منذ ٣٠ سنة لم يسمع العالم مقالة تسامح ديني تنطلق من قلب الخرطوم كما قالها بالامس و على الهواء مباشرة في احدي القنوات الفضائية وزير الأوقاف الجديد نصرالدين مفرح .
بعد ٣٠ سنة من حكم مرغ انف الإسلام ، قهر المسلمين و أذل الأقليات غير المسلمة ، جاءنا اليوم وزيرا للاوقاف يقول : الوطن للكل مسلما و غير مسلم .
بعد ٣٠ سنة قدم فيها الكيزان للعالم أسوا انواع المتاجرة بالدين و صدروا فيها للعالم الارهابيين و القتلة باسم الدين : بن لادن و الظواهري ، و غيرهما من حركات الإرهاب الجهادي التي شوهت صورة دين الرحمة ، و قدمت آيات الرحمن الرحيم كأنها ايات قتل و سحل و ذبح ، تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا .
بعد ٣٠ سنة قدم اعتصام القيادة العامة لوحة امتزجت فيها الأديان، ظلل المسيحيون لاخوانهم المسلمين في حر رمضان، و احتفل المسلمون مع إخوانهم المسيحيين في أعيادهم، ثم جاء مفرح ليكمل الفرح و يبث في كل الأرجاء تطمينا عميقا و يقدم درسا تاريخيا في عدالة الإسلام و رحمة الديان و سماحة النبي حين دعا اليهود الذين هجروا ( بضم الهاء ) بالعودة إلى بلادهم ، ليستظلوا في ظل الدولة المدنية التي لا تعامل الناس الا بالمواطنة ، لا فرق أمامها بين عربي و أفريقي، بين احمر و اسود ، بين مسلم و غير مسلم ، بين رجل و أمراة
بدأ الكيزان عهدهم البغيض بالمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي دعوا له كل المنظومات الإسلامية الإرهابية في العالم العربي و الإسلامي و طفقوا ينشدون : (أمريكا روسيا قد دنا عذابها) و ( خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ) ، و صدروا للعالم أسوا صورة للاسلام في تاريخه الحديث .
بينما بدأ مفرح عهد حكومة الثورة بالتسامح و الرحمة و دعوة الأقليات غير المسلمة إلى العيش في بلادها ، بلاد السلام و التعايش و الرحمة، فاين كنا و أين صرنا ؟!!
في لقاء تلفزيوني واحد مسح مفرح كل تاريخ الحركة الإسلامية الديني الدموي باستيكة، و فتح صفحة بيضاء ، يمد من خلالها السودانيون اياديهم بالسلام و المحبة لكل شعوب العالم و لكل الأديان و يقولون لهم : جاءكم سودان جديد
يوسف السندي
[email protected]
*الشكر لك يا أخي فقد أجزت و كفيت و وفيت.
* و الشكر و التقدير و التجله لسعادة وزير الاوقاف، وزير الثوره التي يشبهها تماما في صلابتها و نقائها و صدق توجهها، مولانا بحق الشيخ/ نصر الدين مفرح.
* و اشهد الله اني بكيت و انا اقرأ تصريحه المفرح ذاك. ثم بكيت مره اخرى و انا اقرأ مقالك هذا، و قد غمرتني أحاسيس شتي، و عادت لي صورة الوطن الجميل الذي رعانا و علمنا الأدب في حضرة العلماء و الشرفاء الصادقين.
* و الحمد لله كثيرا الذي أعاد لواجهة الوطن أبناءه الخلصاء أمثال مفرح و حمدوك و البدوي و اسماء و رجاء و كامل زملائه في مجلسي السياده و الوزراء.