فيل يطير في السماء السودانية!

لعلي فقت لتوي من صدمة الاستجابة الواسعة للدعوة البشيرية و هو يستنصر بنفر ميئوس منهم! كشعبٍ .. ماذا نرجوا من عاجزين عن ترتيب الصف الداخلي لتكويناتهم الحزبية و هم يتشمرون لإصلاح تشليعات و تشليحات البيت السوداني المتكوم بمصابات المؤتمريين؟ أليس رجاء طيران الفيل أقرب من أمل الإصلاح على أيديهم؟

و ابتلع المشير كبرياءه و هو المفلس منه .. و إهترأ نعل مراسيله حتى حفيت أقدامهم و هم يستعطفون شذاذ الآفاق و شتماء الأمس القريب لمد العون في تكفين و دفن الجنازة التي مارس البشير و حزبه طعنها طوال ربع قرن من الزمان و ما كان لنا أن نستغرب تهافت المدعوين و عجلتهم في استجابة الدعوة سيما أن بارقة أمل لاحت لهم في الأفق بتنصيب و أضواء .. هبوا بذريعة إنقاذ الوطن من إنقاذ الكيزان .. يفوقون الثمانين .. كل له رؤيته المختلفة عن أخيه مقارنة بحزبين في إسرائيل لعنها الله و بريطانيا و أميركا ..
الله أعلم بالنوايا و لكن ظاهر سياسات حزب البشير و على مدى ربع القرن من الحكم أن لا عهد لهم بالمواثيق و لا تنازل عن الرئاسة في كل المرات التي تم تشكيل الحكومة فيها لأنه كان تغييرا قشريا يرضخ لحكم مزاج حفنة من المؤتمريين و كل الذين تمت الاستعانة بهم كانوا عبئا بدل أن يكونوا حلا… كانوا إبرا تخديرية لدفع فرية شمولية الحكم و لإصباغ شرعية يكفى رزاز الماء أن يغسل مسخه ليعريه و يتركه قبيحا غير مستور.
إن الذي يأتيك يكون في موقف من تـُفرَض عليه الشروط و لا يفرضها و إلا عودة لمرحلة ما قبل الدعوة و جنازته بين يديه لا يقدر على دفنها و لا إعادة الحياة لها. نعلم أن الذين لبوا النداء كثر و إن كانوا لا يمثلون قواعدهم تمثيلا فعليا و نعلم أن الفترة حرجة لا تخدمها (المتاوقة) من بعد سيما و أن خلع و قلع الحكومة لم ينج حتى الآن.

ما الذي منع و قد سنحت لهم الفرصة أن يكونوا هم الفريق الفارض غير المفروض عليه؟ ما الذي يضيرهم إن هم أجمعوا أمرهم على شروط فورية كوقف الحرب الدائرة بدارفور و رفع القيود عن حرية التعبير كما يريدون لا كما يريدها البشير و عصبته و أن رجعة واحدة تكون صافرة إنذار لهم بخروج جماعي من الدعوة المزعومة للبشير؟ لماذا لا يُرضِخون المؤتمر الوطني لفكرة تكوين لجنة لا إمرة للبشير و حزبه عليها فيما ترى من آليات ما يقود إلى التوافق و الإصلاح؟ لماذا لا يجعلون قيدا زمنيا لا يُتعدى إذ إن الحالة السودانية حرجة يزيدها التأجيل توريطا و تسريعا بموت محتوم؟

رأيتهم كخراف يودعون رقابهم للبشير و قد شحذوا بأيدهم سكاكين الذبح ليسوق بهم البشير إلى المقاصل و لكنه غير فاعل إلا بعد تسمين بلوغا إلى غايته التي لا تتعدى الإنفراد بالرئاسة بعد خنق و كتم أصوات معارضيه… بعد توفيت و تمويت المحاججة عليهم بدعوى أنهم و برغبتهم فوضوه و أنه لم يعد يحمل وحده وزر الفشل و التفشيل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لماذا لا يُرضِخون المؤتمر الوطني لفكرة تكوين لجنة لا إمرة للبشير و حزبه عليها فيما ترى من آليات ما يقود إلى التوافق و الإصلاح؟ >

    هذا هو الشرط الأول و الأوحد لقبول فكرة الحوار – و أخذ التعهد بقبول و أمتثال الشرزمة الحاكمة بكل القرارات و الأليات التى يقررها الجميع لما يقود الى التوافق و الأصلاح – كما قلتى يا أستاذتنا .
    _ 83 حزب !!! كيف يجتمعون على كلمة سواء – ولا حول ولاقوة الا بالله .

  2. كلنا مصدومين يا شوشو لكن برضو غيابك طول و مثلك مفروض تسجل حضور دائم في القضايا البتهم البلد على الأقل القراء الذين يفتقدون مقالاتك
    مقال في الصميم كالعادة لكن كيف يحسو إنهم في موقف قوة و يفرضو رآيهم و هم فارغين ما مصدقين إنو و صلتهم دعوة من الرءيس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..