أخبار السودان

مولانا أبّو : الحكومة الجديدة تنتظرها ملفات مهمة وعلى الشعب السوداني دعم الحكومة ومراقبة أدائها وتشجيعها

تناولت خطبة  الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠١٩م التى ألقاها الأمير عبدالمحمود أبّو الأمين العام لهيئة شؤون الانصار بمسجد الهجرة بودنوباوي مفهوم الأمانة التي عُرِضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)؛ مبيناً أن الأمانة تشتمل على ثلاثة أمور هي: الإستخلاف والتزكية والعمران، وهي الركائز التي تقوم عليها وظيفة الإنسان في الدنيا، فالإستخلاف يعني أن هناك مستخلِفا ومستخلَفا ومستخلف عليه ومنهج يلتزم به المستخلَف ليحقق مقاصد الاستخلاف، فالاستخلاف مرتبط بمرجعية وملتزم بقيم ومبادئ ويهدف إلى غايات أشار إليها القرآن الكريم في عدد من الآيات وبينتها السنة وأبرزها العطاء الإنساني، والتزكية مفهوم يستجمع معاني النمو والخيرية معا، فالتزكية تخلية من الرذائل وتحلية بالفضائل بما يستوجب للنفس الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، ويقابلها مفهوم التَّدْسِيَة القائم على الخفاء والإغواء والإفساد، ويلخص مفهومي التزكية والتدسية قوله تعالى: ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا “.

والعمران يمثل الحركة الحية في الأرض إستثمارا لها وتعميرها واستغلال منافعها وتسخير مرافقها؛ والتفاعل مع الكون علما بقوانينه واستثمارا لخيراته وارتفاقاً بمقدراته في غير سرف ولا عبث ولا إخلال بنظامه الموزون ؛ وبذلك يتحقق الصلاح في الدنيا الذي لخصه الماوردي بقوله:”صلاح الدنيا بستة أشياء:(دين متبع، وسلطان قاهر، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دار، وأمل فسيح) إن مفاهيم الإصلاح لاتخرج عن هذه الأمور الستة التي ذكرها الماوردي.

وجاءت الخطبة الثانية مهنئة الشعب السوداني بتشكيل الحكومة المدنية التي جاءت تصريحات رئيس وزرائها مطمئة ومحفزة على الدعم والتشجيع من أغلبية الشعب السوداني؛ وذكر أبو أن الحكومة الجديدة تنتظرها ملفات مهمة تتمثل في تحقيق السلام وإصلاح معاش الناس وتصحيح المسار الإقتصادي واستعادة علاقات السودان الخارجية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل واستعادة الأموال المنهوبة ومحاكمة المفسدين والمسيئين لاستخدام السلطة وعقد المؤتمر الدستوري الذي يحسم قضايا السودان المزمنة.

ودعا مولانا أبو الشعب السوداني لدعم هذه الحكومة ومراقبة أدائها وتشجيعها لإنجاز تلك الملفات بروح وطنية وقومية تستصحب كل مكونات المجتمع السوداني باختلاف توجهاته الفكرية والثقافية والدينية لنقيم سودانا واعداً قادراً على إدارة التنوع بالعدل والمسئولية.

وفي ختام الخطبة ذكر مولانا أبو أن هيئة شؤون الأنصار تبنت عقد منتدى دوري كل أسبوعين بعنوان التدين الواعي والوطنية الراشدة لترسيخ الوعي الديني الصحيح الذي لا يتعارض مع الوطنية، وتناول المنتدى الأول قضية الشريعية بين الحقيقة والمزايدة والتي أكد المشاركون فيها أنه ليس هنالك تعارض بين المبادئ الإسلامية والمصالح الوطنية؛ ودعا المواطنين للمشاركة غدا السبت في المنتدى الثاني الذي سيعقد تحت عنوان الوثيقة الدستورية والعبور الآمن لوطن مستقر والذي سيتحدث فيه عدد من القانونيين منهم المستشار البشرى عبدالحميد والدكتور عبدالرحيم آدم محمد والأستاذ مأمون هواري وسيتداخل معهم عدد من أهل الإختصاص.

كما تناول الامير عبدالمحمود ابو فى خطبته رحلة الحبيب الامام الصادق المهدى المهدى إلى قاهرة المعز لحضور ورشة أسس بناء السلام التى اقامها حزب الامة القومى بالقاهرة ذاكرا تلك الحفاوة التى استقبل الحبيب الامام مشيراً بأن الإمام الصادق المهدى سوف يسافر إلى الأردن من القاهرة للمشاركة فى المؤتمر الدولى الذى يقيمه المنتدى العالمى للوسطية بعنوان التصوف الراشد الجذور والافاق فى بناء الحضارة الإنسانية كما أنه سوف يقدم ورقة نداء المهتدين الذى يهدف إلى حل قضايا أمتنا الاسلامية والعربية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..