مقالات وآراء سياسية

الفائز الوحيد في سباق الثورة.. مدني عباس مدني

د.الرفاعي عمر البطحاني

أعجبتني ليلة الأمس عبارة حامضة جداً أطلقها تليفونياً السيد صديق حيدوب أمين مصدري الماشية في وجه الوزير مدني عباس مدني في حلقة تلفزيونية بثتها النيل الأزرق ليلة الإثنين حيث قال رداً على الوزير في معرض السياسات الجديدة قال حيدوب(وحتطبقوها متين؟؟ يوم القيامة؟؟!!) قالها السيد حيدوب بحرقة تنم عن عدم رضا عن اداء الوزير الثوري الذي (يتكاسل) عن القرارات التي كان ينتظرها المنتجون أولاً والشارع العريض الموعودون بجملة احلام عريضة رفع بها القحتاويون سقف توقعات الناس لكن المنتوج النهائي حتى اللحظة صفر يثير الإحباط وبطبيعة الحال الوزراء لا يمتلكون عصا موسى لكنهم كذلك يقفون مكتوفي الأيدي ولم يتخذوا أية قرارات يمكن عبرها إلقاء حصاة صغيرة في بركة التغيير المنتظر.
نعم كل الوزراء بلا استثناء يقفون مكتوفي الأيدي ولا بوادر في الأفق لإنفراجة منتظرة في المعاش بل وفي كنس اوساخ النظام البائد الذي يعمل كوادره بكل عنفوان وأريحية في مفاصل الدولة التنفيذية والتجارية والسياسية كذلك.
الوزير مدني لم يستطع طوال الحلقة تقديم خطة عمل ناهيك عن خطوات تنفيذية وقرارت تطبيقية بل صار يتحدث عن معوقات النظام البائد وغير ذلك وكأنه ليس الوزير الذي جاء لحلحلة العقبات هذه التي صفعه بها حيدوب حين قال حتطبقوها يوم القيامة؟
وفعلاً ليست هنالك خطوات تنفيذية جريئة كما كنا نأمل ليس في وزارة مدني فحسب ولكن في كل الوزارات بط الإيقاع هو السمة المشتركة ووزير المالية لا يفتأ يطلق المزيد من الكلام في الهواء بينما العملات تتزايد كل صباح ويتدهور جنيهنا والأسعار ترتفع باستفزاز والصفوف أسوا من تلك التي خرج الناس في ديسمبر سخطاً عليها، وزير المالية في تقديري هو الأسوأ من بين كل الطاقم فهو المناط به غطلاق الحزم العلاجية للراهن المتأزم حتى وإن كانت معالجات قصيرة المدى بالإستدانة او القروض أو تحويل الغرض(منحة لغرض تتحول معيشة الناس) فالمهم هو خطوة في السوق واقتصاديات الناس ومعاشهم. أما حمدوك فقد استغرقته الرحلات البرتوكولية وهي ستثمر ولكن ليس قريباً والمهم هو أن يحس الشارع بالتغيير في متناول أيديهم وهو ما يبحث عنه عبدالله وأبكر وأنا وأنت وليس كلنا بحاجة لفهم فذلكات اقتصادية لا تسمن ولا تغني من جوع من شاكلة التي يطلقها وزير المالية، الناس يعرفون معاشهم والوفرة النسبية.
اما ماعنيته في العنوان فهو مستوحى من مقالة للناشط خالد عمر وهو إبن اخت للقيادي في النظام البائد جمال الوالي مقالة خالد على مافيها من جودة العبارات لكن تتلمس عبرها كقارئ شيئاً من الغبن المختبئ خلف السطور وفي مقالته يشير لبعض الناشطين الذين كان لهم دورهم في تأسيس تجمع المهنيين الجسم الذي أسهم بقدر كبير في قلب الطاولة على نظام المتأسلمين بل ذكر بعضهم ووصفهم بالمظاليم وكأنه يأسى لهم من خروجهم من مكاسب البازار السياسي رغم أنّ الولايات لا تزال بانتظار توزيعات السلطة وننتظر ان نشاهد فيلماً طويلاص على نسق تطويل إعلان وزيري الثروة الحيوانية والبنى التحتية.
المهم.. في اعتقادي ان ماراثون الثورة فاز به في مرحلته الاولى الوزير مدنى عباس مدني بحيازته لمنصب وزاري لا يزال عاجزاً عن تحريكه بقوة اما زملاؤه خالد وامجد فريد فربما ينتظرون مقاعد الولايات اوربما ينتظرون وينظرون من طرف خفي خصوصاً مع قراءة ما كتبه خالدعمر عن احمد ربيع الرجل السوبرمان الذي ظهر فجأة رفقة حميدتي يوم توقيع الاتفاق مع العسكريين وما كتبه خالد سلك يشير ان ربيع هو كبير القوم غير المعلن.
نواصل

 

د.الرفاعي عمر البطحاني

[email protected]

 

تعليق واحد

  1. أصلا عجز الحكومة الانتقالية الماثل هو امر مفروغ منه …وربما كانت مكتوفة الايدي لأسباب لا نعلمها ولكن…..
    لماذا لا تقوم الحكومة علي الاقل باظهار القوة الناعمة بمعني أن تقوم بكشف ملفات الفساد والذمم المالية والبترول والخصخصة وقلب الطاولة علي الكيزان لقطع الطريق امامهم لاي عودة محتملة…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..