بيع المدارس في ولاية كسلا…خصوصية الحزن العام

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تصك أذنك كلمة استثمار .. في ظل هذا النظام ..عليك أن تتحسس حسرتك .. وتلعن سنسفيل دستور 2005 الذي قضى بان يكون أمر الأراضي شأنا ولائياً .. والذي جعل بؤس التدبير ..يبدو مزداناَ بالوجاهة والمنطق . ففي ظل العجز البين عن الخروج من ربقة الاقتصاد الريعي .. وتوفير موارد حقيقية من استثمارات منتجة ..تظل قصار الحوائط التي تسيل لعاب السلطات الولائية .. وتزيغ أعينها ..هي مواقع المباني الحكومية العريقة،لتزحف إليها الأسواق ، بداعي التطوير، حتي وكأن الأسواق أصبحت حرماً مكياً تزال له كل المباني لتوسعته. فضلاً عن كل الفضاءات من الأراضي الممتدة ، والتي تجعلها الرسوم المفروضة ، ذاهبة بخيالك ان هذه الفيافي .. إنما هبطت علي دولة المشروع الحضاري قطعاً متنزلة من الفردوس الأعلى . وولاية كسلا هنا ليست بدعاً من الولايات .. فالتمدد الخرافي لولاية الخرطوم ..و التعدي علي دور الدرس والعلاج ..والتي كان ذنبها الذي ما اقترفته .. موقعها . و كذلك الامر في كل ولاية ..حتى صار التعبير السالب بالرفض ..نكاتاً تجعل في كل ولاية والياً أو وزيراً ناصحا للرئيس السابق مرسي بتخطيط ميدان التحرير للتخلص من صداعه . وكم تأذت مستودعات الخزف ..وجأرت (العدة) بالشكوى ، وما زال الحبل علي الجرار . كيف لا والعام هذا هو الذي يسبق الانتخابات . التي تشتد فيه حمي الافتتاحات . ومشروعات الطرق والخدمات التي بذلت وعداً مترفاً بين يدي الانتخابات السابقة ..لم تر النور بعد.حيث ذهبت وعود المركز أدراج الرياح مع ذهاب البترول مع الجنوب . لكن الغريب الذي لا يستغرب له في نير هذا النظام ، ان التعدي علي هذه المرافق، لم يكن ضمن البرنامج الانتخابي لأي والٍ من الولاة . فقد كانت أيادي الحكومة ملأى بأوهام ديمومة العائد من بترول الجنوب .. الذي بذلت منه في الساعة الخامسة والعشرين بسخاء الغافل، المكتفي بالنظر حد أرنبة انفه ،لتجعل من الرئيس المرشح ، آلة همبولية للافتتاح ..بدءاً من نقطة لبسط الامن الشامل .. حتي طريق لم يجف قاره بعد. والرد الرد …. وكل ذلك الهراء الذي ذهب جفاءً في أول اختبار.
ولئن كان الرقص شيمة أهل البيت حال كون ربه للدف ضارباً، فإن ضارب الدف الأكبر ، هو الحكومة المركزية . التي جعلت للاستثمار وزارة متخصصة لحسن الحظ في تطفيش المستثمرين . فأسوأ حالات تسويق المشروعات للأجانب ، هي التي تبدأ بجعل بيئة الاستثمار .. مكبلة للمستثمر المحلي .. فتصبح المشروعات نهباً للمستثمرين الخليجيين .. الذين تزكم أنوفهم روائح الفساد .. فيولوا مدبرين ..ويصبح رأس المال الطفيلي ، متخصصاً في مجال الأراضي ، التي تجعل من أي ملك متنزل من السماء موضع شبهة من فائدة ما .. ان كان شاغلاً لمسئولية كبيرة في شأنها..
وسلوك المركز والولايات هنا يجعل الاستثمار مدمرا للماضي ، ومسيئاً للحاضر ، ودماساً للمستقبل . وللتأكيد، ما عليك الا الرجوع الي ماضي المشروعات المدمرة منهجياً من هيئات النقل البري والجوي والبحري . وما حاق بالمشروعات الزراعية الكبرى ..وكيف امتلكنا قرارنا بامتلاك قوتنا جرّاء ما قدمنا.
تنزل عليّ كل هذا الأسى العام ،باكتمال فصول ما حيك للمدرسة الشمالية بحلفا الجديدة ،التي كانت متوسطة بداخلية في مساحة ربع مليون متر مربع ..فتحولت الي مدرسة ثانوية منزوعة الداخلية في بدايات النظام .واحتلت مبان للشرطة الشعبية وبعض مكاتب مختلفة ومدرسة أساس ظل عدد طلابها يراوح رقم المائة طالب فما دون في جملة الفصول . وفجأة اتضح إنها قرب السوق..وزاغت الأبصار وسال اللعاب.ولحقت بالمرافق الحكومية بوعود الأبراج في مركز الولاية . وعوضت ببناء مدرسة في مساحة عشرة آلاف مترفي ارض تتبع لحلفا الثانوية .. وان بدت حديثة إلا ان مساحات الفصول الضيقة حولت المعامل قبل تأسيسها الي فصول لزوم الافتتاح مع احتفالات الولاية بالاستقلال !
ولكن مدرسة الأساس لا باني لها، رغم وجود قطعة ارض. وما أسهل صدور القرار. فاقتطع نصف داخلية حلفا الثانوية لترحيل المدرسة ..دون ان يرمش جفن أو تدمع عين لخريجيها من المسئولين السياسيين . وعند السؤال ، كانت الإجابة ، كيف نبني الكيلومترات من الطرق .. ووو.عندها تذكرت تلكم الوعود المبذولة في الانتخابات السابقة ، وقرب موعد الانتخابات القادمة ..وأدركت مدي خصوصية الحزن العام ..وعمومية الحزن الخاص لكل ذي ضمير .
[email][email protected][/email]
أذكر الأخ معمر والقراء أن المدرسة الشمالية عمرها بعمر مدينة حلفا وهى من المبانى التى بنيت بمال التوطين وقيمتها التاريخية بالنسبة لحلفا أكبر من ماستبنيه الششركة الإماراتية المجهولة تماما للمواطنين وهو بناء سيستفيد منه الجماعة فقط ولايعود منه أى نفع للمواطن الذى لايدرى مايدور حوله..
ويقال أن المدرسة الجديدة كلفت 10 مليار جنيه فى بناءها..
ولم نسمع نحن مواطنو حلفا بطرح عطاءات لبناء المدرسة الجديدة ولانعرف من بناها وكيف تم إختياره وهل حقيقة التكلفة {10مليار}بالقديم…
ليتك كنت دعمت موضوعك بصورة للمدرسة الجديدةالتى هى عبارة عن{بلك إسمنتى مصنع محليا وزنك فى شكل جملونات } وكلنا نعلم أنها بنيت فى مستنقع لتجمع مياه الأمطار فى الخريف ..
إن ماحدث هو جريمة بكل المقاييس..تضاف لكل الجرائم السابقة..
وسوق الخضار بحلفا فى الطريق بعد بناء سوق جديد فى الطرف الشمالى من المدينة بدل السوق الحالى الذى يتوسط المدينة وتبلغ مساحته ضعف مساحة المدرسة الشمالية التى أغتيلت غدرا ..