ما تزال وحدة المكون الثوري ضرورة بعد فشل موكب الإسلاميين

صلاح شعيب
الحمد لله الذي جعل موكبي الثوار، والفلول، يمران دون قتيل واحد. عموماً، عبر الثوار عن أهدافهم في مناطق متعددة في البلاد، ورفعوا شعارات تنادي بإسقاط الحكومة رغم اختلافنا الجوهري مع هذا الإجراء. ببساطة لأن هذا الهدف يخدم استراتيجية الفلول بصورة غير مباشرة. وهذا موضوع تطول فيها المحاججة من ناحية المنادين بإسقاط الحكومة، ومن ناحيتنا أيضا نحن الذين نرى طريقا آخر. إذن فلتكن ديموقراطية الجدل، والحوار، الدائر الآن حول إسقاط الحكومة من عدمه، في مواقع عديدة منصة الاحتكام إلى الشعب. إن أراد خلق ماكنيزمات لإسقاط الحكومة، وإن أراد أبقى عليها.
ومن ناحية أخرى فإن معارضتنا لإسقاط الحكومة مردها إلى أن هناك إمكانية للكفاح المدني المستمر لنقد المسؤولين، ولمحاصرة تقاعسهم في بعض الملفات، وذلك في ذات الوقت الذي نحافظ فيه على مكتسبات ثورة ديسمبر. وفي ذهننا أن الثورة ستواجه حتما بجيوب مصلحية تقليدية في الداخل والخارج لا تريد التغيير الراديكالي. وهذا أمر طبيعي يتعلق بشكل التعقيدات التاريخية والراهنة المفهومة التي لا تغيب أبداً عن بال الثائرين، فضلاً عن ذلك فإن الأجندات الوطنية، والاستراتيجية، لكل تيار سياسي تختلف بعضها بعضا، ومن هنا تبقى التنازلات من كل طرف ضرورية حتى إن جاءت الانتخابات حسم الشعب خياره.
ولعل الملاحظ أن المنادين بإسقاط الحكومة تيارات سياسية أصيلة، ولعبت دورا غالباً في التغيير، ويمكن التوصل معها لتفاهم وسط من أجل الوطن، والذي هو بلا شك بحاجة إلى تماسك كل القوى الديموقراطية التي وقعت على إعلان الحرية والتغيير من أجل حماية أهداف الثورة.
ونعتقد بوضوح أن الحزب الشيوعي، وتجمع المهنيين، وبعض لجان المقاومة، وأفرادا مناضلين آخرين، يمثلون عناصر أساسية ونوعية في طليعة العمل المناضل لإسقاط نظام الحركة الإسلامية في وقت كان بعض من هم في السيادي، والتنفيذي، الآن ينادون بالحوار مع النظام، ومشاركته انتخاباته. والحاجة لهذه التنظيمات الثورية، والأفراد، جوهرية لخدمة أسس التغيير، وحماية الانتقال، وتوحيد المساهمات الوطنية وصولا لترسيخ الديموقراطية. ولذلك ينبغي أن يتحرك الحادبون لاجتراح صيغة وساطة وطنية لتجسير المواقف بين الحلفاء السابقين. وفي سبيل تقوية اللحمة الوطنية لتحالف الحرية والتغيير، وتجديده الذي يصيغ حاضر الوطن، ومستقبله كل شيء يمكن أن يهون. ذلك أن هناك الآن فرصة عظيمة لتحقيق الإصلاح بالعمل المدني الدؤوب، والمثابر، الذي لا يكل، ولا يمل. والبيئة الديموقراطية في كل الأحوال خصبة إزاء إصلاح الاعوجاج هنا وهناك، وهو كثير، وندركه تماما. وأمامنا فرص التظاهر السلمي، والإعلام، وإقامة المنتديات، والميديا الحديثة. إذ بالكثير من أدوات العمل المدني المجربة، والتنوير الفكري، والعمل الإعلامي، نستطيع أن نؤثر في ناتج الممارسة، وتوفير الطاقات لحماية الفترة الانتقالية المستهدفة برغبات داخلية وخارجية حتى تحقق كل شعارات الثورة.
لقد انفتحت منذ انتصار الثورة طاقات كثيفة للعمل المدني بأشكاله كافة. والوثيقة الدستورية أتاحت فرصة للمكون المدني الحاكم لاستغلال مساحات للتغيير داخل الخدمة المدنية. صحيح أن ملفات إكمال هياكل السلطة، والاقتصاد، والعدالة، والإعلام، وهناك أخرى، ما تزال متأخرة من جانب الحكومة لأسباب موضوعية، وذاتية. ولن يخمد لنا جفن ما حيينا دون الضغط لمعالجة هذه الملفات انسجاما مع أهداف الثورة.
أما بالنسبة للإسلاميين فنقول:
كنتم تملكون الدولة كاملة بجيشها، وأمنها، وشرطتها، وبقية خدمتها المدنية، لمدى ثلاثين عاما فحولتموها إلى ضيعة خاصة بكم. لم تقدموا نموذجا للتدين مختلفا عن نموذج آبائكم وأمهاتكم الطيب، ولا نموذجا للتنمية، ولا سماحة، ولا عدل، ولا علاقات طيبة مع الجوار من المسلمين. والنصارى.
لم تفجروا أرض السودان وعدا، وتمنٍ. بل أكثرتم فيها من الفساد، وتحول الفقير فيكم إلى غني تجوب البحار سفنه. وقتلتم بالآلاف في دارفور، وقتلتم العزل في بورتسودان، والخرطوم، وكجبار، وعذبتم المعارضين في بيوت الأشباح، وأدخلتم الاغتصاب إلى الزنازين.
وقال الأمير فيكم أن الأسير: “ما تجيبوه حي” فما سألتموه عن خروجه عن معنى سماحة الدين هذا، ولفظتم كل السودانيين بالملايين من ديارهم طلبا للنجاة من قهركم لهم، وظننتم مغترين أن يدكم الباطشة لن تغل، وأن الحياة الرغدة ستدوم، وأن شعبكم استكان للذل، والمهانة، والخوف.
لقد جاء موكبكم هزيلا بلا معنى، ولا فن، ولا جسارة، ولم يستجب لكم الشعب، فهلا راجعتم هذا الخسران المبين.




انا اشاطرك الراي الاخ صلاح و اعتقد اهم خطوة تقنع الداعين الى اسقاط لتغيير رايهم هي تحسين عمل حمدوك في الجبهة الداخلية، على ان يبدأها بتسليم المطلوبين للجنائية و تعيين رئيس قضاء و نائب عام و وزير داخلية من ابناء الثورة. اذا قام حمدوك بهذه الخطوات يكون بالفعل التزم جانب الثورة و الثوار و لن يجد معارضة. صراحة شغل الحكومة على الصعيد الداخلي صفر كبير.
بنود الوثيقة مكانها وين
الان امنا بيتنا من الخارج الى حد كبير وحان الوقت للتأمين الداخلي
استاذ صلاح اعتقد ان محالاتك للحل الوسط لعدم اسقاط الحكومة الحالية لن تجد له خط بداية لسبب بسيط اتى فى متن مقالك القيم بان جل الذين فى السلطة الن كانو مع الحوار الوطنى الذى دعا له النظام البايد فالقوى الداعية لاسقاط الحكومة لم تنطلق من فراغ ولم تحمل البندقية كما حاولت ايراد السلمية
فتجمع المهنيين مثلا انتخب ولكن مكوناوت قحت ولجبهة الثورية وحتى الخكومة لا تعترف به ويتعاملو مع التجمع الساقط انتخابيا والمستقيل بعض عناصره لكنهم يمثلو المهنيين رغم انفهم مؤتمر باريس نموذطا
اما الحزب الشيوعى فيتكالب عليه حاضنة الحكوم ة والحكومة نفسها والمجلس السيادى الذى رفض اعادة البروف التوم بحجة الفحص الامنى الذى اوضحو صراحة بانه شيوعى ولااسف الحكومة لم تدافع عن وزير اختارته كل القوى السياسية بما فيها الجبهة الثورية هذا فضلا عن التصريحات والتلميحات من قادة الحاضنة وقوى الاحزاب المسيطرة على الحكومة بانهم لن يتركو النقابات للحزب الشيوعى قالتها الوزيرة المقالة لينا الشيخ وكررها عضو لجنة تفكيك النظام المباد صلاح مناع واجاز بلفعل مجلس الوراء قانونا افظع من قانون الكيزان هل تريد للحزب بعد كل تلك المذكورات ان يكتف يديه ويتفرج على حمدوك الذى يتواجد داخل الصناديق الغربية بكلياته ويتبع سياسات لا تصب فى مصلحة المواطن ويصمت على وزراء يقودوا الوطن للهاوية
اما لجان المقاومة فقد تركتهم الحكومة للمكون العسكرى استقطابا وقتلا وتهديدا فماذا تفعل لحمدوك الذى جعلها اى لجان المقاومة تنسى مهامها الرءيسية وتحاول ان تحافظ على حياة منسوبيها وهو يتفرج
هل تريد هذه الجهات ان تكرمه مثلا ام تسقطه وبات السؤال عن البديل والتخويف بالاسلاميين والانقلاب العسكرى من المستفزات للشعب الذى صرع اعتى ديكتاتوريات العالم