هل أصاب المثقف والإعلامي الدارفوري الأعياء واليأس ولماذا عطل دوره هكذا !!!

النخب السياسية ومثقفي دارفور والاعلاميين وكتاب الرأي لا يمكن اعفاءهم اواستثناءهم من مسؤولية تضخم الاوضاع في دارفور و تراجع الإهتمام العالمي وغياب الإعلام العالمي المعولم و عجزهم في نقل المشاهد المروعة ومظاهر الدمار التي تختزل احيانا محليا ومناطقيا فقط دون تحرك هذه الفئات لأبرازها في المحافل الدولية واوساط اللوبيات الضاغطة في الغرب او نقلها الي شاشات التلفزة وشبكات الانترنت التي تعج يوميا بصور وفديوهات الناجمة عن الاحداث المروعة حول العالم وتشاهدها ملايين من الأشخاص من مختلف بلدان العالم ? هذا الاعلام الذكي الذي يتسم بسرعة نقل الخبر وقوة تأثيره على المجتمعات المتحضرة ومتاح بأقل أكلاف ومتوفر في معظم مساحة اليابسة تقريبا .
لقد ابلي فئة الاعلاميين والمثقين والنشطاء والنخب السياسية في الداخل والخارج بلاءاَ حسناَ خلال الاعوام الأولي للأزمة وكان لهم اسهامات كبيرة ومقدرة وفاعلة في تحويل القضية من فسحة ضيقة الي الاقليمية ثم الي الفسحة العالمية ثم تدويل واكتساب التعاطف العالمي لمعاناة ومأسي السكان في الاقليم وذلك عبر تدجين المقالات ونشر الصور المروعة علي الاعلام وأقامة ندوات ولقاءات السياسية واحتجاجات والحديث علي الاعلام الفضائي خاصة في اوربا وامريكا والقاهرة هذه الفئات المثقفة والنشطة قد اصابها الأعياء وبلغت من اليأس الى حد التكيف مع الأوضاع الراهنة وأعتبارها أقدارا مقدرة لا مناص منها ، وعطلت دورها السياسي والاعلامي المساهم جنباُ الي جنب مع العمل الميداني والثوري ، وأنهت بشكل محرج نشاطها المعارض ودورها في إبراز تطورات المشهد الأمني والإنساني في دارفور الي العالم من خلال إستغلال وسائل الإعلام العالمي وتكنولوجيا الحديثة وانسحبت من حقل الكتابة والتدجين والتوثيق وتناول الواقع السياسي والأعلامي عن احداث وتحولات البشعة على الارض في الأقليم إلا بنذر يسير ومحدود لا تتعدي اصابع اليد الواحد في الشهر لا تقوي تأثيرها على المشهد وتغلب عليها مغالطات لمسار العمل الثوري وبأثر رجعي تتطرق على الأخفاقات وهواجس الماضي دون ان يحظً المستقبل نصيبا وافرا من التناول الموضوعي الذي يرسم لغد تتغلب على هواجس الماضي ، فمثل هذه المخالطات ينتج عنها مناخات مقلقة من الاحباط والارباك الملائمة أحيانا لتكريس الضعف والخوف وجعل من هذه الاهداف بعيدة لدرجة خيالية ان لم نقل عصياَ على التحقق وان مثل هذا الفهم من النقض والرجوع الي الوراء وبأثر رجعي يكرس لثقافة الاستسلام ويرسخ ثقافة التكيف مع الضعف والوهن والاذعان للاقدار ، وهذا تتنافر وتتعارض مع ادوار ينتظرها شعب من هذه الفئات مستقبلا .
وعلى رغم من تجرؤ بعض من هذه الفئات على قلتها تناول عن علاة وانحرافات وضعف الحركات المسلحة ودور اهل السلطة وغيرها في تأثير سلبا على الاوضاع في الاقليم الا ان هذه الفئات المثقفة اغفلت تماما التناول او الحديث عن دورها هي وفشلها ونصيبها من هذا الفشل الذي اصاب جسد القضية ، فبمثل ما يقال عن ان الحركات المسلحة هي سبب في التراجع المشهود في دارفور ايضا يقال منذ فترة ان إنكفاء هذه الفئات وغيابها عن المشهد وتبرءها عن النضال سببا مضاعفا لهذا التراجع الملحوظ ولن يؤدي سوي على مزيد من الفشل والوهن اذا استمرت في غيها.
ان اصحاب الفكر والراي والأقلام الحرة ينتظر منهم ان يلعبوا دورا بارزا في دارفور لا يقل أهميتها عن الدور الذي تلعبه قوة الثورة والحركات المسلحة ، ذلك ان المساهمة والمشاركة في رسم مستقبل الشعب دارفوري وتحقيق أهدافه امر يقتضيه الضرورة والمسؤولية ، فيجب ان تنهض هذه الفئات من ثباتها العميق اليوم قبل الغد لملئ الفراغ الناشئ عن غيابها والمنافسة مع نظرائها في الطرف الحكومي في عكس المشهد السياسي والعسكري والإنساني في الإقليم .
أن ضعف أعلام الثوري بصفة حاصة والمعارضة على وجه العموم وقلة تأثيره على العالم وتراجع دور مثقفي واعلاميي دارفور وكتاب الرأي المعادين للنظام بشكل مقلق وقلة مساهمتهم في العمل الأعلامي الثوري تحول لصالح النظام والأعلام الحكومي وأعلاميي المركز والموتمر الوطني الذي قطع خطوات متسارعة نحو العالمية وتوسع متدرج في تعزيز تعبئة اعلامية داخلية وخارجية لأزاحة الانتباعات السيئة والمربكة عن النظام في العالم إزاء موبقات المحرمة دوليا التي يرتكبها النظام يوميا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ،
وتمكن النظام بتثمير ذلك الضعف الاعلامي وقلة أليات المنافسة الاعلامية لدي المعارضة والحركات وحاول مرارا عبر هذا الضعف تخبش الوعي العالمي وتموضع كضحية لأجندات خارجية وكسب موالاة في الداخل والخارج في الوقت الذي يملأ فضائحه وجرائمه البر والبحر .
هذا الاعلام الحكومي الذي تم قوننته وتجهيزه وتمكينه من خلال قنواة فضائية وصحف متخصصة ومراكز شديدة الأكلاف انيطت ادارتها لكوادر نخبوية متمرسة في الاعلام التحريضي التعبوي مكن النظام من اللعب ادوار مختلفة في المجال الاعلامي وقفز بسرعة من تلفزيون حكومي واحد عام 2003 الي أكثر من عشرة قنوات مدولة قادرة على البث عبر أكثر من 500 قمر اصطناعي حول العالم يديرها رجالات الانقاذ والمقربين من حزب المؤتمر الوطني .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..