أخبار السودان

علي الريح السنهوري: نحن مع المشاركة الحزبية في السلطة!!

البيانات والتصريحات المستفزة تؤثر سلباً على التفاوض ونصحت الشيوعيين

  • نحن مع المشاركة الحزبية في السلطة!!
  • تصريح الصادق المهدي في هذه القضية عنصري وغير ثقافي وغير حضاري!!
  • دعمنا ترشيح مدني عباس مدني لهذه الأسباب!!
  • معظم الأحزاب شاركت في السلطة رغم حديثها عن الزهد فوزير الأوقاف حزب أمة وكذلك أحد أعضاء السيادي!!
  • البيانات والتصريحات المستفزة تؤثر سلباً على التفاوض ونصحت الشيوعيين!!
  • سنحرك قضية ضباط 28 رمضان والجرائم لا تسقط بالتقادم!!
  • تحالف إعلان قوى الحرية قد ينفض بعد انتهاء المرحلة الانتقالية
  • لا أؤكد أو أنفي إستلام سياسيين لرشا من دولة عربية وأربأ بأحزابنا أن تقبل ذلك!!
  • لا أبرئ أو أدين البرهان وحميدتي من مسؤولية فض الاعتصام ولجنة التحقيق هي التي ستحسم ذلك..

منذ أن تشكل الوفد المفاوض لقوى اعلان الحرية والتغيير ، كانت هناك ملاحظة بأن حكيمين أكثر خبرة ودراية بالعمل السياسي هما ضمن الوفد وضمانة مستقبل التفاوض ، في مرحلة من مراحل التفاوض ترجل المهندس صديق يوسف الذي يحلو لقيادات تحالف قوى الاجماع تلقيبه بـ(الكابتن) لما له من مهارات في قيادة العمل الجبهوي وظل الاستاذ علي الريح السنهوري القيادي بقوى الاجماع موجودا وشاهد عدل على كل المراحل التي مر بها التفاوض بين (قحت) والمجلس العسكري والذي كانت محصلاته النهائية التوقيع على الاتفاقين السياسي والدستوري ، (الجريدة) حملت العديد من الأسئلة والاستفهامات وألقت بها في منضدة السنهوري وبالرغم من أن الرجل يرى أنه من الصعب جدا الحديث للاعلام أثناء العملية التفاوضية أوقبل إكمال تنفيذها إلا أنه وافق على الحوار وجاءت افاداته سلسة متجاوزا المطبات.

حوار : أشرف عبد العزيز

* بداية لماذا لم يتفاوض حزب البعث العربي الاشتراكي مع النظام البائد أو يشاركه الحكم على الرغم من موقفه الداعم لقضية العراق خلال حرب الخليج الأولى؟

  • الموقف الذي أخذه نظام الانقاذ تجاه العراق ، مشابه في بعض أوجهه لموقف الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري أثناء رد العدوان الايراني على العراق، وربما موقف النميري كان أكثر فعالية، فهو أرسل قوات وفتح الباب أمام المتطوعين لرد العدوان الايراني، لكن رغم ذلك نحن في السودان كنا نقف ضد نميري ولم نتوافق معه أو نهادن نظامه، لأننا ننطلق من برنامجنا الوطني، واعتبرنا مشاركة نميري تنطلق من واجبه القومي وواجب كل الدول العربية ان تقف مع بعضها البعض ضد العدوان الاجنبي، سيما حينما يكون لديه مطامع ، ونظام الانقاذ في الواقع لم يسند العراق انما استفاد من العراق واخد الموقف المتعلق بالحل العربي في القمة العربية الى جانب ليبيا وفلسطين وعدد من الدول العربية التي رفضت العدوان الامبريالي الاطلسي، ولكنه لم يقدم شيئا الى العراق بل حتى في ظروف الحصار كان نظام الانقاذ يحاول تحقيق اقصى استفادة من امكانيات العراق وهو في حالة حصار لتقديم مساعدات للسودان، ومع ذلك وحتى لو كان نظام الانقاذ يقف مع العراق ،ولكنه في داخل البلد يمارس كبت للجماهير ويطرح برنامج معادي للشعب فمن الطبيعي ان نواجهه ونقود المعارضة.

* هل الاطراف الخارجية التي دعمت انقلاب الانقاذ في 1989م، هي نفسها التي دعمت المجلس العسكري وحالت دون تسلم المدنيين للسلطة بالكامل؟

  • الوضع يختلف فأنا حينما أقول إن الأمريكان دعموا الانقلاب أعني أنهم دعموا النظام من زاوية محددة تحقق أهدافهم، فالخطة كانت هي اضعاف السودان ، وبالتالي اختيار قوى قادرة على تنفيذها وتمزيق البلاد ، فوقع الاختيار على الحركة الاسلامية وساندها قيادات مايو (المايويين) المرتبطين بامريكا وحسني مبارك في ذلك الحين، وبالفعل نفذت الخطة عبر ببرنامج الجبهة الاسلامية (التفتيتي) الذي نزع نحو التمكين والسيطرة على السلطة والثروة، وهذه الأفكار لم تكن وليدة الانقاذ بل أشار إليها الترابي في كتاب صدر في العهد المايوي وتحدث فيه بوضوح عن التمكين للحركة ومقدرتها على تفتيت السودان.

* لكن الدور الأمريكي في السياسية السودانية ما زال مؤثراً بل معظم الوزراء الحاليين تربطهم علاقات بأمريكا؟

  • الامريكان يسعون للتدخل في اي بلد ، ويسعون لان يكون لديهم نفوذ في اي سلطة في العالم سواء نفوذا مباشرا عبر اشخاص او نفوذ يتحقق عبر سياستهم عبر الضغط على هذا البلد، وهم حتى الان لم يرفعوا اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ولم يتحدثوا عن ذلك، وسياستهم العامة سياسة ابتزاز ، ولكن عظمة الثورة السودانية التي وجدت صيت واسع عبر العالم ، باعتبارها انتفاضة سلمية ممهورة بدماء الشهداء عبرت عن اجماع شعبي عارم عدا القوى المرتبطة بالنظام السابق، خلقت راي عام ضاغط على كل الانظمة الغربية، ونعتقد ان هذا سيساعدنا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد ان فقد المبرر او الزريعة لذلك الامر، فهو متعلق بالنظام السابق، وكذلك هذه الثورة تستطيع أن تحمي البلاد وسيادتها.

* نعود مرة أخرى لعداءكم المستحكم ضد الانقاذ لدرجة أنكم فكرتم في الخلاص منها عبر انقلاب عسكري في العام 1990؟

  • نحن عزمنا منذ يوم 30 يونيو 1989م على اسقاط هذا النظام وطرحنا خطين: الخط الاول هو استنهاص كل القوى التي وقعت على ميثاق 17 نوفمبر 1985م الذي ينص على اعلان الاضراب السياسي العام والعصيان المدني في حال قيام اي انقلاب على الديمقراطية، وحاولنا مع كل القوى السياسية والنقابات ولكن محاولاتنا لم تكن ناجحة ولم ننجح في بناء جبهة للقوى السياسية الا في اكتوبر 1989م، في حين كان ينبغي ان يسير الاضراب منذ اليوم الاول، وكان خطنا الثاني ان ندعم العمل العسكري داخل القوات المسلحة لاسقاط هذا النظام قبل ان يتمكن، لاننا كنا نعلم ان الانظمة الايدولوجية اذا تمكنت من الصعب اقتلاعها وان الشعب سيدفع ثمنا غاليا لاسقاطها، ورفاقنا في القوات المسلحة بعثيين ووطنيين كانوا متفهمين منذ فترة الديمقراطية ويعملون للحيلولة دون اي انقلاب بما فيها هذا الانقلاب الذي تمكن في 30 يونيو، وكانوا يزودوننا بالمعلومات ونقدمها للسيدين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني، ولكنهم تغافلوا عن هذه المعلومات مما ادى الى نجاح هذا الانقلاب المشؤوم ، وهو انقلاب لم تكن له قاعدة عسكرية كبيرة في الجيش ،ولكن كان مسنودا من اطراف دولية واقليمية وقد تستغرب اذا عرفت انه كان مسنودا من امريكا منذ اليوم الاول ، كنا ندرك ان هذا الانقلاب الذي ادعى انه سيعمل لحل الازمة الوطنية ان هذا حل زائف وانه سيفاقم الازمة ، وكنا ندرك هذه الحقيقة لانه مرتكز على برنامج الجبهة الاسلامية، وهو برنامج معادي لشعبنا ومصالح شعبنا في السودان، وانقلاب 30 يونيو كان مؤامرة على السودان وليس على القوي السياسية ، وشهداء رمضان لعبوا دورا كبيرا في تحشيد القوى العسكرية الوطنية ضدالنظام البائد .

* هل ستحركون اجراءات قانونية بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة في قضية شهداء حركة 28 رمضان؟

  • بالتأكيد لان هذه الاعدامات كانت خارج نطاق القانون العسكري والقوانين الجنايىة ،المحاكمات كانت محاكمات زائفة ، وحتى بعدها لم تسلم جثامين الشهداء لاسرهم ،وهذه كلها مخالفات فيها نقض لكل المواثيق الدولية والمواثيق السماوية ،وهي جريمة كبيرة لا تسقط بالتقادم وقد نُص في الوثيقة الدستورية على محاكمة كل من ارتكب جريمة قبل وبعد الانقاذ.

* ظللتم تقطعون الوعود بعدم المشاركة في السلطة ولكن فجأة دافعتم عن المحاصصة الحزبية وضرورة مشاركة الاحزاب في السلطة؟

  • أولا القول باننا كنا رافضين المشاركة والمحاصصة غير صحيح ونحن في حزب البعث كنا منذ اليوم الاول للتفاوض نرفض ان تحصر المشاركة على مستوى المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي على كفاءات وطنية مستقلة، مما ادى الى تفسير كلمة مستقلة في الاخر على انها تعني الشخص الذي يلتزم ببرنامج الثورة ولا يقدم اجندته الحزبية على برنامج قوى اعلان الحرية والتغيير ، وهذا تفسير لكلمة مستقلة ملحق بالوثيقة الدستورية ..ونحن في حزب البعث اصدرنا بيانات اكدنا فيها اننا سنشارك في السلطة في كل مستوياتها ، وحتى عندما عارضنا الاتفاق السياسي الاول وقلنا راينا فيه – وهي المعارضة الوحيدة التي ذكرها حزب البعث العربي الاشتراكي- لأن الوثيقة لم تحسم موضوع المجلس التشريعي ،وكان هذا مأخذ كبير عليها ،وقلنا انها دون الحد الادنى لمطالب شعبنا ،ولكنا قلنا في نفس البيان اننا سنشارك في السلطة وسنطرح معارضتنا الايجابية من داخل وخارج السلطة وعلى الاطلاق لم نقل اننا لن نشارك في مستويات السلطة.

* موقفكم هذا يتناقض مع مكونات قوى اعلان الحرية والتغيير التي قالت إنها لن تشارك في السلطة؟

  • في قوى الاجماع وداخل قوى اعلان الحرية والتغيير لم يصدر قرارا على الاطلاق برفض المشاركة، وانا كنت اتحدث عن نفسي أنني لن اشارك في اي من المستويات في السلطة باعتبار انني تجاوزت الثالثة والسبعين من عمري، وانني لن اشارك لان السلطة تحتاج الى جهد والى لياقة بدنية وقدرات يمتلكها الشباب، بحيث ان المشاركين في السلطة يجب أن يكونوا اصحاء ليتمكنوا من الاطلاع بدورهم ، وهناك فرق بين ان يتحدث الانسان عن نفسه او ان يتحدث عن الاخرين، لكن كل قوى اعلان الحرية التغيير لم يصدر منها قرار بعدم المشاركة.

* لكن تجمع المهنين أصدر قرارا بعدم المشاركة؟

  • تجمع المهنيين اصدر قرارا بان القوى القيادية التي تمثله لن تشارك في مجلسي السيادة والوزراء ،ولكن التجمع الاتحادي المعارض والتجمع المدني لم يصدرا قرارا بعدم المشاركة ، وهناك بعض الاحزاب منها حزب الامة القومي أصدرت بيانات بانها لن تشارك وهذا موقفهم هم، لكن رغما عن ذلك شاركوا في مجلس السيادة ممثل الشرق من حزب الامة وفي مجلس الوزراء وزير الشؤون الدينية من حزب الامة وعضو هيئة شؤؤن الانصار، لكن نحن لم نصدر بيان بهذا ، بالعكس من ذلك تماما نحن كنا في كل الاجتماعات نجادل في هذا، ونطالب القوى السياسية انها تشارك في السطة التنفيذية والتشريعية، ونحن نعتقد ان السياسي المؤهل اكاديميا افضل من غيره ومن باب اولى ان يشارك السياسي الكفء من ان يشارك الانسان الكفء بدون انتماء سياسي والذي لم يشارك في النضال ضد النظام اطلاقا.

* لكن وجهة النظر هذه لم تكن مقبولة من اي طرف لذلك دخلتم في صدام مع حزب الامة مثلا في الترشيحات للمجلس السيادي؟

  • الصحيح ان بعض القوى حاولت التأكيد عن زهدها في السلطة خاصة وسط الشباب، واعلنوا ذلك في الاعتصام وبعض المتحدثين كانوا يتحدثون عن زهدهم وانهم سيأتوا بكفاءات وطنية ولكن اضافة مستقلة لكفاءات وطنية كانت موضع خلاف بيننا وبين القوى السياسية وبيننا وبين المجلس العسكري حتى.. لانه كان يصر على كفاءات وطنية مستقلة ونحن كان لدينا اعتراض على هذا الرأي ،وكما اسلفت تم تفسير كلمة مستقلة بالمعني الذي لا يحظر مشاركة السياسين والحزبيين في السلطة، لكن الشيء الذي اتقفنا عليه بدون اصدار قرار الا ناتي بوجوه سياسية صارخة.

* لكنكم جئتم بوجه سياسي صارخ للمجلس السيادي هو البروف صديق تاور عضو القيادة القطرية لحزبكم؟

صديق تاور لم يكن يوما ناطقا رسميا او رئيسا للحزب ، وهو كان ضمن قائمة قوى الاجماع الوطني التي مرت على اللجنة الخماسية ثم على تنسيقية قوى الثورة ،ثم على لجنة من 10 اشخاص، ثم طرحت القوائم في المجلس القيادي، واجيزت ثم شكلنا لجنة اخرى لتختار من المرشحين 5 ،وكان الوقت ضيقا حينها وكنا محتاجين للقائمة في اليوم الثاني لتسليمها للمجلس العسكري، وكلفت اللجنة لاختيار الاسماء الخمسة ورفعها مباشرة للمجلس العسكري، وقد فعلت ذلك وكان من بينهم صديق تاور وكان هو الوحيد الذي يرمز للتعدد الثقافي، نحن كان رأينا ان على كل القوى السياسية ان ترشح اشخاص يرمزون للتعدد الثقافي ويلتزموا ببرنامج قوى الحرية والتغيير ، فكان ترشيح تاور يرمز للتعدد الثقافي وفي نفس الوقت يمثل برنامج قوى اعلان الحرية والتغيير، ولديه تاريخه النضالي المشهود منذ السبعينات وهو مؤسس منبر السلام العادل ولعب دورا كبيرا في كل مناطق الهامش، سواء في جانب اصحاح البيئة مع شركات البترول والتعدين عن الذهب والسدود وابراج شركات الاتصال وتاثيراتها ،وكان يسافر على حسابه الشخصي لاي مكان حيثما تطلب الامر ذلك للادلاء بشهادته العلمية في هذه الامور وهو رجل مؤهل يرمز للتعدد الثقافي ويمثل برنامج قوى الحرية والتغيير ويحوز على كل المواصفات المطلوبة لعضو المجلس السيادي.

* دفعكم بتاور هو محاولة من حزب البعث للاجابة على سؤال ظل يواجهه الحزب بأنه حزب عروبي ولا مكان فيه لغير العرب؟

  • هذه المغالطة ان كانت كذلك ناجمة عن عدم فهم لحزب البعث العربي الاشتراكي سواء لفكره او لخطه السياسي او لتركيبته ، ومن اسس حزب البعث في السودان 5 اربعة منهم جذورهم تنتمي الى ثقافات غير عربية واحد منهم كان الشهيد محمد سليمان الخليفة عبد الله التعايشي وبدر الدين مدثر والطاهر عوض الله والطيب حماد ، كلهم كانوا ينتموا الى اثنيات تصنف بانها غير عربية سواء من حلفا او دنقلا، ثانيا البروف تاور لم ينتم للبعث قريبا وهو عضو بالحزب منذ السبعينات، وحينما شن نميري حملة على البعث في السبعينات اتهمه فيها بانشاء خلايا في جبال النوبة لان تنظيماتنا في جبال النوبة كانت تقاوم نظام نميري مقاومة عنيفة ووجود حزبنا في جبال النوبة وجود اصيل وقديم وليس حديثا، وترشيح تاور لم يكن اجابة على عروبة الحزب، لان العروبة في نظرنا ليست عروبة عنصرية وهي انتماء حضاري وثقافي وسمي البعث العربي لانه يعمل في كل المنطقة العربية ، ولكنه في المقابل حزب لكل مكونات هذه المنطقة الثقافية والعرقية والدينية ، ولا يوجد تمييز ديني او سياسي او قومي، وهناك قوميات نعترف بها كقوميات وكيانات قائمة بذاتها بحضارتها بثقافتها مثل الاكراد والبربر وغيرها وحزبها موجود وسطها ،كما هو الان في المغرب والجزائر وتونس، فهناك عدد كبير من الامازيق في قياداته، وفي السودان المسألة ليست حصرا علي جبال النوبة، بل على ذات المنوال تجد قيادات الحزب في دارفور وفي الشرق والغرب والشمال فاغلب قياداتنا تمثل هذا التعدد الثقافي، فنحن نعتبر كل الاثنيات التي في السودان عربية بحكم الانتماء الي الوطن العربي الكبير.

* ما رأيكم في حديث الصادق المهدي (من المفترض الا يترشح صديق تاور لانه يمثل تيار عروبي في منطقة غير عربية)؟

  • هذا منطق عنصري وهو غير ثقافي وغير حضاري ، وفي الحركة الوطنية السودانية بعض الاقباط والسوريين الذين لعبوا دورا كبيرا في النضال والوطني، وكانوا يتحدثون في المناسبات دعما للحركة الوطنية السودانية ،ونحن نشأنا في فترة لم يكن هناك تمييزاً بين الناس بسبب دينهم او جهتهم ، او حتى من اتى من خارج السودان وصار مواطن سوداني فضلا عن ان جبال النوبة بها تعدد ثقافي وليست اثنية واحدة وليست ثقافة واحدة ولو نظرت لكل اقليم في السودان ستجد انه لا يمثل اثنية واحدة او ثقافة واحدة.

* الحراك الذي حدث نتيجة اختيار المجلس السيادي ووزراء الحكومة والتباينات هل هو مؤشر بأن مستقبل تحالف قوى الحرية والتغيير في (كف عفريت)؟

  • هذا سؤال مهم في البدء نحن طرحنا منذ زمن بعيد التعدد في اطار الوحدة في كل الوطن العربي ونحن نؤمن بهذا الشيء ونعترف بالقوميات الاخرى، ونعترف بحقوقها الثقافية والسياسية وحتى الادارية ، ولدينا تجارب في ذلك، ولكن من يزايدوا على حزب البعث باعتباره عروبي ويطرح تناقض لدينا سؤال نطرحه لهم هل هناك حزب غير حزب البعث رشح عناصر تدعم التعدد الثقافي فهو الحزب الوحيد الذي طرح ممثلين يدعمون التعدد الثقافي.

* لكن هذه القوى قالت إنها غير مشاركة في كل مستويات الحكم؟

  • لا هم شاركوا وقدموا مرشحين فحزب الامة لديه عضو حالي وعضو سابق في مجلس السيادة ولديه وزير الشؤؤن الدينية والاوقاف ، كل القوى قدموا مرشحين، وحزب البعث الوحيد الذي قدم مرشحين يدعمون التعدد الثقافي، وللاجابة على السؤال عن التناقض داخل قوى الحرية والتغيير، فهي مكون كبير جدا به عدد من القوى بل و هو تحالف التحالفات، وكل تحالف فيه به عدد كبير من المنظات وهذه تحالفات كانت قائمة، ثم جاءت لتصطف في تحالف افقي عريض ،وكانت وما زالت هناك خلافات حول هيكلة قوي الحرية والتغيير، فالبعض يريد هيكلة رأسية ونحن مع الهيكلة الافقية بمعني ان الهيكلة الافقية هي لتحالف عريض لقوى مختلفة في تركيبتها فبعضها قوى سياسية وبعضها قوى نقابية وغيره، وهي ليس لها رئيس او سكرتير، كل اجتماع يكلف له رئيس، وبالتالي نحن متفقون على برنامج الحد الادنى المطروح لقوى الحرية والتغيير ونعمل ضمن هذا البرنامج وفق الضوابط التي تحددها اللائحة، والبعض يريد هيكلة رأسية وان يكون للتحالف رئيىس وسكرتير، وهذه نحن رفضنا ذلك سابقا في قوى الاجماع الوطني وكان ذلك أيضا من اسباب خروج حزب الامة من قوي الاجماع الوطني ، لاننا اعتبرنا بتجربة التجمع الوطني الذي شكلته الاطراف التي انتقلت الى القاهرة ، وشكلت التجمع الوطني برئيىس وامين عام وهيكلة رأسية ، ولكن لا يوجد حزب يقبل ان يترأسه حزب اخر فأن تأتي برئيس من يصدر القرارات ويدير شأن قوى اخرى فهذا مرفوض ويتعارض مع اسس العمل الجبهوي الذي يعتمد دائما على التنسيق ، ولذلك قوى الاجماع الوطني ظلت متماسكة، بينما افتقدت التحالفات الاخرى هذا التماسك حتى قوى نداء السودان افتقدته فحينما يخرج السيد الصادق المهدي بتصريح قد لا يكون مقبولا لدى الجبهة الثورية او احد مكوناتهم تحدث الخلافات والصراعات .

* هل هناك ضمانات لاستمرار تحالف قوى الحرية والتغيير؟

  • الهيكلة الافقية تعطي التحالف مرونة وتمكنه من الاستمرار طوال الفترة الانتقالية، وهذا التحالف الان اشبه ببرلمان الشعب صحيح انه لا يوجد به تمثيل للجميع لاسباب عملية، لذلك اتجهنا لان يكون هناك مجلس موسع للقوى التي وقعت الاعلان او التي تريد التوقيع اشبه بالبرلمان يتم فيه تمثيل الجميع .

* هل هذا المجلس منصوص عليه في اعلان الحرية والتغيير؟

نعم لدينا لائحة الان في طور المناقشة، والبعض يريده مجلسا استشاريا، ونحن نريده برلمان للكل، فالقوى التي وقعت لا يمكن ان تقبل بأن تلعب دوراً استشاريا.

* إذا تحالف فالتحالف او تحالف قوي الحرية والتغيير سيكون اجله محدود بنهاية الفترة الانتقالية؟

  • احتمال ينتهي بانتهاء الفترة الانتقالية وقد تخرج قوى منه ترى ان حظوظها في الانتخابات افضل وستدخلها منفردة، ولكن قد تنشأ تحالفات جديدة لدخول الانتخابات من جبهة عريضة تخوض الانتخابات بشكل او باخر ، نحن نأمل ان تخوض كل قوى الحرية والتغيير الانتخابات بشكل موحد ،ولكن هناك اشكالية في تحديد من يمثلوا قوى الحرية والتغيير في هذه الانتخابات، لان هناك اطرافا تعتقد انها تاريخيا لها ثقل كبير، لكن الخارطة السياسية تغيرت خلال ال33 عاما ، والشعب نفسه تغير، والان هناك شعب جديد غير الذي كان في العام 1986م فهذا الجيل انقرض، او كاد.

* إذا حرصكم على المشاركة الغرض منه الاستعداد للانتخابات؟

  • بالعكس المشاركة في السلطة تضعف دورك في العمل الحزبي لان كوادرك التي تدفع بها للسلطة تنشغل بالعمل التنفيذي والاداري ومهامه، وهم وفقا للوثيقة للوثيقة الدستورية ليس من حقهم للمشاركة في اول انتخابات بعد الفترة الانتقالية، العمل للانتخابات القادمة ليست هاجسنا ومشاركتنا في السلطة لخدمة برنامجنا ونعتقد ان القوى السياسية التي ناضلت طوال 30 عام لاسقاط نظام الانقاذ هي الاحرص على تنفيذ برنامج قوي الحرية والتغيير، وهي الجديرة بان تتصدر المشهد السياسي، والشباب الذي صارع هذا النظام لمدى 8 اشهر لابد ان يكون لهم تمثيل في السلطة الانتقالية ولم يؤخذ براينا هذا ولكنا كنا حريصين عليه.

* دعمتم ترشيح مدني عباس مدني؟

  • نحن دعمنا ترشيح مدني كاحد الوجوه الواضحة لهذه الثورة ولا اظن ان هناك ثورة انتصرت وسلمت قيادتها لعناصر من خارج قيادتها بالكامل، والثورات حين تنتصر هي التي تقود البلد لتنفيذ برنامجها وليست مسالة شخصية علي الريح او مدني او خلافه وموضوعيا القوى التي تقود اي تغيير هي التي تقود مرحلة ما بعد التغيير، وكان راينا ان الشباب ينبغي ان يتصدروا المشهد السياسي بعد التغيير ،ولكن هم اخذوا قرار الاصم واحمد ربيع وحسام الامين بانه لن يشارك اي عضو في المجلس القيادي لتجمع المهنيين في السلطات الانتقالية ، ولذلك اقصوا الاستاذ طه عثمان وهو كان جدير ان يمثل المهنيين وقوي الحرية والتغيير التي اجازت جميعها الاستاذ طه عثمان.

* لكن الشارع ولجان المقاومة كانوا يرفضون ترشيحه؟

  • ليس الشارع وليست كل اللجان، لكن بعض اللجان طالبت المهنيين الالتزام بقرارهم بعدم التمثيل في السلطة الانتقالية، ولكن في المقابل التجمع المدني الذي بين اعضاىه مدني عباس مدني لم يصدر قرارا مثل هذا يحظر على عضويته المشاركة في السلطة الانتقالية.

* مدني كان لديه التزام في اللقاءات الجماهيرية مع لجان الاحياء وقال إنه لن يشارك في السلطه الانتقالية هل اقنعتموه انتم بالمشاركة؟

  • ليس نحن وحدنا انما عدد من الكتل داخل قوى اعلان الحرية والتغيير رات ان مشاركة الاستاذ مدني ضرورية جداً باعتباره واحد من رموز الانتفاضة يجب ان يكون موجود في هذه السلطة الانتقالية وهو رجل كفء وجدير بلعب دور في هذه السلطة.

* هناك تدخلات من دول اخرى مثل السعودية والامارات حاولت قطع الطريق على انجاز الثورة كاملة وهناك حديث عن رشاوي قدمت للبعض من قبل الامارات تحديدا من خلال قراءتكم ومعلوماتكم هل هذا صحيح؟

  • نحن في زمن العولمة والعالم صار يتاثر باي شيء وصار الحدث يؤثر علي البلدان ، فتاثير هذه الثورة كبير فهي اثرت حتى على مشاهد السبت في باريس واصبح العالم قرية صغيرة ونحن لا نستبعد تدخلات من مختلف دول العالم سواء القريبة او البعيدة لكن الارادة الوطنية السودانية ترفض اي تدخل واي عمل من شانه مصادرة القرار الوطني، ونحن في البعث لدينا ثوابت الاستقلالية والارادة الوطنية ولا نقبل اي وصايا خارجية من اي جهة كانت اما الحديث عن ان بعض الدول اعطت رشاوي لبعض السياسيين انا لا استطيع ان اؤكد او انفي ذلك ،فهو من الصعوبة بمكان وليس لدي ما يؤكد، نعرف ان المعارضة في السابق كانت تمول حتى من الامريكان الذين اعلنوا ذلك، ونعرف ان الحركات المسلحة مولت من سلاح وامدادات تعددت من الغرب والشرق وكل الدول التي لديها مطامع تمول لكننا نربا بالقوى السودانية ان تنفذ اجندة ترتبط بالقوى. الاقليمية

* هل تم تضليلكم أنت وصديق يوسف في أول يوم للتفاوض؟

  • غير صحيح الصحيح الشبكة في أرض الاعتصام كانت سيئة، وحاولنا ان نتصل انا وصديق يوسف ومحمد يوسف احمد المصطفي ولم نستطع، والوفد حاول التواصل معنا ولم يستطع، واجتمعنا معهم المساء واوضحوا لنا الذي دار واقتنعنا تماما انه لم يكن هناك هناك قصد سيء لعزلنا من التفاوض بل كانوا حريصين جدا لذلك، وقوى الاجماع لم تصدر بيان، انما الحزب الشيوعي اصدر بيان، وانا نصحت الاخوة في الحزب الشيوعي واوضحت لهم ان القوى التي فاوضت كانت حريصة علي وجودنا.

* علي الرغم من انكم كنتم الاقرب للحزب الشيوعي اثناء التفاوض لكن لم تكن لديكم بيانات توضح مواقفكم؟

  • كنا حريصين اثناء التفاوض الا نصدر بيانا وحتى الان باعتبار ان الحديث في بعض سياقاته ربما يفهم خطأ ، وهذا غير مفيد للتفاوض، والمجلس العسكري اعلن انحيازه للثورة ة ، واستولى على السلطة ونحن نريد ان ننتزع منه السلطة عبر التفاوض وهي عملية ليست سهلة، فالله سبحانه اسماها نزع (ينزع الملك ممن يشاء) الانتزاع عملية صعبة، لذلك كنا حريصين على عدم تصعيد الاجواء ومن الاضرار التي لحقت بالعملية التفاوضية وادت الى كوارث هي المداخلات والتصريحات والبيانات، وحتى بعض الاحاديث والشعارات المستفزة التي جعلت المجلس العسكري يتخندق وقوى الحرية والتغيير تتخندق، وتتحول القضية احيانا لمشاكل شخصية ،والحق ذلك ضرار كبيرا بالعملية التفاوضية ، لذلك كنا نرى طرح المواضيع في حجمها الطبيعي وعدم استفزاز الطرف الاخر الذي تريد ان تتوافق معه فالهدف من التفاوض التوافق في قضية تهم الوطن والشعب كله.

* لماذا لم توقعوا الاتفاق الاول الذي توصلتم له مع المجلس العسكري وهل كنت مقتنع بهذا الاتفاق؟

  • الاتفاق الاول كان حول مجلس الوزراء والتشريعي ولم يتضمن المجلس السيادي، كان رئيىس اللجنة صلاح عبد الخالق وهو اتفاق جيد ، الخلاف كان حول مجلس السيادة فقط ، والاتفاق نفسه كان بعد احداث الثامن من رمضان، ولم يكن الخلاف حول النسبة بل كان حول صلاحيات مجلس السيادة ،واجزم ان الفريق صلاح كان حريصا ومستعدا للاتفاق حول مجلس السيادة نفسه فقط الصلاحيات كانت هي الاشكالية، فطبيعة النظام البرلماني الذي نريد تاسسيه بالتعيين في حالة استثنائية، وحدثت بعض المداخلات التي ادت الى التأجيل تارة من طرفنا وتارة من طرف المجلس العسكري وكلها كانت تتعلق بردود الفعل لحوادث بعضها صحيح وبعضها مفتعل ولا نتجاهل ان النظام البائد موجود داخليا وفي السلك الدبلوماسي وموجود في الاجهزة الامنية وكان يعبء المجلس العسكري ويحاول اختراق حتي الاعتصام، وقام بدور كبير في فض الاعتصام فكل هذه القوي كان لها تاثيرها في عدم التوافق وارادت الا يحدث توافق بين المجلس العسكري قوى اعلان الحرية والتغيير.

* لكن الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين السودانيين أصدرا بيانات هاجمت العسكر؟

  • ليس تجمع المهنيين لكن هناك عشرات في العالم وفي داخل السودان يتحدثون باسم تجمع المهنيين وليست لهم علاقة بالتفاوض ويتحدثوا عنه في الفضائيات، وكان هناك نوعا ما من الفوضي، لكن قيادة المهنيين التي تشاركنا التفاوض كانت منضبطة جدا والاعتصام نفسه كان فيه تعدد منابر ومتحدثين يؤثرون على التفاوض.

* من المسؤول من فض الاعتصام؟

  • ستكون هناك لجنة تحقيق، لكن القوى الرئيسية التي قتلت واغتصبت هي كتائب الظل سواء في القوات المسلحة ونحن نعرف منهم افراد كانوا في القوات المسلحة والامن والدعم السريع، كانوا مشاركين في فض الاعتصام وشوهدوا في الاحداث وهناك توثيق لكل ذلك.

* هل تبرئ البرهان وحميدتي وبقية اعضاء المجلس العسكري من مسؤولية فض الاعتصام؟

  • انا لا أبرئ ولا ادين احد هذه مسألة ستحسمها لجنة التحقيق ، والمؤكد ان كتائب الظل وجدت فرصتها لتقوم بالمجزرة وهذا ما سيوضحه التحقيق في الايام القادمة.

* عدتم للتفاوض مرة اخرى بعد مجزرة الاعتصام؟

  • أنا بعد فض الاعتصام رفضت التفاوض لسبيين الاول سبب نفسي لما حدث في المجزرة ، والسبب الاخر اننا كنا متقفون على التفاوض الغير مباشر ، والوسيط اعلن عن اجتماع مباشر، وانا امتنعت عن التفاوض لمدة شهر ولم اشارك الا عقب مجزرة الابيض.

* ما هي الصعوبات التي واجهتكم وافلحت انت في تجاوزها؟

  • في المرة الثانية اللجنة التابعة للمجلس العسكري كانت متفاعلة والتفاوض مضي بصورة جيدة، واتحسمت فيه النقطة الاساسية المتمثلة في المجلس التشريعي، وتبقت بعدها التفاصيل، واضافة ما تم التوقيع عليه في اديس ابابا ،وخصصنا بابا كامل للسلام وهناك جوانب اجرائية لا تضمن في الدستور لكن ضمناها حتي يحدث اطمئنان من قبل الاطراف الموقعة طالما الامر مرضي بالنسبة لها.

نواصل

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. هذا زمانك فامرحى .. المقصود طبعأ المهازل .. حزب البعث يتحدث باسم الثورة السودانية , حزب البعث اصبح له راى وكلام فى الشارع السودانى .. حزب البعث الذى لم يكن له اى تمثيل فى اى برلمان ديقراطى فى السودان ولا مقعد واحد طوال تاريخهم فى السودان ..
    ما يدور الان هو عملية سرقة للثورة السودانية ولكن الانتخابابت قادمة وسنرى ماهو حجم السنهورى وحزبه العربى فى السودان .. ويومها سيصمت ممثلى العرب الى الابد

  2. بالله ده مايختشي يقول ليك انا رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي. ياخي بعث من؟ واشتراكي ايه؟ وعربي وين؟ ده محسي ويقول ليك انا بعثي عربي واشتراكي.انت ماعندك 200 ألف مناصر في كل السودان

  3. حزب البعث العربي الاشتراكي؟
    كم عضوية هذا الحزب؟ أظنها لن تتجاوز الـ 100 شخص في كل السودان.

  4. لا منطق لا فهم ولا حجم! قال قررنا المشاركة في السلطة في الفترة الانتقالية قال؟ بالله دا رئيس حزب حالتو! انتو في تجمع قحت دا ما ناقشتتوا فهم الشباب الثوار أصحاب الوجعة للفترة الانتقالية شنو؟ بلاش الشباب المنطق والمفهوم السياسي للفترات الانتقالية بعد إسقاط الأنظمة المستبدة هو قيام سلطة محايدة – تكنوقراط مدنيين – للعمل على استعادة الديمقراطية بتهيئة المسرح لها بتصفية آثار النظام السابق وقيام المفوضيات المختلفة التي تصب في المؤتمر الدستوري ومقترحات الدستور الدائم وقانون الانتخابات وفيه النص على كيفية التمثيل الديمقراطي هل مباشر أم بواسطة أحزاب سياسية وما شروط تسجيلها وممارستها للعمل السياسي إن كانت ديمقراطية حزبية ليبرالية الخ وكل هذا يلزم عدم تتدخل الأحزاب السياسية في هذه الفترة الانتقالية وأن تكون كلها على الحياد ويمكن مشاركة أفرادها كموظفين وخبراء ومستشارين في مؤسسات الدولة في في الفترة الانتقالية كأفراد وليس ممثلين لأحزابهم كما أن جميع المفوضيات في الفترة الانتقالية مفتوحة تماماً لكافة المشاركات بالراي لعكس وجهات نظرها ضمن المقترحات التي تناقش في المفوضيات وتضمينها في توصيات المؤتمر الدستوري إن غلبت على غيرها من المقترحات.
    وعليه، فقرار الأحزاب المشاركة في السلطة الانتقالية قرار معيب إذ ليست هذه الفترة لاقتسام السلطة إذ لا أساس لفعل ذلك فلا أحد يقرر حجمه بنفسه بدون انتخابات ولم توضع قوانينها بعد!
    ونتيجة لهذا القرار الفاسد الذي وقعت فيه الأحزاب الصغيرة وحق بذلك وصفها بالانتهازية فقد فشلت الحكومة التنفيذية إنجاز أية نجاحات بشأن مهام الفترة الانتقالية المشار إليها – رغم احجام الاحزاب الكبيرة كالامة القومي والعريقة مثل الشيوعي. وعلى العموم حرض هذا الموقف الانتهازي لحزب البعث والناصري والمؤتمر السوداني والإصلاح الاتحادي الديمقراطي غيرهم من حركات التمرد الانتهازية للتكالب على السلطة الانتقالية واقتسامها وكان الفترة الانتقالية لممارسة السلطة بدون انتخابات، ولئن قلبت هكذا وقد حدث ما حدث، فإن الأهداف الانتقالية لن يتحقق منها شيء مع ما برز من ميل لتمديدها طالما وفرت فرصة لتقاسم السلطة مجاناً كما جاء في اتفاق سلام جوبا الذي مثل ضغثا على إبالة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..