عين الرقيب

*رغم انها حاولت بشدة جعل الكحل جميلا في عين الصحافة السودانية ، الا انها فشلت في ذلك تماما الاستاذة عفاف تاور ، رئيس لجنة الاعلام والثقافةب (مطالبتها ) تطبيق عودة الرقابة القبلية على الصحف ،ولا ادري ان كانت عفاف تعلم عمق طعنة الخنجر في قلب الصحافة السودانيه ،التي لم تشهد هذه المصادرة الجامعة من قبل في تاريخها القديم والحديث ، فلو كانت تعلم ماتفوهت بهذا الحل ، الذي يدخل ضمن حلول (البصيرة ام حمد ) وان كانت لاتعلم ، فهذا، لانها رئيسة للجنة ،لم تمارس يوما واحدا كتابة خبر او تقرير او استقصاء لحقائق ، لذلك جاء حديثها (حسب وجهة نظرها )انه اخف وطأة من المصادرة بعد الطبع !!
*الرقابة القبلية كانت ومازالت ، احدى اشكاليات الصحافة السودانية ،التي تضع رئيس التحرير حارسا للبوابة ،التي يمر عبرقوسها (اتيام ) الرقابة و التي لاتستند الى منهج محدد ،في اختيار ظهور المادة الخبرية ،او رفيقاتها ، من عدمه فما يرضي عباس قد يرفضه غانم ،وقد يلوذ سالم بوسطية الرأي ،وقد لايغادر الراي الدواخل من (رفض او موافقة ) لكن تبقى الرقابة موجودة .
* الرقابة القبلية او البعديه سهام ،تنتاش حرية الكلمة واندياح التعبير ، رغم مايتم حجبه يجد طريقه قبل ان يرتد الطرف ،الى الفضاء الواسع ، خاصة وان العالم اصبح بناية واحدة بمنافذ متعددة ، تطل على كل الاتجاهات ، اذاً مايغيب في تأن ، تظهر شمسه عاجلا ، ربما بذات الاطلالة ،او ربما يحاول البعض العبث به قليلا ، مايزيد من مؤشر (الضرر) على جهات الاختصاص، التي تبلعه لقمة جافة ، فالاخبار في هذا الزمان ،تعبر القارات سريعا ،وتحط على طاولات ،تسرع في (التصنيف ) وفق مابلغها فيصبح حينها ،ذات الضرر اشد قساوة ،بعد ان يتم تتبيلها ببعض (البهارات ) .لذلك من الافضل والمفيد جدا ،لبرلمان عفاف تاور استبعاد هذا الحل الذي سيجعل من كل (ممنوع مرغوب وعاجل جدا ) خاصه في زمن (الوتسبة) التي جعلت رنين هواتف الخرطوم لاينقطع ابدا ،ليلها ونهارها .
*واضح ان عفاف تاور لاتملك هي ولجنتها زمام شىء، في قضية مصادرة الصحف ،اذ بدت هي نفسها في دخول دهاليز التساؤل بدلا عن الاجابة ،القاطعة حول الحدث الذي دفع بجموع الصحافة الى الاحتجاج امام بوابة ،مجلس الصحافة والمطبوعات ،اذ سارعت بقولها (اذا كانت هناك خطوط حمراء فلتبينها السلطات للصحفيين ). من الذي سيجيب على اسئلة تاور غير تاور نفسها ،التي تترأس لجنة الاعلام بالبرلمان ،وهل يفيد توجيهها المتاخر للجهاز التنفيذي ، بمراجعة القوانين ،بعد مصادرة نصف صحف الخرطوم ؟
*اجتماع مجلس الصحافة والمطبوعات الطارىء ، يحسب في ميزان حسناته —هذا اذا كانت له حسنات يضاف اليها الاجتماع المذكور —- لكنه رغم السرعة ، التي قفز بها الاسوار ،وجمع شمله في اجتماع عاجل ، لم يجد غير (الاسف على الخطوة غير المسبوقة ) ،رغم ان هذا الاسف ،كان من الممكن ان يعلو اي صفحة ،من صفحات تاريخ وجوده كمجلس له مسؤوليات وواجبات ،تجاه الصحافة والصحفيين ،وانه ووفق تصريحاته (يدير الشان الصحفي بالبلاد ).
*الدوله السودانية الان مقبلة على مرحلة جديدة ،ولسلامة العبور للضفة الاخرى ،لابد من توفير استحققات الكلمة ، واحقية الوصول الى المعلومة بيسر ، وتمليك الراي العام الحقائق بلا تذويق ،ليصبح التعافي في التعبير راية ترفرف عالية …
*همسة
لا البحر جاء على ذكر النهار …
ولا الابحار كان الاختيار …
لا الموج نادى على الصغار …ولا السفينه بلغت اخر المشوار ….
[email][email protected][/email]