مقالات سياسية

فكي جبريل

بشفافية

حيدر المكاشفي

كنت من الذين استبشروا خيراً بالدكتور جبريل ابراهيم عند توليه حقيبة وزارة المالية والاقتصاد، وجادلت في ذلك أحد أبناء دارفور وكان رأيه في جبريل خلافاً لرأيي فيه وقتها، حيث يرى أنني (مغشوش) فيه بسبب درجة الدكتوراة التي يحملها في الاقتصاد، وستثبت لي الأيام أنه (فكي ساكت) على حد تعبيره، وبالفعل بدأت تتكشف شيئاً فشيئا حقيقة شخصية جبريل التي مازالت على عهدها بالنظام البائد ومازال يحن لتلك الأيام، الى أن توج ذلك بمشاركته في انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، ثم من بعد ذلك تأكدت من حقيقة أنه (فكي ساكت) مصداقاً لوصف صديقنا الدارفوري، في المقابلة التي أجرتها معه فضائية الجزيرة في الأيام الأولى للانقلاب الذي أبقاه في منصبه ومجموعة وزراء اتفاقية جوبا، رغم حل الانقلاب لمجلس الوزراء بما فيه حمدوك نفسه، فعند سؤال محاوره عن ماهي تدابيره بوصفه وزيراً للمالية لتعويض الفقد الكبير في المنح المالية التي تم تجميدها بسبب الانقلاب، قال جبريل (أبواب السماء مفتوحة)، وهذا قول يمكن أن نقبله من الفقهاء والمشايخ، ولا يمكن قبوله من وزير المالية، ويبدو أن جبريل حار جوابا علمياً منطقياً فلبس لبوس الفكي، اذ لم يسعفه تخصصه الأساسي، الذي يختص بادارة الاقتصاد والمال العام، واعداد الموازنات، وما الى ذلك من أعمال هي من صميم أهداف واختصاصات وزارة المالية، مثل رسم وتطوير السياسات والخطط المالية للدولة، وتنسيق الموازنات وترشيد الانفاق الحكومي، وتنمية حصيلة الضرائب وتطوير نظمها..الخ، فبدلا عن كل ذلك تقمص الوزير شخصية الفكي فقال ما قال، وهو ذات ما قاله سلفه في الوزارة وأخوه في الله وزير المالية الأسبق ابان النظام البائد، فذات أزمة خانقة سابقة مصحوبة بموجة قحط ضربت البلاد، لم يفتح الله على علي محمود وزير المالية عامها بأي حل اقتصادي، فلجأ أيضا للسماء داعيا الى اقامة صلاة الاستسقاء، وغير ذلك كثير من مثل هذه الأقوال التي يمكن قبولها من الفكيا والمشايخ ولا تليق بالوزراء..

الشاهد أن أبواب السماء التي عول عليها فكي جبريل، لم تنفتح ولم تمطر السماء ذهبا ولا فضة، ولم تتدفق الأموال من دول الخليج وتحديدا السعودية والامارات كما أمل الانقلابيون، وبحسب جبريل نفسه ان محادثاتهم مع هذه الدول للتكرم عليهم بما يقيل العثرة والعسرة لم تثمر عن شئ، وقال بالحرف ل(بلومبيرغ) (بالطبع خليج اليوم ليس خليج أوائل عام 2010 أو أوائل 1990، ولا يمكن أن يكونوا كرماء كما كانوا في السابق)، وهذا يذكر أيضا بحديث وزير المالية الانقاذي محمد عثمان الركابي، فحين فشل هذا الوزير في استقطاب أي دعم خارجي ذات أزمة مالية واقتصادية وما أكثر أزماتنا هذه، قال لم نترك دولة الا طلبنا منها ان تدعمنا ولكن لا حياة لمن تنادي..

كل هذه الحقائق الصادمة أجبرت فكي جبريل مغادرة مصلاية (التفكه من فكي) لمجابهة حقائق علم الاقتصاد على الأرض والواقع، فاضطر لاطلاق تصريحه الأخير الذي يتوعد البلاد والعباد بكارثة ماحقة اقتصادية ومعيشية، كان هو للأسف مع جوقة الانقلابيين مدنيين وعسكريين هم السبب فيها.

الجريدة

‫11 تعليقات

  1. غالبا و ما يتداول ان الفكي جبريل لم ينجح في اكمال الدكتوراه رغم بقائه سبع سنوات في اليابان على حساب الدولة و ان لقب دكتور الذي يحمله هو من قبيل المجاملة و الله اعلم
    و عموما ملاحظتنا ان الكيزان كلما زينوا اسماءهم بالالقاب كلما زادوا جهلا .. و فكي جبريل خير مثال

  2. ورطة فكى جربين وابواب السماء تذكر بقصة شيخ ودعشانا ينجر من راسو ساى اجتهد فى تفسير آية سورة المائدة “أنزل علينا مائدة من السماء”
    برفع ابريقه عاليا قائلا
    – انزل علينا
    وكب الماء امام دهشة الحضور وواصل:
    – “الماءِ دا” من السما !!

  3. كنت من الذين استبشروا خيراً بالدكتور جبريل ابراهيم عند توليه حقيبة وزارة المالية والاقتصاد؟؟؟؟ انت امرؤ فيك فلولية وقرط على كده!

  4. أنتم أيها الشيوعيون والقحاطة تستهزئون بالمسلمين وبآيات الله القائل في كتابه الكريم ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) وكانت الآية التي تليها للمكذبين بالقرآن أمثالكم: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]. المقال في إهانة للمسلمين وإنكار للقرآن وآياته وبالتالي لله رب العالمين وهذا هو ديدنكم وعداؤكم ليس مع الإخوان أو الكيزان هذا غطاء فقط.

  5. وما أدراك ما السماء؟ اللهم أفتح عليك أبوابا السماء بما يستحق على قوله هذا فلا يكتمل هذا العام إلا وقد عرف قدرك واحتاج إلى رحمتك.

  6. وما أدراك ما السماء أيها الكاتب؟ اللهم أفتح عليه أبواب السماء بما يستحق على قوله هذا فلا يكتمل هذا العام إلا وقد عرف قدرك واحتاج إلى رحمتك.
    اترك تعليقاً

    1. خلاص انتظر السماء تمطر عليك ذهبا وفضة وتنزل عليك الموائد.. بالمرة نلغى وزارة المالية وبنك السودان

  7. اذا كنا منتظرين السماء فالسماء قالت اعملوا اولا، واذا كنا نريدها بلا عمل بالغوا وزارة المالية وانتظروا السماء!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..