الفكر الاسلامي بين الاحياء والتجديد

ثمة اختلاف كبير في مفهوم تجديد الاسلام بين انصار التراث المتوقفين عند فهم السلف للدين وبين انصار الحداثة والمنكبين علي عصرنة مفاهيم الدين لتجاري تطور العقل والحياة . وقد اختلف الفريقان اختلافا مبينا في تفسير معني مصطلح التجديد الاسلامي. فهو يعني من وجهة نظر السلفيين المتشبثين بفهم قدماء المسلمين لمعاني الدين انه يعني بعث ما اندثر من مفاهيم سادت في عصر بزوغ فجر الاسلام الاول. حيث انه حسب ما خيل اليهم ان تجديد الفكر الاسلامي يكون ببعث مجتمع الصحابة بعاداته وتقاليده وتطبيقه بحذافيره علي المجتمع الحديث . اما الحداثيون فيعتبرون التجديد هو تغيير مفاهيم الاسلام بالكلية بما يواكب العصر. وكل فريق من الفريقين متمسك برائيه وفهمه لمصطلح التجديد وكل فريق منهما محق من جهة ومخطيء من جهة اخري حسب تعقلي وفهمي لهذه المسالة المعقدة ،

فالتراثيون محقون في حال كان ذلك المعني للتجديد مرتبط في اذهانهم ببعث واحياء ما اندثر من اخلاق وقيم الفضيلة التي نادي بها الاسلام منذ بزوغ فجره كالصبر والسخاء والحلم والايثار وما شابهها من مكارم الاخلاق ، ثم ترك الحسد والحقد وغيرها من الاخلاق المكروهة و التي لم تزل تغيب هذه المعاني والاصول وتندثر عند غالبية الناس بعد كل حقبة زمنية . فان كان ذلك مبتغاهم ففي هذه الحالة يكون مصطلح احياء علوم الدين الذي قاله الامام الغزالي هو اقرب للقبول والعقلانية من مصطلح تجديد الدين. اما ان كان قصدهم احياء العادات القديمة لمجتمع الاسلام الاول فقد اخطاوا بذلك خطأ مبينا. فللاسلام وجهان، وجه يهتم بعادات الناس وتقاليدهم بما في ذلك الشريعة التي تنظم حياتهم. ووجه يهتم بجوهر الانسان وباطنه وهذا هو الوجه الذي ينبغي تجديده باحيائه وتذكير الناس به بعد كل حقبة كما فعل الامام الغزالي في سفره القيم احياء علوم الدين. اما الوجه الظاهر من حياة الناس وتقاليدهم فلا يمكن احياؤه بعد كل حقبة يطرا فيها تغير في ادراك الناس والا فان ذلك ان حدث فسيكون ارتدادا علي تطور حياة الانسان وتعقله. وذلك هو الوجه الذي يحتاج لتجديد بمعني تغيير بعد كل حقبة زمنية من الدهر علي ان لا يغادر ذلك التغيير حدود القران وتوجيهه وهو الوجه الذي لازم فيه التوفيق انصار الحداثة والتحديث .

اذن ولفض الاشتباك بين من يدعوا ويفكر ويعمل علي استنباط معاني جديدة من الاسلام تنظم حياة الناس، وبين من يدعوا لمحاكاة نهج قدماء المسلمين. اقترح ان يكون مصطلح التراثيين هو الاحياء علي ان يقتصر علي بعث معاني الفضيلة وكل ما هو متعلق بروح وباطن الانسان. بينما يكون مصطلح التجديد هو عنوان من يتفكرون لاستنباط معاني مستحدثة من القران لتنظيم حياة الناس علي نهج اسلامي حدبث ومواكب لتطور عقل الانسان.

والله تعالي اعلم

خالد الطيب احمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. محمد شحرور اعظم مجدد إسلامي ومصلح ديني
    عليكم بفيديوهاته في يوتيوب فهو من سيقضي
    علي كافه الهلاويس اللتي تراكمت منذ القرن الثاني
    الهجري

  2. إن مصالح الناس هي مقاصد الشرع وإن الناس أدرى بمصالحهم من خلال مؤسساتهم ولا تعارض في ذلك بشأن الحاكمية سواء بجانب المسلمين أو غيرهم من المواطنين فالديمقراطية بمعنى المساواة بين الناس أفرادا في المشاركة في الحكم هي المصلحة العامة المقصودة في دولة العدل والقانون والمؤسسات العامة وأما ديمقراطية الأحزاب فقد ثبت فشلها في السودان كونها لا تعبر عن مصلحة المواطن الفرد وتهمش الأقليات وقد تكون أحزاب عقائدية لا تساوي بين الناس وبالتالي لأ تعبر عن المصلحة العامة وقد جربنا ذلك ومن جرب المجرب حاقت به الندامة

  3. محمد شحرور اعظم مجدد إسلامي ومصلح ديني
    عليكم بفيديوهاته في يوتيوب فهو من سيقضي
    علي كافه الهلاويس اللتي تراكمت منذ القرن الثاني
    الهجري

  4. إن مصالح الناس هي مقاصد الشرع وإن الناس أدرى بمصالحهم من خلال مؤسساتهم ولا تعارض في ذلك بشأن الحاكمية سواء بجانب المسلمين أو غيرهم من المواطنين فالديمقراطية بمعنى المساواة بين الناس أفرادا في المشاركة في الحكم هي المصلحة العامة المقصودة في دولة العدل والقانون والمؤسسات العامة وأما ديمقراطية الأحزاب فقد ثبت فشلها في السودان كونها لا تعبر عن مصلحة المواطن الفرد وتهمش الأقليات وقد تكون أحزاب عقائدية لا تساوي بين الناس وبالتالي لأ تعبر عن المصلحة العامة وقد جربنا ذلك ومن جرب المجرب حاقت به الندامة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..