أمريكا مهتمة بتقطيع أوصال السودان إلى أربع دول

انفصال جنوب السودان

خالد ابراهيم
[email protected]

الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة كثيرا” ، بل محمومة بقطع جنوب السودان عن خرطومه.
بالحقيقة الولايات المتحدة مهتمة بتقطيع أوصال السودان إلى شمال وشرق وغرب وجنوب
والدبلوماسية الأمريكية تعمل أمام وخلف وتحت الكواليس وكأن جنوب السودان جزء من
كاليفورنيا.
في الولايات المتحدة دوائر متخصصة في تقطيع الدول ، سياسة .. تعلمتها عن “جدتها
العجوز” بريطانيا:

فرّق تسد
وأضافت لها صبغة حضارية تتناسب مع القرن الحادي والعشرين ” قطّع وخذ”
وهذه الدوائر تهتم أكثر بالدول التي تمتلك خيرات في بواطن أراضيها ، خيرات تعرفها
الولايات المتحدة أكثر مما يعرفها سكان هذه الدول بفضل المسوحات الجوية التي تقوم
بها أقمار التجسس الأمريكية.
الولايات المتحدة تصب اهتمامها بتقطيع أقطار الوطن العربي “غيرالموالية ” لها
بالكامل خوفا عليها من الضياع في أحضان دول عظمى أخرى ? بدأت بالعراق ..السودان
والحبل على الجرار. وكل الأمتارالعربية المربعة والمثلثة تنتظر التقطيع ضمن برنامج
تقطيع أمريكي وضعه المحافظون الجدد في واشنطن . هذا البرنامج سيستمر طالما يتناقص
الأحرار العرب ، تبدلهم امريكا بعبيد اوباما وكلنتون.
الولايات تعلن هذه الأيام عن إغراآت جديدة للخرطوم إذا جرى الإستفتاء بشكل سلس ، أي
حسب رغبة الولايات الأمريكية . إنها تمنح ” وسام ” للخرطوم ، منقوش عليه بالذهب (
سنشطبكم من قائمة الدول الراعية للإرهاب ) الذي صنفناكم به ضمن قائمتنا ? فقط
اقبلوا أن نقطعكم إربا” إربا”.
ليس هناك عجب من سياسة أمريكا ، فصلافتها معروفة لكل ذي لب ولكن العجب كل العجب أن
لا يتحدث مسؤول عن هذه الصلافة !

أمريكا تدخلك سجن كوانتنامو أو سجن ابو غريب بتهمة الإرهاب صدقا أو باطلا ، تبقيك
في السجن عشرات السنين تتعذب وتعذب ولما تخرجك منه فهو فضل عظيم من أمريكا ! وإذا
كنت من أصحاب الحظوظ التعيسة فقد تسجن وتموت في إحدى السجون السرية المنتشرة في
بلدان عديدة.
أين منظمات حقوق الإنسان التي تملأ العالم؟ أين المحكمة الدولية في لاهاي ؟ أين
هيئة الأمم المتحدة ؟ أين الجامعة العربية؟ بل أين الأحرار في العالم ؟

أمريكا تتهم الدول بأنها ترعى الإرهاب. وتفرض عليها العقوبات الإقتصادية والسياسية
ومن خلال المنظمات الدولية ? هيئة الأمم ومجلس الأمن الدولي ?

هل نسينا ماذا فعلت الولايات المتحدة بالعراق ! فرض عليه من خلال “الشرعية الدولية
” حصار دام 13 عام لأنه ، كما أجبرت المجتمع الدولي على قبوله يمتلك أسلحة الدمار
الشامل ومرتبط بالقاعدة ، ثم هاجمته من خلال ” الشرعية الدولية ” ودمرت بنيته
التحتية بالكامل.
ولما ثبت بطلان هذه المزاعم ، لم تعتذر الولايات المتحدة ولم تعوض الأضرار بل نصبت
أفسد حكومة وأفسد مجلس نواب منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1920 لتأمين مصالحها
.
إنك بنظر الولايات المتحدة ترعى الإرهاب ولكن إذا قبلت بتقسيم بلادك فأمريكا ”
العادلة” سترفع عنك تهمة رعاية الإرهاب وتصبح من الصالحين .
البشير- الآن متهم بجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية
ولكن إذا خنع وقبل بقطع الجنوب السوداني عن جسده وقطع دارفور عن جسده
فيصبح بريئا من كل الجرائم الموجهة إليه وستصدر البراءة كما صدرت التهمة من
محكمة لاهاي الدولية .
هذه هي عدالة أمريكا ? تحيي وتميت من تشاء بغير حساب ?
فافتحوا عيونكم يا أحرار العالم ويا احرار العرب خاصة . أمريكا تريدكم منكفئين على
بطونكم وإلا فأنتم إرهابيون!
انفصال جنوب السودان واقع واقع طالما أمريكا تريده . ستصرف الأموال الطائلة ، سوف
ترشي من يعارض الإنفصال ، سوف تزوّر الإستفتاء من خلال المراقبين .
إن الذي تفعله أمريكا لقطع جنوب السودان يزعجني ولكن الذي يمزق قلبي ويقطع أوصالي
هو صمت العرب.
هل الحكومات العربية تحت تأثير التنويم المغناطيسي ! هل وصلت العبودية للولايات
المتحدة بأولي الأمرالعرب أن لا ينبسوا ببنت شفة عن استقطاع جزء من الوطن العربي
أكبر من فلسطين عشرات المرات . لا يهمهم الأمر وكأن السودان من جزر الواق واق
وليست بلد عربي ينتمي للجامعة العربية وعضو في هيئة الأمم المتحدة و لها حدودها
الشرعية منذ عشرات السنين.
وإذا آمنا أن الحكومات البعيدة لا يعنيها الأمر وقد أعمت العبودية أعينها فما بال
حكام مصر “العربية” ! ألن تتضرر مصر بقطع حصص لها من مياه النيل إذا بترت السودان
شمالا وجنوبا! أم إن حكام مصر لا يعلمون أن النيل يجري من الجنوب إلى الشمال ! أم
إن حكام مصر لا يهمهم ما يحدث لمصر بعد أن يرحلوا! وإنهم يتمثلون الأنانية التي
ذكرها الشاعر أبو فراس الحمداني:
معلّلتي بالوصل والموت دونه فإن مت عطشانا” فلا نزل القطر
وإذا كان هذا شعور الحكومات العربية القاصية والدانية فأين الشعوب العربية الحرة ؟
أين الفضائيات والصحافة العربية .. أين الإحتجاجات ؟

يا عرب أوطانكم تتقطع وأنتم صامتون! لم يبق سوى شهر ونصف وتنجح الصهيونية العالمية
وأمها أمريكا وهي تأكل الثور الأبيض فالأسود ومن ثم الأبيض وبعدها ستقولون بندم :
أكلت يوم أكل الثور الأسود.
قد يكفي خطاب واحد من أحد حكام الدول العربية الغنية يعد أهلنا في جنوب السودان
بالإستثمار في جنوب السودان وتحسين أوضاعها المعيشية ? بناء المدارس ، إنشاء
المستشفيات ، تعبيد الطرق ، تحسين الخدمات .
كلمة جادة واحدة تصدر عن الزعماء العرب قد تنسف مخططات التقسيم. ولكن هيهات : من
لم يتحرك منذ أربع سنوات لن يتحرك الآن.
إن الشجاعة لا تزرع في النفوس بل تشع من بطن النفوس وتفرض ظلالها.
والإباء لا يكتسب ولكنه طبع وخلق ينبع من القلوب.
والعزة والكرامة ليست صناعة ولكنها من نسيج الإنسان الحر.
والكرم فضيلة من الله تعالى .
والحرية لا تعطى ولا تستجدى ، ولكنها تؤخذ بالشجاعة والإباء والعزة والكرامة.

يا أهلنا في جنوب السودان ? زعماء وشعوب ? استفتوا بأعلى أصواتكم لآ . لآ
واعلموا ان الولايات المتحدة ليست منظمة خيرية جاءت لتخرجكم من الفقر. اعلموا أن
أمريكا تأخذ ولا تعطي ..
يا زعماء الجنوب يا من يدعون للإنفصال ويروجون له والله ستكونوا عبيدا” للأمريكان
.. تذكروا ما فعلوه في العراق وافتحوا أعينكم لتروا القتل والنهب اليومي. انظروا
إلى أفغانستان .. وما حل بها.
يا شعوب جنوب السودان قولوا ” لا ” للإنفصال فوالله إن الوحدة قوة والتمزق ضعف
ومهانة…تفاوضوا مع إخوانكم في الخرطوم واحصلوا على المكاسب خير لكم من التفاوض
مع المتعجرف الأمريكي لأنه يحتقركم . وهدفه سلب خيراتكم .. ابقوا مع السودان
واستمروا بالمطالبة لحقوقهم خير لكم من أن تستجدوها من مستعبد … انفصالكم سيجعل
منكم دويلة وليس دولة لها مقومات الحياة الكريمة الحرة.
من يصوت ” بنعم ” للإنفصال جاهل وعليكم ان تنسوا مرارات الماضي بما يجري في هذا العالم القاسي ولن يحصد سوى ثمار
جهله ? الندم وعض الأصابع ولكن بعد فوات الأوان

تعليق واحد

  1. Dear above writer , you have told about the real truth hoping that for SPLM and other movements in the sudan to open eyes and catch the fact of the Intl. Imperialisms game for dividing Sudan , weakening of , and taking what they want of food and water and fixing of air bases to fight other some African and region countries , be active and opening large of your eyes, Sudan is in danger that if you are anti-government policy doesn’t mean to help in destroying of your home!!! think it over

  2. واللله تكون عملت كويس .. نحنا ماقدرنا نسوس البلد الكبيرة دى .. اى زول داير يمشى يمشى ,, ياللا بلا لمه

  3. هل تظن يا هداك الله اننا فى الشمال لا نسعى للانعتاق من ربق العبوديه المتأسلمه والمتدثره بالدين التى جعلت اهل الكتاب السودانين ارقاء فى بلادهم وجعلت من يؤمنون بكريم العقائد والاعراف من السودانين يتحولون الى =كفار فى نظر المتأسلمين الجدد = وهى صفة ما وصفهم بها الاولون والسابقون من المسلمين عند دخولهم للسودان وهذا الاستعلاء الدال على جهلهم بصحيح الدين وجهلهم بمعنى ==الرسل الواجب معرفتهم = اى ان هناك رسل ما عرفناهم يدل على شوفينيتهم وكما قالت احدى العجائز فى ايجاز بليغ يدل على ذكاء شعب السودان ===حمدونا ولا حمدوهم ==
    اذا كان المتأسلمون الجدد يريدون اذلال السودان وشعوبها فسيذهب كل قسم من البلاد الى الانفصال وليس الجنوب فقط والامر ليس له علاقة بامريكا التى == دنا عذابها == نحن اهل حضارة ضاربة فى القدم والرسل الواجب معرفتها ذكر اسم السودان وبلادها فى زبورها وسيدنا موسى عليه السلام تربى وعاش جزء من حياته فيها . امريكا ما اذلت شعوب السودان كما فعل ===عرب الانقاذ المتأثرون بباقى العرب ونظرتهم لكل السود = اما ثروات السودان فان اكبرها هو انسانها الذى كرمه الله واذله المتأسلمون من سودان وباقى جماعة تنظيم ==الاخوان المسلمين الدولى = الذى سار فى ركابه ==اولاد الترابى والاخوان المسلمين السودانيين وجميع التنظيمات السودانيه المتفرعه من التنظيم الدولى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..