زي (فاضح) وفيديو (خليع) وتحرش (لا غبار عليه)!!

(1)
> من غرائب الأشياء أن هناك هجمات شرسة تحدث في حالات (الزي الفاضح) ، وهجوماً عنيفاً يقع على الفتاة عندما ترتدي (زيّاً فاضحاً)، دون أن نضع تعريفاً أو وصفاً لهذا الزي الفاضح،
كما ذكر المهندس الطيب مصطفى الذي نتفق معه في شيء ونختلف معه في أشياء، حيث لا نعرف الحد الأقصى من (الزي الفاضح) ، ولا نعرف الحد الأدنى منه، فالأمر كله متروك لرؤية الجهة التنفيذية، دون أن تكون هناك جهة تشريعية تضع تعريفاً للزي الفاضح.
> فما يمكن أن يكون (زيّاً فاضحاً) في منطقة وفي ثقافات معينة قد لا يكون (زيّاً فاضحاً) في منطقة أخرى… والسودان بلد متعدد الثقافات ومختلف الرؤى والتقاليد.
(2)
> أعجب أن تجد صاحبة الزي الفاضح هجوماً وعقاباً (وشيل حال في الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي) أكثر من (المتحرش جنسياً) ، فقد شهدنا الكثير من الحالات التى وقع فيها نافذون كما في (سنار) أو كما كان في واقعة (الدبلوماسي) ، أو رجل الأعمال السوداني، فلم تجد ربع ما تجده صاحبة الزي الفاضح وما يمكن أن تتعرض له من عقوبات، وقد تمت تبرئة الكثير من الحالات في ما يخص (التحرش الجنسي) وما يبعد عن ذلك سفوحاً وإثماً، وتعاقب صاحبة الزي الفاضح.
> هذه الحالات التي سبق ذكرها الكثير من الأقلام تعاملت معها بفقه (السترة) ، وخلصت إلى الدعوة بالرفق بمن يقترف مثل هذه الكبائر، وكثيراً ما يُمنع النشر في مثل هذه الأمور تستراً وحفظاً لمجريات العدالة، بينما نجد أن (جسد) صاحبة الزي الفاضح متاح للصحافة وللناقدين ولكتّاب الرأي لانتقاد زيّها والتشهير بها دون مراعاة للطف والرفق والسترة التي يدعون لها عندما يكون صاحب الجرم (شخصية) معروفة أو (اسماً) مسنوداً، أو (فرداً) خرج من أسرة ذات نسب وحسب. وكل هذه الأمور لا تعفي صاحبها من المحاسبة والنقد والعقاب في الدين وفي القانون أيضاً.
(3)
> الفيديو الخليع الذي أظهر بعض الفتية (صغار في السن) في أوضاع مرفوضة وغير لائقة في شارع النيل وجد استهجاناً كبيراً، وصوّرت الواقعة على أنها تفكك للمجتمع السوداني وانحلال له، وهي واقعة حدثت من مجموعة محدودة، أحدهم عمره لا يتجاوز (12) عاماً.
> فهل مخطئ في هذه الواقعة هذا الصبي أم نحن الذين نكتب عنه بهذه الحدة والغلظة.
> هناك قصور (أسري) في هذه الحالة نعم.
> وقصور في (السلم التعليمي) أيضاً.
> المجتمع السوداني بخير، والشعب السوداني مازال متمسكاً بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة، وما يحدث من حالات مثل ما جاء في (الفيديو الخليع) لا يمثل المجتمع ولا يعتبر (عنواناً) للتراجع الأخلاقي الكبير الذي حدث في السودان، مثل هذه الحالات (المحدودة) تحدث في الكثير من المجتمعات، وتقع في أكثر المجتمعات تمسكاً وخلقاً، لذا فإن انتقاد المجتمع كله ونقده بقسوة بسبب هذه الحالات، فيه تجنٍ كبير على المجتمع السوداني، فمن العدالة والإنصاف والدين الحنيف والسمح أن يكون العقاب في حدود الجرم، وألا تتجاوز العقوبة (الفئة) التى وقع منها الجرم.
> نحن نرفض مثل هذه الحالات ولا نقبلها، ونقدر حالة الغضب التي أحدثتها، لكن في نفس الوقت نعتقد أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى (الإصلاح) قبل (العقاب) ، فهي نتاج أطراف غير التى ترتكب الجرم، ومن الظلم أن نعاقب (فتية صغاراً في السن) وقعوا في مثل هذا السلوك لأسباب اقتصادية أو أسرية فكانوا (ضحايا) لها.
> ومن الإجحاف إدانة المجتمع على حالات فردية تحدث مرة في عدد من السنوات.
> في الوقت الذي نترك فيه الكثير من أصحاب (حاويات المخدرات) التى تدخل البلاد دون عقاب أو محاسبة.
> نحن لدينا مشكلة في تقدير حالات الانفعال والغضب في الكثير من الحالات التى يكون فيها خروج.. نحن لا نحسن تقدير ذلك.
> يمكن أن نغضب في أمر لا يستحق أو يحتاج إلى غضب محدود، في الوقت الذي يسكت فيه غضبنا في أمور جلل.
(4)
> واقعة تحرش الدبلوماسي قابلتها الصحافة السودانية بالكثير من (اللطف) ، وكانت الكثير من الكتابات تدعو إلى (الرفق) بالدبلوماسي في مثل هذه الواقعة بدلاً من التشفي في الأمر، فليس من مكارم الأخلاق في شيء أن يتم نشر تلك الواقعة والكتابة عنها بتلك الصورة الفاضحة.
> في الوقت الذي حسبت فيه تلك الأقلام واقعة (الفيديو الخليع) تفككاً في المجتمع، ورد الأمر إلى أهل اليسار وتحررهم، والعلمانية التي تجعل ثقافاتهم وسلوكهم ينتهج مثل هذه الحالات.
> الزي (فاضح) ، والفديو (خليع) أما التحرش الجنسي فهو (لا غبار عليه) ، لأن الإنسان غير معصوم من الأخطاء.
الانتباهة
ارجو قبولي عضوا
ارجو قبولي عضوا
لست يسارياً ولكني أقول وللحق السودانين من أهل اليسار أكثر إحتراماً ومحافظة علي التقاليد والعادات الحميدة من كثير من أهل اليمين..إذا صادفت في الشارع أية تصرف شائن فيمكنك مغمض العينين أن تراهن علي إن صاحب أو صاحبة العمل الشاين ليس يساري..للذين لا يعلمون وللذين يعلمون ولكن يدعون عدم العرفة ..الحزبين اليسارين في السودان أكثر إنضباط وعفة وهذه حقيقة ويكنك عقد مقارنة خفيفة بين الأسماء اليسارية المعروفة مع تلك اليمينيه المشهورة..أو قارن بما تعرفهم أنت في عملك ومنطقتك وستجد الدليل علي ما أقول. لا تصدق أبداً يا صديقي إن شباب الفيديو من أهل اليسار وإن كانوا أراهنك الآن انهم سيحاسبون وغالباً ما يفصلون من تنظيماتهم .
صدقت يا ود عبد الماجد فرئيس تحرير مثل بلال دافع عن الدبلوماسي وكلمنا عن أسرته المحافظة والمحترمة..الخ وفي حالة الفيديو جاء ليحدثنا عن تفكك وضرورة مراجعة شأننا الاجتماعي.. يعني ديل يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته، والمحزن أن هناك من تفوت عليهم مثل هذه الألاعيب، حيث قرأت لذلك الذي قال أن مقال ضياء الدين يصلح لأن يكون نقطة انطلاق لدراسة شاملة ووافية للتغييرات التي حدثت في مجتمعنا، وفات عليه أن رؤساء تحرير بعض صحفنا كانوا أول من ساهم في التحولات غير المرغوبة في مجتمعنا..
لست يسارياً ولكني أقول وللحق السودانين من أهل اليسار أكثر إحتراماً ومحافظة علي التقاليد والعادات الحميدة من كثير من أهل اليمين..إذا صادفت في الشارع أية تصرف شائن فيمكنك مغمض العينين أن تراهن علي إن صاحب أو صاحبة العمل الشاين ليس يساري..للذين لا يعلمون وللذين يعلمون ولكن يدعون عدم العرفة ..الحزبين اليسارين في السودان أكثر إنضباط وعفة وهذه حقيقة ويكنك عقد مقارنة خفيفة بين الأسماء اليسارية المعروفة مع تلك اليمينيه المشهورة..أو قارن بما تعرفهم أنت في عملك ومنطقتك وستجد الدليل علي ما أقول. لا تصدق أبداً يا صديقي إن شباب الفيديو من أهل اليسار وإن كانوا أراهنك الآن انهم سيحاسبون وغالباً ما يفصلون من تنظيماتهم .
صدقت يا ود عبد الماجد فرئيس تحرير مثل بلال دافع عن الدبلوماسي وكلمنا عن أسرته المحافظة والمحترمة..الخ وفي حالة الفيديو جاء ليحدثنا عن تفكك وضرورة مراجعة شأننا الاجتماعي.. يعني ديل يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته، والمحزن أن هناك من تفوت عليهم مثل هذه الألاعيب، حيث قرأت لذلك الذي قال أن مقال ضياء الدين يصلح لأن يكون نقطة انطلاق لدراسة شاملة ووافية للتغييرات التي حدثت في مجتمعنا، وفات عليه أن رؤساء تحرير بعض صحفنا كانوا أول من ساهم في التحولات غير المرغوبة في مجتمعنا..