تحية للأطباء

لقد برهنت وقفة الاطباء من بنين وبنات اهل السودان صلابة وقوة العزيمة والنبل والطهر فقد شارك أطباء السودان في وقفة احتجاجية ، دعت لها نقابة الأطباء المركزية ، تضامنًا مع معاناة جموع الشعب السوداني الصامد الصابر الذي تهان كرامته وانسانيته من التردي المريع قي مستشفيات البلاد ومن قلة الامكانات المعينة للمرضى والحالات الحرجة .
حقيقة لقد جسدت تلك الوقفة معاني سامية غابت عن وجداننا منذ عقود ، ولقد كانت من أجل تهيئة بيئة العمل المتردية بالاضافة لمجموعة من المطالب المشروعة ، أبرزها: “المطالبة بمستشفيات آمنة يعمل فيها الفريق الطبى بكرامة ويعالج فيها المريض بأمان وأن لا أحد فوق القانون”.
ولكن مع تردي بيئة العمل الصحي لا يخفي على الجميع تردي الاوضاع في كثير من المؤسسات الاخري ذات الصلة بحياة الانسان وتقدمه ، وعلى رأسها البيئة التعليمية التي تعد رأس الرمح في التنشئة المجتمعية بكافة مراحلها . فقد اضحت المؤسسات التعليمية ومنذ عقدين ونيف طاردة للجميع خاصة الدارسين والمعلمين مما وسع دائرة التعليم الخاص نتيجة لتك المآسي التي أحاطت بمؤسساتنا التعليمية والتربوية .
كما لا ننسي ذات الامر الذي ينطبق على الخدمة المدنية بمختلف اقسامها والتي اصبحت بدورها مجموهة من المهن التي لا يراعي فيها ادني حقوق للمواطن وكل شئ فيها ارتبط بالمال والمحسوبية ، الامر الذي جعل اقوى نظام خدمة مدنية كان سائدا في السودان بل في الوطن العربي ينهار وبصورة مزرية .
اذن الامر أصبح واضحا والتردي مستمر دون رؤية بشريات تجعل المواطن يعشم في تحسن الاوضاع ، لذا فالوقفة التي قادها الاطباء البواسل يجب ان تدعمها وقفات اخرى من المعلمين والمهنين والموظفين لعل من بيده الامر يحسن الاحساس والشعور بمعاناة الشعب الذي هاجرت خبراته من اطباء ومعلمين وموظفين أكفاء والبقية في طابور الانتظار !!!
فالتحية مرة اخري للاطباء السودانيين الذين لم تغيرهم السياسات عن واجبهم الوطني ، ففي القريب العاجل كانت نقابات المحامين تمثل الاساس الاول للمواطن في الحقوق والحريات وكانت نقابة المعلمين تقود اقوي الاضرابات وكذلك نقابات العمال بكل مسمياتها ، اين هؤلاء الآن ؟ ولم خبأ صوتهم ؟ كلنا يعلم كيف تكونت تلك الواجهات التي هي في الاساس ليست بنقابات ولكنها نفايات تسللت في الظلام لقيادة جموع الموظفين دون العلم بهويتهم !!!
لذا استبعد ان تكون هنالك وقفة مثل ما يفعله الاطباء توجه من نقابات الليل لمنتسبيها تدعم موقف الشعب الراهن ليتساوى الجميع في وطن غاب عنه العدل بسبب انتشار المحسوبية في شتى مناحي الحياة .
مسئولي الحكومة لا يشغلهم شاغل عندما يتعلق الامر بمعاش الناس وانسانيتهم وكرامتهم ، لانهم في الواقع لم يعيشوا هذا الواقع ولم يتذوقوا مرارة المعاناة في الصحة والتعليم والخدمات ، فالاموال بأيدهم يفعلوا بها ما يشاءون للعلاج والتعليم في ارقي وافضل الاماكن والدول .
ان الجرح اصبح لايؤلم احدا وان بكاء الناس لن يفيد بشيء ، ولكن اعلموا أن دموع الشعب هي اثمن الدموع واصدقها لأنها تنزل بصمت دون ان يراها احد .
[email][email protected][/email]