المقالات والآراء

الكُرة في ملعب قائد الجيش إن كان جادا في تصريحاته الأخيرة!

ان كان الفريق البرهان صادقا في أقواله الأخيرة فعليه أن يقرن القول بالعمل. سيكون عليه أن يصدر قرارا بقبول التفاوض مع الطرف الآخر، ويعمل على وقف الحرب فورا ووقف معاناة المدنيين الأبرياء بسبب هذه الحرب العبثية.

سيكون قرار اختيار السلام ووقف الحرب هو المحك، فالجميع يعلمون انّ الكيزان هم من وقف خلف رفض استئناف التفاوض، هم من اقتضت مصلحتهم استمرار الحرب. من يريد فعلا ان يقف على مسافة منهم وينهي سيطرتهم على السلطة ان يختار طريق حقن الدماء المعاكس لطريقهم، الطريق الذي لم يشهد منذ بزوغ فجرهم الكاذب منذ قرابة 4 عقود سوى الدماء والدمار. (أو ترق كل الدماء)

الانتقال الذي يتحدث عنه قائد الجيش، يجب أن يعيده الى حكومة تكنوقراط من قوى الثورة، تسعى بعد وقف الحرب في رتق الجروح وإعادة الاعمار وتعويض الضحايا، والتحقيق في الانتهاكات التي وقعت اثناء الحرب من كل الأطراف، والتحقيق في الأسباب التي قادت الى الحرب والظروف التي أدت لاستمرارها وتقديم المجرمين للعدالة المحلية او القضاء الدولي.

لقد أدت الحرب الى تعقيد كل المشاكل التي تعاني منها هذه البلاد، تراكمت المظالم التي لحقت بالمواطنين الأبرياء من موت وانتهاكات وتشتت لشمل الأسر ونزوح وفقدان للموارد ودمار للممتلكات، وضياع لمستقبل الأبناء في ظل توقف العملية التعليمية. فبحسب تقارير بعض المنظمات الدولية فان حوالي 90 في المائة من الأطفال في سن الدراسة لا يستطيعون الذهاب للمدرسة.

أدت الحرب الى دمار شبه كامل لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية التي كانت تعاني أصلا من الإهمال والضعف، يجب ان تهتم الحكومة المدنية بوضع خطط عاجلة لتنمية الأقاليم والاستفادة من تجربة الحرب الكارثية في عدم تركيز التنمية في جهة واحدة، ولا شك ان التوزيع العادل للثروة وللتنمية سيكون صمام أمان لعدم تكرار مأساة الحرب، وسيقود لتشجيع الإنتاج والاستفادة من الإمكانات الكبيرة لهذه البلاد، بل ولجم مطامع كل طامع في ثروات بلادنا.

سيكون من مهام الحكومة المدنية افراغ المدن والتجمعات السكانية من اية مظاهر عسكرية، ووضع الجيش بعد إعادة هيكلته ودمج كل الفصائل فيه، في المكان الطبيعي للجيوش كما يحدث في كل الدول التي تحترم مواطنيها وتحتكم للقانون في تنظيم كل مؤسسات الدولة. سيكون من أولويات الحكومة المدنية الاهتمام بالتعليم، إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية ودعمها وجعل التعليم اجباريا ومتاحا مجانا لكل الناس.

كما قادت الحرب الكارثية الى فتن بين المكونات الاجتماعية، بسبب الاستقطاب والتحشيد القبلي، سيكون على الحكومة المدنية القادمة مهام صعبة لكنها ليست مستحيلة لرتق الجروح، وتقريب المسافات بين أبناء الوطن وإزالة كل أسباب الفرقة التي عمّقتها الحرب.

سيكون تصفية النظام القديم واستعادة الأموال المنهوبة من مهام الحكومة المدنية الانتقالية، أشعل المؤتمر الوطني الحرب للالتفاف على ثورة ديسمبر، ولخلق واقع جديد يتيح له ليس فقط الهروب من المساءلة والمحاسبة على جرائم الثلاثة عقود من حكمهم الاجرامي، بل والعودة الى السلطة. سيظل هذا التنظيم أكبر مهدد لاستقرار ووحدة وسلام هذه البلاد وتعايش أهلها، إن لم تتم تصفيته ومحاسبة كل قادته وناشطيه على كل الجرائم التي ارتكبت طوال الست وثلاثين عاما الماضية، منذ استيلاء التنظيم على السلطة وحتى هذه اللحظة.

لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.

#لا_للحرب

 

‫5 تعليقات

  1. المدعو احمد الملك يقول اذا كان البرهان صادقا فليتحاور مع اللصوص والعملاء (قحت او تقدم او صمود ) لكى يعودون للمشهد السياسى ويمارسون العماله والنهب والارتزاق وهل بعد الدماء التى سالت بسببهم أما الاطارى او الحرب وكانت الحرب . اسؤ حكومه فى تاريخ السودان منذ استقلاله كانت حكومه العميل السكران عديم الأصل اللص حمدوك . مايسمى بلجنه ازاله التمكين التى تدافع عنها بدون حياء نهبت اموال الشعب السوداني ولم تورد جنيه واحد لوزاره الماليه بشهاده وزراء ماليه حمدوك ابراهيم هبه دكتور جبريل!!!!!!وهذه الأموال المنهوبه ٤٠ فى الميه كانت لكبير اللصوص حمدوك والبقيه لاحزاب اربعه طويله بشهاده عضو لجنه ازاله المقدم عبدالله سلمان . أكرم الشيوعي عضو اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي وزير صحه حمدوك اكل امول الكرونا بشهاده وزير ماليه حمدوك ابراهيم البدوى . حزب السنهورى البعثى له مكتب فى المطار لسرقه الذهب. حتى كميوتر ديوان الحكم تمت سرقته بواسطه البعثيه امنيه . السكران العميل حمدوك كان ياخذ راتبه وراتب مكتبه من الاتحاد الأوروبي ياأحمد الملك لايدافع عن اللصوص والعملاء الافاسد . الشعب السوداني على درجه عاليه من الوعى ولن يسمح بعوده أحزاب اربعه طويله للمشهد السياسى . كلنا البرهان . جيشا واحد شعب واحد. الان اكبر منصه اعلاميه ولها شعبيه هى منصه الانصرافى حفظه الله لانه وطنى وصادق . الانصرافى فى الارجاء رغم أنف كلاب السفارات

  2. الا ليت الشعب السوداني يعلم حقيقة ضباط القوات المسلحة السودانية ، فكيف لإنسان جاهل لا يعرف ماهو الوطن والمواطن وماهي الدولة والطريقة الصحيحة لإدارة الحكومة والمسؤولية الوطنية والأخلاقية لقادة الجيش ، لكي يكون الانسان وطني يخدم بلده يجب أن يكون على درجة عالية من الوعي وهذا لعمري لايتوفر في ضباط الجيش السوداني الذين جل همهم بيت ومشروع زراعي وشقة في القاهرة َولديهم القابلية للتحالف مع الشيطان لأجل المصالح الشخصية ، لاينسى الشعب السوداني انقلاب الترابي البشير ضد خيار الشعب وهم لاعلاقة لهم بدين او اي فكر انساني ، أحدهم وشي بصديقه الذي ياكل في بيته وتسبب في إعدامه وأتم اطفاله لأجل المغنَم. بكل أسف ليس هناك من امل ليسر السودان إلى الأمام الا بحل هذا الجيش

  3. انت تعلم ان الحرب كانت مفروضة على الجيش ( من يبدأ الحروب دائما يكون عنده استعداد تام لها ولكل مآلاتها …..) .. الدعم الصريع استعد للحرب لفترة دامت لاكثر من 8 سنه .. المهم ان مكسب المؤسسة العسكرية من نتائج الحرب كبير جدا .. ( نعم خسارة السودان من الحرب خسارة عظيمة بفقدان ارواح عزيزة وتخريب مقدرات ثمنية ونهب ممتلكات افراد تمثل لهم حصاد سنين وتشريد ملايين …… القائمة طويلة ) .. نعود لمكاسب المؤسسة العسكرية من الحرب والتي لم تكن مستعدة لها ولا راغبة فيها ولم تبدأها اصلا .. المكسب الاول ان الجيش وجد مساندة ومناصرة من الشعب لم يحصل عليها في تاريخ السودان الحديث اصلا . ثانيا بعد نهاية الحرب سوف يصبح امر تكوين جيش مهني ومقتدر ومحايد وبعيد من تأثير السياسة والقبيلة وحتى دخول الجيش في شؤون التجارة والاعمال التجارية يجب ان ينتهي بعد نهاية الحرب ( سوى المجالات العسكرية البحتة فقط ) . يجب ان يعمل الجميع على تحقيق هذه الامر حتى لا تتكرر هذه الكارثة مرة اخرى ..
    ثالثا سوف يصبح الاختيار للجيش مبنى على اسس مهنية بحته تراعى وجود كل الوان الطيف الجغرافي للسودان داخل الجيش .
    رابعا وهذا هو الاهم من هذه الحرب تعلم المواطن ان اي بناء او اعمار يحتاج لمن يحرسه اولا قبل فكرة التعمير والبناء ( كيف يبني الانسان ما لا يستطيع حراسته ويشمل هذا بيت الانسان الخاص وممتلكاته الخاصة داخل بلده وكما يشمل كافة مرافق الدولة الحيوية …….) المعنى لابد من وجود أسس متفق على لتنسيب كل الشباب في سن الخدمة العسكرية من ( 20 سنه وحتى 40 سنه ) لاخذ جرعة محددة ( تدريب في حدود 3 الى 6 شهور ) وبعد ذلك الخدمة في مرفق عسكري لمدة اقلها سنه واحدة لمن له لياقة طبية او التنسيب لمؤسسات الدولة الاخرى لمن ليس له لياقة طبية لفترة اقلها سنتين او اي اسس اخرى تضمن للجيش وجود رصيد من الاحتياطي حتى لا يحتاج الجيش لتكوين مليشيات قبلية مرة اخرى للدفاع عن البلد هذا الامر غاية في الاهمية كيف لنا ان نبحث عن أسس لحكم بلد لم نتفق على أسس حماية هذه البلد ؟ هذا غاية في الاهمية حتى لا يزائد احد على احد انه هو من يحمي هذا البلد إذن فهو جدير بحكمه لانه جدير بالحماية يجب ان يتساوى الجميع في امر وضع الاسس المتفق عليها في حماية البلد ثم بعد ذلك وضع الاسس المتفق عليها في كيفية حكم البلد او من يحكم ..
    لو تم الاتفاق على أسس بناء جيش وطني مهني مقتدر من كيفية اختيار العناصر الاساسية لهذا الجيش وكيفية تكوين رصيد من احتياطي دائم له من فئات شبابية بعينها .
    نعم خسارة السودان من الحرب عظيمة ولكن ممكن اخذ العبرة و تحويل هذه الخسارة لارباح ببداية جادة في تكوين مؤسسات مهنية خاصة المؤسسات العسكرية والامنية والشرطية والعدلية من نياية وقضاء كذلك وكافة المؤسسات المدنية الاخرى بالاتفاق على أسس ومعايير عادلة في طريقة الاختيار لنبدأ بداية صحيحة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..