الحلقة قبل الاخيرة من مسلسل المليشيات!!

الان تتسارع الاحداث للتخلص من ( حرس الحدود ) بقيادة الشيخ موسى هلال بواسطة قوات (الدعم السريع ) بقيادة حميدتى بعد ان تم خلطها ببعض المليشيات الاسلامية وبعض من قوات المعارضة الموقعة على اتفاق مع الحكومة ، وبعض من القبائل الاخرى . بحثا عن الغطاء القومي . بعد ان كانت هذه القوات خالصة من قبيلة الرزيقات ( وقت الحارة ) وقت ان كانت الحركات المسلحة الدرا فورية تسيطر على كثير من المواقع داخل الأراضي السودانية . وبعد ان انتهى الدور واطمأنت بعض المليشيات الاسلامية الى ان العدو الذى تدعيه من الحركات المسلحة قد دحر واصبحت اجواء الحرب ( باردة ) خرجت هذه المليشيات المتاسلمة من جحورها لترى النور وفى انتهازية تامة لتأخذ بزمام المبادرة فى قيادة الدعم السريع فى مواجهة قوات الشيخ موسى هلال. اين كان هؤلاء ساعة المواجهة مع الحركات المسلحة بعد ان دمرت الطائرات الحربية وهى قابعة في مطاراتها حيث عجز الجيش والمليشيات الاسلامية وقتها عن حمايتها وعن حماية قائد الوحدة الغربية الذى اسرته الحركات عنوة واقتدارا ولم يفك اثره الا بمشاركة احد قيادات القبيلة الشجعان وساهم فى فك اسره بصورة مباشرة .. تمرحلت هذه المليشيات بعدة مراحل قبل ان يتبلور دورها فى شكلها الحالي وتتطور علاقتها مع الاجهزة الحكومية ، بعد ان كانت الحاجة ماسة الى حماية المراعي والمواشي والارواح من الاعداء وقطاع الطرق بعد انفلت الامن فى دار فور نتيجة لغياب الاجهزة الامن الحكومية ، هبوا من اجل حماية الارض و العرض بشراسه وشجاعة فائقة .. انتبه الانتهازيون الى الجسارة التى يواجه ابناء القبيلة و الصفات القتالية والشجاعة المفرطة . التقت المصلحة حينها فى تامين الأراضي التى تسعى ووتحرك عليها ماشيتهم فى رحلة الصيف والشتاء تغلغلا فى جنوب السودان حيث الحركة الشعبية وشمالا دارفور حيث كانت تتمدد الحركات المسلحة ، وسعت فى كيفية تجميعهم فى شكل من اشكال القوة ومن ثم تطورت الامور سراعا وتم استدعاء الشيخ موسى هلال واطلاق سراحه من سجن بور سودان وقتها وكانت الطبخة قد اعدت وتم تسليم الشيخ زمام القيادة على هذه الجماعات التي كان لها القدح المعلى فى دحر وكسر شوكت التمرد الاولى وكلف ذلك كثيرا من الشهداء فى وقت سيطرت فيه الحركات على كثير من المواقع فى دار فور . وتتمركز قيادة هلال فى شمال دارفور ثم سارت الامور على ماهى عليه . ومن ثم تم عمل بعض التحسينات وتم تسمية قواته (بحرس الحدود) وتبعيتها الى الجيش السوداني . وبرزت الحاجة الى تشكيل قوات اخرى تضم البطون الاخرى من افخاذ القبيلة فى جنوب دار فور قبل وجود حميدتى والذى كان ينتمى الى قوات حرس الحدود وقتها .
فى رحلة البحث عن هذا القائد امرت قيادة الجيش احد ابناء قبيلة الرزيقات وهو من ضابط الاستخبارات المميزين آنذاك ليترأس هذه الجماعة ( ولكنه رفض وكان له رأى واضح فى تجييش الأهالي على ان تتحمل الدولة دورها فى حماية المواطنين ورفض الفكرة بحجة انه ضابط نظامي ولايقود الا قوات نظامية .. كلفه هذا الامر توقيفه وتعرض الى مسألة عسكرية وتم الاستغناء عنه ) . وبعدها اتى حميدتى وتم دعمه بالعتاد والمال ومنحة بطاقات تجنيد قوات حرس الحدود بنيالا . وبتمدد هذه المليشيات قللت الحكومة من الجيش على الميدان واصبح الجيش يراقب من بعيد ويتدخل بالدعم الفني والطيران في كثير من الاحيان . والان بعد ان تقلص دور الحركات المسلحة بشكل كبير اصبحت وجود هذه المليشيات يسبب حرج كبير للحكومة امام الراي العام والرأي الدولي و هناك ضغط كبير من قادة الجيش بعد ان اصبحت المليشيات تتدخل في بعض من القرارات العسكرية وساهمت فى تهميش الجيش بصورة واضحة واصبح الاعتماد عليها كبير من قبل القيادة العسكرية وبعد ان انقشعت ازمة الحركات المسلحة وغاب وجودها فى الميدان بفضل هذه المليشيات التى تحركت من (حرس الحدود قيادة الشيخ موسى هلال ) تبعية الجيش الى المسمى الجديد (الدعم السريع بقيادة حميدتى ) تبعية الامن الوطنى ومن ثم الى تبعية الجيش . كل هذه الحجب لم تعطى هذه المليشيات الطابع القومي . وكانت متطلبات المرحلة التخلص من صديق الامس وعدو اليوم لهذا وفرت الحكومة غطاء سيأسى بحجة جمع السلاح فهذه فرية كبيرة لم يقف احد ضد جمع السلاح فى دار فور بدليل تضامن الأهالي فى الحملة الطوعية بصورة كبيرة الاولى قبل الجمع القسري الذى استعجلت الحكومة فى تنفيذه قبل ان تسرى الحملة التوعوية وتكمل دورتها . ولكن بعد التأكد من استباب الامن سوف يتم تسليم السلاح طواعية . لكن كان واضح الاستعجال فى حسم امر قوات الشيخ موسى هلال بأسرع فرصة بعد ان رفض توجيهات الحكومة بانضمام قواته الى الدعم السريع. وبدلا من ادخار هذه القوات والدماء الشابة لحوبة اكبر من حوبات الوطن وهذا العتاد العسكرى الكبير الذى جهزت به هذه القوة من اجل محارية موسى هلال كان الاحرى توجيه الى العدو الحقيقي المحتل للأراضي سودانية ( حلايب وشلاتين ). الا ان الحكومة تهرب من المواجهة وصيانة العرض والارض الى افتعال معارك داخلية وصرف للأنظار عن ما هو واجب . كثرة المليشيات كانت على حساب الجيش النظامي كما اسلفت بعد ان اثبت ولاءه للوطن لا للمؤتمر الوطني هذا الولاء الوطني الذى كلف الوطن خساره المؤسسة العسكرية العريقة كثير من الخبرات والقوات الشابة التي تم رفدها وكبار القادة العظام على المستوى المحلى و الإقليمي . هذا التخريب الذى جنى على هذه المؤسسة الوطنية ذات التاريخ العريق فى الرفد والتشريد . والاستعانة بالمليشيات كلف الوطن كثيرا من الدماء الشابة .
وكان القرار الهجوم على حرس الحدود والهجوم على قائدها موسى هلال بعد اقتحام منطقة اقامته في شمال دار فور منطقة مستريحة بواسطة قوات الدعم السريع . حيث لم يكن في وضع قتالي او نيته مواجهة وما يدلل على ذلك ان قواته كانت بعيدة عنه . وهذا يؤكد ان النيه مبيته فى التخلص من قوات حرس الحدود وبأسرع فرصة ممكنه لما العجلة ؟! هذا سر سوف تكشف عنه قادمات الايام .
وثمت معركة افرزت ما أفرزت من قتلى وجرحى وتم اعتقال الشيخ موسى وترحيله الى الخرطوم وهو الان رهن الحجز والاعتقال بيد الحكومة .. ومازالت تداعيات التخلص من قوات حرس الحدود ماثلة لم تنتهى بعد . وواضح ان سناريو التخلص من الدعم السريع ايضا وتفكيك هذه القوات قد بدأ مبكرا وتقليم اظافر قائدها حميدتى ، بعد ان ضمت اليها قوات من جهات مختلفة كما اسلفت وبعض من مليشيات النظام للتمكن من التصرف والتحكم فى قوات الدعم السريع واصبح حميدتى يمثل رمزية فقط . بعد ان تم الحاق جزء كبير من ابناء الرزيقات بقوات التحالف العربي في اليمن . وهذا ايضا ساهم بشكل كبير فى تقليص ابناء الرزيقات فى قوات الدعم السريع . وسوف يتم التخلص منهم بطريقة ما بالتنقل او الابعاد حسب الظروف المتاحة . اما القائد حميدتى سوف يتم التخلص منه لاحقا والسناريوهات قد تكون معده الان ولكن تنتظر الظرف المناسب وخصوصا عند تقاربه من الفريق طه الرجل المشبوه سياسيا . هذا يؤكد ان حميدتى تجاوز الخطوط الحمراء . واصبح غير مرغوب فيه ولكن هناك بعض المهام لم تنتهى بعد .
إن مسؤولية الدولة الراشدة حقن دماء ابناء الوطن الواحد والاستفادة منهم في البناء والتنمية . والشيخ هلال هو حليف الانقاذ وصنيعها وبقليل من المهارات التفاوضية كان يمكن مراجعته وعودته . والاستفادة من قواته في عملية جمع السلاح نفسها واستباب الامن وحماية الممتلكات والمنشآت الخدمية التنموية . لكن الخطاب الاستفزازي ساهم في الشقة بين الحكومة وموسى هلال . هناك وقفة وسؤال تلاحظ انا أغلب الذين تحاربهم الانقاذ فى دارفور فى المعارضة والحركات المسلحة كانوا جزء اصيل من قاداتها او حلفائها فى مرحلة من المراحل ( منى اركو ، خليل ، عقار ، الشيخ موسى هلال ) هذا يعنى ان هناك خلل ما .
على قادة قبيلة الرزيقات الاستفادة من الدرس القاسي والتاريخي والذين استفادوا من الثقل القبلى فى ترفيعهم الى المناصب التي هم فيها والان انتهت الصلاحية ونحن فى مرحلة العد التنازلى لهم .. والرهان كان خاسرا. ختاما يجب الاحاطة بأزمه القبيلة والتى هى من اخطر الفتنة التى تمر بها القبيلة فى تاريخها الحديث والقديم اذ الفتنة قد مهد لها العابثون بحنكة وخبرة تأمريه عالية . لكن ان القبيلة لها من الخبرة ما يعينها على الخروج من المشاكل و الازمات الكبيرة بسلام يجب الالتفاف حول القضية من كل ابناء القبيلة للخروج من الازمة باقل الخسائر والعودة الى الام الرؤوم دارفور دون أي ارتباط بالإنقاذ التي شوهت ودمرت سمعت القبيلة بكل ما أوتيت من حيلة ، عودوا الى لم الشمل من جديد وترميم ما يمكن ترميمه من بناء الجسور والمحبة والسلام عودوا الى دياركم ضمدوا جراحكم الان كم دفعت القبيلة فى حماية اخريين كم ساهمتوا فى صلح وكم ساهمت فى حماية الجيران وكم دفعتم من شهداء من اجل الوطن فى لحظات .. وقف من وقف وتفرج من تفرج عودوا . الان حصص الحق و الباطل باطلا وعرف من هو الصديق ومن هو العدو انها لحظات تقييم من حولكم كم كنتم مساهمين فى الوطن والتنمية رحماء بينكم اشداء على الاعداء . ان تاريخ قبيلة الرزيقات فى صناعة التاريخ الحديث فى السودان كان واضحا ومشرفا و اكبر من ان يختزل فى قضية موسى هلال و حميدتى ، برجالها وعلمائها واساتذة الجامعات وطلابها ومثقفيها والذين لهم دور على الصعيد المحلى والدولي كما ان القبيلة ليست فى دار فور وحدها لها سواعد فى كل السودان تبنى وتعمر جنب االى جنب مع الاخر . وعلى قول شاعر القبيلة
( عيال رزيق تراب الهين كضب البقول فزينا … نحن الجبل كن اتزحزح نحن الثبات راجينا ) .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..