تبت يدا “بابا قاسم” وتب !

في البدء لابد أن أعترف أنني لم أتردد في الكتابة عن قضية ما من قبل مثلما ترددت في الكتابة عن واقعة ضرب مدير جامعة الأحفاد للبنات لطالبة من طالباته، ليس لأن الأمر لا يستحق، فهو بلا شك عظيم وجلل، بل لأن الواقعة مثلما كشفت عن قِلّة وسط مجتمعنا ميتة ضميريًا، فانها كشفت أيضًا عن كثرة كاثرة لم يمت حس الإدانة في قلوبها، فتناولته تقريعًا وتقريضًا وكالوا له الصفعة تلو الأخرى، وكان من الطبيعي أن أمسك قلمي عنه، عملًا بالمثل القائل: “الضرب على الميت حرام!”.
لكن ما دعاني إلى الكتابة اليوم هو المنشور الاعتذاري الذي نشره صاحب الواقعة بالأمس، ومن الواضح لكل ذي بصيرة أن هذا المنشور موجهًا لـ”شركائنا بالخارج”، إذ أن شركاؤه بالداخل قد قال لهم في اليوم السابق أن الجامعة جامعته وهو حر فيها، يضرب من يشاء بغير حساب! ولكنه وكما قال عن نفسه على طريقة عتاة الإنقاذ عندما تأخذهم العزة بالإثم: “أنا لا أتابع السوشيال ميديا”، لذا لم يكن يدري أن “السوشيال ميديا” قد قربت العالم، حتى صار قرية يرى فيها الحبيب محبوبته من على البعد ، ويرى “المانح” ممنوحه ! لذلك وعندما أدرك “جلاد الأحفاد” الصباح وعلم الفرنجة بفعلته، أخرج ذلك المنشور الإعتذاري البائس على عجل، ولا غرو إن خرج لحنه نشاذًا، فالمقام مقام فرنجة، والفرنجة تقول: يسمع اللحن من يدفع أجرة العازف!
حقيقة لا أعرف ما هو الشئ الذي دفع البعض إلى الدفاع عن مدير جامعة الأحفاد بتلك البجاحة والوقاحة؟ وبطرق وأساليب مقرفة ومبتذلة وفطيرة، مورست فيها جميع أشكال الإبتزار العاطفي والوطني، فمنهم من قال بقدم تاريخ الواقعة، ومنهم من حذر من تناول الأمر حتى لا نعطى الفرصة لكتائب النظام الألكترونية من تعطيل الثورة! ومنهم من أستخدم العاطفة الدينية بنفس طريقة النظام إياها، فتحدثت إحداهن عن إيمان “ضارب الطالبة” وتقواه، وإنه من فرط خشوعه يدس سجادة الصلاة من موظفيه حتى لا يرون أكفه مرفوعة إلى الله! لا بأس، فقد شاهد طاقم مكتبه وكل العالم الآن إلى أين ترفع الأكف وتتوجه الكفوف؟!
جاء الأداء التبريري في مجمله طفوليًا بائسًا، إذ ترك كهنة فرعون الأحفاد القضية الرئيسية وأتجهوا إلى الإنصرافية، فظهروا بذلك المظهر المضحك المبكي، الشبيه بمظهر ذلك الرجل الذي عندما قيل له أن زوجتك تخونك مع حسن الساعاتي، أقسم أمامهم أن حسن ليس ساعاتيًا، ولا يفهم في تصليح الساعات!
وإذا كانت بلادنا قد عرفت ظاهرة النائحات المستأجرات مع وصول الأنبياء الكذبة القساة إلى حكم بلادنا، فأن هذه الحادثة كشفت عن نائحات ونائحين يعملون بلا أجر، أجرهم هو تكريس القرابات التي أقعدت بهذا الوطن وبإنسانِه الطيب، وكان أن خرجوا لنا بنواح من طراز جديد، عددوا لنا فيه مناقب “فقيد” الأحفاد وذكروا مآثره، دون أن يندبوا فقده أو يسقطوا دمعة عليه، وقد أحزنني أن أوقعوا في فخاخهم نشطاء ورجال سياسة كنا نحترمهم ونجلهم ونتركهم ليوم كريهة، مثل ذلك السياسي الصديق، الذي وإن أدان الحادثة بطرف خفي، إلا أنه وقع في فخاخهم، فأخرج بيانًا خَيّرنا فيه بين طريقين لا ثالث لهما، أيهما سلكنا وقعنا معه في شراكهم، قائلًا لنا: أما أن نسير مع قاسم أو مع البشير! وهي طريقة ساذجة وقديمة في الإبتزاز، إذ أن هناك طريق ثالث يسلكه الانسان بسلاسة وأريحية وهو أن يبعد الأذى عن طريقه، ويسير بكل حرية مع نفسه، بلا قاسم أو بشير أو موسى !
نخرج من المبكي ونذهب إلى المضحك المبكي، إذ أن هذه الأزمة لم تفضح الشائن وحده، بل فضحت معها أكاذيبنا التاريخية، حيث راجت كمية من الأكاذيب تجعل الكذاب الأكبر الذي يحكمنا يتدهور من مقعد الصدارة الذي ظل يحتكره، فالكذبة عن أفضال صاحب الجامعة على بنات الهامش والمنح التي يقدمها لتعليمهن، ما جعلهن يطلقن عليه لقب “بابا قاسم”، كذبة بيّنة يجب ألا تنطلي على أحد، فهذا الرجل لا يدير ملجأ أيتام أو مؤسسة لرعاية الأطفال مجهولي الأبوين حتى يصير أبا على أحد، بل يدير جامعة ينبغي أن تقدم العلوم لا الرعاية الأبوية، مثلها مثل جميع جامعات العالم، كما أن “بابا قاسم” المزعوم ليس “بابا نويل” حتى يأتي نهاية كل عام محملًا بالهدايا من خرجِه الخاص لإسعاد الفقراء والفقيرات، فالجامعة تتلقى تمويل من جهات مانحة لهذا الغرض ولغيره، ما يؤكد بان الشائن الذي أجلسوه على كرسي “البابوية” زورًا ليس له أفضال على أحد، وبالتالي يجب ألا يمن على أحد بتلك الطريقة الفاحشة، بل ربما هي سانحة له حتى يخرس ألسنة الحاسدين والحاسدات، عملًا بمقولة: “إذا أراد الله نشر فضيلة أتاح لها حسود”، فليغتنم الفرصة ويخرس ألسنتنا ويعرض للرأي العام: كم يستلم من أموال وكم يصرف منها لتعليم بناتنا؟ حتى لا يمن علينا في أعز ما نملك ونتهمه في أعز ما يملك، هذا لو كان ذلك عزيزًا لديه.
أن الذين دافعوا عن فعلته الشنيعة لم يدافعوا عنه بأمانة، ولا ريب فالحق أبلج والباطل لجلج، فهم دافعوا عنه بعوار منقطع النظير، مفاده أن الرجل الذي يضرب الطالبة في الفيديو هو “أب” يمارس دوره أمام بناته، وقد بينا إنه ليس أبًا ولا ينبغي له، ولكنهم لم يدافعوا عن الرجل الذي بالصور الخادشة التي تظهر يداه -تبت يداه وتب- تتحسس أجزاء حساسة من جسد طالبة صغيرة، وهي صور لم أقرأ انه تم نفيها بل لم يتم تناولها ، وهذا لعمري تصرف لا يقوم به ألا أب ذو سوية أخلاقية منحطة، يجب أن يحجر عليه، ويهال التراب على اسمه كما تفعل القطط مع مخلفاتها!
ومع ذلك نحمد الله، والحمد والمن له وحده، أن هذه الحادثة كشفت فيما كشفت من أمور كثيرة، أن هذا الرجل جاهل إنسانيًا وأخلاقيًا ودينيًا، وإنه يحمل بين جوانحه ضميرًا موغل في الجهل والسلفية، يريد منا أن نطيعه وفق القاعدة السلفية التي تقول: “اطع ولي الأمر وإن جلد ظهرك وسرق مالك”، ما لا يؤهله أن يكون مؤتمنًا على بناتنا، بل أن تركه في هذا المنصبه الحساس يشكل خطرًا وطنيًا وأخلاقيًا، لذا يجب أن يعزل من منصبه فورًا، ان لم يكن حفاظًا على مستقبل بناتنا فليكن حفاظاً على نظافة مدينتنا!
ان هذه الحادثة لم تفضح سلوكه الشاذ فحسب، بل فضحت خواءه ايضًا، إذ كشفت بان القبة خاوية ليس تحتها (فكي)، وانه محض حقيقة بيولوجية ليس إلا، وهي انه: قاسم ابن يوسف بابكر بدري!
وقديمًا قالت العرب: بئس الفتي من قال كان أبي!

تعليق واحد

  1. كفيت ووفيت يا أخي ولكن هل تفقه البقر الكيزانيه وحلفاؤها (المطرودين) الطامعين في العوده لحظيرتها خصوصاً وقد بلغت الدناءه والخيابه باحدهم لِأن كتب بالفيسبوك أنه يشتم رائحة الامن في كتابات الرافضين لإستعباد طالبات الاحفاد ؟؟
    حسبنا الله فيه وفي آل بدري العٌنصريين الوافدين وهُو نِعم الوكيل

  2. دعني أضيف راي ممكن أن يكون صايب..يمكننا أن ننتهز تلك الفرصة ونحاول إصلاح المعطوب ..الجامعة من المفروض أن تكون مختلطة ليتعلم فيها الناشئه أساسيات العلوم المختلفة وبرضو يتعلم الشباب كيف أن تحترم وتتعامل في حدود الذوق المعقول مع الجنس الاخر ..النساء هن صنو الرجال وأي تفرقة بينهم هي سباحة عكس التيار ..في راي المتواضع أن الاختلاط هو درء لمفاسد كبيرة ..يتعلم الجميع معا واذا حدث تقدم في المستقبل تدار بلد كالسودان برجالها وبنسوتها ..على الأقل لو كان في طلاب أولاد في جامعة الأحفاد ما كان يستطيع مديرها بضرب وشليت البنات

  3. تبت يداك أنت يا من لا تقدر آل بدري .. أهذا جميل من قاد إلى تعليم المرأة في السودان .. وقاد إلى توفير العلم للطالبات
    أهذا جميل آل بدري الذي قدموه للسودان قديماً وحديثاً … لا تعليق لديّ آخر سوى
    يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره أن أخاطب السفيه مجيبا

  4. بابكر بدري ذات نفسه خدم اسياده في الاداره البريطانيه بالتجسس علي الاسر السودانيه بتقديم احصائيه بعدد الابناء في كل اسره لتاخذ الاداره البريطانيه (ضريبه اتاوه جزيه ) عن كل راس ، كان الجاسوس بابكر بدري يجلس علي حافة الملاعب ويسال عن الصبيه ابن هذا وابن من ذاك ويسجل ويرفع التقرير لاسياده ويقبض عن كل راس !! هذا هو ارث ال بدري في السودان فلا قرو ان بفعل حفيده ما فعل ولا يخاف الا من اسياده الاوربيين كما ورث عن جده

  5. كفيت ووفيت يا أخي ولكن هل تفقه البقر الكيزانيه وحلفاؤها (المطرودين) الطامعين في العوده لحظيرتها خصوصاً وقد بلغت الدناءه والخيابه باحدهم لِأن كتب بالفيسبوك أنه يشتم رائحة الامن في كتابات الرافضين لإستعباد طالبات الاحفاد ؟؟
    حسبنا الله فيه وفي آل بدري العٌنصريين الوافدين وهُو نِعم الوكيل

  6. دعني أضيف راي ممكن أن يكون صايب..يمكننا أن ننتهز تلك الفرصة ونحاول إصلاح المعطوب ..الجامعة من المفروض أن تكون مختلطة ليتعلم فيها الناشئه أساسيات العلوم المختلفة وبرضو يتعلم الشباب كيف أن تحترم وتتعامل في حدود الذوق المعقول مع الجنس الاخر ..النساء هن صنو الرجال وأي تفرقة بينهم هي سباحة عكس التيار ..في راي المتواضع أن الاختلاط هو درء لمفاسد كبيرة ..يتعلم الجميع معا واذا حدث تقدم في المستقبل تدار بلد كالسودان برجالها وبنسوتها ..على الأقل لو كان في طلاب أولاد في جامعة الأحفاد ما كان يستطيع مديرها بضرب وشليت البنات

  7. تبت يداك أنت يا من لا تقدر آل بدري .. أهذا جميل من قاد إلى تعليم المرأة في السودان .. وقاد إلى توفير العلم للطالبات
    أهذا جميل آل بدري الذي قدموه للسودان قديماً وحديثاً … لا تعليق لديّ آخر سوى
    يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره أن أخاطب السفيه مجيبا

  8. بابكر بدري ذات نفسه خدم اسياده في الاداره البريطانيه بالتجسس علي الاسر السودانيه بتقديم احصائيه بعدد الابناء في كل اسره لتاخذ الاداره البريطانيه (ضريبه اتاوه جزيه ) عن كل راس ، كان الجاسوس بابكر بدري يجلس علي حافة الملاعب ويسال عن الصبيه ابن هذا وابن من ذاك ويسجل ويرفع التقرير لاسياده ويقبض عن كل راس !! هذا هو ارث ال بدري في السودان فلا قرو ان بفعل حفيده ما فعل ولا يخاف الا من اسياده الاوربيين كما ورث عن جده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..