أخبار السودان

أسماء محمود محمد طه: تمكن عبد الحي من استغلال قطاع من الجمهور لحد مبايعته خليفة لدولة السودان

الأستاذة أسماء محمود محمد طه:

الحرية لنا ولسوانا … دعونا وزارة الثقافة أن تفتح الباب للمناظرات الفكرية ..!!

تمكن عبد الحي من استغلال قطاع من الجمهور لحد مبايعته خليفة لدولة السودان، هل هناك تهديد لأمن البلاد أكثر من هذا؟

الإصلاح القانوني يقع على عاتق الحكومة الانتقالية بإلغاء القوانين المسماة زوراً وبهتاناً قوانين الشريعة الإسلامية

الشيخ مهران مفلس كغيره ممن يسمون أنفسهم علماء وفقهاء السودان. وأتمنى ان تيتح أجهزة الإعلام منابر حرة للحوار والتوعية

الإنقاذ حاربت الفكر الجمهوري لأنها تعلم أنه سيسحب البساط من تحت أرجل التيار الإسلامي الداعم لها

الصراع بين اليمين واليسار أتمنى أن ينتقل الى مستوى الثورة ليسود الحوار بدل الإقتتال على المناصب

لابد من حوار يتناول قضايا الإصلاح الديني، ومعرفة علاقة الدين ببناء الدولة الحديثة ودوره في المجتمع

لسنا طلاب سلطة … بعد أن حقق الشعب ثورته سينفتح المجال للفكر الجمهوري لكشف الهوس الديني وتعريته

في إطار صراع نشب بين بعض الشيوخ ووزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي حول كرة القدم النسائية ، وجدت الجمهوريون إنفسهم في منصة الهجوم والتكفير مجدداً مما أثار الكثير من الجدل والحديث المضاد ، (الوطن) التقت بالأستاذة أسماء محمود محمد طه الأمين العام للحزب الجمهوري لإستطلاعها حول الأسباب والأبعاد والخطوات التي ينتوون القيام بها خلال الفترة المقبلة في مواجهة موجات الإنتقاد التي ظلوا يتعرضونها لها ، أ.أسماء تحدث كذلك عن المشهد السياسي وصراع الأفكار والتحالفات المتوقعة ، عموماً كانت إفاداتها موضوعية إتسمت بالإيجاز والعمق .

الخرطوم : محمد الأقرع

كيف تقرأين المشهد السياسي في السودان بعد ثورة ديسمبر؟ برأيك هل يستطيع تحالف الثورة (قحت) إيصال البلاد الى بر الأمان أم أننا سنشهد نفس مآلات ثورتي أكتوبر وابريل؟

ثورة ديسمبر ثورة فريدة في نوعها. لا اعتقد ان العالم قد شهد مثلها. وإنما جاء تفردها لسلميتها وفي أنها ثورة بلا قيادة منظمة. فقادتها هم جميع من أسهم فيها من أفراد الشعب السوداني. وعندما ظهرت جدية الحراك وسلميته بدأ تجمع المهنيين في قيادته في الخفاء، ثم لحقت به كيانات حزبية ومدنية تحت مسمى قوى الحرية والتغيير. في رأيي أن قحت قد بذلت دورا مقدرا في مسيرة الثورة. وإذا قرأنا صعوبة المشهد السياسي وتعقيده من ميراث ثقيل من فساد العهد البائد، في مدى ثلاثين عاما إلى عدم تجانس قحت نفسها في الرؤى وعدم توحدها فكريا وأيديولوجيا، ثم مشاركة العسكريين في الثورة مع انتمائهم للعهد البائد، فإننا نجد أن “قحت” قد قدمت ما استطاعت. فقراءة الواقع مهمة لتقييم المواقف واحترامها وإن جاءت هذه المواقف دون تطلعات الشعب واحلامه. والآن في تقديري الكرة في ملعب الحكومة الانتقالية. وعلى عامة قطاعات الشعب أن تقوم بدورها الرقابي في تصحيح مسيرة الثورة حتى تبلغ مداها بالانتخابات الحرة النزيهة. وأهم واجب، ضمن واجبات اخرى، تقع على عاتق الحكومة الانتقالية الإصلاح القانوني بإلغاء القوانين المسماة زورا وبهتانا قوانين الشريعة الإسلامية وهي في حقيقتها قوانين شوهت الشريعة وأزلت الشعب باسم الدين كما عليها أن تسهم بصورة جادة في توعية الشعب حتى لا يقع فريسة باستغلال عاطفته الدينية لتجربة سلطة الإسلام السياسي عليه مرة اخرى. وعلى افراد الشعب الاطلاع والانفتاح على ممارسات الحكومة الانتقالية وما تتخذه من قرارات ومتابعتها بالنقد الموضوعي الذي يرمي للإصلاح وليس الهدم. وإذا قصر الثوار في دفع حكومتهم إلى الأمام ومراقبتها فلا استبعد ان نفقد الكثير مما حققناه. ولكن الانتكاسة، في تقديري، لن تكون بفظاعة ما تم في أكتوبر وأبريل، وذلك للوعي الذي حصله الثوار بتطور الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي.

مباشرة وجد الجمهوريون أنفسهم أمام صراع جديد مع رجال الدين عقب تصريحات عبد الحي يوسف، باعتقادك لماذا الجمهوريون ولماذا هذا التوقيت؟

استطاعت الإنقاذ في مدى ثلاثين عامًا من إسكات صوت الجمهوريين. فأغلقت مركز الاستاذ محمود الثقافي، ورفضت تسجيل الحزب الجمهوري وقبل ذلك كانت قد طاردت الجمهوريين وشردتهم من البلاد، لمعرفتها أن الفكر الجمهوري هو الفكر الوحيد الذي سوف يسحب البساط من تحت أرجل التيار الإسلامي الداعم لها، وتعريته وفضحه، من ناحية الفهم الديني. والآن، وقد حقق الشعب ثورته سينفتح المجال للفكر الجمهوري لكشف الهوس الديني وتعريته. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الدولة العميقة كما يسمونها تسعى بكل الوسائل لعرقلة مسيرة الثورة والحكومة الانتقالية بصرفها وصرف الشعب عن مواضيع البناء الجاد بخلق قضايا انصرافية. هذا بالإضافة لتنفيذ أجندتها الإرهابية في بذر بذور الفتنة والشقاق ظنا منها أنها بذلك سوف تعيق مسيرة الثورة لتتمكن من العودة للسلطة مرة أخرى.

ما هو تعليقك على موقف شيخ الثورة (مهران ماهر) الذي انزل كتب الاستاذ وقرر طرح الفكرة على ميزان الشرع …؟

الشيخ مهران مفلس كغيره ممن يسمون أنفسهم علماء وفقهاء السودان. وأتمنى ان تفتح أجهزة الإعلام المجال وتتيح منابر حرة للحوار لتوعية الشعب السوداني وتحصينها من استغلاله باسم الدين وبث خطاب الكراهية والغلو والهوس الديني حتى لا يقع فريسة لتجربة مريرة أخرى تستغلها لاستخدام الدين لمصالحها على حساب حرية وأمن وكرامة الشعب السوداني العملاق.

ما هي الخطوات التي يمكن تتخذوها في سبيل التصدي لمثل هذا الهجوم …؟

نحن نعتقد أن المنابر الحرة والحوار الموضوعي هما أنجع الوسائل للوصول إلى الحلول للاتفاق على الرؤى أو الاختلاف حولها بأدب وباحترام لقبول أو رفض الرأي الآخر. ثم هو وسيلة لتعلم ممارسة الديمقراطية وتأمين مسارها. ولذلك دعونا وزارة الثقافة والإعلام أن تفتح أبوابها لمناظرات مع شيخ عبدالحي وجميع علماء السودان ومعنا، حتى يميز الشعب السوداني الأفكار ويختار بعلم وبحث ودراسة ما يريده بعيدًا عن جو المهاترات والهرج واستغلال عواطف الشعب الدينية لبث الكراهية وإشاعة خطابها. وهناك نهج آخر وهو نهج اللجوء للقضاء. وفي هذا قيمة ديمقراطية أخرى تعين على تأسيس دولة القانون وسوق الشعب لاحترامه بل وتقديسه.

دائماً يدخل الجمهويون في نفس المعركة وبذات الإتهامات، الا ترين أن هناك تقصير من قبلكم في إنزال فكرة الاستاذ على ارض الواقع أو بالأقل إيصالها للناس دون تشويه …؟

أوافقك تماما هناك تقصير كبير ونسعى الآن بعد أن أتاحت هذه الثورة العظيمة الفرصة لممارسة الحقوق الدستورية في التنظيم وفي حق ابداء الرأي والمعتقد، نحاول جبر ما حدث من تقصير وتصحيح الأخطاء

في سياق الاتهامات الموجه لكم يلاحظ أنها تدور جلها حول ترك الأستاذ للصلاة ، ما حقيقة ذلك وما هي أسباب الالتباس العام حول هذه النقطة …؟

للاجابة على موضوع الصلاة أحيل القارئ لمؤلفات الاستاذ محمود محمد طه عنها. اهم كتابين رسالة الصلاة وتعلموا كيف تصلون. تجدونها في موقع الفكرة الجمهورية

ما مدى تأثير الهجوم الاخير على أداة الجمهوريون وأفكارهم؟ وهل يمكن أن يشكل فزاعة جديد لانفضاض الناس من حولكم …؟

نحن نؤمن بشعار الحرية لنا ولسوانا، ونسعى بجدية لتطبيقه. من رأى فيما ينشره خصوم الفكرة الجمهورية من نقد، على عدم موضوعيته، شيئا يبعده ويصرفه عنا، فهو حر. فهذه هي طاقته في المعرفة والإدراك. ولا يحق لنا أن نحمله على ما لا يطيق. وسنمضي نحن في طريق نشر دعوتنا لمن يريد دراستها وتمحيصها بعقل واعي وقلب سليم.

الحزب الجمهوري في ظل الانتقال السياسي الذي تم في البلاد هل يمكن يذهب مجددا لمسجل الأحزاب ويطلب تسجيله، بالمقابل هل لديكم اي مبادرات وخطوات لعودة الذين انشقوا منكم وقاموا بتكوين كيان بذات الاسم …؟

الحزب الجمهوري تأسس عام 1945 وهو أقدم حزب بعد حزب الأمة. والآن وبالرغم من رفض مسجل الأحزاب لتسجيله تحت تهديد من يسمون أنفسهم رجال الدين فهو موجود في الساحة السياسية كحزب فاعل لديه رؤية واستراتيجية عمل واضحة المعالم. نحن أصبحنا واقع باجتهادنا وبانتزاعنا لحقوقنا الدستورية التي نؤمن بأنها وولدنا بها، وليس بإمكان أي جهة في الأرض أن تجردنا منها إلا وفق قانون دستوري. حق الحياة وحق الحرية ينبغي أن تُقتلع من أي ظالم أو متسلط وتؤخذ بحقها. أما فيما يخص المبادرات فقد تمت مبادرات عدة لذلك. وليس لدينا مانع ولا نشعر بمرارة إن اختلفت الرؤى وقام كل من يؤمن برؤية ما من نشر أفكاره ورؤاه على الملأ. فالحرية لنا ولسوانا، كما أسلفت. فقط تقتضي الأمانة العلمية أن يختار من أراد تأسيس أي كيان يدعو للفكرة الجمهورية أن يختار اسما يعمل تحته، بخلاف الأسماء التي أنشأها غيره، حتى لا يربك الحراك ولا يحدث خلطًا في أذهان المطلعين والمتابعين للحزب الجمهوري. هذا التمييز مهم جدا وهو من باب الأمانة والصدق اللذان من المبادئ الأساسية للعمل في الفكر الجمهوري.

يقول المراقبون أن تجربة الإسلام السياسي في السودان بعد الإطاحة بنظام الجبهة الاسلامية وسنوات السوء التي عاشها الناس أصبحت مهددة بعدم القبول وتلقائيا سيرفض كثيرون أي طرح سياسي بخلفية دينية، ما مدى صحة ذلك؟ وهل أنتم في الحزب الجمهوري محصنون من هذا الرفض وهل لديكم خطاب قادر على الإقناع …؟

لاحظت ذلك وأوافقك. إذن الحل يكمن في طرح الأفكار والدعوة للحوار لتقبل أو ترفض على بينة. وبالرغم أننا دعوة تستند على القرآن إلا أنها تقوم على فهم جديد يقوم على مرحلة العلم منه، أي على آيات الأصول، التي تناسب حاجة وطاقة المجتمع الحاضر، وتستند على الدعوة للحرية والمساواة السياسية والمساواة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية في آن واحد. وهي دعوة إنسانية لا تقوم على العقيدة حيث كل حزب بما لديهم فرحون وإنما تقوم على دين الفطرة الذي يلتقي فيه جميع الناس دون تمييز بينهم من حيث الدين أو الجنس الخ.. يعامل فيه الناس بما يلتقون فيه من سلامة القلب وصفاء العقل.

طرح الترابي قبل وفاته ورقة المنظومة الخالفة التي علمنا منها أنها ستكون بمثابة تحالف قوى اليمين في مواجهة قوى اليسار، على ضوء ذلك هل يمكن مثلا استناداً على ظرف سياسي قد يطرأ أن نرى الحزب الجمهوري في معسكر تحالف يميني، بالمقابل هل تعتقدين ان صراع اليسار واليمين سيستمر بذات الصيغة عقب التحول الذي شهدته البلاد ..؟

لا أعتقد أن الفكرة الجمهورية، وهي مرجعية الحزب الجمهوري يمكن أن تتحالف مع أي تنظيمات أخرى لطبيعة الفكرة نفسها ورؤيتها التي تختلف اختلافا جذريا مع المطروح من الاحزاب السياسية السودانية. ثم ما جدوى التحالف؟ نحن لسنا طلاب سلطة ولا نسعى للمشاركة في الانتخابات. نحن أصحاب دعوة نعتقد أن فيها المخرج لمشاكل الأفراد والجماعات ليس في السودان وحده بل في العالم أجمعه. هذه دعوانا وعلى استعداد للتحاور حولها هذا هو واجبنا المباشر الآن فلا نعتقد اننا نسعى لأي تحالف في الوقت الراهن. أما فيما يخص الصراع بين اليمين واليسار أتمنى ان يرتفع لمستوى هذه الثورة الفريدة بأن يسود حوار الأفكار والسعي لما ينفع الناس بدلا عن الاقتتال من أجل المناصب والكراسي.

بدأنا نلاحظ ظهور كتابات لجمهوريين عن تطوير الحدود وعودة المسيح مع ان ذلك يتناقض مع ما ورد في كتب الأستاذ محمود، على ضوء ذلك هل يمكن القول بأننا نشهد عصر المذاهب في الرسالة الثانية …؟

هناك اختلاف في الرؤى وفي الفهم. وتبقى مؤلفات الاستاذ محمود هي الأصل ليأخذ منها كل فرد حسب فهمه وطاقته من المعرفة. إذ لا يمكن حجر الآخرين ومنعهم من التفكير. من حق كل صاحب فهم يسعى لإقناع الآخرين بصحة ما يرى. وعند الله يحتكم الخصوم.

البعض يقول إننا لسنا في حوجه لصراع فكري حول الدين بل في حاجه ماسة لبناء الدولة وتلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية للمواطن …. ما تعليقك …؟
اسمح لي أن أختلف مع أصحاب هذا الرأي. الثورة لم تقم للمطالبة للاحتياجات المعيشية وان كانت بدايتها كذلك، هي ثورة حرية سلام وعدالة في المقام الأول. هذا لا يعني أن نهمل حل احتياجات المواطنين الاساسية علينا حلها وفك الضائقة المعيشية. ولكن بنفس القدر ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. لابد من العمل لترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والسلام. ولا يمكن تحقيق هذه الغايات السامية مع تهديد الإسلام السياسي الذي يمكن أن ينقض على إنجازاتنا في غفلة منا. وتجربة الإخوان المسلمين في الإنقاذ ماثلة أمام أعيننا. مشكلة الإنقاذ أنها استغلت الدين، وباسمه سعت لكبت الشعب وإرهابه لمدى ثلاثين عاماً. الشعب السوداني شعب محب للدين ويمكن أن يستغل باسم الله مرات. رأينا في الجمعة الماضية كيف امتلأت الجوامع واكتظت بالمصلين وعلى التكبير باسم الله مع خطاب أجوف يبث التزمت والكراهية ويحمل بين طياته الإرهاب والتخويف والتخوين ومع ذلك وجد من يشتريه. تمكن عبد الحي من استغلال قطاع من الجمهور المحب للدين لحد مبايعته خليفة لدولة السودان، مع وجود حكومة معترف بها. هل هناك خطورة وتهديد لأمن البلاد أكثر من هذا؟ اعتقد لتقوم الدولة الديمقراطية المدنية لابد من حوار يتناول قضايا الإصلاح الديني، ومعرفة علاقة الدين ببناء الدولة الحديثة ودوره في المجتمع أيضا.

 

الوطن

تعليق واحد

  1. ذا كانت معارضتكم للنظام السابق فالنظام السابق سقط أما الشعب السوداني ليس خصمكم اذا لماذا المعركة بدون معترك؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..