الإنقاذ .. نظام مدلل يتعامل بصفاقة مع مواطنيه والعالم

مدخل من خارج الموضوع:
على السودانيين فى مختلف تجمعاتهم ومكوناتهم الحزبية أو فى منظمات المجتمع المدنى داخل السودان وخارجه أن ينتتبهوا جيدا للخطر القادم فقد وضحت المسأله .. وأنكشفت حقيقة حوار (الوثبة) فهو لا يعدو أكثر من مؤامرة لتمرير دستور إسلامى يجعل من الدولة السودانية فرعا (لداعش) على ذات الطريقة التى رفضته بها من قبل كيانات وأحزاب وقيادات وطنية واعية كان فى مقدمتهم الوالد الراحل (فيلب عباس غبوش) عام 1968 حين تأمر (الترابى) وراوغ من أجل فرض ذلك (الدستور) والدولة (الداعشية) قبل أن تظهر فى العراق وسوريا، فطرح الأب فيليب على (الترابى) أسئلة صعبة وذكية وحاصره بها وأصر على أن تكون إجابته واضحة، من بينها هل فى هذا الدستور الذى تود تمريره من حق (المسيحى) أن يترشح لرئاسة (الجمهورية)؟

بعد العديد من محاولات المراوغة واللف والدوران والطريقة (الترابية) المعروفة أضطر شيخ (حسن) أن يجيب (بلا) النفى .. عندها قال له (الأب)، إذا لا مكان لى فى هذه الدولة، فبهت الذى (كفر) وتوقفت (الفكرة) الإسلاموية الخبيثه لفرض دستور يتكئ على (الشريعة) فى ذلك الوقت، فحفظ (الأب) فيلب بوعيه السودان وشعبه من التمزق والتشرزم لبعض الوقت حتى ظهرت الطغمة الفاسدة المتاجرة بالدين فى يونيو 1989، فنفذت مشروعها جزئيا عام 2011 حينما صعب عليها فرض المشروع على السودان (الكبير) كله.

فما اشبه الليلة بالبارحة، من جديد يتآمر (الترابى) على السودان وأهله متحالفا مع النظام (المؤتمر الوطنى) الذى يعانى العديد من الضغوطات داخيا وخارجيا، فالبقية المتحالفة مع النظام عبارة عن (تمومة) جرتق وسقط متاع وكلهم ? لا أستثنى منهم أحدا – أرزقية ومأجورين لا يهمهم أن يضيع (الوطن) وأن يتعرض للمزيد من الإنقسمات ويمكن أن يبصموا ويوقعوا على اى قرار أو دستور يفصل (مستقبلا) يريده (الترابى) متحالفا مع النظام الذى هو نظامه، والتمييز الذى نذكره من وقت لآخر، لكى نبين (الروح) الواحدة ألتى اصبحت فى جسدين كما تقول الأغنية السودانية كناية عن شدة الإرتباط.

مدخل من داخل الموضوع:
نقلت وسائط الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى خبرا ? متوقعا – لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ولمن يقرأ النهائيات من مقدماتها، فمبجرد أن أفصح النظام عن تعيين إبراهيم محمود على قمة الوفد (المفاوض) وهو لا يتمتع بأى قوة أو (كاريزما) داخل التنظيم مهما أصبغوا عليه من رتب داخل الحزب أو النظام، يبقى (نافع) الجالس على دكة (البدلاء) أكثر منه قوة وأثرا ويمكن أن يقول له فى الغد ? الحس كوعك ? والحق مع (إبراهيم محمود)، لا عب غير اساسى آخر هو أمين حسن عمر ? الذى صرح (المؤتمر الوطنى) ذات مرة أنه غير (مفوض) للتوقيع على إتفاق، يعنى النظام اصبح يرسل (هنابيل طير) للمفاوضات، لذلك، كان الخبر المتوقع هو “إنسحاب الوفد الحكومى المفاوض فى اديس ابابا” .. مما يكشف عن مزيد من عدم إحترام لإرادة الشعب الحر وللقرارات الدولية والإقليمية بل يمثل تصرفه إساءة وصفعة واضحة فى وجه المؤسسات الدوليه.
________

ومن ثم اقول .. لماذا يصر (النظام) على حوار الداخل والبلد ملئية (بالمليشيات) وبين كل يوم وآخر تكتشف (جثة) لناشط أو طالب سودانى خاصة من بين أبناء (دارفور) مشنوق أو مذبوح لا يكشف عن قاتله مع أن ايادى (النظام) واضحة فى تلك الجرائم اللا إنسانية.

كيف يدعو (النظام) خصومه الذين أجبرهم على حمل السلاح للحوار فى الداخل وهناك قرارات دولية يجب أن تحترم وهى ملزمة له وللكيانات المواجهة له، كيف يدعو النظام خصومه للداخل وهو يعتقل المعارضين (السلميين) المقيمين معه بالداخل ويصادر جوازات سفرهم .. ومن جانب آخر .. الم يشارك النظام فى حوارات فى الخارج لحل مشكلة جنوب السودان التى بدأت قريبا فى ديسمبر 2013 بينما مشاكل السودان بدأت منذ نيل إستقلاله وإستمرت متواصلة على إختلاف الإنظمه الحاكمة حتى تفاقمت مع إغتصاب هذا النظام للسلطة فى يونيو 1989؟

فهل كانت تلك الحوارات فى (جوبا) أم فى (أديس ابابا) .. ولماذا هذه (رجل) وتلك (كراع)؟
واضح أن النظام بصورة غير معلنة لا يحترم المجتمع (الأفريقى) ولا يشعر بالإنتماء اليه، فلو تبنت هذه المفاوضات (جامعة الدول العربية) أو (قطر) تحديدا، لهرول نحوهما ولتفاعل معهما، الا يهرول الآن ومنذ فترة نحو منبر (الدوحة) لحل مشكلة السودان فى دارفور ويصر عليه منبرا وحيدا مع إنه لا يفعل شيئا غير أن يغرى بالمال عدد من الطامعين لبيع قضيتهم والتنازل عنها وكلما حاور فصيلا فى ذلك المنبر خرج ذلك الفصيل منقسما على نفسه؟

وإذا كان النظام ظل يسخر من المعارضة ويتهمها با لضعف، على الرغم من أن رئيسهم إعترف بضعف (حزبهم) وأنه أصبح أشبه بالإتحاد الإشتراكى ما أن سقط نظام (مايو) حتى أصبح بلا حس أو صوت، وتحولت غالبية كوادره الى أرزقية ومأجورين لنظام (الإنقاذ) يدعمونه بكل السبل حقدا وحنقا وكراهية فى النظام (الديمقراطى).

إعترف رئيس (النظام) على الرغم من النهب الذى طال مال العام بإسم (التمكين) والجبايات التى طالت حتى (ستات) الشاى والكسرة بضعف (خزبه) وبعدم تمتعه با لقبول وسط الشعب السودانى بناء على نتيجة الإنتخابات الآخيره وحجم المشاركة فيها.

فكيف يريد النظام أن يظهر حزب سودانى (قوى) على الأرض لينافسه، اليس بالشباب وبالنزول للجماهير ومخاطبتها سلميا وتوضيح الحقئق عن وطنهم، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا يمنع حزب (المؤتمر السودانى) من النزول للأسواق ومخاطبة الجماهير وتعتقل كوادره ويجلدون؟ هل يريد (النظام) أن يصبح (الحزب) قويا بتربيع يدى كوادره وجلوسهم داخل بيوتهم مرددين فروض الطاعة والولاء للنظام و(لحزبه) ورئيسه فياتى اليهم (الشعب) شاكرا ومقدرا ويمنحهم صوته فى الإنتخابات إذا اصبح فى السودان نظام ديمقراطى.
الأمر لا يحتاج الى ذكاء أو تفكير كثير (فالنظام) بناءا على ايدولوجيته (الإسلاموية) الشمولية التى تجعل السلطات كلها فى يد (_رجل) واحد، لا يمكن أن يعترف بالديمقراطية أو الى ما يسمى بتبادل سلمى للسطة، ولذلك يرفض أى حديث عن (حكومة) إنتقالية، تتبعها إنتخابات، فعزل الحاكم أو إستبداله أو حتى سقوطه عن طريق الإنتخابات عندهم (كفر) صراح وخروج عن (الملة) تصنف تبعا اليه الفئة أو (الحزب) الذى يسعى لإسقاط الحاكم بأنه من (الخوارج) الذين تجب مقاتلتهم ويعتبروا حسب المنهج الإسلاموى اشد خطرا من (الدواعش)، أنظر كيف رد أحد (الإسلامويين) فى موقع من مواقع التواصل الإجتماعى على مقال يدعو لضرورة تطوير وتجديد التشريعات (الإسلامية) لتواكب العصر وروحه، كتب ذلك الإسلاموى:

“الشريعة منعت الخروج على الحكام حتى ولو لم يعدلوا ولو لم يطبقوا شرع الله منعت الشريع مطلقاً الخروج على الحكام”.

ثم ذكر الآية:
قال الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
ثم أكد رايه بالحديث:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة)).
“رواه البخاري”.
أخيرا …
? وضح تماما دعم تركيا للإرهاب بضربها للطائرة الروسية، فهل إذا اخطأت طائرة أمريكية ودخلت المجال الجوى (التركى) كانت سوف تضرب؟
? الم يكن مرور الطلاب السودانيين لسوريا التحاقا (بداعش) عبر تركيا، نوع من ذلك الدعم؟
? هل تظن تركيا بمواخيرها وباراتها سوف تنجو من الإرهاب؟
? الإرهاب لا يعرف صديق.

تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..