مقالات وآراء

28 رمضان الذكرى ال 34 لاستشهاد اللواء حسين الكدرو ورفاقه

امير شاهين

في خواتيم الشهر الكريم وفى العشرة الاواخر منه يستبشر المسلمون ويفرحون بقدوم العيد , ولكن عندنا في السودان فالأمر مختلف اذ شهد السودانيون في هذه الأيام المباركة الكثير من الفظائع الكوارث ففي 28 رمضان من العام 1990م فوجئ الناس بإعدام  ٢٨ ضابطا من اشرف ضباط الجيش بدم بارد وفي نهار رمضان ,  وفى 29 رمضان 2019م وبينما كان الناس يستعدون للاحتفال بالعيد هجمت قوات مسلحة لازال الجدل قائما حول تبعيتها وان كانت كل الأدلة تشير الى الدعم السريع قامت بمهاجمة الثوار المعتصمين امام القيادة العامة وحدثت مجزرة بكل معنى الكلمة حيث الاغتيالات ورمى الجثث في النيل وهى موثقة بالحبال ومثقلة بالصخور ولازال عدد الضحايا غير معروف حتى اليوم !! .
لم يحتفل أبناء السودان بعيد الفطر في العام 1990م بسبب هول الصدمة والحزن على مقتل الضباط السودانيين على يد نظام الإنقاذ بدم بارد وفى نهار رمضان بينما كان الناس في طرقهم الى تجهيز احتياجات العيد
وتعود القصة الى ان عدد 28 ضابط من القوات المسلحة قرروا القيان بانقلاب عسكري والإطاحة بحكم الحركة الإسلامية (الكيزان) برئاسة عمر البشير وكان عددهم ثمانية وعشرين ضابط في رتب عسكرية مختلفة ، منهم :
الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر.
– اللواء الركن عثمان ادريس صالح.
– اللواء حسين عبدالقادر الكدرو.
وقد فشل الانقلاب لعدة أسباب يضيق المجال بذكرها ومنها عيوب في التخطيط ومنها الخيانة من قبل البعض ، وقام نظام البشير بعمل محاكمات صورية سريعة تفتقر لكل مبادئ العدالة وأصدرت حكما بالإعدام تم تنفيذه على الفور وتم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة جبل (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة المكان ، وترفض وزارة الدفاع منذ عام ١٩٩٠م حتي اليوم اخطار أهالي الشهداء بأماكن قبورهم ذويهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة بتقديم عرائض للمسؤولين الكبار في الدولة ووزارة الدفاع لمساعدتهم في معرفة القبور ، ان كل مجهوداتهم قد باءت بالفشل  ويبدو ان ظاهرة التستر على الجرائم والإفلات من العقاب هي ظاهرة سودانية اصيلة وبلغ النظام الإنقاذ قمة الطغيان والظلم والوحشية التي لم يرى السودانيين لها مثيلا وحتى في العصور المظلمة بان قاموا بمنع اسر الشهداء وبقوة السلاح من إقامة العزاء او أي مظهر من مظاهر الحزن  بالله شفتوا الكلام ده كيف ؟؟
اللواء حسين احمد عبد القادر الكدرو كان واحد من ابطال هذا الانقلاب والذي لو كان الله قد كتب نجاحه لكانت تغيرت الكثير من الأشياء التي نراها الأيام ، وقد ولد في الكدرو الخرطوم بحري في العام 1942م في بيت عز وشرف ومجد , فوالده هو الشيخ الفقيه احمد عبدالقادر شيخ الطريقة التيجانية وامام مسجد الكدرو العريق لمدة تزيد عن ال 70 عام وجده لامه هو محمد السيد الكدرو الذى كان من الشخصيات القومية البارزة واحد اهم رجال الإدارة الاهلية فقد كان ناظر خط الوسط الذي كان يمتد من الكباشي شمالا الى العيلفون جنوبا حتى حدود جبل أولياء وجزيرة توتي  , وشقيقه الأكبر هو الرائد الطيار الشهيد عبدالقادر الكدرو اول طيار في سلاح الجو السوداني وكان قد استشهد في مارس 1963م اثر تحطم طائرته التي كان يقودها في استعراض جوى بمناسبة زيارة الرئيس اليوغندي للبلاد وقد قام الرئيس الأسبق نميري تخليدا لذكراه بأطلاق اسمه  على شارع المعونة اكبر شوارع مدينة الخرطوم بحرى واشهرها  وكنت قد بدأت بكتابة سلسلة مقالات عن إسهامات هذه الاسرة الكريمة بعنوان “تماسيح الكدرو يسبحون في بحور الشرف والشهامة” تم نشرها في العديد من وسائل الاعلام  . وتقول السيرة الذاتية للشهيد حسين الكدرو الاتي:
•          ولد الشهيد في الكدرو بضاحية الخرطوم بحري في عام 1942م .
•          تلقى تعليمه بمدارس الخرطوم بحري ثم بمدرسة الخرطوم الثانوية الحكومية والتي تخرج منها في عام 1959م .
•          دخل الكلية الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم في العام 1964م .
•           عمل بالقيادات المختلفة واخيرا بالكتيبة المدرعة حامية الخرطوم والتي اسست سلاح المدرعات .
•         حضر دورات تدريب عسكرية مختلفة في مصر والمانيا ثم تشيكوسلوفاكيا التي درس فيها دورتين في المدرعات .
•    عمل قائدا لمدرسة المدرعات ثم قائدا للواء الثاني مدرع واخيرا كرئيس لأركان الفرقة المدرعة. احيل للتقاعد في يوليو 1998م .
وفى الحلقة القادمة سوف نتحدث عن ظروف استشهاده وملابسات تسليمه لنفسه حقنا للدماء وتجنبا لدمار العاصمة وتحطيمها  اذ كانت تحت امرته 17 دبابة جاهزة للقتال وكان يمكنه بها من كسب المعركة او على الاقل تكبيد قوات النظام خسائر فادحة فى الارواح والمعدات
نسأل الله ان يرحمه هو ورفاقه وان يغفر لهم ويتقبلهم القبول الحسن ويدخلهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
وكل عام وأنتم بخير

تعليق واحد

  1. ربنا يتقبله وجميع شهداء 28 رمضان وجميع شهداء الثورة السودانية وكل من استشهد وهو يقاتل ضد نظام الكيزان المجرمين القتلة. عليهم لعنة الله ونسأل الله ان تكون في هذه الحرب نهايتهم الماحقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..