الخليفة عبد الله وبناء الدولة المهدية 1885_1898م

بعد تحرير الخرطوم تولي المهدي قياة الدولة خمسة اشهر حتي وفاته قام فيها باصدار عملة من الذهب كتب عليها ضرب في ام درمان وعلي الوجه الاخر بامر المهدي كما قام بتعيين نواب للقضاء وقام بارسال الامير عبد الرحمن النجومي الي المتمة لمطارة حملة انقاذ غردون وقام بمخاطبة الملوك والزعماء في العالم كما ان بعض مديريات السودان لم تحرر من المستعمر كمديرية دنقلا ومديرية سنار ومديرية كسلا . .بعد وفاة المهدي تولي الخليفة الحكم من بعده وقام خلفاء المهدي الخليفة محمد شريف والخليفة علي ود حلو والاشراف اهل المهدي وجموع الانصار بمبايعته خليفة للمهدي. انسحبت حملة انقاذ غردون من دنقلا واتجهت شمالا الي حلفا وتسلم الانصار مديرية دنقلا دون قتال .امامدينة كسلا فاستسلمت لجيوش المهدية في يوليو 1885بينما استسلمت مدينة سنار بعد حصار طويل في اغسطس من ذات العام .بايع الاشراف الخليفة عبد الله علي مضض اذ كانوا يرون انفسهم احق بخلافة المهدي منه الا ان جيوشهم كانت مفرقة في انحاء السودان بينما كانت كل جيوش الخليفة عبد الله موجودة في ام درمان عدا جيش الامير حمدان ابو عنجة الذي ارسل لغزو جبال النوبة و لو كانت جيوش الاشراف موجودة لترجح حصول مواجهات بينهم والخليفة عبد الله .استطاع الخليفة عبد الله وبحجة توحيد الجيش تجريد الاشراف والخليفة شريف من الجهادية والسلاح الناري .كماتم ايضا تجريد الخليفة علي ود حلو من الاسلحة النارية والجهادية .بعد تجريد الاشراف من الاسلحة والرايات اتجهت انظارهم الي ابن عم المهدي الامير محمد خالد زقل عامل المهدية في دارفور وكان لديه جيش كبير وكانوا ياملوا ان يزحف بجيشه من دارفور ويطيح بحكم الخليفة .وكان الخليفة عبد الله قد كتب له منذ حصار الخرطوم ان ياتي بجيشه معززا قوات المهدية .وبعد وفاة المهدي كتب الخليفة اليه ليحضر ام درمان ويبايعه لكنه لم يحضر .وتوالت رسائل الخليفة اليه لكنه يماطل في الرد وتلبية طلب الخليفة بالقدوم .واخيرا استجاب محمد خالد زقل وتحرك بجيشه لامدرمان فارسل الخليفة الي حمدان ابو عنجة وكان في جبال النوبة ليوافي محمد خالد زقل قبل وصوله ام درمان .في 1886م وصل محمد خالد زقل بجيشه مدينة بارا والتي سبقه اليها ابوعنجه وكان جيش زقل قد ضعف كثيرا نتيجة استمالة قادته وفرق جيشه الي جانب حمدان ابو عنجة .وما ان وصل بارا حتي احيط بقوات ابو عنجة وتسلم منه امر الخليفة بتسليمه .الذهب والجهادية .ثم ما لبث ان جاء امر الخليفة باستلام جميع جيش زقل .ولما راجع ابوعنجة دفاتر بيت المال وجد عجزا فبسببه زج بزقل في السجن وارسل للخليفة مقيدا.بعد القضاء علي الاشراف وقوتهم التفت الخليفة للقضاء علي الثورات الداخلية وقد استنفد قمع هذه الثورات والتمرد كثير من الجهد والموارد والارواح وادي الي شروخ في الجبهة الداخلية ابرز هذه الثوراث ثورة الشيخ صالح فضل الله التوم شيخ الكبابيش الذي حارب المهدية بعد مقتل اخيه التوم بامر المهدي والخليفة عبد الله في 1884وظل يقاتل المهدية لعامين ثارا لاخيه حتي قتل في 1887م.ثورة الشيخ مادبو بن علي احد مشايخ الرزيقات واسره وقتله في 1887.ثورة الامير يوسف وريث سلاطين الفور 1888ثم تلاه ثورة الامير ابو الخيرات .ثورة ابو جميزة في دارفور في 1889.كما اعلنت قبيلة رفاعة في وسط السودان تمردها بقيادة زعيهم المرضي ابوروف في 1886م وعصيان الشيخ محمود ود زايد شيخ قبيلة الضبيانية 1886م.غزو الاميرحمدان لجبال النوبة 1887م .لم تكن الدعوة المهدية قاصرة علي السودان بل شملت كل العالم كما ان المهدي كاتب الملوك والزعماء في العالم .كاتب الخليفة هولاء الملوك والزعماء وهم الملكة فكتوريا ملكة بريطانيا العظمي السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين.الخديوي توفيق باشا خديو مصر.يوحنا ملك الحبشة .وكاتب امراء نجد ,سكان المدينة المنورة ,الشيخ السنوسي في ليبيا,حياتو بن سعيد في غرب افريقيا اما اكثر حاكم سعي الخليفة الي كسبه جديا فهو رابح فضل الله احد قادة الزبير باشا حاكم وداي (تشاد).واهتمت رسائل المهدية بمخاطبة الشعوب اكثر من مخاطبة الحكومات والرؤساء وخيرمثال لذلك رسائل الخليفة الي شيوخ العبابدة في مصر لمؤازرة حملة الامير عبد الرحمن النجومي . اتسمت العلاقات بين الدولة المهدية والحبشة بالتوتر فالمهدي قام بمراسلة الملك يوحنا ودعوته للاعتناق الاسلام واتباع المهدية لم يرد يوحنا علي رسالة المهدي وفي عهد الخليفة عبد الله قام الخليفة بارسال خطاب اليه يدعوه للاسلام ولكنه لم يجب كما قامت الحبشة بايواء الهاربين والمعارضين للمهدية .استمرت التوترات فقام الاحباش بغزو القابلات وقتل عامل المهدية فيها محمد ارباب .فارسل الخليفة الامير يونس ود الدكيم مكانه ونتيجة لنشاط يونس وغاراته علي الاحباش ما لبث ان جاءته الاخبارباستعداد الاحباش لغزو القلابات فطير الخبر للخليفة فلم يجد الخليفة افضل من حمدان ابو عنجة لصد الاحباش تحرك حمدان من اقصي جبال النوبة حتي ام درمان واقام معسكره في ام درمان واستعرض جيوشه البالغة 70 الف مقاتل امام الخليفة ثم تحرك شرقا ووصل القلابات ونتيجة لرفض يونس قيادة حمدان تم استعاده من قبل الخليفة لام درمان تقدم حمدان بجيشه الي داخل الحبشة واصطدم بهم في معركة هائلة معركة دومبيا في 1888وهزمهم شر هزيمة وتقدم الي عاصمتهم غندار ثم عاد الي القلابات ثم ما لبث اصيب بمرض توفي علي اثره وتولي القيادة من بعده الامير الزاكي طمل علم الزاكي باستعداد امبراطور الحبشة وحشده الجيوش لغزو القلابات لاخذ الثار فاخذ يتاهب لمقدم الاحباش فقام بحفر خندق حول القلابات وانشاء تحصينات وفي مارس 1889 اطبقت جيوش الامبرطور البالغة ربع مليون مقاتل 200 الف مقاتل زاحفة علي القلابات وقامت بالهجوم علي الانصار في خنادقهم استطاع الاحباش اختراق الخندق وتمكنوا من اسر عدد كبير من الانصار وعوائلهم وعدد من الغنائم الا ان الامبراطور يوحنا اصيب في مقتل برصاصة طائشة مما ادي لانسحاب جيشه واكتفاءهم بما حازوه من اسري وغنائم وفي اليوم الثاني للمعركة قام الزاكي بملاحقتهم وادركهم علي نهر عطبرة ودارت معركة تمت هزم الاحباش فيها وارسل راس يوحنا الي ام درمان تصحبه اعداد كبيرة من الاسري الاحباش وكميات ضخمة من الغئائم الثمينة . دمرت حروب الحبشة جيش حمدان في القلابات وخاصة عنصر الجهادية الذين هم نواة جيش حديث نظامي اذ ابيد هؤلاء في الصدام الدامي مع الاحباش . وفي اثيوبيا تحولت السلالة الحاكمة من التقري الي الامهرة فاصبح منليك ملكا للحبشة .اما في شمال السودان فتحرك عبد الرحمن النجومي لغزو مصر لنشر الدعوة المهدية وكان امضي في دنقلا سنوات تاهبا للغزو وارسل الخليفة الامير مساعد قيدوم وزيرا له ورقيبا عليه اذا كان النجومي محازبا للاشراف وحدث نزاع بين النجومي ومساعد وصدر امر الخليفة لود النجومي بالامتثال لمساعد في الشئوؤن المالية والادارية وارسل يونس ود الدكيم للفصل بينهما .واخير تحرك ود النجومي للغزو ولم يتجاوز جيشه 5000 مقاتل ثلاثمائة بندقية تصحبه 7000 من العوائل تحرك ود النجومي علي الضفة الغربية للنيل شمالا دون ان يحمل المؤن الكافية .وقام جيش الاحتلال باتخاذ اجراءت دفاعية حيال تقدم ود النجومي فقام باخلاء القري وقطع النخيل في طريق جيش ود النجومي كما ارسل البواخر الحربية لمراقبة ود النجومي ومنعه وجيشه من ورود النيل .وما ان وصل ارقين حتي اضطره العطش لورود النيل وكان الجيش البريطاني مترصدا له فدارت معركة فقد فيها ود النجومي 900 مقاتل واسر500 من المقاتلين والعوائل عقب المعركة قررالنجومي التقدم شمالا فتحرك الي بلاجة واقام فيها اكثر من عشرين يوم وعاني الانصار معاناة شديدة من نفاد الزاد والجوع والعطش.ووصله من دنقلا مدد من 500 مقاتل بقيادة عبد الله ود سعد ومكين النورثم تقدم شمالا واخيرا دارت المعركة الحاسمة في توشكي وهزم الانصار واستشهد فيها الامير عبد الرحمن النجومي والامير عبد الحليم مساعد والف من الانصار واسر ما يقارب الفين من الجيش والعوائل .وتمكن عدد من الامراء من الانسحاب بجزء من الجيش والعودة لدنقلا .قضت معركة توشكي علي الهالة الاسطورية لجيوش المهدية التي لاتهزم وامد مخابرات من خلال الاسري بمعين لاينضب من المعلومات عن الدولة المهدية.وساهمت في شرخ الجبهة الداخلية اذ ثارت الشكوك في هل ارسل الخليفة عبد الله ود النجومي وجيوشه للتخلص منه باعتبار ود النجومي احد مناصري الاشراف .عقب معركة توشكي اضطر الخليفة لتاجيل مشاريع المهدية للتوسع ونشرالدعوة في خارج السودان.امر الخليفة عامله علي دارفور عثمان ادم جانو بعلميات تجهيرواسعة لكل قبائل البقارة في دارفور وكردفان للهجرة لم درمان وزيارة قبة الامام المهدي والهدف من عمليات التهجير لم يكن حماية الخليفة من مؤامرات الاشراف اوتقوية جيشه في ام درمان بل الهدف متشعب كما ذكر الرائد عصمت حسن زلفو في كتابه كرري وذو جوانب حضارية منها تعويد هذه القبائل علي الطاعة والنظام بدلا من حياة الترحال في البوداي وخلق مراكز حشد للمقاتلين في الجزيرة وام درمان .وفي تلك الفترة حدثت مجاعة سنة ستة الشهيرة(1306ه_1889_1890م) والتي جاءت نتيجة لترك الزراع للزارعة وحملهم للسلاح والمشاركة في مسارح القتال ثم تهجير الخليفة قبائل البقارة الي ام درمان ووسط السودان واتي هؤلاء علي الغلال الموجودة ولم تهطل الامطار فعمت المجاعة في تلك السنة انحاء السودان وقضت علي ملايين السكان .وفي العام التالي هطلت امطار وفيرة ونمت العيوش الا ان جيوش الجراد غزت الحقول واتت علي كل شي ذهب التجارالي فشودة لجلب الحبوب وفك ضائقة المجاعة .نتيجة للصراع مع الاشراف وحجم التامر لم تمض ثلاث سنوات علي حكم الخليفة الا وتولي المناصب وحكم المناطق مجموعة من اقاربه فيونس ودالدكيم في دنقلا وعثمان الدكيم في بربر وحمدان ابو عنجة في القلابات وعثمان ادم في دارفور وكردفان وعربي دفع الله في الرجاف فاصبحوا خير اداة لتنفيذ تعليماته .

ِاحمد محمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تصويب
    1_قام فيها باصدار عملة من الذهب كتب عليها ضرب في ام درمان وعلي الوجه الاخر بامر المهدي
    الصواب كتب عليها ضرب في الهجرة وعلي الوجه الاخر بامر المهدي

    2_ونتيجة لرفض يونس قيادة حمدان تم استعاده من قبل الخليفة لام درمان
    الصواب تم استدعاه

  2. تصويب
    1_قام فيها باصدار عملة من الذهب كتب عليها ضرب في ام درمان وعلي الوجه الاخر بامر المهدي
    الصواب كتب عليها ضرب في الهجرة وعلي الوجه الاخر بامر المهدي

    2_ونتيجة لرفض يونس قيادة حمدان تم استعاده من قبل الخليفة لام درمان
    الصواب تم استدعاه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..