مقالات وآراء سياسية

لماذا الخوف؟

عبد المنعم سيد أحمد

لم استوعب بعد أسباب المخاوف من الخروج في 21 أكتوبر؟ الكيزان يدبرون الاندساس في أوساط المتظاهرين لخلق مواجهة بين الثوار والجيش أو فلنقل الدعم السريع أو تسريب بعض العناصر المجرمة لقتل المتظاهرين وكل هذا جائز ويجب وضعه في الحسبان ولكن الأهم ما هي الأهداف من تسيير مواكب ليس فقط من مليون بل من مليونين هدفها المطالبة بكل ما لم يتحقق حتى الآن: من قبض على الفاسدين والقتلة والمجرمين والقصاص لدماء الشهداء بل وأكثر من ذلك المطالبة باعفاء العسكريين في المجلس السيادي لأسباب معروفة للجميع وسحب قوات الدعم السريع من المدن وتسوية وضعهم في إطار سياسة الدولة العامة ودمجهم في الجيش السوداني، هذه المطالب والأهداف لم أختلقها أنا إختلافاً ولكنها قضايا عالقة وتشغل اذهان كل الشعب السوداني. وهي في الحقيقة الأهداف الحقيقية التي قامت من أجلها الثورة وقدمت التضحيات العظيمة في سبيل تحقيقها، نعم الثورة لم تكتمل بعد بل تم الالتفاف عليها وإحتواءها في منتصف الطريق، وعلى الثوار حمل سلاح السلمية العظيم، الذي أجادوا استعماله وأظهروا للعالم جميعه نجاعته، فكسبوا قلوب شعوب العالم وتضامنهم واحترامهم، على الثوار مواصلة مسيرة ثورتهم المجيدة التي لا تعرف أنصاف الحلول والتخاذل، فالحل في البل.
أما الحديث عن التكاليف الباهظة لاستمرار الثورة فهذا لعمري أكبر الخذلان، لقد قدّم هذا الشعب العظيم شهداء وكان الوعد لهم إما نلحق بكم كلنا أو أن يحيا من بقي على أرض هذا الوطن في عزة وكرامة وحرية ورفاهية.
نعم هناك مجرمون قتلة منعدمي ضمير لا يأبهون للروح التي حرّم الله قتلها إلّا بالحق. كلنا نعرف هذا وكل أولئك الذين يحذرون ويخافون ويخوفوِّن يعلمون هذه الحقيقة وهذا الخطر، ولكن هل الصمت والخنوع والخوف ودس الرؤوس في الرمال سوف يكفينا شرّهم ؟ سوف يضمن لنا السلامة من بطشهم وإجرامهم؟ ولماذا كانت الثورة أصلاً اذا بقينا في مربع الخوف والقبول بالباطل وبالفساد وبالقمع؟ هل كانت الثورة فعلاً بوخة مرقة وسحسحة ومناسبة اجتماعية طريفة؟ لا الثورة أمانة تركها من ضحوا بارواحهم في أعناق كل أولئك الذين رجعوا سالمين لأمهاتهم.

فليخرج فلول الكيزان الجبناء ونخرج متمسكين بسلميتنا القاهرة وبمطالبنا العادلة
أدعوا كل الشرفاء والشريفات شباب وشيوخ الى الخروج في حشودٍ هادرة بالملايين وأؤكد لهم أن شعوب العالم متضامنة معهم ومع ثورتهم السلمية حتى النصر .
ولا نامت أعين الجبناء،

لو كان باستطاعة الكيزان العودة الى السلطة لما تركوها في مهب الريح لغيرهم وهرب لصوصهم كل الذين بيدهم السلطة الحقيقية اليوم قتلة مجرمون مطلوبون للعدالة الدولية في قضايا تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية

عبد المنعم سيد أحمد

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..