون اسمائنا ، الشنقيطي وشوقي واسعد او محمد سعيد العباسي تيمننا بالشاعر الفحل .ولي ابن يحمل اسم الطيب ، جده عملاق دنماركي وجدته سويدية اسبانية . عندما اتصل شوقي الطيب قبل شهور وتحدث عن الجامعة قلت له (انته بتين دخلته الجامعه ؟) وكان رده (انته يا عم شوقي طولتها بره نسيت السنين).
شوقي بدري
منزلنا بالقرب من ميدان الربيع كان له منزل اخر بحوش كبير عرف ببيت ،،الجنون،، او الاولاد . فمثل كثير من الاسر الامدرمانيه كان هنالك بعض الطلبه من الاهل والمعارف يسكنون معنا . أذكر منهم عبد المجيد ابن الشاعر الفحل محمد سعيد العباسى . وحموده ابن الناظر ابو سن والتجانى وشقيقه صلاح محمد التجانى وميرغنى ابتر وعصام وشقيقه بدر الدين احمد الحاج وآخرين لفترات تطول او تقصر . وعندما يحضر الطيب فى المساء كنا نقول (نشوف قروش زقاق الصابرين دى). والطيب كانكثيرا ما يتكفل بالعشاء والسينما . وهى عادةً سينما العرضه التى نذهب لها فى الشتاء بالبطاطين والمخدات . والسينما طيله الوقت تشغل اسطوانه واحده . وتبداء بمقدمه ….. اسطوانات كايروفون الاستاذ فريد الاطرش …. منديلى الحلو يا منديلي على دقه قلبى بغنيلو ….. وننتظر حتى تقلب الاسطوانه اغنيه نورا يا نورا يا نور العين . ونعرف ان الفلم على وشك البدايه فنسرع . وتلك احد خيرات زقاق الصابرين ووعظمة السودان القديم . الذي يريد الجنجويد تغييره . .
لا اظن ان هنالك اي مكان في العالم كانت توجد فيه روح من الزماله والتأخي والتكامل مثل زقاق الصابرين فاي شخص يموت يعتبر المصاب مصاب الجميع . واي شخص يتزوج يكون الكشف دائرا ، واى بيت يقع او مناسبه يكون اهل الزقاق كأسره واحده . ولقد تعلمت كثيرا من الدروس في الزقاق وسمعت كثير من القصص وكان كل السودان يمر بالزقاق كزبائن . وفي نهاية الستينات ظهرت الماكينات الكهربائيه السريعه وتضاعف العمل وظهر المطرز..
في احدي اجتماعات نقابة الخياطين كان الطيب يتحدث بحميه فقال شخص لا يعرف الطيب (انته خياط ؟) فوضع الطيب ظهر يده امام عينيه قائلا (ده (د..ك) !) . فالمقص يترك هضابا علي ظهر يد الخياط خاصه خياطي الجاهز . لانهم يقصون عشرات الطبقات من القماش مره واحده .
اذكر اننى سألت عبد السخى السمكرى وآخرين عن آخر مره ذهبوا الى الخرطوم وبعضهم مولود فى امدرمان . وكان الرد الخرطوم دى لحدى حسه ما مشيناها . نسوى شنو فى الخرطوم . والبعض قال انهم ذهبوا فى اكتوبر.
وكثيرا ما يحضر شخص يحمل عجله علي كتفه ويقوم بسن المقصات في زقاق الصابرين وسوق الشوام .
في بدايه الديمقراطيه الثانيه ابدي الطيب تعبه من موضوع الخياطه . فاقترح شقيقي الشنقيطي محل للسندوتشات والمرطبات ، واعجبت انا بالفكره . وبدأنا في البحث عن المكان الا ان الطيب رجع وغير رأيه وقال ان زوجته رقيه قالت انه اذا بدأ يبيع الاكل فستعود الي الرباطاب واضاف (اودي وشي وين من ناس زقاق الصابرين) . واخيرا اقترح سيارة تاكسي ، واضاف الشنقيطي فكرة بوتيك في ركن مدرسة الاحفاد شارع المورده . اشتهر البوتيك وحمل اسم بوتيك الهنا ..
وعندما سلمته مفتاح السياره و بدأ النجارين في عمل التخشيبه واتت البضاعه من اوربا والخليج بدأ الطيب مهموما فلم يكن في استطاعته ان يترك زقاق الصابرين . وان لم تنقطع الزيارات من الجانبين..
في مايو 1969م وفي حفل في منزلنا وسط خواجات ومبعوثين، جلس الطيب مع احد الرفاق من الزقاق وعندما ازداد الجمع احضرنا بعض الكاسات فنادانا الطيب وافرغ محتويات الكبايه في الكاسات قائلا (يعني نحنه ناس زقاق الصابرين ديل ، الكبايات ام كرعين ديل الا نشوفهم في السينما ؟؟)
زقاق الصابرين كان يمثل امدرمان . ابن عمتي عثمان عبدالمجيد (كوارع) استلم في سنة 1963م ثلاثه جنيه لشراء اسمنت والاستعانه ببناء لتبليط ارضيه المطبخ . ووالدته وقتها تسكن عند ابنها بابكر عبدالمجيد في منازل الجيش والبيت خالى من السكان . اضاع عثمان الفلوس وعندما حضر محتارا الي المنزل اخذه الشنقيطي الي زقاق الصابرين حيث مليونير المنزل، ودفع الطيب 150 قرشا واشترينا كيسين من الاسمنت بي 130 قرش و15 قرش لعربة الكارو وقمت انا بتبليط ارضية المطبخ فقد كان عندي مكعدات النجارة العجلاتية والبناء. لهذا فالزقاق دائما في وجداني . .
ما ان تغرب الشمس حتي يصير الزقاق ميتا وخاليا من اي حياة حتي من القطط وكأنه يرتاح من زحمة النهار والباعه الذين يحضرون كل شئ من فاكهه وحلويات وصور وبراويز ونتائج تعلق في الحائط ..
في المساء عندما كنت اذهب الي العم رضوان وهو الكفيف الابيض اللون الذي يبيع راس النيفه عند نهاية الزقاق في شارع العناقريب وامامه لمبه تدل علي مكانه وابنه قد صار وزيرا في الحكومه الديمقراطيه الاخيره . والراس عنده يساوي 25 قرش وفي العاده بي 15 قرش الا انها بحجم ضخم وكان والدي لا يقبل الا بها.
حتي النشالين واللصوص كانوا يحضرون للزقاق ولقد سمعت الطيب يقول ،،للضل،، مع بداية الشريعه وهو اكبر نشال في امدرمان (والله يا الضل خايفين عليك من القطع) فتنهد الضل قائلا (القطع ساهل ، الكلام الزيت المغلي).
وعندما كنت اطل الزقاق في الليل او المساء كان يبدو مختلفا وكانما هو زقاق اخر. الدنيا تتغير الذكريات الحميدة تبقى .
رائعة جدا…
حامل قنديل الإمام الصادق الثائر المجدد شوقي مضئ ظلمات العقل ومنعش الذاكرة السودانية ومثقف الاجيال كتاباتك تفوح من بين حروفها رائحة أمدرمان القديمة كما تفوح رائحة الخمرة من بين جسد فاتنة خرجت للتو من ليلة العمر فرحة بطعم الجلكوز ..اعادتنا كتاباتك الي اهلك الأنصار وصورة الحربة والبرش والفروة والعراقي ..الذين عطونك في ام درمان ونقعوعك عقليا وفكريا في ماء الفكر المهداوي الرشيد .لذلك انت محسود ولكن لا تبالي فحسبك المداومة علي قراءة الراتب بفضل واذن الله تحميك من غدر الزمن ونقول لك بالفم المليان ؛ سر وعين الله ترعاك واكتب ولا تغشي الصعاب ولا حقد الحاقدين. فلقد اهديت القلم والاسلوب والكلمات من دون الناس لحكمة ندرك مرادها كلما تكتب حرفا .
كن بخير
الكلام ده كلو فهمناهو لكن طعم الجلكوز ده شنو يا مرزوق ؟؟؟ بقينا نقرأ كلامك قبل ما نقرأ كلام شوقي هههههههه والله دي مشكلة
شكرا جزيلا اخي عصام على السؤال الجلوكوز هو رمزية للفرح ولوزم ليهو الحلويات والكعك والباسطة البتكون في ليلة العرس.. علي الرحب والسعة وكلو واحد تقرأ لي اول او تقرأ لحامل قنديل الامام فكلانا خرج من مشكاة واحدة ونحمل نفس المؤثرات الفكرية وننتمي لنفس الطائفة وان كان بطبيعة ما يسر له حامل القنديل لا يمكنه الجهر بذلك لان لديه قيم أعلى من فكرة الانتصار في المعارك الصغيرة وإظهار انتماءه لطائفة معينة يتخذها الاعداء مطية للنيل منه والنيل من طائفته لذلك كتب على نفسه التقية التخفي… دعك من هذا نحتفل انا وشوقي حامل القنديل نحن سويا باقتراب هذه العلاقة التنويرية الجميلة من اجتياز خمسة سنوات من رحلة الكتابة التعقيب والتنوير ربنا يحفظو ويطول في عمره حتى نواصل هذه الرحلة
الاستاذ الجميل شوقي بدري
تسعدنا مقالاتك الامدرمانية وخاصة بعد الحرب صارت لنا بردنا وسلامة رغم حريق السودان عامة وحريق ام درمان خاصة وهو احتراق قلب كل ام درماني.
وان كان المقال اليوم عن زقاق الصابرين وكلنا صابرين من بعد الضنا على الخراب والدمار الذي اطال ام درمان حتى دخل زقاق محطة صابرين التي قد تكون خارج سيطرتك او خارج التغطية او لم تدون في الذاكرة او لانها لا تشملها ام درمانيات…
كنت اود ان تكتب لنا عن الاذاعة السودانية وتريخها وقد علمت ان بدايتها كانت داخل غرفة صغيرة بمباني البوستة القديمة بأم درمان وقد وزعت مكبرات الصوت في بعض ساحات ام درمان الكبيرة لتمكن اكبر عدد من المواطنين بمدينة ام درمان من الاستماع إلى الإذاعة التي كانت تبث نصف ساعة يومياً .
ثم انتقلت من مبنى بوستة أم درمان القديمة إلى منزل بالإيجار بأم درمان غرب مدرسة الدايات وبدأت تذيع على موجة متوسطة هي 524 متراً وتوسع البرنامج بعد ذلك إلى ساعة كاملة يومياً وهذا تقريبا كان في عام 1942م.
ولكن للاسف بعد الحرب الجنجاويدية عندما تم احتلال الاذاعة احترق كل شي فيها حتى الاسطوانات القديمة التي تم تسجيلها في القاهرة ايام (حقيبة الفن وسرور وكرومة وعشة الفلاتية ومنى الخير وفضل المولى زنقار) بل تم توذيعها بينهم ظانين انها صاج عواسة للكسرة والقراصة.
وينما كنت ابحث عن الاذاعة وتاريخها فجأني مقالا لك وهو عبارة عن موجة عاتية ضربت الاخ والشيخ مختار بدري فقطعت الارسال والكهرباء واختفت الاذاعة واختفت ام درمان تحت الرماد ولن تجد (هنا امدرمان) الا داخل عقلية الاستاذ والمؤرخ الامدرماني شوقي ابراهيم يوسف بدري فلك التحية.
لقد ارسلت لك رسالة خاصة عبر الايميل وايضا تعليقا على مقالك (الشيخ مختار بدري هل تغيرت الموجة والارسال؟
تحت المقال سوف تجد الاجابة على السؤال
طيب بالنسبة للمصريين و ما جبت سيرتهم ليه ؟ ممكن نفهم السبب
المصريين سرقوا ثرواتنا الوطنية . غرقوا حلفتنا . اكلوا لحمتنا . شربوا مويتنا . هم سبب الحرب
بتامروا علينا حقارين
حبيبنا الغالي شوقي اخبارك وامورك وحلمات شعورك عساك طيب في انتظارك وانتظار روائعك
يا خالد خلي الزول بي راحتو ده ما زول بقوم دفرة ولا كيف ؟