مقالات سياسية

الطغاة.. لا يولدون طغاة..!!

من باب الحماس الثوري يرفض البعض أي نقد يوجه لحكومة الدكتور “حمدوك”، من باب التنزيه الثوري لأول حكومة أنجبها رحم الثورة.. لكن بالضبط هذه هي بدايات كل الأنظمة الديكتاتورية.. وضع الأعذار والحجج التي تؤجل النقد والمراجعة، فتكون النتيجة تنامي الاحساس لدى القيادة بقداسة وضعهم وبأنهم فوق النقد.. وعندما يلتفت اليهم الضمير الشعبي وينتبه لا يجد أكثر من أن يغني (فات الأوان)..

الآن الدكتور عبد الله حمدوك يتسلم زمام الحكم مسنودا بشرعية جماهيرية كاسحة، أقوى من أي صندوق انتخابات أتى بأي رئيس في تاريخ السودان الحديث.. لكن نجاح “حمدوك” في مهامه رهن بقدرته على استلهام عبر الماضي السحيق التي أوقعت النظم المختلفة في مستنقع الفشل، وأول خطوة نحو النجاح تبدأ بـ(الشفافية) التي تجعل الحكام في الهواء الطلق أمام شعبهم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة وأولا بأول..

قبل أيام قلائل وزير الشؤون الدينية والأوقاف مولانا نصر الدين مفرح ، وعلى شاشة قناة “العربية” وجه دعوة لليهود الذين غادروا السودان للعودة.. وبعيدا عن الحكمة في هذه الدعوة الا أنها تكشف ومن أول يوم غياب ادراك حدود التفويض الوزاري لكل وزير.. فمثل هذه الدعوة ليست شأنا (دينيا داخليا) بل من صميم مهام وملفات وزارة الخارجية، لأنها تخاطب سكان دولة أخرى، وطبعا المقصود بها اسرائيل، وبكل يقين لا يمكن حتى لوزارة الخارجية أن توجه مثل هذه الدعوة قبل تصميم (السياسة الخارجية) للسودان ثم دراسة تأثير الدعوة على علاقاتنا الاقليمية والدولية.. والمثير للدهشة أن الدعوة وجهت ليهود السودان قبل أن توجه للسودانيين (من اللحم والدم السوداني) الذي هاجروا مرغمين إلى اسرائيل بسبب سياسات النظام المخلوع..

طالما نحن في البداية، فمن الأفضل ومنذ أول صرخة ميلاد الحكومة الجديدة أن تدرك أن السياسات العامة تتخذ بواسطة مجلس الوزراء (وليس الوزراء).. وأن الخطاب العام للدولة ليس هبة البلاغة والفصاحة بل وفق ما تدرسه الدولة جيدا وتقرره وتدفع به الى الاعلام.

والوقت مبكر لمثل هذه التصريحات، فالوزراء لم يؤدوا اليمين الدستورية ويتسلموا مهاهم حتى الآن (يفترض أن يكتمل ذلك اليوم).. ومن السياسة والعلاقات الخارجية واحد من أعقد الملفات التي تتطلب غوصا عميقا في دراسة واستخلاص الحيثيات التي تبنى عليها.. وحتى هذه اللحظة السيدة وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله لم تتعرف على طاقم مكتبها فضلا عن تصاريف وتفاصيل وزارتها.. فما العجلة الداعية لمثل هذه التصريحات!

على كل حال؛ حذرا من الوقوع في الأخطاء القاتلة مهمتنا في الصحافة أن ننبه ونطلق صفارة الانذار قبل وقت كاف من وقوع الخطر..

التيار

‫5 تعليقات

  1. أتفق معك في محتوى المقال فنحن من يصنع الدمى ويعبدها والأصنام ويقدسها والأزلام ويمجدها ولكني أختلف قليلا مع العنوان فهناك طغاة يولدون طغاة ولا أشك في ذلك وهذا يحتاج إلى دراسات نشأة وسلوكيات منذ الصغر ………… تحياتي لشخصكم العظيم الذي أكن له كل ود واحترام

  2. هو قال اليهود السودانيون وليس الاسرائيليون اي الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية من حق اي سوداني طالما يحمل هوية الوطن ان ندعوه للعودة لأن الوطن يسع الجميع ومثل هذا المقال جعل الكثيرون يحملون خطاب الوزير اكثر من وجه وهو في النهاية سوداني سواءاً كان يهوديا او من اي ديانة اخرى عفواً الاستاذ عثمان لم تكن موفقا في اسداء النصح ليس لانه وزير ولكن الحق يقال

  3. نفس هذا الشخص (عثمان ميرغني) هو الذي نصح (البرهان) بانن يخلع البزة العسكرية ويصبح راس الدولة وفي مقابلة تلفزيوننية قال (لماذا يكونن مجلس السيادة منن 11 شخص لماذا لا يكون واحدا ) والاجابة الواضحة انن سقفا واحدا لا يتمكنن من ضم 11 دكتاتور فذلك السقف يتحمل دكتاتور واحدا حتي ولو كانن ببزة مدنية . ما هذا النفاق يا عثمان . افضل لك ان تحتجب قليلا بدل المرمطة دي للحااق باالثورة التي اننت لست منها بااي صورة من االصور .

  4. يا سيد يا ابراهيم يا مصطفى يا عثمان. التحيات اليك يسابق بعضها ..اختلاف وجهات النظر لايفسد للود قضيه.. نختلف مع ما سطرت جملة وتفصيلا. نرى انه اعقل من فى هذا السودان هو عصمان ميرغنى ” دا اللى طلبت منه يتوارى ويحتجب..راجل مرتب الذهن..واضح الروية والرويا .. ظل يتحدث حتى بح صوته ان ينصرف الناس الى تكوين لجان تخطط للاولويات وتضع البرامج لكل قطاع ثم ياتى بعدها اختيار من سيقومون بتنفيذ تلك البرامج (لا تترك المسأله لرؤية كل وزيرشخصيا بعد تعيينه ويبدأ يحددمع مجموعته من الاصدقاء والمتفانين ومدعى التفانى ما ينوى او يعن له..عصمان هذا الى اليوم لم اسعد بلقائه ولا اذكر انه كان يوما داخل فصل مدرسى سعدت بالوقوف على منصته .. بفضل ما ظل يكتبه تمكن من احتلال موقعه المرموق فى نفوس القراء ما يمكن ان نطلق عليه”كبير الصحفيين” بلا منازع ..متحدث لبق بلغة ضاد فصحى لا لحن فيها..وكاتب ولا كل الكتّاب ..لم برفع منصوبا ولم ينصب مكسورا وحتى ما ياتى بعد عدد الحساب والسنين لم يضف تاءمربوطة او ينقص ياء مُعَرّجه منه.. وبعدين يا سي ابراهيم لو سئلت سيادتكم “شنو اللى انت شايفوالآن ماشى صحيح منضبط منDay oneبعد”هبوط البشيرالناعم”صاحب عملية اختيار رئيس الوزراء والمستوزرين..هل توقفت الهرجله..كل يوم تأكيد اختيار زيد ثم نفى اختيار عبيد يعقبه تأكيد اختيار الاثنين معا لذات الوزاره .. ثم وزراء لم يتم اختيارهم الآ لانهم قيل كانوا من مفصولى الانقاذ وكم كان مفصولو الانقاذ..بينما لم يرشح اسم رئيس اللى ما حدش سمع به الآ بعدما البشيراختاره وزيرا فى آخر حكوماته وتأبّى عليه من وراء حجاب! او كما قالوا(وحكاية رفضه ذات نفسها ما تأكدت بالدليل القاطع)! يا ناس مالكم كيف تحكمون. .وشوف كمان يا تصريحات ملآت الدنيا دويّا ممن رشحت اسماؤهم للاستوزارقبل ما يحلفوا ونصدقهم!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..