مقالات وآراء

احتجاج!

رقية وراق

خرجت من محل صغير بعد قضاء تسوق عجول. كانت مدة بقائي داخل المحل كافية لتتجمع سحب داكنة تنذر بمطر وشيك. فكرت في العودة الى الداخل حتى تمر (الانهمارة) القوية الاولى واخرج بعد ان تهدأ. مر قريبا مني شخص يبدو في حوالي الأربعين. قال لي ما كنت اشاهده معه من تجمع السحب ولكنه كان يصر انها ستمطر لان تلك الجهة من السماء داكنة اكثر.وافقته مجاملة ولكنه بتركيز شديد اعترض : انت لا تنظرين نحو الجهة الداكنة .. هناك..
قلت أراها أراها،لأمضي في طريقي.
قال لا، لا ترينها.. انت تنظرين هنا والسحب القاتمة هناك .. وراءك..
قلت حسنا حسنا..
واصلت طريقي ولكن حواري مع رفيق الطريق وانشغالي بردي الضائع على اخر جملة في الكلام، كل ذلك كان كافيا لتغمرني الأمطار خلال ثوان معدودة من رأسي الى قدمي قبل ان اتمكن من العودة الى المحل .
الناس يستغلون بساطتك وطيبتك فلا يتوقفون عن الكلام حالما تبدأ في الإنصات إليهم .ما الذي يجعلهم يورطونك في البلل بهذه الطريقة وانت لا ترجو سوى تقطيع الخضروات التي تحملها وايصال حبات البيض سالمة الى المنزل؟!

 

رقية وراق

تعليق واحد

  1. اعزائى المحررون اكتبوا فووووق أنها (قصة قصيرة للروائية المعروفة رقية وراق) حتى لا يختلط الامر على بعض القراء
    كما يتضح من بعض التعليقات

    القصة رائعة وجميلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..