وقفة إعتزاز وإجلال لمرزوق الغانم

تناقلت وكالات الأنباء العالمية مداخلة رئيس مجلس الأمة الكويتى، مرزوق الغانم فى مؤتمر الإتحاد البرلمانى الدولى المنعقد فى مدينة سان بطرسبورغ الروسية والتى إستغرقت دقيقة وربع، هاجم فيها رئيس وفد إسرائيل ونعته بممثل الإحتلال وقتلة الأطفال ومرتكبى جرائم الغصب وإرهاب الدولة.
وبلهجة غاضبة، سرد رئيس البرلمان الكويتى العديد من جرائم الإحتلال الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية وقال: إن ممثل إسرائيل فى المؤتمر عديم الحياء، وأنه لو كانت لديه ذرة من الكرامة لخرج من المؤتمر بعدما إكتشف زيف مداخلته. وخاطب الغانم ممثل الوفد الإسرائيل قائلا: عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة ? وتابع “أخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة . . يا محتل . . يا قتلة الأطفال”. وبحماس شديد، صفق الحضور لكلمة رئيس مجلس الأمة الكويتى، بينما أظهرت الصور إستياء الوفد الإسرائيلى وخروجه من قاعة الإجتماعات. وبذلك أصبح إسم مرزوق الغانم ثانى وسم فى موقع تويتر على مستوى العالم، وبطلا قوميا فى خلال دقيقة وربع ظهر فيها على منصة المؤتمر، و طغى تصريحه بإمتياز على جميع الصحف والفضائيات ووسائط التواصل الإجتماعى العربى.
فما هو الجديد الذى صّرح به الغانم حتى يحظى بهذه الشعبية الهائلة، والتى نقلت الكويت مرة أخرى لتكون فى قلب الحدث دون منازع؟ إن حالة الإنهيار و الإنحطاط التى تسود المنطقة العربية و كذلك التصهيون العربى المكشوف الذى أصبح حلة رسمية ترتديها الدبلوماسية العربية فى الآونة الأخيرة، جعلت المتابع العربى يخلط بين هوية المتحدث الدبلوماسى العربى والإسرائيلى لتطابق العبارات، لم تعد هناك الروح التوافقية بين الدبلوماسين العرب فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية المصيرية.
جاءت كلمة الغانم يا سادتى، فى أعقاب إحتفال عربى بهيج بإسقاط مرشح عربى لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو فيما وقف دبلوماسى عربى رفيع فى قاعة التصويت بعد إعلان فوز المرشحة الفرنسية أودرى أزولاى مباشرة بالمنصب، يهتف عاليا: تحيا فرنسا . . تحيا فرنسا ? فرنسا التى شاركت فى العدوان الثلاثى على بلده فى الخمسينات!
جاءت كلمة الغانم يا سادتى، وسط أجواء سياسية داكنة الآفاق، أصبحت تجزئة الوطن العربى قضية ملحة لدولة نفطية، تولت الإنفاق بسخاء على عملية التصويت فى إستفتاء تقرير المصير لأقليم كردستان والذى يهدف إلى تقسيم العراق وتحويله إلى كنتونات صغيرة متناحرة، بما يخدم أجندة أكبر مشروع تقسيم أمريكى صهيونى للعالم العربى!
حالات الإحباط هذه الموغلة فى اليأس، جعلت شعوب المنطقة العربية كلها، تترقب صدور أى صوت معارض يبشر بمسار مختلف لهذا التردى ? يعطى حتى لو بصيص من الأمل، بأنه ما زالت هناك أحاسيس عربية قومية جيّاشة لدى العرب، فقط تنتظر ركلة، وجاءت الركلة من رئيس البرلمان الكويتى وعادت الكويت إلى الصدارة مجددا وأصبحت الشعارات القومية هى الطاغية الآن بعد طول غياب تقاوم حالة الخواء والإنهيار التى صبغت المرحلة السابقة، أستغلت فيها الأموال النفطية وما زال فى تأجيج الصراعات الطائفية وإشعال الحروب العربية العربية لتفتيت العالم العربى والسيطرة المطلقة على ثرواته الطبيعية من قبل الطائفة الشيطانية، وحرمان الأجيال القادمة منها.
الكويت الآن تلعب دور قيادى، وليس خافيا على أحد، أنها منعت إجتياح قطر وأبطلت إشعال فتيل حرب خليجية خليجية لا تحمد عقباها. ويقوم أميرها برحلات مكوكية لرأب الصدع فى البيت الخليجى وتعزيز الوحدة العربية. ثم جاءت كلمة الغانم لتضع الكويت فى قلب الأمة العربية، هذه اللهجة فى الخطاب السياسى العربى الذى ينصف الحق الفلسطينى، هذا الحق الذى أصبح من المحرمات لدى الصهاينة العرب، أعادت وضع النقاط على الحروف ولمست وترا حساسا فى قلب كل إنسان عربى شريف.
من هذا المنبر، لا أملك إلا أن أحنى هامتى إجلالا وتقديرا لأمير الكويت، ولرئيس البرلمان الكويتى الذى تحوّل إلى بطل قومى لدى الشعوب العربية، وهو يعلم تماما قبل غيره، ما ينتظره من جفوة داخل مجلس التعاون الخليجى و فى أروقة جامعة الدول العربية، قبل إسرائيل التى طرد وفدها من المؤتمر.
أما إبراهيم أحمد عمر، رئيس المجلس الوطنى و الذى شارك فى المؤتمر، فلم نسمع له صوتا، فقد آثر أن يتوارى خلف صمت أجهزة الإعلام الرسمى والموالى فى الخرطوم، ربما خشية غضب الكفيل النفطى!!

عزالدين حمدان ? لندن
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..