حزب البشير يرد بعنف على تحركات الحركة الشعبية..المعارضة تكشف عن مشروع يقوم على فصل الدين عن الدولة و تعديل اتفاق قسمة الثروة وتعديلات دستورية تجعل الوحدة «خيارا جاذبا» لبناء سودان يسع الجميع بدلا من سودان الهيمنة والاقصاء.

بدأت «الحركة الشعبية» تحركاتها وسط سفراء الدول الغربية في مجلس الأمن بلقاء مندوبي فرنسا وبريطانيا في وقت يعقد فيه المجلس اليوم جلسة حول السودان يناقش فيها أوضاع السلام وترتيبات الاستفتاء لسكان الجنوب، في حين أكد المؤتمر الوطني أن «زيارة وفد الحركة لمجلس الأمن تمت بترتيب من البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، في وقت حمل فيه الحزب الحاكم على المجلس بشدة، واعتبر السماح لوفد الحركة بالمشاركة في الجلسة (خرقا للمواثيق والقوانين الدولية)».

وكشف الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم أنه التقى بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بالمبعوثين الدائمين لكل من بريطانيا وفرنسا لدى مجلس الأمن الدولي بهدف حضهم على دعم التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل على أنهما ضامنان لاتفاقية السلام عند التوقيع عليها في 2005. وأضاف: «كما شددنا في اجتماعنا بهم على ضرورة القبول بنتائج الاستفتاء واحترام إرادة شعب جنوب السودان». وقال أموم إن سفيري بريطانيا وفرنسا قد جددا مواقفهما المعلنة عن دعمهم للتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام، والقبول بنتيجة الاستفتاء على حق تقرير المصير بغض النظر عن نتائجه.

ويعتزم أموم القيام بتحركات واسعة وسط أعضاء مجلس الأمن الـ15 ودعوتهم لقبول نتيجة استفتاء تقرير المصير حال اختيار الجنوبيين الانفصال وتكوين دولتهم في الجنوب، ويجري الاستفتاء في يناير (كانون الثاني)، ومن المتوقع أن يلتقي أموم اليوم بسفراء الصين، روسيا، الولايات المتحدة، وتركيا، ومصر، وأوغندا وإثيوبيا في مقر الأمم المتحدة. كما يحضر أموم جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للوضع في السودان.

لكن الخرطوم ردت بعنف على الخطوة، وأعلن حزب المؤتمر الوطني، رفضه لتحركات الحركة الشعبية داخل مجلس الأمن، وانتقد دور الولايات المتحدة في هذا الصدد.

وقال مسؤول في الحزب، إن واشنطن تشجع الحركة على الانفصال، وهاجم مجلس الأمن الدولي، وأكد أن هناك تهديدا لوحدة السودان في سماحه لأعضاء الحركة بالتحرك وسط الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وخرقا للمواثيق والقوانين الدولية. وقال القيادي في المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار إن «واشنطن ظلت تبعث بإشارات سلبية الهدف منها تشجيع الحركة على الانفصال»، وأشار إلى الزيارة التي سيقوم بها وفد الحركة لمجلس الأمن والاجتماع الذي ضم جون بايدن نائب الرئيس الأميركي وسلفا كير ميارديت الذي التقى مسؤول الإدارة الأميركية بوصفه رئيسا لحكومة الجنوب وليس كنائب أول لرئيس جمهورية السودان، واعتبر ماجد في تصريحات صحافية في الخرطوم أن «خطوة الحركة الشعبية والولايات المتحدة باتجاه ما يدعو لانفصال السودان خرق صريح لاتفاقية السلام التي تدعو إلى تشجيع خيار الوحدة».

وأضاف أن الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة خطير جدا ويجد كل الرفض من قبل المؤتمر الوطني. ونوه بأن «الوطني» ظل ينبه قيادة الحركة الشعبية دائما إلى أن اتفاقية السلام تنص صراحة على الوحدة، وأن أي سلوك مخالف لهذه الروح مرفوض تماما، ودعا حاج ماجد، الحركة للتريث وعدم استعجال الانفصال وترك الأمر للمواطن الجنوبي حتى يقرر مصيره العام المقبل. وقالت مصادر سياسية مطلعة إن زيارة وفد الحركة الشعبية لمجلس الأمن تمت بترتيب من البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة.

وفي السياق ذاته أشارت صحيفة سودانية مقربة من الحزب الحاكم إلى أن الخطوة تأتي في سياق التفاهمات المشتركة بين الجانبين للإعداد لمرحلة ما بعد الاستفتاء، وأضافت أن البعثة الأميركية تكتمت على الزيارة والبرنامج المخصص للقاءات وفد الحركة الذي تأكد وصوله بقيادة باقان أموم الأمين العام للحركة وعضوية كل من دينق ألور، وكوستا مانيبي وآخرين. وذكرت أن البعثة الأميركية أشرفت على استخراج بطاقات دخول أعضاء الحركة لمجلس الأمن.

إلى ذلك، كشف تحالف المعارضة السودانية عن مشروع وطني يقوم على فصل الدين عن الدولة وتعديلات دستورية جوهرية يمكن أن تجعل الوحدة «خيارا جاذبا» بينما سيعلن البرلمان السوداني اليوم عن تعيين رئيس ونائب لمفوضية الاستفتاء القومية.

وكشف الناطق باسم قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى عن ورقة ستطرح على رؤساء الأحزاب السياسية خلال اجتماع لم يحدد تاريخه لكن يتوقع له اليومين القادمين، وأشار أبو عيسى إلى أن الورقة هي عبارة عن مشروع وطني ومحاولة لجعل الوحدة أمرا ممكنا، وكشف أن الورقة تبنت مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية في علاقة الدين بالدولة، والعمل على تعديلات دستورية جوهرية لبناء سودان يسع الجميع، «بدلا من سودان الهيمنة والإقصاء، وهو سبب مباشر في جعل الانفصال خيارا محببا لكننا نسعى لتغيير المفاهيم القديمة لأن الانفصال ليس خيارا جيدا لكل السودانيين»، لكن أبو عيسى أكد أن «التحالف في نهاية الأمر سيحترم كل خيار يختاره الجنوبيون ولو كان الاستقلال، وهو أمر نص عليه اتفاق السلام الشامل، إلا أننا نبذل جهدنا لمصلحة السودانيين في الشمال والجنوب»، وأشار إلى أن «المشروع الوطني كذلك سيتبنى ضرورة تعديل اتفاق قسمة الثروة وعائدات النفط مع التشديد على حقوق الجنوبيين كاملة، مثلما جاء في اتفاق نيفاشا من حيث المبدأ في ما يتعلق بموضوع قسمة السلطة».

الخرطوم: فايز الشيخ
الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. دايرين وحدة افصلو الدين عن الدولة ومافي زول بمنعوة الصلاة ومافي داعي لضياع الوقت ونحن ماشايفين لينا شريعة مطبقة اللهم الا اسم لتخويف الناس
    اما اذا دايرين تطبقو القوانين الانقاذية خلوهم ينفصلو وىاخذو بترولهم وترجعو للزراعة التى دمرتوها
    بالمناسبة من انتم ياناس الانقاذ حتى تحددو مستقبل السودان سوف تفشلو بدون شك
    بالمناسبة اذا كان دى الشريعة بلاش منها لكن مايحدث في السودان هو النقيض لها العالم الاسلامى كان مسرورا وكان منتظركم عشان تكونو دولة الشريعة لكنة ادرك ماانتم الاجماعة همها متع الدنيا

  2. Somebody is talking sense now, it is all about a secular state. If we want our country to survive and we want our dignity and freedom, we got to have a secular state at this point in time

  3. هنالك امثلة كثيرة للمواطنة ناجحة في الوطن العربي كتونس ولبنان اما تركيا فهي من اكثر الدول نجاحاً في هذا المجال على المستوى الاقليمي . والهند على المستوى العالمي ولم تهدا مشاكلها حتى التجات الى النظام العلماني

  4. يا الاشعري لا ادري انت مسلم او لا لكن علي كل حال ما من بشر مسلم او غير ذلك يؤمن بالله يطالب بوضع شريعة الخالق بعيداً عن شئون الحياة كلامك كان ممكن يكون مقبول وقابل للنقاش اذا كان موضوعه هل الشريعة الان مطبقة تطبيقاً كاملا ام لا ؟ هنا يمكن تثري النقاش لكن ان تطالب بفصل الدين عن الدولة فهذا لايقبله مسلم مهما كان اتجاهه واسلوب حياته

  5. Dear "abu Shayeema", we are all Muslims "wa Alhamdo li Allah". We don’t need Laws to make sure we are religious. These are not Islamic Laws, these are laws meant to suppress people in the name of Islam

  6. تحالف المعارضة خمسة سنيين فات وان اي فصل الدين عن الدولة تتحدثون
    الانفصال هو الخيار الجازبا لدينا مع احترامنا لكم ومع تقديري ال طلال وال طارق

  7. الشريعة ده تبقو على انفسكم و هو الشريعة الزى قتلو بيهو ابرياء دارفور وهو الشريعة الضرب بيهو الاطباء برضو الي الجحيم يا تجار الدين

  8. الواضح انو ناس الحركة الشعبية أشطر من النظام وكل الساسة في الشمال واضح انهم مقنعين
    مهما كان تباينهم العرقي واختافهم لكن المسؤل فيهم واعي ويدرك الامور بعلمية
    الآن وصلو لمجلس الامن في غياب وزارة الخارجية السودانية وبدأ الحديث عنهم بعد ان حققو هدفهم كخطوة اولى
    واضح ان الجنوبيين شغالين ونسو المشاركة مع المؤتمر الوطني العدو اللدود لكل من يعرف سياسة او لا يعرفها ولا داعي لضياع الزمن
    ونلاحظ النظام من دون خجل يرمي اللوم على امريكا وكأنهم لايعرفوها في الانتخابات حيث ايدتهم بعض الشي ! هل المؤتمر الوطني لايعلم نوايا امريكا ؟؟
    وسؤالي : هل تتدخل امريكا لمصلحة المؤتمر الوطني أو مصلحة الحركة والانفصال أو ليس لها في هذا ولا ذاك
    ما شرعه الله لعباده من الدين، مثل الصوم والصلاة والحج.. وغير ذلك، وإنما سمى شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه ،كما يلجأ إلى الماء عند العطش ،ومنه قول القرآن: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} الجاثية:18، وقول القرآن {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}المائدة:48
    ومن حق الانسان ان يتعر على الشريعة ويعلم معانيها قبل ان يحكم بحدودها
    ونهج النظام الان في السودان نهج ذات وليس نهج والي ( والوالي هو من تولى أمر المسلمين ) مع العلم بأن الحاكم الكافر العادل أفضل من الحاكم المسلم الجائر
    تثقفوا تعلموا تفهموا
    أحي الحركة الشعبية وكل سوداني وأنتم

  9. ياابو الشيماء هل يعنىى الانسان اذا تحدث بعقلة وليس بعاطفتة تشك في اسلامة
    اما اذا كانت الشريعة كما هو حاصل فى السودان احسن لينا العلمانية عشان مانكرة الناس في الاسلام وحتى ياتى من يطبقها
    اخيرا الوحدة لاتتم الا بمساواة الناس كلهم امام القانون والا خليهم ينفصلو
    السوآل هل السودانيين قبل الانقاذ كانو غير مسلمين

  10. لقد اختزل نظام الانقاذ الشريعة الاسلامية في الخمر والزنى …أما السرقة واللواط والتجسس والقتل والترويع فلم ياتوا على ذكرها….أجساد فاسدة في ارواح طاهرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    .فلا تاخذوا ببعض الكتاب وتتركوا بعضه …..ام ان الشريعة تطبق على الضعيف؟ اما الشريف ……
    اما خيانة الامانة والقذف وتتبع عورات الناس وذلاتهم فهي من التمكين والضرورات تبيح المحظورات …فان الله كتب العصمة للانقاذيين وحرم العدل عليهم فمن لم يكن معهم فليس عليهم ان يراعوا فيهم الا ولا ذمة ولو كان ذي قربى …..

  11. Thank you "Alashaaree", this is a very good question, were we Muslims before June 1989 ? The people of Sudan were the most people who held to their Islamic values well before the this hard time of the ruling of these "political Islamists" who brought nothing but killing and stealing in the name of Islam. Thank you again "Alashaaree" for the intelligent voice

  12. يا شباب تسيطر علي الإعلام العربي لوبي سلفي شجعته الأنظمة الدكتاتورية لضرب حركات التحرر والانعتاق من حكم الفرد المتسلط هؤلاء الناس نجحوا في تشويش الكثير من المصطلحات السياسية وفي تحريف الكثير من التفاسير لآيات قرآنية بعينها للوصول إلي أهدافهم الذاتية التي تخدم مطامعهم ولا تخدم بلادهم .. من قال أن فصل أو تمييز الدين عن السياسة هو إبعاد للدين عن شئون حياتنا فهذا الغرب العلماني يعيش فيه أصحاب الديانات جميعا وكل طائفة منهم تمارس شعائرها الدينية بكل حرية ( أقصد الشعائر الدينية الحقيقية وليست المظهرية) لذا تجد أن الكثيرين من الشباب المسلم يسعي للهجرة إليها لينعم بحرية العيش وحرية ممارسة شعائره الدينية دون ضغوط مادية أو معنوية ( وما يحدث من بعض مظاهر الردة الغربية علي معاني الحرية في الغرب خاصة تجاه المسلمين كان سببه الأول أولئك المتطرفون الذين يعيشون في كنفهم ويدعون لموتهم وفنائهم وقد شبه بعض هؤلاء الغرب ( بالمرحاض) قائلين أن المرحاض تحتاج اليه ولكنك لا تحبه وهكذا هو الغرب بالنسبة لهم ويئس ما يقولون .
    الدولة المدنية إن لم نرد أن نقول العلمانية هي دولة تحفظ حقوق جميع مواطنيها وتتضمن لهم حرية العقيدة والفكر وممارسة الشعائر واحترام الحريات فلا توظيف علي أساس ديني أو مذهبي( وهذا لا يعني أن أعين شخصا يهوديا لتدريس أسس وأركان الدين الإسلامي في مدرسة أو معهد يعلم النشىء دينهم الإسلامي!) وهل يستقيم أن يقف الدين ضد وحدتنا ومع تشتتنا حتى نكون دولتين كل واحدة أضعف وأوهن من الثانية .. لله درك يا بلادي إن جاء من يفرق شملك ويمزقك إربا فلا هم يفقهون الدين ولا هم يجيدون السياسة ,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..