سرد روائي عن الجريمة وتفريعاتها في المجتمع المصري

في رواية ?فواجرا بالزيت الحار? للكاتب المصري عاطف عدلي، والصادرة عن ?دار المحروسة?، بالقاهرة، عالم من الكتابة عن الجريمة وتفريعاتها الكثيرة في المجتمع المصري، مع بعض الإسقاطات السياسية التي لا تخلو منها.
العرب
القاهرة – رواية ?فواجرا بالزيت الحار? لعاطف عدلي تفتح الطريق أمامك لتغوص في واحدة من أهم ظواهر الجريمة في المجتمع المصري، وهي تجارة، البنات القصر، مع الأثرياء العرب، فرغم أن القضية تمت مناقشتها في العديد من الأعمال السابقة، إلا أن الكاتب تناولها في حبكة جيدة من خلال الرسم الجيد لشخصيات الرواية وكذلك تتبّع الأحداث بشكل تشويقي، وذلك من خلال مراقبته للمطربة والراقصة المشهورة، التي تستغل حب البنات الصغيرات لها وقد جرى بعضهن وراء كسب الشهرة، فتستغل ذلك عن طريق إيهامهن، بأنها ستفتح لهن طريق الشهرة، حتى توقع بهن في أعمالها المشبوهة بتقديمهن للأثرياء العرب، الذين يفضلون مضاجعة البنات القصر، العذراوات خوفا من مرض الإيدز.
ويدرك الكاتب ذلك عن هدير الفتاة الفقيرة، بنت الحارة المتواضعة، والتي تسعى إلى الشهرة، وكانت ترى في ?سنابل? المطربة والراقصة المشهورة، السبيل للوصول إلى ذلك، متجاهلة الدور المشبوه الذي تلعبه تلك الراقصة، إلى أن ينقذها القدر، بمساعدة أختها سحر وعمرو الصحفي ?الشخصية المحورية في الرواية?، وكان له معظم الجهد في إيجاد حلول موضوعية.
وفي الرواية تعمّق الكاتب أيضا في واحدة من أكثر المشكلات ظهورا في العقود الأخيرة، والتي تشكل خطرا حقيقيا، وهي ظاهرة أطفال الشوارع، والتي تناولها الكاتب بشكل أكثر عمقا وجرأة، فتكلم عن معاناة هؤلاء الأطفال، واستغلال بعض المجرمين لهم في أعمالهم المشبوهة، كسرقة وبيع المخدرات وأيضا تجارة الأطفال الرضع. كما تتناول قضية ضعف الأطفال أمام الجريمة، فكتب شخصية ?الأخطبوط? والذي كان قوادا لمثل تلك المجوعات في أعمالها اليومية كالشحاتة أو النشل.