تبقَّى إطلاق سراح الشعب !!

سلام يا.. وطن
خطوة متقدمة جداً التى اقدم عليها السيد رئيس الجمهورية بقراره إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، رغم مايعتمل فى النفس من ململة السؤال المشروع لماذا كانت الإعتقالات فى الأصل ؟! والأرض اليوم مهيأة سواء ان كان عبر الضغوط او رغبة
فى التعافى الوطنى ..غير ان القلق قد يسرى من واقع تجارب ممتدة مع هذه الحكومة ان كل بادرة إنفراج عادة ماتكون كسحابة صيف الى زوال .. نرجو لهذه الخطوة ان تعقبها خطوات اكثر قوة بالغاء القوانين المقيدة للحريات والقوانين الإستثنائية خاصة والسيد الرئيس قد اعفى اللواء الهادى بشرى وعيّن والياً مدنياً من ابناء المنطقة هو الأستاذ حسن يسن وليت هذه الخطوة تصحبها خطوة أخرى تتمثل فى رفع حالة الطوارئ لتتسع مساحة المناخ الحوارى السليم .. وتعيين د. عبد الحميد موسى كاشا والياً على شرق دارفور التى رفض قبول تبؤ منصبها فى وقت سابق .. فهل إنتفت الان عند كاشا الأسباب التى دفعته للرفض سابقاً ام ان مابين الرفض والقبول هنالك مياه جرت تحت الجسر ..وعموماً من اسوأ الجراحات التى تمزق نسيجنا السياسي هو مفردة ( ابن المنطقة وابن القبيلة ) التى دخلت حياتنا وافسدتها بصورة مؤسفة .. لبعض هذا نقول من المهم إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ولكن الأهم هو إطلاق سراح شعبنا من النعرات القبلية والعنصرية والهوس الدينى .. والأهم ايضا إطلاق سراح العقل الجمعى عندنا من اسر الأحادية والإقصائية ومسخ الآخر .. فالتعيينات لولاة النيل الأزرق وشرق دارفور ينبغى ان تكون الفرصة الذهبية لإعداد الشعب ليحدد خياراته كيما يتحمل مسئولياته تجاه من يختار .. نعلم اننا نطالب بما يشبه الأحلام ..ولكننا نوقن بانها احلام واجبة التنفيذ ..ومن حق امتنا ان تسقط عنها قيود وصاية النخب التى لم تورثنا إلا هذا التشرزم والضياع والتيه ..والقادة الذين تم الإفراج عنهم نقول لهم حمداً لله على السلامة .. والمعركة القادمة هى ان ينضموا للمطالبة بان يتوجه الحوار للشعب حتى نتعلم ادب الإختلاف .. وادب الإختلاف هو سلوك وتربية ..فمن خلال التجارب العديدة التى عانى منها شعبنا منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا ..انه لم يصل عند تفكير سياسييه مرتبة الكومبارس بل ظل فى مقاعد المتفرجين .. وهاقد آن الأوان لأن يكون الشعب هو صاحب الفكرة ومؤلف النص ومخرجه .. على التحقيق ان قرار السيد الرئيس قد لايكون مرضياً عنه من منظومته ومن قطاع كبير منها ..فمنهم اصحاب المصالح ومنهم من لايستطيعون الحياة بدون عسل السلطة ..ومنهم من يخافون انكشاف ملفات الفساد .. واشياء اُخر .. كل هؤلاء قد يقفون عقبات كأداء امام الحوار والإنفراج ناهيك عن التحول الديمقراطي .. لذا حاجتنا كبيرة للمزيد مما يعيد الثقة فى الرغبة الصادقة للخروج من عنق الزجاجة الرهيب الذى وجدنا بلادنا ترزح تحته ..المرحلة الحالية ومايليها تحتاج التوحد تجاه الأزمة وبداية هذا التوحد ان يتقدم الحزب الحاكم بخطوات تماثل خطوات الرئيس فى ان يفصل بين الحزب وبين الدولة .. وان يكون للآخرين مثل مايستحوذ عليه .. وان يعلن ان هذا البلد يسع الجميع .. وان لامخرج سوى الديمقراطية ..اذا فعل المؤتمر الوطنى هذا فبحق يكون إطلاق سراح السياسيين بداية لإطلاق سراح الوطن والشعب..
وسلام ياااااااااوطن
الحرية لا تُمنح، بل تُسترد بالقوة.. ولن يتحرر الشعب السوداني إلا بعد أن يثور على هذه “النخب” الزائفة، ويتمرّد على سيطرة “البيوت” الخبيثة المنافقة، ويقتل “تجار الدين” في الشوارع والأزقة..!