مقالات وآراء

الأسئلة الوجودية التي حرموها!!

هل سألت نفسك يوماً لماذا خُلقت في هذه الحياة؟
هل سألت نفسك لماذا أنت مسلم ولست مسيحياً أو يهودياً أو حتى بوذياً؟
هل اخترت أن تكون مسلماً أم أنك فقط (محظوظ) وأن الله يحبك فجعلك في أسرة مسلمة؟
هل سألت نفسك لماذا ابن اليهودي يهودي وابن المسيحي مسيحي وابن البوذي بوذي وابن “الاسلامي” إسلامي وابن الشيوعي شيوعي، في الغالب المطرد؟
هل سألت نفسك لماذا أنت سلفي أو صوفي؟ وقبل أن تجيب نظرت حولك لترى أهلك وعشيرتك، وهل أنت من اختار ذلك أم انها الظروف التي عشت فيها هي التي اختارت لك هذه العقيدة التي تتفاخر بها، بل ومستعد لأن تقتل من يخالفك فيها؟
هل سألت نفسك ما ضرورة الايمان في هذه الحياة، وهل يعقل أن تهراق كل هذه الدماء بسبب هذا الايمان؟ كل الأنبياء والأتقياء من قبل سألوا هذه الأسئلة، فمنهم من وجد الاجابة ومنهم من بذل عمره كله يبحث عنها ولم يجدها ومات وهو يلتمس طريقاً للعلم بها!!! هل تبدو هذه الاسئلة صعبة؟ هي صعبة فعلاً وهي بالمناسبة تمثل حقيقة وجوهر (الدين) الحق، وما أُرسل الرسل والانبياء إلا ليعينوا الناس على هذه الاسئلة المصيرية، وبدون هذه الاسئلة فلا دين.
بما أنك لن تعيش إلا مرةً واحدة فقط، فلا تكن أحمقاً وتغامر وتترك غيرك يبحث لك عن اجابات، عليك أن تختلي بنفسك وأن تترك كل كلام البشر خلف ظهرك، وأن تسأل ربك هذه الاسئلة في خشوع وإلحاح في الطلب، وتأكد أن الله تعالى سيقذف في قلبك ما تريد أن تعرف، فهو القائل في محكم تنزيله (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
كل شيوخ الهوس والضلال والفتن والقتل الذين كفروا الناس ودفعوا بالشباب إلى أتون الارهاب، قد تراجعوا عن أقوالهم عندما وجدوا أنفسهم في السجون يواجهون وبال آرائهم، فدخلوا فيما يعرف “بالمراجعات الفكرية”، راجعوا أفكارهم لينجوا بأنفسهم وأهليهم، بعد أن ضاع الشباب وفسدت البلاد. فلا تكن من ضحاياهم فتهلك نفسك وبلدك.
قمة التناقض والاستكبار في الأرض أن تقول أنا مسلم حر، أسلمت بمحض اختياري!!
ثم تحمل السيف بأمر من شيخك لتقتل أخاك الذي اختار بذات الحرية أن يخالفك الرأي الحر!!
انتهى عهد الانبياء وبدأ عهد (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).
أنت لست قاصر أيها المسلم وفي يدك كتاب نزل لهدايتك، فلا تغامر بدينك فيكون شيخك هو الشيطان (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

الله سبحانه وتعالى لا يطلب منك اجابات النموذجية لهذه الاسئلة، وإنما فقط اجابات يستريح لها ضميرك وقلبك، فهو أعلم بضعفك وقد أودع في أعماقك كل تتطلبه حياتك الايمانية:
وتحسب أنك جـِرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر
داؤك منك ومـــــا تبصر *** دواؤك فيك ومــــا تشعر
تحسب أنك جـــرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

صديق النعمة الطيب

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..