مقالات سياسية

جرائم بإسم الحرية 

ضد الانكسار
امل أحمد تبيدي
يجب أن تبني  الحرية علي أسس تمنعها من الانزلاق نحو هاوية الفوضي….. نتفق علي حرية  الرأي والتعبير  التي   لا  تعني الإساءة للاديان او بث روح الكراهية والعنصرية… فالانسان حر ولكنه ملزم باحترام الآخر…. للأسف بعض الممارسات الخاطئة التي يمارسها البعض تؤدي الي تشويه مفهوم الحرية… هناك قيم يجب أن تراعي.. … قد يكون فكرنا محدود دائما نحصر الحرية في الزي و عصيان الوالد أو الأسرة او نقف مواقف عدائية ضد المجتمع، نفعل ما نشاء بدون احترام للآخر…. نحجم الحرية في اشياء تشوهها… السلوك الخاطئ الذي يمارس لا يعني الحرية… محاربة قيم المجتمع وتقاليده و الإساءة للاديان مهما كان هذا الدين او الاعتقاد لا تعتبر حرية…

مجرد سقوط النظام ارتفعت الأصوات التي تحاول تفكيك المجتمع و الأسرة باسم الحرية فعلا كثير من الجرائم ترتكب باسمها…. فلماذا دائما نرهن انفسنا لقضايا  يمكن أن يعالجها الوعي بمرور الزمن…. الوطن الان لا يحتاج لجدليات  بقدر الحاجة الي العمل والإنتاج… علينا استيراد المفاهيم التي تبني وتعمر وتخرجنا من دائرة الجهل عبر دعم التعليم   … بالعلم يمكن خلق واقع متوازن… تسقط تلقائيا الشوائب…. الجهل هو الذي يقود الي التدمير و الهدم…. والجاهل عدو نفسه وعدو المجتمع.

للأسف بدايتنا خطأ…. قمنا بفتح ملفات  لم يحين وقتها بعد … العمل هو ما نحتاجة وليس الجدل العقيم الذي لا يغيير الواقع….  توقعت ان تتكاتف الجهود نحو التنمية عبر الصناعة والزراعة ووضع برامج للاستفاده من كافة المنتجات الزراعية وتصنيعها وتوظيف طاقات الشباب نحو البناء  و إصلاح البنية التحتية وووالخ للأسف اغرقنا انفسنا في اشياء لا تبني دولة….
الشوارع والأسواق مليئة بالاوساخ…والازمات تتفاقم والخلافات تكبر والصراعات تتوالي لماذا لا تتحول تلك الجهود نحو زرع روح التكاتف والتعاون من أجل صيانة المدارس ونظافة الشوارع…تشغيل المصانع… الخ إذا هربت  فتاة وتزوجت دون إرادة أسرتها سلوك قد لا يقبله الأغلبية لكن علينا أن لا نقول تلك حرية واذا ارتكب أحدهم فعل لا اخلاقي يجب أن لا تعلو الأصوات بأنه حر…. هناك خيط رفيع  بين الحرية و  الفوضي التي يرفضها العقل الواعي الذي يحاول أن يبني لا يهد…..
نحن الآن عاجزين في الحصول عن قطعة خبز في بلد تمتلك أراضي زراعية تفوق مساحات دول…. اخشي أن نكون من الدول التي ابتلاها الله بالجدل وقلة العمل….

تظل الحرية مقيدة حتى لا تغرق البلاد في بحور الفوضي… وسيظل المجتمع متماسك مادام هناك قليل من الوعي يحصنه….
&أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك
 رولان

حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..