
لا حاجة للدولة الحديثة إلى وزير إعلام أو وزير شؤون دينية وارشاد، فكلاهما وزيران بلا مهام، وهما من بقايا حكومات التسلط والقهر والتنميط والتعبيط، هما سهام مسمومة مسلطة على حرية التعبير وحرية المعتقد وإن أظهرا خلاف ذلك، وكلاهما عبئ على الدولة والمواطن والمتدين بحق، وتضخيم للجهاز الاداري المترهل من ناحية أخرى.
الاعلام اليوم لم يعد “قناة دولة” أو صحيفة ممولة بأموال الحكومة وعلى رأسهما (خال رئيس) أو أحد الأرزقية بمخصصات ونفوذ وزير تقذف به أمواج الفوضى من حين لآخر، فيتحكم في المزاج العام ويغذي النزعات العنصرية التي أدت في وقت سابق إلى انفصال الدولة، ولا هي من مهام الاعلام أن يعكس ثقافة أو توجه الحكومة القائمة أو ممارسة دور “الحسبة” على غرار “هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف”، ومعاملة الشعب كقطيع من الخراف، يأتمر بأمر اعلام الدولة، ما الحاجة لوزير لا يستطيع اقتلاع مدير تلفزيون إلا بعد عراك له (عجاجة).
ذات الشيء ينسحب على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي ينحصر دور وزيرها في المشاركة في نشاطات الفرق الدينية والطرق الصوفية، وزيارة المساجد والزوايا والموائد الرحمانية بشقيها الحلوي “الباسطة باللبن” أو تلك المحتوية على الفتة واللحوم الدسمة، من أجل إدارة التوازن (القلق) بين السلفيين والصوفية، لاستمالة أيهما في حال فقدت الحكومة جماهيرتها، يجب أن تحرير الدين من أهواء الوزير وتحويل ملكيته للمجتمع.
وجود وكالة السودان للانباء والمتحدثين الرسميين باسم الاجهزة الحكومية سيفي بغرض وزارة الاعلام، أما باقي المهام فستقوم بها “هيئات مستقلة على غرار BBC وغيرها، وفي ظل حرية ومنافسة شريفة يتم حمايتها بالقانون ستطور القنوات والصحف من نفسها، وحقوق الاعلاميين تؤول لوزارة العمل والنقابة من خلفها، أما فيما يلي الشؤون الدينية فوظيفة الدولة يجب أن تقتصر على توفير الحرية والحماية للمتدين، وتلك مهمة وزارة الداخلية، بينما الأوقاف يجب أن تكون هيئة مستقلة بالضرورة عن الجهاز التنفيذي لحمايتها من التغول والنفوذ الرسمي وعمليات البيع كما حدث في حكومة المخلوع، وكما يحدث في كل الدول الاسلامية.
خلاصة القول الدولة اليوم في حاجة لوزارة تُعنى بالثقافة والفنون والجمال وبعث التراث الموسيقي والايقاعي لمختلف بقاع الدولة، وزارة تهتم باللغات واللهجات المحلية وتطويرها، وزارة تُعنى بالمسرح والدراما والسينما، وزارة تنشر ثقافة التسامح وثقافة القراءة والتآلف من خلال الفنون والفنون فقط، وزارة تُعنى بالثقافة الدينية والحوار بين المختلفين وليست وزارة تُعنى بانماط تدين ما عادت تفي بحاجة جوع المتدين للدين الحق.
صديق النعمة الطيب
[email protected]
كلام سليم ١٠٠ فى ال ١٠٠ وسوف يندهش له الجميع الآن ولكن لا بد من تطبيقه وان طال الزمن.
فـعــلا , لأ جــدوى أو فـائـدة من هـاتـيـن الوزارتـيـن . قِـارنـوا بين الوزارات فى الولايات المـتـحـدة وبـين الوزارات عـنـدنا ؟ الـنـتيجـة سوف تـكـون مضحـكة .
اوافقك الرأى
أصدقك الرأي يا صديقى معظم الدول قد تخلصت عن هذا العبء الذي لا يخدم الدولة والمواطن في شيء وهذه التجربة قد قامت بها دولة قطر منذ عقد من الزمان فلا توجد وزارة للإعلام في قطر ولكن هناك مجالس وإدارات متخصصة في الإعلام ليس من أجل الرقابة أو تجميل صورة المسئولين كما هو الحال في بعض دول الجوار …
هناك وزارة للثقافة ومنتديات وملتقيات للثقافات العالمية والمعارض والصداقات الثقافية بين الدول…وأعتقد نحن في السودان في حاجة شديدة لوجود هذه الوزارة فالسودان قارة متعددة الثقافات وتحتاج لجهود وزارة مكتملة الأركان حتى تجعل من السودان الجديد وحدة متجانسة ..
والشييء بالشيئ يذكر …. فإن التشكيل الأخير قد تجاهل تماما وجود وزارة للبيئة … ونحن نعلم تماما التدهور المريع الذى أصاب البيئة في السودان وحتى المجلس الأعلى للبيئة الموجود حاليا فهو إدارة تتبع لولاية الخرطوم وليس له أي دور يذكر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها مرتكز البيئة الذى إهتمت به كل شعوب العالم ماعدا السودان … والآن وفى هذه الأيام يعقد المؤتمر البرلماني للتنمية المستدامة في مسقط ومن محاوره الرئيسية البيئة المستدامة في غياب كامل للسودان بل أشك إن كان الأخوان في المجلس الأعلى للبيئة بالخرطوم قد سمعوا به ….