مقالات وآراء

لن يكمل فترة ولايته الثانية

 

كان اعلان إعادة ترشيح دونالد ترامب لولاية ثانية من قبل الحزب الجمهوري وقع الصاقعة على كل متابع هميم لاخبار العالم، فما بالك بحاله عشية إعلان فوز ترامب في الانتخابات على كمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي لولاية ثانية!
اذكر يوم فوزه في المرة الثانية، كنت قد عبرت عن ردة فعلي لبعض الأصدقاء بالقول: لا اتوقع ان يكمل فترة ولايته الثانية!
ويبدو هذا ما سوف يحدث. اذ لم يمر شهر على تنصيبه في ولايته الثانية حتى أشعل الحرايق في أكثر من مكان داخليا وخارجيا بقرارته وتصريحاته المفارقة والصادمة، وكان آخرها قراره بتوقيع عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية وتصريحه الغريب والعجيب بعزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتحويله الي ريفيرا الشرق الأوسط. وهو التصريح الذي قوبل بالاستهجان الشديد والادانات العنيفة من الكثير من دول المنطقة ودول العالم والمنظمات الحقوقية الدولية.
ولكني أرى أن الأخطر الذي لم يقال حتى الآن ازاء هذا التصريح وغيره من التصريحات والقرارت الصادرة والتي سوف تصدر عن ترامب، هو أنها تمثل تهديدا مباشرا للامن القومي الأمريكي نفسه وذلك لما سوف يترتب عليها في المستقبل المنظور من مضاعفات ونتايج خطيرة تلحق أشد الأضرار بالمصالح الأمريكية. وعندما يقال في الولايات المتحدة ان أمرا ما سيلحق الضرر بالمصالح الأمريكية ويمس الأمن القومي الأمريكي، فهذا يعني ان “الكلام قد كمل”! لدى صناع السياسة الأمريكية.
وانا هنا لا ادافع عن المواقف الأمريكية من قضايا العالم، بل أنني على العكس من ذلك تماما، وانما اتمثل هنا فقط وجهة نظر السياسي الأمريكي المتمرس و الحريص عن مصالح بلاده ومكانتها في العالم.
فمن الواضح أن ترامب بعد فوزه للمرة الثانية، قد وصل قمة جنون العظمة، مما جعله يتصرف وكانه طاغية مستبد من طواغيت العالم الثالث، أو كانه هتلر أو موسوليني، وليس بوصفه ريسا منتخبا لأكبر ديمقراطية في العالم.
فقد تجاهل ترامب طبيعة العلاقة التي تحكم ما بين السلطات التي يتألف منها نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية هو نظام يقوم على مبدأ check and balance اي حفظ التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضاء والأجهزة الأخرى، وذلك حتى لا تغطي سلطة على أخرى أو تتجاوز حدودها وتعبر الخطوط الحمر للسياسة الأمريكية المرسومة.
وقد تجاوز ترامب كل الخطوط الحمر عندما اعلن انه ينوي إغلاق مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة التعليم الفدرالية، إلى غير ذلك من الإجراءات الداخلية المزلزلة الأخرى. ليس هذا فحسب، بل داس ترامب على كل الأعراف والتقاليد غير المكتوبة، والتي ظلت مرعية من قبل كل الادارات الأمريكية المتوالية منذ تأسيسها الدستوري قبل نحو ثلاثمائة سنة، وقدم صورة كاركاتورية للرئيس الأمريكي مسخت الصورة التي كانت مرسومة في الاذهان لريس أعظم دولة في العالم.
كل ذلك يجعل من إمكانية استمرار ترامب في منصبه لمدة اربع سنوات أخرى أمرا مستحيلا أو شبه مستحيل . وهنا يثور السؤال عما يمكن أن يحدث ويؤدي إلى التخلص من هذا الرئيس الاوهج الذي وضع أمريكا والعالم كله في كف عفريت؟
من المؤكد اذا استمر ترامب في السير على هذا النهج الارعن، فكل السيناريوهات: الدستورية وغير الدستورية المفضية الي خروجه من المسرح، قبل إكمال فترة ولايته الثانية، تظل مفتوحة. ولا يزال الوقت مبكرا للتنبؤ بالطريقة التي سوف يزاح بها عن سدة الحكم.

‫5 تعليقات

  1. العجب فيا , الدستور الامريكى ينص ان مجلس النواب وحده هو من يمتلك سلطات سحب الثقة من الرئيس , و للعلم , فأن اغلبيته الحالية تتبع للحزب الجمهورى الذى ينتمى اليه ترامب.
    و حسب أمانيك الواردة , فأنت تتمنى أن ينقلب الحزب الجمهورى على نفسه أرضاءا لنزواتك.
    أما عن المصالح الامريكية , فقد حققها ترامب فى شهره الاول بأكثر مما حققها بايدن فى ولايته , اكثر من تريليون دولار استثمار فى اسبوعه الاول و تراجع بنما و كندا و المكسيك فى شهره الاول , كل تلك الانجازات تحسب له لا عليه.
    واصل العجب فيك عزيزى , لا تنقطع عن تلك العادة رجاءا.

    1. تعرف انك رقراق اسم على مسمى حقيقة و ليس مجاز .
      ايه يعني تريليون دولار في بلد تحترم مؤسساتها الدستورية، انت بتفكر بمخ السياسي السوداني بياع بلده و استقرارها الداخلي بحفلة دولارات

    2. تعرف انك رقراق اسم على مسمى حقيقة و ليس مجاز .
      ايه يعني تريليون دولار في بلد تحترم مؤسساتها الدستورية، انت بتفكر بمخ السياسي السوداني بياع بلده و استقرارها الداخلي بحفنة دولارات

      1. اعى واعلم ذلك بالنسبة لمسمى رقراق , أما عن طريقة التفكير الامريكية و استراتيجيتها منذ عقود فهى مبنية على البراغماتية القحة وهو أمر معلوم و شائع لدى الجميع.
        أما عن طريقة تفكير السياسى السودانى الذى يريد الاطاحة بأمريكا وروسيا فى آن , فهو ما أستغرق عليه ضحكا السفير البريطانى فى الحفل الدبلوماسى بالخرطوم الذى دعى أليه مستمتعا بترجمة الاناشيد الجهادية التى تصدح بأمانيها مثل الكاتب اعلاه و اياك عزيزى حودة – بزوال أمبراطورياتهم.
        أنت فقط لا ترى عوجة رقبتك ياجمل ^_* , وهو ما يجرى على معظم السودانيين _ الذين عمروا أينما ما ذهبوا بعراريقهم الشفافة المبتزلة السمحة !!
        على الهامش كنت أود أن أسألك بعقليتك السودانية السياسية الخدراء الاصيلة عن فهم قتال الملائكة مع الشواذ و الخنازير و القردة و تناولهم لفتت السمحة ثم هزيمتهم لاحقا ,, هل تتفضل بشرحها من منظور الاغبش متكرما ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..