الراكوبة تكشف عن قيام نيابة الفساد بالتحقيق مع ضباط كبار في الجيش

الخرطوم: الراكوبة

كشفت مصادر مطلعة لـ (الراكوبة)، عن تدوين جنائي بلاغ  بالرقم 2019/148 بنيابة الفساد في مواجهات ضباط من رتب رفيعة بالقوات المسلحة السودانية، والشروع  في التحري معهم  حول فساد  داخل مصنع الزهراء للتحاليل الوريدية.

وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ (الراكوبة) أن البلاغ استند على تقرير المراجع العام الخاصة بسنة 2014م، باعتبار أن تلك كانت آخر مراجعة  تتم للمصنع، مبينة أن مدير المراجعة زينب حسن الشيخ كبيرة المراجعين بديوان المراجع العام والمسؤولة عن مراجعة الوحدات الصحية، كانت قد أفادت بأن تشييد المصنع الزهراء بلغ 55 مليار في العام 2007م. كما أن التحريات أفادت بأنهم قاموا  بشراء الماكينة الرئيسية للمصنع بمبلغ 3 مليون و580 ألف يورو في عام 2007 بمرابحة من بنك أم درمان الوطني، وكانت الضمانات آنذاك إيرادات دمغة الجريح بالبنك.

وأشارت المصادر إلى أن تلك المخالفات تمت في عهد اللواء عبد الرازق مصطفى علي الأمين الذي يتم التحري معه هذه الأيام ضمن المتهمين في البلاغ

وكشفت معلومات (الراكوبة) أن اللواء طبيب الصادق قسم الوكيل، بعد أن تولى مهام الأمين العام في عام 2009م، قام بفتح اعتماد بنكي ببنك التنمية الصناعية بالعمارات شارع 15 بمبلغ 3 مليون و580 ألف يورو بغرض التركيب والتشغيل، إلا أن اللواء الصادق ــ المتهم الثاني في البلاغ ــ أفاد بأنه قام بتشكيل لجنة للوقوف على المصنع وتحديد صلاحيته بقيادة اللواء دكتور صيدلي عبد الرحمن محمد جميل مدير إدارة شركة وفرة  فارما للصناعات الدوائية التي يمتلكها الصندوق القومي.

وأشارت المعلومات إلى أن التحري شمل الأمين العام الحالي حمزة الأمين بابكر، الذي أثبت بأنه قام بصرف مبلغ 96 مليار  على المصنع حتى الآن.

وكان رئيس هيئة الأركان المكلف، قد افتتح المصنع أمس الأول، لكن ذلك ليس أول افتتاح له باعتبار أن المصنع تم افتتاحه من قبل، على يد الرئيس المخلوع يوم 4/3/ 2018م، قبل يقترب من مرحلة التشغيل. ولم تكن تعمل فيه وحدة التحقق والمقاييس ووحدة قياس الرطوبة والحرارة مع الماء الغير صالح وعدم مطابقة مواصفات مبنى المصنع نسبة لأن الشفاط الهوائي للمصنع مقابل مدخنة محطة بحري الحرارية لتوليد الكهرباء.

وحسب المعلومات فان الموافقة على الافتتاح، آنذاك، تمت من مجلس  الصيدلة والسموم، بعد استدعائهم من قبل الأمين العام بمكتب قائد السلاح الطبي الفريق خاطر طوباي، حيث تعهد لهم مدير المصنع  بأن المصنع لن يتم تشغيله إلا بعد مطابقته للمواصفات والمقاييس والمعايير الصحية .

وذكر مصدر عليم لـ (الراكوبة) أن الافتتاح الذي تم أمس الأول، وبحضور الإمدادات الطبية والصيدلة والسموم، والتي سبق ورفضت افتتاح المصنع، قامت بتسجيل المنتج الذي سوف يتم نشره على الأسواق حسب قول مدير المصنع الحالي العميد صيدلي عثمان، الذي ذكر بأن يقوم المصنع بتغطية حاجة البلاد بنسبة 30% وإنتاج 5 ألف وحدة في الساعة .

وأضاف المصدر أن تصريحات المدير غير صحيحة، لأن ماكينة المصنع  المصممة في العام 2004 سعتها 1200 فقط بحسب ما أكدت الشركة المصنعة بإيطاليا.

وتم استدعاء كل من المدراء الماليين، الذين  تعاقبوا على الصندوق عبر تحري نيابة الفساد العامة، فضلا عن استدعاء مدير المكتب الهندسي الاستشاري المهندس معتز حسين، باعتباره الشخص المسؤول عن شهادات الإنجاز الخاصة بالشركات المنفذة (برفت إن جليا الايطالية والجي إن  بي الهندية) والذي يتم التصديق بها، وتسليم الشركات لمستحقاتها المالية والتي تسلمتها قبل تصديق المصنع .