مساهمة السودانيين بالخارج

قرأت إحصائية لا أجزم بصحتها من عدمه أن عدد السودانيين بالخارج في حدود 2,605,000 نسمة. قلنا نعمل ششنة ونزيدهم 395 ألف نسمة ليصير العدد 3 ملايين نسمة تخارجوا كل بطريقته إلى المنفى الذي اختار سواء كان إغتراب أو هجرة أو هروب وهلم جرا.
لا أفترض أن سودانياً لا يحب السودان. ألا تُحِب السودانيين أي مواطنينك شئ وأن تحب الوطن شئ آخر. أحبابنا أولاد بمبة لا يحبون حتى عيالهم وأباءهم وأمهاتهم ولكنهم يموتون في حب مصر أم الدنيا. والفرق واضح بين حب الوطن وحب السكان. ولهذا قال الشاعر: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي. وبكل أسف هنالك كثيرون يخلطون بين الوطن والحكومة! ولا علاقة بين الإثنين. فالوطن باق والحكومة إلى زوال ولو بعد حين. ومنذ الاستقلال كم من الحكومات رؤزئنا بها وكلها كساقية جحا لم تأت لنا كمواطنين عاديين بفائدة تذكر.
معارضتنا للأنظمة تجعلنا نعاقب المواطن المغلوب على أمره وهو قابع في الوطن بلا حيلة لا يستطيع الفكاك من الحكومة ولا تحسين وضعه سواء بالعمل بالداخل أو الخروج من السودان لو أتيحت له الفرصة. بل هنالك من يكدح ليل نهار ليوفر لقمة حلال لأسرته ولكن يفشل كثيراً وينجح قليلا.
يرتفع الدولار بصورة جنونية وذلك بسبب رعونة سياسة الحكومة الاقتصادية. ما زالت الحكومة تعمل بنظرية التجربة وانتظار النتيجة. أي ما يعرف بالإنجليزية Trial and Error . ولكن عندما يقف الكثيرون بدواع سياسية أو غيرها ضد الحكومة في الجانب الاقتصادي فهم يساهمون في مضاعفة معاناة المواطن المغلوب على أمره وبكل أسف يظن أنه يعاقب الحكومة. فالضائقة المعيشية لا تصيب منسوبي الحكومة المقربين وأولاد المصارين البيض. ولكن يكتوي بنارها المواطن البسيط.
بعملية حسابية بسيطة لو افترضنا أن كل مواطن مهاجر مغترب طافش في أركان الدنيا الأربعة يرسل شهرياً لذويه بالسودان مبلغ 100 دولار أميركي بالطريقة الرسمية وهنا لا نراعي فرق السعر بين السوق الأسود وسعر البنوك الرسمي. فهذا يعني تحويل 300 مليون دولار شهرياً للسودان عبر القنوات الرسمية. فلننظر ماذا ستقدم هذه ال100 دولار للمواطن البسيط، أي الجزء القليل الذي يصله منها. حتى لا نختلف مع الذين يعارضون الحكومة معارضة عمياء، نقول أن الحكومة ستصرف ثلثي المبلغ المحوّل شهرياً على رفاهية منسوبيها وحروبها التي لم تساهم إلا في دمار الوطن، فيكفي أن الثلث الباقي يساوي 100 مليون دولار وهو كافِ لاستيراد الدقيق والدواء والقمح للوطن. وهكذا يساهم الذين هم خارج الوطن في رفع الضائقة المعيشية والدوائية عن مواطنيهم. وكحافز للمغتربين يُعفى أي مغترب من جميع أنواع الضرائب عندما يقوم بتحويل 100 دولار شهرياً لذويه بالقنوات الرسمية.

قد يقول قائل ليس كل ال3 ملايين عاملون، هذا صحيح ولكن هنالك من يحوِّل أكثرمن ال100 دولار بكثير لعدة اسباب. وبعد قليل أي شهور قليلة سوف ينخفض سعر الدولار في السوق الأسود ولن يكون ذلك الفرق الكبيربين السعرين ويستقر السوق الداخلي الذي يرتفع لارتفاع الدولار ولا ينخفض بانخفاضه. (العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
لندن – بريطانيا

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ كباش المحترم
    فكرة جيدة ووطنية صادقة تضاف لألاف الافكار التي هي امام جهاز المغتربين وامام الحكومة ولكن الحكومة في وادي والمغتربين في وادي واقول لك ان حب الوطن شئ متأصل في في دم الانسان وكيانه لذلك شرع الدفاع عن الوطن بإعتباره من انواع الجهاد والشهادة وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة (وهي وادي غير زرع ولا ماء وكلنا شاف مكة بعد التطوير ناهيك عن مكة قبل آلاف السنين) عندما هاجر منها قال(والله انك احب البلاد الى نفسي ولولا ان أهلك اخرجوني لما خرجت)..وان المغتربين بالخارج عايزين حكومة صادقة للأستثمار في السودان ولقد وقف المغتربين في العالم بمالهم في كل ازمة تمر بها البلاد صادقين مخلصين حتى الرعاة وعمال المطاعم والطلاب .. قاموا بدعم الحكومة في شكل مساهمات وضرائب ورسوم حتى بدون اعفاءات او حتى مكافآت بس فقط على الحكومة ان تسهل للذي يريد ان يعمل من اجل مستقبله في السودان ان يكون الباب فاتح وسهل وميسور
    لقد سبق ان ذكرت في احد المقالات بالراكوبة ان عدد المحاولات التي قام بها المغتربين لإقامة شركات واعمال خاصة وورش ومصانع بحوالى 31 الف محاولة جادة تكوين شركات صغيرة وشراكات (هذا العدد عدد حقيقي وعدد رسمي وليس افتراضي )بدا اصحابها في تنفيذ الخطوات اللازمة وبعض الشركات قامت بالفعل ولكن اين هي الأن ؟ هذه الشركات طالما ان مؤسسيها في الخارج كانت فرص نجاحها كبيرة لأن المؤسسين كانوا على استعداد لتحمل رسوم التأسيس والخسارة حتى تصل الشركات لنقطة التعادل من رواتبهم الشهرية..
    تخيل ان يعمل في كل شركة ومحل ثلاثة اشخاص فقط (3×31000) = 93000 مواطن وافترض ان كل مواطن يعول اسرة مكونة من 5 افراد فقط (ام واب وزوجة وبنت وولد ) 90000×5=450000 اي نصف مليون شخص وان عدد الاعمال قابل للزيادة لان نجاح الاعمال الشركات يولد المزيد من الاعمال والشركات ويؤدي الى حراك في الاقتصاد من جمارك ونقل وصناعة كما يؤدي الى تطوير الاعمال وان المنافسة تؤدي تجويد الاداء وتطويره توسعه.

    وطالبت الحكومة ممثلة بجهاز المغتربين ان تجلس مع اصحاب المشاريع المتعثرة وتقديم كل الدعم اللازم لها حتى و لو تخصص فريق عمل لمتابعة اجراءاتهم بالحكومة وحتى لو كان ذلك في شكل دعم مادي حقيقي لأن كل هذا التعب والمصروفات ستعود يوما ما بالخير العميم الى البلد واقتصاد البلد ولنا في المملكة العربية السعودية تجربة ماثلة حيث أسسست الصندوق السعودي للتنمية الصناعية الذي مهمته مع تقديم التمويل متابعة المشاريع وتقديم الدعم المعنوى ومراجعة دراسات الجدوى وتعديل مسار المشاريع الصغيرة ومساعدتها في الانظمة المحاسبية والادارية والرقابة الداخلية وتزويدها بكل دراسة يطلبها صاحب المشروع الصغير ليكون ناجحاً.

    أن المطلوب من الحكومة في هذه الحالة اجراءات ورقية فقط وتسهيلات بالقرارات واعفاءات جمركية فورية لا تتطلب ادخال واسطة للحصول على الإعفاء الجمركي لأنه لا يصبح اعفاء في هذه الحالة..
    اعتقد ان اكثر الناس وطنية هم المغتربين ويعود ذلك لأن بقاءهم بالخارج يجعلهم يحلمون بما يرون في بلدهم ويحلمون بالعودة في كنف الوطن وهذا لا يعادله شئ لذلك هم اكثر الشرائح تفاعلاً مع ما يصيب الوطن من آلام ومحن .
    لا اريد ان اتحدث عن تجارب الدول الاخرى في مساعدة بنيها على الاستثمار في بلادهم ولا اريد ان اتحدث عن تجربة اليابان في سنينها الاولى ولا دبي في الاستثمار ولا ماليزيا ولا حتى سنغافورة التي لا تزيد فترة انجاز الاوراق الخاصة لأقامة عمل واسم عمل ومارسة العمل اكثر من ثلاثة أيام
    الخاتمة:
    لذلك اخي كباشي اذا تقدمت الحكومة خطوة واحدة والله اعتقد ان المغتربين وهم ابناء الوطن جاهزين للتقدم بعشرين خطوة وصدقت الحكومة مع مغترب واحد فان البقية ترى نفسها هي نفس المغترب اما ان ننفخ في قربة مقدودة هذا ما ينبغي على الإنسان العاقل الا يفعله..
    والسلام
    عبدالرحيم وقيع الله

  2. أعمل منذ حوالي ثلاثين سنة بالخارج… وفي جميع المواقع التي عملت بها زاملت مصريين..
    ملاحظتي – وهي مؤكدة – يقوم كل مصري أعرفه في يوم تسلمه لراتبه بتحويل راتبه- لا أستطيع أن أجزم أنه بكامله- ولكن أؤكد أغلبه الغالب، الى حسابه في مصر..
    هل يقول قائل لأنهم أكثر وطنية منا؟
    طبعا لا..
    ولكن لابد أن الحكومة تفعل شيئا يجعل مغتربها يقوم بتحويل الغالب الأعظم من راتبه عبر القنوات الرسمية. .
    هل حكوماتنا بحاجة الى مقترحات وأفكار؟
    كلا
    الحكومة بحاجة لمحاسبة موظفيها ليكونوا شرفاء
    ليخشوا ربهم في عملهم..ويتقوه.ز ويخافون الله فينا..
    إن صدق المسؤولون وخافوا ربهم في عملهم لصلح حال البلد..
    اللهم اليك المشتكى.

  3. السلام عليكم اخي كباشي
    ورد في مقالك: “….أن الحكومة ستصرف ثلثي المبلغ المحوّل شهرياً على رفاهية منسوبيها وحروبها التي لم تساهم إلا في دمار الوطن، فيكفي أن الثلث الباقي يساوي 100 مليون دولار وهو كافِ لاستيراد الدقيق والدواء والقمح للوطن?.
    بنفس العملية الحسابية، هل يستقيم أن نساهم في القتل المؤكد للأبرياء في الهامش لأن الحروب في الهامش هي الرئة التي تعطي الحكومة فسحة للبقاء فوق الماء، أم نحرم الحكومة من تحقيق مصلحة ظنية إذ لا يمكن أن تؤكد لنا أن الحكومة ستصرف الثلث على المواطن (في المركز)..

  4. الأخ كباشي
    الواحد ما عارف يقول ليك شنو ؟ ولو انت فعلا فى بريطانيا والتى أشك فى ذلك .
    المهم ابحث فى النت سوف تجد الرقم الحقيقي لعدد السودانين بالخارج ، بل
    سوف تجد حجم التحويل السنوى ( 2010 حول السودانين 10 مليار ) .
    اما اذا ظننت ان. سعر الدولار سوف يزل بالتحويل ، يبقى ما تعرف اقتصاد .
    المهم ما علينا اليوم خبر فى الركوبة عن ان الكثر 105 الف مهندس هاجروا
    أضفهم لرقمك اعلاة ، وما تنسى ( غزا محمد على السودان من اجل المال
    والرجال )

    وانحنا من ما متنا شقينا المقابر

  5. إنت ياكباشى كنت نايم وصحيت الآن ولاشنو ! يعنى ماعارف التى تسميها ( حكومة ) هى شنو ؟ يعنى الموضوع لو كان حكاية حكومة طبيعية ومعارضة كلامك حايكون مظبوط وواقعى .. بس الذى يحكم السودان هو ( تنظيم الأخوان المسلمين الرهيب ) وأنا بقول ليك الكلام دا على إفتراض إنك كنت نايم وصحيت فجأة .. أرجو أن تتذكر أساليب ( الكيزان ) من قبل فى شراء (الخبز) ورميه فى المجارى وذلك لمحاربة الحكومة التى كانت هى أيضا نتيجة ( إنقلاب ) عسكرى ..
    وبعدين منو القال ليك إنو ( الجماعة ) حا يكتفوا بالتلتين ويتركوا 100$ مليون دولار لشذاذ الآفاق والشحادين ..!
    مقالك مريب ويبدو أنه إعلان مدفوع الأجر !

  6. كم تتوقع يا أستاذ كباشي مقدار الجمارك التي يدفعها المغترب التونسي عندما يدخل سيارة جديدة إلى بلده ؟؟؟
    ؟؟؟
    ؟؟؟
    ؟؟؟

    يدفع فقط 40 ريال سعودي ( نعم 40 ريال سعودي) !!!! يعني 80 جنيه سوداني!!!

    هذا ما قاله مهندس تونسي يعمل في السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..