الأوسكار الـ 84: فوز تاريخي لـ «الفنان» .. و«هوغو» يكتفي بالجوائز التقنية.. وإيران تهزم إسرائيل..

بمسرح بدا وكأنه قاعة افلام قديمة احتضنت هوليوود امس في مسرحها الاشهر فعاليات حفل توزيع جوائز الاوسكار الـ 84 الذي ومن المرات النادرة في تاريخه تساوى فيه الفيلمان الابرز في المسابقة «الفنان» و«هوغو» بنفس عدد الجوائز الخمس لكل منهما حيث يشتركان ايضا بمعالجتهما لذات الموضوع تقريبا وهو الحنين الى زمن السينما الصامتة.
ورغم تساويهما بالعدد الا ان الفعل الاكبر والنجاح الاضخم كان لفيلم «الفنان» باكتساحه الجوائز الخمس الاساسية على عكس «هوغو» الذي حصد الجوائز التقنية وليدخل فيلم «الفنان» تاريخ الجائزة من اوسع ابوابها لعوامل عديدة اذ لم يسبق لاي فيلم فرنسي ان حصد هذا العدد من الجوائز في حفل الاوسكار، فإلى جانب جائزة افضل فيلم التي منحت للمرة الاولى الى فيلم غير ناطق بالانجليزية فرض «الفنان» نفسه في فئات افضل ممثل «جان دوجاردان» وافضل مخرج «ميشال هازانافيسيوس» وافضل موسيقى وافضل ملابس، وافلتت منه جوائز افضل ممثلة في دور ثانوي وافضل تصوير وافضل مونتاج وافضل سيناريو اصلي.

وبعد الفوز صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن هذا الانتصار دلالة على الحيوية الإستثنائية للأفلام الفرنسية كما يظهر أن السينما الفرنسية أحد أفضل القطاعات السينمائية في العالم.

وجذب فيلم «الفنان» الانظار في هوليوود باعتباره تكريما نشيطا للعصر الذهبي للافلام واختارته صناعة السينما في خضم ازمتها كأفضل فيلم هذا العام.

وهو اول فيلم معظمه صامت تقريبا ينتزع ابرز جائزة سينمائية اميركية منذ فوز فيلم «وينجز» قبل ظهور الافلام الناطقة بجائزة اوسكار افضل فيلم في اول نسخ توزيع الجوائز المرموقة في عام 1929.

ويروي الفيلم قصة نجم الافلام الصامتة جورج فالنتان، الذي ينحدر من النجومية للفقر، عندما تحل الافلام الناطقة محل الافلام الصامتة.

ومع نيل «الفنان» الجوائز الاساسية و«هوغو» للمخرج مارتن سكورسيزي جوائز أفضل اخراج فني وافضل تصوير ومؤثرات بصرية ومونتاج صوت ومزج صوتي ليكونا اكبر الفائزين توزعت الجوائز الاخرى على باقي الفئات ليكونا اكبر الخاسرين في الحفل فيلما «حصان الحرب» و«كرة المال» بترشيحهما لست جوائز لم ينالا واحدة منها وذلك بالاضافة لفيلم «شجرة الحياة» بترشحه لثلاث جوائز لكنه خرج خالي الوفاض منها واكتفاء «الاحفاد» و«منتصف الليل في باريس» بجائزة واحدة.

وفي فئات التمثيل فازت ميريل ستريب بأوسكارها الثالث خلال مسيرتها الفنية على تأديتها شخصية مارغريت ثاتشر في فيلم «آيرون ليدي».

وحازت اوكتافيا سبنسر عن دورها في فيلم «المساعدة» اوسكار افضل ممثلة في دور ثانوي دون اي مفاجأة بعدما حصدت كل الجوائز السينمائية خلال الموسم الحالي.

وفاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر الذي كان الاوفر حظا للفوز، في سن الثانية والثمانين بجائزة افضل ممثل في دور ثانوي لتأديته دوره في فيلم «المبتدئون» لمايك ميلز. وبث الحفل الذي قدمه الممثل الكوميدي المخضرم بيلي كريستال في اكثر من 200 دولة حيث شاهده محبو السينما لمعرفة من سيفوز بالجوائز الكبرى في هوليوود.

وبدا حفل اوسكار ليلة امس كأنه حنين للماضي بعدما سيطرت التكنولوجيا وافلام البعد الثالث «ثري دي» على السينما خلال الاعوام الاخيرة.

فرنسا الرابح الأكبر

من قلب هوليوود اعلنت فرنسا الرابح الاكبر عبر فيلمها «الفنان» فترشيحات الفيلم العشرة كانت في الاساس استثنائية، ففي التاريخ الحديث قليلة هي الافلام الفرنسية التي نالت اكثر من ترشيح.

وفوز جان دوجاردان في فئة افضل ممثل تشكل سابقة ايضا اذ لم يسبق لاي ممثل فرنسي ان فاز بجائزة الدور الرئيسي، وحدهن ثلاث ممثلات فرنسيات حظين بهذا الشرف وهن كلوديت كولبير وسيمون سينيوريه وماريون كوتييار.

وسبق ان رشح شارل بواييه وموريس شوفالييه وجيرار دوبارديو للفوز باوسكار افضل ممثل سبع مرات فيما بينهم الا انهم خسروا في كل مرة، لكن بوييه وموريس شوفالييه حصلا على جائزة اوسكار فخرية.

وقال الممثل بعدما تلقى جائزته من الممثلة ناتالي بورتمان بالفرنسية «لو كان جورج فالنتان (شخصية الفيلم الصامت التي اداها) قادرا على الكلام لقال: (يا للهول شكرا، الامر رائع)».

وقال دوجاردان بالانجليزية «اني اعشق بلدكم» وشكر المخرج ميشال هازانافيسيوس «لهذه الهدية الهائلة».

وقال ايضا لدى تسلمه جائزته لو ان شخصية الفيلم جورج فالنتان كانت تتكلم لقالت «يا الهي! شكرا! الامر رائع! شكرا جزيلا»، واشاد الممثل ايضا بالنجم الفعلي للسينما الصامتة دوغلاس فيربانكس والممثلين الاميركيين الذين استلهم اداءهم وزوجته الكسندرا لامي.

وكان دوجاردان يلقى منافسة من دميان بشير وجورج كلوني وغاري اولدمان وبراد پيت.

وبعد تتويجه في هوليوود يتساءل كثيرون ان كان الممثل سيخوض الساحة السينمائية الاميركية، وقد اوضح الممثل الذي لا يتكلم الانجليزية بطلاقة خلال الترويج لفيلمه الاخير «لي زينفيدل»، «الامور ستكون كما كانت عليه قبل الاوسكار».

واضاف «لست انا من سيقرر اذا كنت سأطلق مسيرتي في الولايات المتحدة، فانا ابقى ممثلا فرنسيا وسأستمر على ما كنت عليه» الا انه وقع عقدا مع احدى اهم شركات لوكلاء الاعمال في هوليوود.

أما ميشال هازانفيسيوس فهو ثاني فرنسي يحظى بشرف الحصول على جائزة أفضل مخرج بعد الفرنسي ـ الپولندي رومان بولانسكي الذي كوفئ على فيلم «لو بيانيست» العام 2003.

وشكر المخرج ميشال هازانفيسيوس بدوره ثلاثة أشخاص: (المخرج الأميركي) بيلي وايلدر وبيلي وايلدر وبيلي وايلدر. وقبل ذلك أكد المخرج وقد غلب عليه التأثر عند تسلمه جائزة أفضل مخرج «إنني أسعد مخرج في العالم اليوم» مقرا «لقد نسيت ما ينبغي أن أقوله. الحياة رائعة أحيانا وهي الحال اليوم».

وتوجه الى أولاده الذين يتابعون حفل الاوسكار عبر التلفزيون «انها الساعة السادسة صباحا في باريس أمامكم 30 دقيقة قبل أن تخلدوا الى النوم».

إلا أن هازانفيسيوس لم يتمكن من فرض نفسه في فئة السيناريو خلافا لبعض الفرنسيين الآخرين مثل كلود لولوش (ان أوم ايه اون فام) والفرنسي اليوناني كوستا غافراس (ميسينغ).

فرنسا لم تكن ممثلة في فئة أفضل فيلم أجنبي هذه السنة إلا أنها الفئة التي حققت فيها السينما الفرنسية أفضل النتائج في تاريخ الاوسكار.

ستريب «الحديدية»

تمثيليا فازت الممثلة الاميركية ميريل ستريب بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم المرأة الحديدية الذي تؤدي فيه شخصية رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.

وكانت ستريب تتنافس على الجائزة مع غالين كلوز «البرت نوبز» وفيولا ديفيس «ذي هلب» وروني مارا «ذي غيريل ويذ ذي دراغون تاتو» وميشال وليامز «ماي ويك ويذ مارلين».

وقالت الممثلة عندما تسلمت الجائزة من الممثل البريطاني كولن فيرث «عندما سمعت اسمي قلت في قرارة نفسي ان نصف الاميركيين يقولون يا الهي هي مجددا».

وشكرت الممثلة (62 عاما) التي ارتدت فستانا ذهبيا بلون تمثال الاوسكار الحضور «ع?لى مسيرة رائعة بشكل لا يوصف».

وبذلك تكون ستريب قد حازت ثالث أوسكار في مسيرتها الفنية، ولتؤكد انها ممثلة تثير الإجماع على خياراتها المتقنة وأدائها الرائع في كل الادوار، ليتم تكريمها أمس بعد ثلاثين عاما تقريبا على مكافأتها الاخيرة عن دورها في فيلم «صوفيز تشويس»، العام 1982.

المبتدئ «المخضرم»

وفاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر (82 عاما) بجائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «مبتدئون» ليصبح أكبر شخص يفوز بالجائزة في تاريخ جوائز الاكاديمية.

وأصبح بلامر (82 عاما) أكبر شخص يفوز بجائزة الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية (الأوسكار) في تاريخ جوائز الاكاديمية.

وتوجه مازحا الى التمثال «أنت أكبر مني بسنتين أي كنت طوال سنين عمري؟» فيما وقف الحضور له ضاحكين ومصفقين. وقد أسست جوائز الأوسكار العام 1927 قبل سنتين على ولادة الممثل.

أوكتافيا تنقذ «المساعدة»

أفلتت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي من الفرنسية ـ الأرجنتينية بيرينيس بيجو عن دورها في «الفنان»، لتفوز الممثلة الأميركية اوكتافيا سبنسر بجائزة افضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها كخادمة سوداء متمردة على المجتمع الأبيض في جنوب الولايات المتحدة في فيلم «المساعدة» ولتكون جائزة سبنسر الوحيدة عن فيلم «المساعدة».

وكانت الممثلة التي لم تترشح من قبل للأوسكار ولتكون اول مرة تترشح واول مرة تفوز تشهد منافسة من بيرينيس بيجو «الفنان» وجيسيكا تشاستاين «المساعدة» وميليسا ماكارثي «برايدزميدز» وجانيت ماكتير «البرت نوبز».

وقالت اوكتافيا سبنسر التي بدا عليها التأثر الكبير «سأنتهي من كلامي بسرعة فأنا سأنهار كليا» قبل ان أنزل عن خشبة المسرح.

كما فاز فيلم «رانغو» الذي يشارك فيه جوني ديب بصوته بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة.

جوائز أخرى

اكتفى فيلم «الأحفاد» للمخرج الكسندر باين و«منتصف الليل في باريس» لوودي آلن على التوالي بجائزتي اوسكار افضل سيناريو مقتبس وأفضل سيناريو أصلي.

اما «منتصف الليل في باريس» وهو اكبر نجاح تجاري لوودي آلن حتى الآن فيروي الرحلات المتخيلة في باريس الثلاثينيات.

ساشا بارون حاملا الرماد

ساشا بارون كوهين ينثر رماد الزعيم الكوري كيم يونغ إيل في حفل الأوسكار

بعدما أخفق منتجو حفل الأوسكار في منع الممثل ساشا بارون كوهين من الحضور للحفل ظهر النجم السينمائي على السجادة الحمراء وقام بما كانوا يخشونه. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن كوهين قام بنثر رماد قال إنه رماد الزعيم الكوري كيم يونغ إيل على مذيع شبكة «إي» والمنتج الشهير رايان سيكريست. وقد بدأت الواقعة عندما سأل سيكريست كوهين عن مصمم الأزياء الذي صمم ملابسه. وأجاب كوهين «إنني ارتدي حلة صممها جون جاليونان ولكن الجوارب اشتريتها من متجر كيه مرات مثلما قال لي صدام حسين ذات مرة. الجوارب مجرد جوارب لا تضيع نقودك عليها».

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..