المقالات والآراء

في الذكري (٥٢) علي وفاته: ارنستو جيفارا في الخرطوم (صور)

١-
اليوم، الاربعاء ٩/ اكتوبر الجاري مرت الذكري الثانية والخمسين علي مصرع المناضل الارجنتيني المولد إرنستو “تشي” جيفارا، الذي اغتيل في بوليفيا بعد معارك ضارية في الادغال ضد القوات البوليفية المدعومة بقوات الامريكية عام ١٩٦٧.

٢-
في عام اكتوبر عام ١٩٥٩ زار جيفارا الخرطوم واستقبل احسن استقبال رسمي، واستضافه الفريق/ ابراهيم عبود في القصر الجمهوري والتقط معه العديد من الصور التي نشرت في الصحف السودانية والاجنبية، وقام جيفارا بزيارة عدة مناطق سياحية في الخرطوم، وفي اثناء تجواله في الخرطوم، زاروزارة الاستعلامات والعمل – (وزارة الثقافة والاعلام حاليآ)، والتقي بوكيلها محمد عامر بشير فوراوي والتقط معه صورة نادرة نشرت بالصحف المحلية والاجنبية.

٣-
قبل ان ينهي جيفارا زيارته للخرطوم، اجري لقاء صحفي مع مجموعة من الصحفيين السودانيين، وكان هناك في اللقاء مترجم ساهم مساهمة كبيرة في انجاح المؤتمر الصحفي، من اشهر الصحفيين الذين شاركوا في المؤتمر الصحفي : فضل بشير، فضل بشير،محمد ميرغني، عبدالله عبيد ،عبد العزيزحسن).

٤-
سافر إرنستو “تشي” جيفارا الي القاهرة، وهناك التقي بالرئيس المصري جمال عبدالناصر، ولم يكن جمال ودودآ مع جيفارا، فقد انتقد جمال بشدة اسلوب نضال جيفارا، وانتقد ايضآ زيارة جيفار لبعض دول افريقيا وقال له (افريقيا ليست في حاجة لطرزان جديد)!!، قام جيفار باهداء ناصرعلبة سيجار كوبي فاخر.

٥-
تاريخ جيفارا يشهد له انه قد شارك في معارك الكونغو عام ١٩٦٥، وكون وحدة قتالية قوامها نحو (١٠٠) من المنحدرين من أصل كوبي لمناصرة زعيم المتمردين الكنغولي لوران ديزيريه كابيلا صديق باتريس باتريس لوممبا، لقد كان غيفارا معجبا بالراحل لومومبا وأعلن أن “قتله يجب أن يكون درساً لنا جميعاً.”، ولكن سرعان ما خاب أمل جيفارا في انضباط قوات كابيلا التي لم تعرف اصول العسكرية وبعضهم ادمن السكر، وقال عنهم جيفارا “لا شيء يدفعني إلى الاعتقاد بأنه هو رجل الساعة”.

٦-
غادر غيفارا الكونغو في نفس العام بسبب مرضه بالزحار وكان أيضا يعاني من الربو الحاد وسبعة أشهر من خيبة الأمل والإحباط وذلك بصحبة الناجين الكوبيين (ستة أعضاء من فرقته كانوا قد ماتوا). كان غيفارا يفكر في إرسال الجرحى إلى كوبا، والقتال في الكونغو وحده حتى الممات، على سبيل تقديم المثل الأعلى للثوار والثورة، ولكن بعد أن حثه رفاقه وضغطوا عليه من قبل اثنين من المبعوثين الذين بعث بهم كاسترو وافق في آخر لحظة على مضض أن يتراجع عن خطته. في الحديث عن الكونغو، خلص غيفارا إلى أن “العنصر البشري فشل. لا توجد إرادة للقتال، والقادة فاسدون، باختصار لم يكن هناك شيء يمكنني القيام به. بعد أسابيع قليلة، عند كتابة مقدمة لمذكراته عن مشروع الكونغو، بدأ كتابته: “هذا هو تاريخ الفشل.

٧-
رجع جيفارا الي بوليفيا وهو اكثر اصرارآ علي مواصلة النضال المسلح ضد القوات البوليفية، وفي يوم ٧/ كتوبرعام ١٩٦٧استطاعت القوات البوليفية المدعومة بضباط وجنود امريكيين من محاصرة جيفارا وقواته القتالية بشكل محكم من قبل القوات البوليفية، وجرح غيفارا وأسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع “سيمون كوبا سارابيا”، ذكر “جون لي اندرسون” كاتب سيرة تشي في تقاريره عن رواية الرقيب البوليفي برناردينو اوانكا: أن غيفارا أصيب مرتين وعندما أصبحت بندقيته عديمة الفائدة هتف “لا تطلقوا النار! أنا تشي غيفارا، وأساوي حيا أكثر من ميت”.

٨-
تم تقييد غيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا مساء يوم ٧ أكتوبر، بعد يوم ونصف رفض غيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط، واحد من هؤلاء الجنود البوليفيين كان قائد طائرة هليكوبتر يسمى “نينو خايمي دي غوزمان” ووصف حالة تشي أنها ” مروعة ” ووفقاً لغوزمان أطلق الرصاص على غيفارا في ربلة الساق اليمنى وشعره كان معفرا بالتراب وكانت ملابسه ممزقة وقدميه كانتا مغطاتين بأغماد الجلود الخشنة، وعلى الرغم من مظهره المنهك يروي غوزمان أن ” تشي رفع رأسه عالياً ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان “، يقول دي غوزمان إنه “أشفق” عليه وأعطاه حقيبة صغيرة من التبغ ثم ابتسم غيفارا وشكره. في ليلة ٨ أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقيداً من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط، بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكار، في مثال آخر للتحدي، بصق جيفارا في وجه الأميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.

٩-
وفي صباح ذلك اليوم يوم ٩/ أكتوبر أمرالرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا، كان الجلاد يدعى ماريو تيران رقيبا نصف مخمور في الجيش البوليفي، وكان قد طلب إطلاق النار على تشي، استنادا إلى حقيقة أن ثلاثة من أصدقائه يدعون “ماريو” من الفرقة (ب)، قد قتلوا في وقت سابق من قبل عصابة غيفارا المسلحة خلال الاشتباكات ، لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور أمر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.

١٠-
قبل لحظات من إعدام غيفارا سئل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود. أجاب: “لا، أنا أفكر في خلود الثورة.” ، ثم قال تشي غيفارا للجلاد ” أنا أعلم أنك جئت لقتلي أطلق النار يا جبان إنك لن تقتل سوى رجل”، تردد تيران، ثم أطلق النار من بندقيته النصف آلية، لتصيب غيفارا في الذراعين والساقين، ثم سقط غيفارا على الأرض وعلى ما يبدو قضم رباط معصميه ليتجنب الصراخ، ثم أطلقت عدة أعيرة أخرى، مما أدى إلى إصابة قاتلة في الصدر الساعة (١،١٠) هذا كله وفقاً لرودريغيز، أصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في المجموع ، شمل هذا على خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن، ومرة واحدة في صدره، وطلقه واحدة في الحلق.

١١-
تم بعد ذلك إرسال جثة غيفارا في طائرة مروحية ونقلت إلى قرب من فالقراندي حيث التقطت صور فوتوغرافية للجثة التي وصفها الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بأنها تشبه “المسيح ” على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا سينورا دي مالطا. ذكرت مذكرة سرية مؤرخة في ١١/ أكتوبر١٩٦٧من رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون ومستشار الأمن القومي والت ويتمان روستو أن قرار قتل غيفارا غبي ولكن مفهوم من وجهة النظر البوليفية، بعد تنفيذ الإعدام حصل رودريغيز على متعلقات غيفارا الشخصية بما في ذلك ساعة اليد روليكس تغ ماجستير في التي استمر في ارتدائها لسنوات عديدة وكثيراً ما كان يظهرها للصحفيين خلال السنوات التي تلت ذلك الاغتيال.

١٢-
في أواخر عام 1995 كشف الجنرال البوليفي المتقاعد ماريو فارغاس لجون لي اندرسون مؤلف (كتاب تشي غيفارا: حياة الثوري) أن جثمان غيفارا يقع بالقرب من مهبط الطائرات في فالليغراندي. وكانت النتيجة لهذا الكلام بحث دولي عن رفاته، والذي استمر أكثر من عام، في يوليو ١٩٩٥ قام فريق من الجيولوجيين الكوبيين والأرجنتينيين والطب الشرعي باكتشاف بقايا سبع جثث في مقبرتين جماعيتين، بما في ذلك رجل واحد مبتور اليدين (مثل غيفارا)، الحكومة البوليفية مع مسؤولين بوزارة الداخلية قاموا لاحقاً بالتعرف على جثة غيفارا عبر الأسنان حيث كانت مطابقة تماما لقالب من الجص لأسنان تشي تم عملها في كوبا قبل رحلته الكونغولية ، النقطة الفاصلة كانت عندما وجد الأرجنتيني اليخاندرو انشاوريجوى الانثروبولوجيا الشرعي في الجيوب الداخلية لسترة زرقاء وجدت بجوار الجثة مقطوعة الأيادي على حقيبة صغيرة من تبغ الغليون، كان نينو دي غوزمان قائد طائرة الهليكوبتر البوليفي قد أعطى تشي حقيبة صغيرة من التبغ، في وقت لاحق أشار إلى أنه كانت “لديه شكوك جدية” في البداية و”ظن أن الكوبيين سيقومون بالعثورعلى أية عظام قديمة ويطلقوا عليها اسم تشي”، ولكنه ذكر ” بعد أن سمعت عن حقيبة التبغ لا يساورني أدنى شك في أنه هو، في يوم ١٧/ كتوبر ١٩٩٧تم دفن بقايا غيفارا مع ستة من رفاقه المقاتلين مع مرتبة الشرف العسكرية في الضريح الذي تم بناؤه خصيصاً في مدينة سانتا كلارا حيث كان قائداً للإنتصار العسكري الحاسم في الثورة الكوبية.

١٣-
الشكر لبعض المواقع التي اقتبست منها بعض المعلومات الهامة والروابط.

١٤-
صور نادرة لها علاقة بالمقال:
(أ)-
جيفارا في الخرطوم
الرابط:

جيفارا في الخرطوم في عام 1959 زار جيفارا السودان في رحلة قصيرة ضمن جولة في المنطقةيظهر في الصورة الاولى مع الراحل محمد…

Posted by ‎السودان اصل الحضارة‎ on Tuesday, June 20, 2017

(ب)-
إرنستو تشي جيفارا في الخرطوم السودان،
مؤتمر صحفي في 1959.
الرابط:

جيفارا في الخرطوم في عام 1959 زار جيفارا السودان في رحلة قصيرة ضمن جولة في المنطقةيظهر في الصورة الاولى مع الراحل محمد…

Posted by ‎السودان اصل الحضارة‎ on Tuesday, June 20, 2017

(ج)-
جيفارا في الخرطوم – السودان والسودانيون
الرابط: https://sudansudanese.blogspot.com/2017/01/sudan-and-sudanese.html

بكري الصائغ
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ١-
    الجديد المثير في زيارة ارنستو جيفار للخرطوم:
    منحه الرئيس عبود الجنسية السودانية لتسهيل مهامه النضالية

    ٢-
    الرابط:
    جيفارا في الخرطوم – السودان والسودانيون –
    The Sudan and the Sudanese
    https://sudansudanese.blogspot.com/2017/01/sudan-and-sudanese.html

    ٣-
    عبود استقبل جيفار،
    والنميري رحب بعدنان خاشوقجي!!
    واسامة بن لادن، وعمر عبدالرحمن، وايمن الظواهري، وكارلوس الارهابي كانوا في ضيافة البشير!!

  2. هذا قليل من كثير:

    ١-
    عينة من حال السودانيات في ليبيا:
    تفاصيل جديدة عن اختطاف
    واغتيال سيدات سودانيات بليبيا
    الخميس-١٠/اكتوبر ٢٠١٩ –
    الرابط:
    https://www.sudanakhbar.com/588609

    ٢-
    *- عنصرية اللبنانيين تتصدر المركز الثاني عالمياً والأول عربياً …
    *- بأمر “الفينيقيين”.. طفل سوداني ممنوع من دخول حضانة في لبنان …
    *- ضجة في لبنان يثيرها طفل سوداني .. بعد رفض استقباله في روضة اطفال بسبب لون بشرته.

    ٣-
    الأردن يقرر تسفير 800 سوداني من طالبي اللجوء بعد شهر على مبيتهم بمخيم في عمان…انتهاك صارخ لمبدأ عدم الاعادة القسرية: الأردن يبعد 800 لاجئا سودانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..