مقالات وآراء

حسين خوجلي: لات حين مناص

دعوا من سقط عن نظر الله

من أقوال أبويزيد البسطامي

أهدى الأخ الدكتور عمر القراي نصيحة ذهبية للصحفي حسين خوجلي وهي أن يتملّى، بلا رأي مسبق، الفكرة الجمهورية ويقف على ما جآءت به من أمر تطوير التشريع، من نص خدم غرضه، حتى أستنفده، في القرن السابع وما تلاه، الى نص مدّخر للبشرية، ونزعم أن قد أظلنا أوانه. هذا الزعم ليس مبنيا على تخرّصات وإنما على بديهة هي أن الإسلام قد نصل من حياة الناس اليوم، فلم يعودوا يتمسكون منه الا بالقشور، فإنه مهما حاول الناس اليوم تطبيق الشريعة، كما كانت في شعاب مكة، وجدوا أنفسهم لا يطيقون من ذلك شيئا، خاصة وأن مكة نفسها قد أصبحت صورة من لاس فيغاس في قلب صحراء العرب تحقيقا لحديث النذارة (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموهو!! قالوا: أاليهود والنصارى يا رسول الله؟ قال فمن؟!)

الصحفي حسين خوجلي نموذج، مكتمل الأركان، لمن يحاول أن يعيش ثقافة عصره بعقلية القرن السابع، فيفشل فشلا ذريعا، ويظل يعيش حالة من التناقض مشفقة.

سوف أحاول في نقاط قليلة، وقليلة جدا، أن أتتبع غيضا من فيض هذا التناقض، لأهديه بذلك عيوبه، ومشفوعا ذلك بدعوة د. القراي له ليعيد النظر، كرتين، وثالثة، في أمر الفكرة الجمهورية، الدين اللا بعده دين.

يتباكي الصحفي حسين خوجلي على محاولة إقصائهم، كأسلاميين، من المشهد السياسي متناسيا توعده للـ “الجرذان” بالسحق، بله أمر وقوفه في باحة محكمة المهلاوي، سيئة الصيت، مهللا لشنق شيخ في السادسة والسبعين من عمره!! هل لنا أن نقارن ذلك بما قام به الأستاذ محمود وتلاميذه، غداة إعدام سيد قطب ورفاقه؟! لقد ذهب الأستاذ محمود يومها لدار الميثاق معزيا في فقد هؤلاء قائلا قولته التي سارت بها الركبان لجمال عبدالناصر “سوف تلق الله وفي يديك من دمائهم أغلالا”!!

يتمادى حسينا في إضطرابه، وتناقضه، فيحدثنا، ذات مساء، في قناة تلفزيونه “أم درمان”، وعلى طريقة المرحوم عمر الحاج موسى (الجزيرة التي أنجبت وأنجبت … …. وأنجبت محمود محمد طه… أي المشانق لم نغازل بالثبات وقارها)!! أتراه نسي يوم أن هتف “يحيا العدل!!”، أو يوم أن نعى على المذيع عبدالكريم قباني إلقاءه لقصيدة محمد المهدي المجذوب في تمجيد الأستاذ محمود؟! بل أكثر من ذلك!! أفتأت، وهو الكذاب الأشر، على الراحل الكريم محمد المهدي المجذوب قولا لم يقله (نحن الغبش الأمر البيننا وبينك الصلاة)!! ذلك قول لم يقله المجذوب، وإنما دسه خبث نفس جبلت على الوضاعة، فقد كان المجذوب، وحتى قبيل إنتقاله كلما ألتقى الأستاذ محمود قبله في أم رأسه قائلا: “أنت أبن مريم فينا”.

يقول، هذا جبل التناقض، في الأستاذ محمود وفي تلاميذه ما يقول من هتر القول وساقطه، ثم يعود وينصح د. حمدوك أن قد رشح د. النور حمد وبروفسير عصام البوشي لمجلس الوزراء؟ (وهل ينب الخطي الا وشيجه؟!!) … د. النور وبروفسير البوشي كلاهما فوق ما يقول حسين، وحسين كاذب فيما يقول.

عجبت له، هذا الكم المتشاكث، حسينا، يصف الجمهوريين بالنزق!! لماذا؟! لأنهم لا يحترمون علماءه الأجلاء!!

حسنا لنر من هو النزق. نحن نقول عن علماء السطور هؤلاء، أنهم أكلوا الدنيا بالدين، وأنهم يقولون ما لا يفعلون “كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”. ثم، هو هو، مع أحترامه لعلماءه الأجلاء هؤلاء، تراه يتمايل، كما وكيفا، مع المعازف والقيان، صباح، مساء، وهو يعلم أن “علماءه الأجلاء” هؤلاء، يعدون من يفعل ذلك “سفيها وضيعا” لا “يزوجونه، ولا يتزوجون منه”، ثم تصب الآنك في أذنيه ولا يشم ريح الجنة و”إن ريحها ليشم من سبعين خريفا”!! إن كان هذا الكم المتهالك يحترم “علماءه هؤلاء” فليقلع عن التمايل، كما وكيفا، وليتب توبة نصوحا، وعلى رؤوس الأشهاد. أما إذا ما أرتضى لنفسه أن يكون “سفيها وضيعا” فهو لن يزيد هؤلاء، علماؤه الإجلاء، بأحترامه لهم، وهو أحترام لا يستحقونه على كل حال، لن يزيدهم بذلك الا ضغثا على إبالة.

لعل هذا أن قد يكفي، ولكن عودا على بدء، أرجو أن أعيد إهداء ما أهدى د. عمر القراي، أن تفكروا في أمر الفكرة الجمهورية، مليا، فهي، هي، المنجاة آن مزّقتم كل ممزق!!

تفكروا في “تطوير شريعة الأحوال الشخصية” ووزير خارجيتكم سيدة، ورئيس القضاء سيدة ووزير شبابكم شابة. تفكروا في ذلكم وأقوى إقتصاديات العالم تديرها نساء.

تفكروا في “صلوا!! فإنكم اليوم لا تصلون” وأنتم تجأرون بالدعاء صباح مساء على عدوكم ولا يزيد ذلك عدوكم منكم الا تمكينا (خرجتم لقتال قرنق المسيحي فحملتموه الى القصر نائبا لأمير المؤمنين).

تفكروا في “الرسالة الثانية من الإسلام” وأنتم قد ملكتم القنوات الفضائية للتصاوير “ويقول له أنفخ فيها الروح وما هو بنافخها”

تفكروا في “أصطلحوا مع أسرائيل” وها هم أبناء محمد بن سلمان قد لعبوا منذ يومين كرة القدم في دولة اسرائيل.

تفكروا في “ساووا السودانيين في الفقر الى أن يتساووا في الغنى” ولعبدالحي يوسف عديد القنوات الفضائية وأربعة عشر وظيفة والفاقة تدفع بشبابنا ليم البحر الأبيض المتوسط.

تفكروا، ثم تفكروا، ثم تفكروا فإنه قد قيل “تفكّر ساعة، خير من عبادة سبعين سنة” أو كما قال.

آخر القول:

“الإسلام برسالته الأولى، لا يصلح لإنسانية القرن العشرين”.

هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ؟!

الأستاذ محمود محمد طه يدعو الى “طريق محمد”*

كتاب طريق محمد في طبعته الثامنة يمكن تحميله، كما يمكن تحميل الكتب الأخرى المذكورة أعلاه، وغيرها، من موقع الفكرة الجمهورية على الشبكة العنكبوتية www.alfikra.org

عبدالله عثمان

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. يا عبد الله عثمان أنا لا أدري كيف تفهم رسالة استاذك محمود وأنت لا تحسن حتى كتابة بعض الألفاظ العربية مثل متشاكس ومشاكسة وليست مشاكثة وتقول إن المسلمين لا يطيقون شريعة مكة التي أصبحت لاس فيجاس اليوم!! ليس هذا دفاعا عن الدبدوب حسين خوجلي ورهطه المدغمسين لشريعة الرحمن ولكن يا سيدي استاذك محمود يقول بعكس ما تقول، حيث يقول إن القرآن المكي هو الأصل الذي ادخرته الرسالة المحمدية لآخر الزمان الذي جاء وقته! فتريث فلا يجرمنك شنآنك لحسين خوجلي لأن تحرف رسالة الاستاذ!

  2. آخر القول:

    “الإسلام برسالته الأولى، لا يصلح لإنسانية القرن العشرين”.

    من يأتي بالرسالة الثانية؟ وكم عدد الرسالات المطلوب على مدى الزمان. من أين يأتي بها؟

  3. ١-
    “اذكروا محاسن موتاكم” ـ حسين خوجلي “مثالآ”،
    وقبله تراجي مصطفي، والطاهر حسن التوم!!

    ٢-
    بالمناسبة:
    في يوم الاحد ٢٦/ اكتوبر الجاري، تمر الذكري ال(٧٤) عام علي
    تاسيس “الحزب الجمهوري”، وجاء في موقع “ويكيبيديا”:
    في يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م أنشأ محمود وثلة من رفاقه هم: عبد القادر المرضى، محمد المهدي المجذوب، يوسف مصطفى التّني، منصور عبد الحميد، محمد فضل الصديق، محمود المغربي، وإسماعيل محمد بخيت حبة، حزبًا سياسيًا أسموه (الحزب الجمهورى) برئاسة محمود الذي كتب بيانه الأول، حيث اقترح التسمية يوسف مصطفى التّنى، إشارة لمطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتى الحكم الثنائى.

  4. الکیزان هللوا وکبروا لاعدام محمود لانه فی ذلک الوقت کانوا یعتبرون الترابی نبی هذا الزمان ولو کانت محاکمة محمود بعد المفاصله واتهام الترابي بالضلال والنفاق من البشیر لکان الامر غیر ذلک .. واحتمال انهم یطالبوا باعدام الترابي ایضا وارد .. الکيزان یقولون ویعتقدون ویقررون وینکرون .. وهذا الحسین مثال للتناقض والخیال … سنة 93 حسین خوجلي فی سهره قال امریکا بتلفظ فی انفاسها الاخیره ههههههههه وبالامس قال انهم 98بالماٸه .. واعتذر واقر بتادیب الشعب له وعاد وانکر وقال الفیدیو مفبرک ..طیب مرکوبک الخلیتو فی الاهلیه برضو مفبرک ههههههههه .. واتوقعوا فی الایام القادمه یطلع علیکم کوز یقول انهم هم الثوار وجابوا الثوره وباقی الشعب السودانی هم کیزان البشیر .. بنو کوز صناعه ترابیه بشیریه اجود منتجات الدجل والتناقض متوفره فی السوق الاسود فقط

  5. زي ادعاءهم بأنهم من قام بثورة اكتوبر المجيدة والقرشي كان تبعهم وعندما قاموا بأنقلابهم المشؤم أول شيئ فعلوه هو الغاء احتفالات ثورة اكتوبر، وهم تآمروا علي الثورة ومعهم الصادق المهدي واسماعيل الازهري واجبروا سر الختم الخلفية علي الاستقالة تحت التهديد، وتآمروا علي حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وبعيد انقلابهم علي حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطيا شردوا عشرات الآلاف مدنيين وعسكريين والان يتباكون من الاقصاء!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..