مقالات وآراء سياسية

باعوها بثمنٍ بخس..!

زاهر بخيت الفكي

من أجمل ما سمعنا من أخبار في الأيام القليلة الفائتة أنّ هُناك مُشاورات تجري لمُراجعة كُل الجنسيات السودانية الممنوحة للأجانب منذ العام 1989م تاريخ وصول سفينة الإنقاذ إلى شواطئ البلاد ، ومن يومها أصبحت وطناً لكُل من ضاقت عليه أرضه ووجدوا فيها ما عجزت عنه بلادهم بسبب في توفير حق المواطنة لهم ، دخلوا البلاد عبر كُل المنافذ وبعضهم جاءنا يخفي صحيفة سوابق مملوءة بالجرائم يطمع في جنسية بلاد أشرعت أبوابها لهم بلا شروط..
دخلوا زُرافاتٍ ووحدانا ، أكرمتهم الإنقاذ غاية الكرم وفتحت لهم المشافي للعلاج المجاني وأوصدتها أمام المواطن ولم يتضجّر مع ظروفه المعلومة للكُل ، رحبت بهم الدولة ومهدت لهم الطريق للعيش الكريم بيننا في زمانٍ رفضت أقرب الدول إليهم أن تمنحهم مجرد الإقامة المؤقتة في أراضيها ، ولم يكن المواطن السوداني بأقلّ كرماً من حكومته وهو يُسارع في استضافة إخوته منكوبي الحروب ولم يُقصِر وهو يُقدِم بسخاء معروف عنه واجبات الضيافة ، وحدّاث حدّث حدّاث بعد اكتشافهم لأرض السودان وسهولة الدخول إليها لمن يريد..
ومن وراء عين الرقيب الغائب أصلاً بحث الضيوف عن (الفسدة) من أصحاب النفوذ وما أكثرهم كانوا في سودان ما قبل الثورة ساوموهم ووجدوا فيهم ضعفاً ووضاعة ودناءة وحب شديد للمال وعدم قُدرة على الصمود أمام مُغرياته  فلم يتوانوا في مُساعدتهم في استخراجها وباعوا لهم جنسيتنا بأبخس ثمن ، حفنة من دولارات كانت ثمناً للجنسية السودانية الموصلة لجواز السفر وبه عبروا بسهولة إلى أقاصي الدُنيا وذهب مُقابل بيع الجنسية المادي إلى جيوب من اعتقدوا أنّهم ورثوا السودان وأصبحت مكتسباته ملكاً خالصاً لهم دون غيرهم ومن حقهم التصرُف فيه بالبيع والهبة متى شاءوا ..
في التوقيت نفسه والذي كانت فيه الجنسية السودانية تُباع في سوق الله أكبر (إفتح الله واستر الله) وتوهب لمن يدفع أعلنت دولة الأردن التي تقِل فيها فرص الاستثمار لقلة مواردها عن منحها جنسيتها لمن يودع في البنك (وديعة) بمبلغ مليون دينار أردني والمليون دينار يُساوي مليون وخمسمائة ألف دولار أي ما يُعادل حوالي مائة مليار جنيه سوداني بالجديد شريطة أن تظل في البنك المركزي تستفيد من فوائدها الدولة بلا فوائد تعود لصاحبها لمدة خمسة سنوات ، وبالطبع من يمتلك مليون دينار وقادر أن يودعها لمدة خمسة سنوات بلا مقابل بالتأكيد لديه غيرها الكثير من الأموال التي سيتثمرها داخل الأردن وتدُر عليه وعلى البلاد المُضيفة مكاسب وفوائد تدعم بحركتها الاقتصاد الكُلي للبلاد..
تخيّلوا بالله عليكم كيف يستفيد غيرنا من منح الجنسية ويضعون مقابلها شُروطاً (مُتلتلة) وكيف ينالها الغير عندنا..
لا يجب أن يكون من بيننا من هو أكبر من القانون حاسبوا هؤلاء السماسرة واجعلوا منهم عبرة لكل من يتطاول ..
والله المُستعان..

بلا أقنعة..

زاهر بخيت الفكي

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..